تخطى إلى المحتوى

قنابل تواجهها المطلقة بعد الانفصال -لحياة سعيدة 2024.

  • بواسطة
قنابل تواجهها المطلقة بعد الانفصال

خليجية

كلنا نعلم ان الطلاق ابغض ما عند الله سبحانه وتعالى وابغض ما يكون الى قلب المجتمعات البشرية. لا شك أن الكثير من الزوجات قبل الانفصال يعتقدن أن حصولهن على صك الطلاق سينهي الكثير من المشكلات التي يعانين منها مع شركائهن , ولكن ما إن يحصل هذا الانفصال حتى يبدأ الشعور بفداحة المصيبة وعظم الخسارة وأنه بداية لمصيبة جديدة ، خاصة وأن للطلاق تبعات نفسية مدمرة وممارسات تؤذي كافة الأطراف ويكون المتضرر الرئيس هم الابناء ، والضرر الواقع عليهم يمكننا أن نقسيها من جميع النواحي سواء اكانت نفسية او اقتصادية او اجتماعية او جسدية خاصة وان النزاعات الاسرية تتواصل بعد الطلاق وتتركز حول ثلاثة مسائل بالتحديد وهي النفقة والرؤية والحضانة تؤدي الى فقدان الشعور بالامان وفقدان الثقة بل وفقدان الاحترام بين الطرفين ، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع لكلا الطرفين بعد ان ظنوا ان المسألة قد انتهت!! فالاحصائيات الواردة تشير ان ما نسبة 80% من مشكلات مابعد الطلاق تتعلق بالنقاط الثلاث المذكورة و كل هذا من اجل الانتقام من والدتهم فقط دون أي ذنب منهم .
فمسؤولية الابناء لا يمكن ان تنتهي لاحد الطرفين بمجرد أن ينفصلا دينيا وقانونيا. لما يترتب على الطلاق من التزامات مالية وتربوية للطرفين ، حتما يؤثر على سير العلاقة الطبيعية وتقود الى حرب شرسة خاصة فيما يتعلق بالحضانة مما يؤدي الى تراكمات نفسية تؤثر على سير نمو الاطفال وشخصيتهم مستقبلا ، وتخلف آثاراً نفسية واجتماعية، فالأزمة النفسية التي تعقب عملية الطلاق مباشرة والمتمثلة في الشعور بالفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط وفقدان الأمان النفسي والأسري وتشتت النسيج الاجتماعي تصعب من إمكانية الرجوع إلى مرحلة التوافق مع الحياة بعد الطلاق.وتنتج عن تلك الممارسات القاسية في حقهم حالات عديدة تعاني من الاكتئاب والقهر النفسي والتي تعد أبرز مشاكل ما بعد الطلاق وتتخلص بالسلوك العدائي من قبل احد الطرفين تجاه الآخر ، حيث تشير الأبحاث الى ان الرجال هم اكثر نسبة من النساء في سلك هذا السلوك لاسباب اجتماعية عديدة منها إحساسه بان هناك عيب في تكوينه الاجتماعي وبالتالي يشعر بالسخط امام مطلقته فيعمد الى التعامل القاسي معها ويمكن ان نقرأ وان نسمع عن الكثير من قصص التعنت المتعمد من قبل الزوج وفي رفضه للطلاق والتهديد بأخذ الابناء خاصة وان تزوجت الطليقة بآخر وحتى بالقتل.. الخ.
ومن خلال اطلاعي على المشاكل الزوجية بين الازواج، يتضح لنا ان المتضرر الاكبر من تلك المنازعات حول الحضانة وغيرها هم الابناء، الذين يقعون ضحية لخلاف الآباء وقد يستخدمون من احد الطرفين كسلاح لمحاربة الطرف الآخر، ، حيث تشير الدراسات الاجتماعية التي تم تطبيقها في المجتمع الخليجي الى ان قضايا الحضانة تمثل احد اهم القضايا التي تشغل المحاكم والقضاة وخصوصا اذا ما تمت المماطلة من قبل الازواج والذي قد يصل الى حد الظاهرة في هذه القضية.. ولاشك ان من يدفع الثمن في هذا الشأن هو الأبناء، وخصوصاً اذا ما تم استخدامهم من قبل أحد الزوجين كوسيلة ضغط على الطرف الآخر من غير مراعاة الوضع النفسي والاجتماعي لديهم… كما أن بعض الاباء من يستغل الابناء في تمرير نياتهم السيئة لآثبات سوء اخلاق الام وهنا يحاول البعض ان يجعل الابناء طرفا في اثبات سوء اخلاق الام فيستعين بهم لشهادة مثلا، مما يخلف أثاراً نفسية جسيمة علي الابناء ، كما يجبر بعض الابناء على العيش مع اهل الاب عندما يتم انتزاعهم من الام وعادة ما يكون هناك رفض كبير قد يصل الى هروب الابناء من تنفيذ حكم الحضانة.

