صمت الرجل أهو طبع، أم موقف… أم هروب من المشاكل؟
الإنسان كائن اجتماعي ناطق، يعشق الكلام، يحب الحديث، لديه القدرة على أن يناقش ويحاور ويجادل ساعات طويلة دون تعب او ملل ولا يقدر على الصمت لساعة واحدة،
وهو إذا استطاعه سواء كان يميل بطبعه إلى الصمت أو روض نفسه عليه لأسباب خاصة لديه، فإن زوجته بالتأكيد لن تقبل هذا، فالزوجة لا تتحمل صمت زوجها على مدى حياتها كلها، وأي زوجة تريد من زوجها أشياء أهم بكثير مما يفرضه عليه الزواج تقليدياً من بيت ومأكل ومشرب وإنفاق وإنجاب البنين والبنات، إنها تتطلع إلى مشاركة عقلية، إلى فتح حوار معه، إلى مجاذبة ومناقشة وجدال، ليس المهم أن يتفقا أو يختلفا، المهم أن يستمر الحديث بينهما ليشكل نافذة يطل منها كل منهما على ما في ذهن الطرف الآخر وعقله، إنه يوسع آفاق المعرفة لكليهما ومدى معرفة أحدهما بالآخر.
فما هو رأي طرفي الحياة الزوجية بشأن صمت الرجل؟
أهو طبع أم موقف أم ضرورة حتمية أم هروب من المشاكل؟
الصمت الذي يغلف الحياة الزوجية ويشيع البرودة في أوصالها هو دليل على عدم التفاهم وعدم التوافق بين الزوجين، فعندما يموت الكلام على لسان الزوج، وتهرب الزوجة من صمته إلى أولادها أو صديقاتها او إلى وحدتها فإن هذا يؤدي إلى فجوة كبيرة بينهما، وتصدع في جدار الحياة الزوجية وهي مسؤولية الزوج والزوجة معاً.
وكانت لنا وقفة مع أحد الصامتين الذين يعترفون بالحقيقة المؤلمة ولا يملكون لها تغييراً يقول: تزوجت منذ ثمانية عشر عاماً، كنت وقتها محامياً في بداية الطريق، وبدأت رحلتي مع الصمت منذ بدأت شهرتي تتسع حيث كانت القضايا التي ترد إلى مكتبي يتزايد عددها وتتزايد معها مسؤولياتي ومشاغلي، فأصبحت متعباً مكدوداً أعود إلى البيت غير قادر على الكلام لا مع زوجتي ولا حتى مع أولادي وكل ما أستطيع عمله أنني أجلس بينهم أرى وأسمع وأكتفي بالإيماء والهمهمة فقط، وصمتي هنا ليس من طباعي وليس نتيجة موقف ولكنه ضرورة تحتمها وظيفتي لخلق نوع من التوازن، فأنا منذ الصباح الباكر حتى العاشرة مساءً لا أتوقف عن الكلام بين مرافعات في المحكمة، في اكثر من قضية أحياناً وين مناقشات في المكتب مع أصحاب القضايا، كلام… كلام حتى يجف حلقي وحينما ينتهي يومي وأعود الى البيت أكون على استعداد لأي شيء إلا الكلام، ولكن زوجتي لا تقبل ذلك ولا تقدر عملي ولا تتحمل صمتي.
مهندس استشاري يقول عن تجربته مع الصمت: أحياناً يلجأ الزوج للصمت في البيت تعبيراً عن افتقاده المشاركة وعدم فهم الزوجة لدورها في الحياة وتقصيرها نحو زوجها، فالزوج منا يعود من عمله مرهقاً مكدوداً مثقلاً بهموم ومشاكل لا حصر لها، والأفكار تتطاحن في ذهنه ويتمنى أن يجد الزوجة الواعية المقدرة التي يفرغ بين يديها ما ينوء به فتسمع له وتساعده وترشده وتأخذ بيده مضيئة له طريقه. إن الأزواج كلهم بلا استثناء يتمنون زوجة تشارك زوجها أفكاره وتحمل عنه بعض مسؤولياته.
السيدة نضال كاظم علقت على الموضوع قائلة: يلجأ بعض الأزواج إلى استخدام أسلوب الصمت مع زوجاتهم اعتقاداً منهم أنه الأسلوب الأمثل لحل العديد من المشاكل الزوجية غير أن علماء النفس والاجتماع أكدوا أن هذا الأسلوب يسهم في زيادة المشاكل خاصة إذا كانت الزوجة تحب الكلام وتفضل أن يتجاوب زوجها معها بشكلٍ مستمر.
أما رأي السيدة مها أحمد فهو: إن الزوجة الشرقية في أغلب الأحيان تحب أن ترضي زوجها فتتحدث معه وتنقل له أخبار الأقارب والأصدقاء معتبرة أن ما تقوم به ليس ثرثرة بل يمثل مشاركة منها في شؤون الأسرة وعليه فهي تنتظر من زوجها أن يستمع إليها ويتجاذب معها أطراف الحديث.
ونحن لنا رأي أيضاً: فما بين هذا وذاك فإن الصمت ليس حالة وجدانية مريحة، بل هو يطحن أعصاب الرجل ويفترسه ويجعله يفقد الثقة بالزوجة وبالعلاقة الزوجية التي تربطهما، لذا فإن مسؤوليتك أيتها الزوجة هي انتشال زوجك من صمته وإنقاذه من الحصار الذي فرضه حول نفسه، أشعريه بحبك وباهتمامك بكل ما يتعلق به من شخصه أو عمله أو هوايته وكل دقائق حياته، عيشي معه وعايشي أحلامه وآماله ومشاكله وهمومه فإن هذا هو السبيل الوحيد لحل عقدة لسانه لجعله ينطلق في الحديث وليسمعك أعذب الكلمات
منقوووووووول لعيونكم
بس سكوت الرجااال طبع فيهم وكلام الرجل وفقا لبعض الدراسات انه اقل من المراه كلام