الجواز أسرار وحكايات..
قليلة جدا الجوازات الناجحة..
مهمتنا ندلكم على النجاح والسعادة اللي تستحقوها..
لنتفق على وجود بعض الأزواج الذين يستبّدون بآرائهم بصورة مستفزة، وينهون الحوار بجملة: "إن كان عاجبك والباب يفوت جمل"؛ وينقسمون لقسمين:
الأول يصر على رأيه منذ بداية التعارف، ويستحيل إخفاء ذلك على خطيبته ولو كان ممثلا بارعا، وتتزوجه الفتاة لمزاياه وتقول: سأغيره بعد الزواج. فتحاول إخضاعه بالدلال الأنثوي وتفلح حينا وتفشل كثيرا.
وليس من الذكاء الاطمئنان للرجل الذي يغير رأيه بسبب إغراء خطيبته أو زوجته فسيخضع للإغراء من الأخريات.
والثاني يبدأ حياته متجاوبا مع متطلبات الزوجة المقبولة، وعندما يرى تسلطها يقاومه بمحاولة إقناعها بالمنطق وعندما يفشل يقرر استخدام الاستبداد معها ليريح نفسه. وهو أمر سلبي بالطبع، لكننا نرصد الواقع ولا نقبله، ونوضّحه لتغلق الزوجة الذكية بابين مهمين لتسلط الزوج.
احتقرته ومشيت
لابد من إتقان الزوجة لمهارات الحوار مع زوجها، ولنبدأ بحسن اختيار الكلمات والتنبّه إلى النظرات وحركات الأيدي أثناء الحوار مع الزوج. وأتذكر زوجة صرخت في وجهي بأن زوجها يهينها كلما طالبته بشيء، فطلبت منها ألا تستفزه بحديثها، فهاتفتني ثائرة: "فعلتُ ما قلتِهِ وأهانني!".
فسألتها:ماذا قلتِ له؟.
ردتْ: "لم أقُل شيئًا، بل نظرتُ إليه باحتقار وتركته ومشيْتُ!".
هتفتُ: "ليتكِ تكلمتِ!".
لتتذكر الزوجة ضرورة الابتعاد عن صيغة الأوامر عند طلب ما تريد من زوجها، فحتى الأطفال يكرهون الأوامر ويهربون من تنفيذها، وإن تظاهروا بالطاعة خوفًا من العقاب.
العناد المؤلم
وننبه إلى عدم واقعية تلبية الزوج لجميع رغبات زوجته، وتنفيذه لكل كلامها، والزوجة الذكية تتجاهل الأمور البسيطة، وتدّخر طاقتها لإقناع زوجها بالأهم بلطف ودون إلحاح، لأنه يأتي بنتائج عكسية غالبًا. وإن أطاعها مؤقتًا فسيتحفز لرفض أي شيء مستقبلاً ليرد الاعتبار لنفسه، ويدخل الزوجان في دوائر مؤلمة من العناد.
ونفضل أن تخبر الزوجة زوجها بما تريد في صيغة تساؤل مثل: "ما رأيكَ في أن نقوم بهذا الأمر..؟"، وتطرح ما تريده بهذه الصورة وتضيف: "فكِّر وأثقُ أنك ستختار الأفضل". أو أن تقوم بتخييره بخيارين لا تمانع في أحدهما، وتغادر المكان بلطف فور انتهائها من الكلام لتعطيه فرصة ليفكر دون أن يشعر بأنها تفرض رأيها.
لا تتعجلي الحروب
إذا تعجل بالرفض عنادًا؛ فلا تسارعي بالحرب بل هدئي من نفسك وتحلَّيْ بالنَفَس الطويل، واتركي الأمر لبعض الوقت وتعاملي معه بصورة طبيعية ولطيفة، ولا تعاقبيه معنويا ولا عاطفيا ولا حسيًّا -كما تفعل الكثيرات- فيختار العناد؛ وتشتعل الخلافات بدلاً من إطفائها. بعكس التعامل الودود الذي ينزع فتيل الحرائق ولو بعد حين.
ثم اطرحي الفكرة مجددًا بأسلوب آخر يركز على المزايا، وبأقل قدر ممكن من الكلمات؛ فالرجال يضيقون بالمحاضرات، ولتتجنبي كلمات مثل: "الجميع يشيدون بصحة موقفي"، أو "أي عاقل يؤيدني تماما"، وما شابه.. فهذا يصلح لبدء مشاجرة وليس التوصّل إلى اتفاق يُرضي الطرفين، ويوصّل للزوج رسائل سلبية مثل: "أنت لاتفهم.. أو غبي وجاهل!".
التقاط كلمة
على الزوجة أن تستمع بذكاء لاعتراضات زوجها غير المنطقية، وترخي ملامح وجهها؛ فلا تبدو عصبية فتستفزه وتشتعل المعارك. وتُنصت حتى ينتهي من كلامه وتلتقط ولو كلمة واحدة أعجبتها من كلامه لتثني بها عليه دون مبالغة، وتقول: "أوافقك على كذا وكذا"، و"أتمنى أن تفكر في وقت آخر في باقي كلامي"، وتقولها بود حقيقي وليس مفتعلاً؛ فستمرّ المشكلة وسيبقى الزواج.