تعاملت مع حالة زوجة حصلت على حكم الطلاق من المحكمة وحصل الزوج بموجب الاتفاقية على حقه في رؤية الابناء ساعتين في الاسبوع لكنها لم تلتزم برؤية الاب للابناء ولا ترضي ان تريه الابناء او تريهم لوالدته حتى او ترد علي اتصالاته بهم
لدرجة ان احد الاطفال توفي بمرضه ولم تخبر الزوج بالأمر رغم مرور شهر تقريبا علي الوفاة

(أم علي) امرأه مطلقة وام لثلاثة أطفال جميعهم دون الثامنة عانت هي واطفالها الأمرين من سوء المعاملة القاسية التي لاتراعي دينا ولا اخلاقيات من رجل يفترض ان يكون هو الملاذ الآمن بعد الله ، وإذا به يتحول الى "وحش كاسر" لم يسلم من اذاه أطفاله قبل امهم. وحينما أصبحت الحياة لاتطاق مع ذلك الرجل طلبت منه الطلاق لكنه رفض وتركها معلقه اكثر من خمس سنوات ، وحينما يئست لجأت إلى المحكمة وطلبت الطلاق فحصلت عليه كما حصلت على الحضانه الشرعية لكنه رفض تسليم الأبناء ، ولم تقم الجهات التنفيذية بمتابعة تنفيذ حكم القاضي والتحقق من التزامه بتسليم الأبناء لوالدتهم .

من جانبها تحدثت مطلقة وأم لطفلين يقارب عمرهما السبع والخمس سنوات، عندما يمر طليقي على أطفالي للرؤية الشرعية يأخذهم معه ويحتفظ بهم عند زوجته الجديدة ويرفض إرجاعهم اضطر حينها الذهاب لبيته والوقوف بالساعات أمام الباب والمطالبة بإرجاع الطفل ودائما ما يهددني بأنه سيرفع علي دعوى إسقاط حضانة لأني غير جديرة بالتربية ، وهذه بالطبع مؤلمة لأي أم فهي تريد المحافظة على أولادها وأن تقوم برعايتهم حق الرعاية وأخشى ألا يجدوا عند أبيهم الاهتمام الكبير والرعاية في ظل انشغال الكثير من الآباء في أعمالهم ومشاغلهم العملية أو التجارية في بعض الأحيان.
لذلك ننصح الشريكان بعد مرحلة الانفصال التريث في شد حبل الخناق على الطرف الاخر وضرورة تجاوز الأحقاد والضغائن والالتفات الى المشاركة في المسؤوليات عوضا عن المحاربة النفسية المستمرة. فليس هناك ضير ان اتفق الطليقان على نظام معين لمواصلة حياتهما بشكل طبيعي، وان تقاسم المسؤوليات في حالة وجود ابناء يعكس ارقى صور الطلاق الناجح ولكن المسالة لا تعتمد على الطليقين فقط بل على الظروف الاجتماعية المحيطة وخاصة اهليهما.

خليفه محمد المحرزي ..

يسلمووو على الموضوع
يعطيك العافيه
مشكورين على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.