وليكن ذلك حاضرا في قلب كل زوجة عند اختلافها مع زوجها، فلو سمحتِ لكل أزمة بسحب جزء من الحب والاحترام بينكما لتَآكَل الزواج تدريجيًا، وهو سبب للطلاق بين الزوجين بعد سنوات طويلة؛ حيث يتسلل الشعور بالاختناق بينهما حتى يعجزا عن علاجه، وربما يفقدان الرغبة أيضا في الخلاص منه.
ليس أباكِ
تظلم بعض الزوجات أنفسهن عندما تريد إحداهن أن يكون زوجها مثل والدها الذي كان يسمع كلام أمها دون نقاش، أو عندما تحاول -ولو دون وعي- الانتقام لوالدتها التي كانت تخضع لقهر والدها، أو تحاول ألّا تكون نسخة منها بتعمّد رفض رغبات زوجها واجباره على تنفيذ رغباتها وحدها، فتخسر صحتها النفسية وحب زوجها وإقباله عليها كأنثى في اللقاء الحميم؛ لأنه لا يشعر برجولته معها في جميع تفاصيل الحياة اليومية.
وهذا لا يعني بالطبع أن تلغي شخصيتها، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً. وإنما المطلوب هو الاعتدال وتقبل ضرورة وجود اختلافات في الآراء والرغبات، والسعي إلى احتوائها باحترام وبلطف.
لا لبيع الشريك
أثارت زوجة مشكلة مع زوجها لإشادته بشركة الهاتف المحمول التي يشترك بها -رغم كثرة أعطالها- وتشاجرت معه أمام الناس لتمسّكه برأيه. والزوج لم يتنازل عنه، ولم يعترف أمام أسرتها بخطئه، مما أحرجها وأشعرها بالإهانة!
لا أرتاح لهذه المجادلات؛ فهي تعكس خللاً في علاقة الزوجين، وليست المشكلة نفسها، فلو أحبّ أحد الزوجين الآخر واحترمه ما باع شريك حياته للانتصار المزعوم، فالطرف الأذكى هو الذي يتجاوز ذلك بسماحة نفس حقيقية، ولا يتّخذها أسلحة للهجوم على الطرف الآخر مستقبلاً ولا يعيّره بها، فالحياة لا تتحمل هذا الشحن غير المبرر من الجنسين بعضهما ضد البعض.
يقول الشاعر بشار بن بُرد:
إذا كُنتَ في كلِ الأمورِ معاتبًا صديقَكَ لمْ تلقَ الذي لا تُعاتِبُهْ
فَعِشْ واحدًا أوْ صِلْ أخاكَ فإنَّهُ مُقارِفُ ذنبٍ مرةً ومُجانِبُهْ
تهرّب الزوج
لا تتوقع الزوجة من صديقتها المقربة أن تطعيها دائمًا، فكيف لا تمنح زوجها هذا الحق، على الرغم من أن رابطة الزواج أقوى من الصداقة؟
حكت لي زوجة أنها أخبرت زوجها بأنها تريد ميعادًا أسبوعيًا لتنظيم حياتهما وإصلاحها أولا بأول، فيتهرب.
ورددتُ بأن أسلوبها يوحي برفضها لزواجها ورغبتها في التغيير ولذلك فهو يتهرب، والأفضل ألّا تحدّد ميعادًا وأن تتنهز فرصة وجوده بالبيت وتقسّم ما تريده على أجزاء؛ وفقًا للأهمّ، وبذلك لا يشعر أنها تُحاصره بطلبات ترهقه. هذا مع مراعاة تقليل الكلام والحديث بودٍّ، وعدم بدء الكلام بجمل مستفزة؛ مثل: "أثبت لي حبكَ"، أو "هذه المرة لا تجادلني"؛ لأنها تضايقه ولا تدفعه إلى الاستجابة كما تتوهم، أو "إذا لم تفعل ذلك طلّقني".
لا للانتقام
أتمنى إذا رفض الزوج طلبًا لزوجته ألّا ترد بالإساءة إليه انتقامًا منه؛ لأنها بهذا ستمنعه من مراجعة نفسه، وسينتهز أول فرصة ليرد الصاع صاعين. والأفضل أن تبحث عن أسباب رفضه، وإذا لم تقتنع تُمهله بعض الوقت وتعيد الطلب بوُدّ وبعيدا عن البكاء والتوسّل، فلا أرضى لحواء بهذا الأسلوب الذي قد يحرز بعض النتائج مؤقتًا، ولكنه يجعل الزوجة تخسر على المدى البعيد، فالزوج سيعتاد بكاءها ويسيئ إليها، وهو ما أكره حدوثه.