والألم ، بل وقد يتعدى ذلك إلى تقرحات وتشققات في جدار المهبل .
وهذا السائل يَقل في حالات منها : ( الأيام التي تسبق العادة الشهرية ، وحين تكون المرأة غير مستعدَّة نفسياً لممارسة الجماع ، وكذا حين تَعَجُّل الرجل زوجته للجماع دون تهيئة كافية ) .
ولذا فالمرأة تحتاج إلى تهيئة لعملية الجماع ، لمُدَّة تتراوح من : ( 5 – 15 ) دقيقة ، تَتَّسِم بالمداعبات الأولية ، يُراد بها استثارة المناطق الحسَّاسة عند المرأة ؛ كالثديين والشفتين والفخذين ، وعليه ينبغي أن تُعطى هذه المرحلة حَقَّها قبل البدء في الإيلاج ، فالكلمات الرقيقة العاطفية ، والقبلات ، والعِناق ، والمسح على أجزاء الجسم ؛ كل ذلك كفيل بتهيئة لِقاء حميمي ممتع بإذن الله .
ومما تنبغي الإشارة إليه أن هذه المرحلة تُغّذِّي المرأة عاطفياً غِذاءً يُحيل أيامها القادمة إلى سعادة وهناء مهما كانت المشكلات التي تعترضها ، وبعضهن يستمتع بهذه المرحلة أكثر من استمتاعهن بالإيلاج ذاته ، بل وهذه المرحلة سبيل إشباعهن جنسياً ، وبدونها لا تتحقق لهن المُتعة الحقيقية من الجِماع .
ومن هنا كان على الرجل تحريك كَفِّه برِقَّة على كتف امرأته ، وظهرها ، وخصرها ، مع تقبيلها في فمها ، وخدها ، و رقبتها ، وخلف أذنيها ، وعلى كتفيها , مع الهمس بمفردات الحُب والشوق والهيام .
4- إن وجد الزوج أن زوجته بدأت في الاستجابة ، فعليه زيادة التقبيل والاحتضان ، ثم استثارة منطقة الصدر ، وغير ذلك مما أقبل منها وأدبر ، الأمر الذي يَصِل بها إلى غاية المُتعة ، وتزايد كميات الإفرازات المهبلية ، وإن استطاع أن يوصلها للذروة عدة مرات بالمداعبة والتقبيل فذلك أحسن ، وأحفظ لها ، بل وأعف لبصرها ، وأدوم للمودة والألفة والمحبة بينهما ، فالقبلة تُثير الشهوة لدى المرأة أكثر من أي شيء آخر ، وهي بريد التواصل بين الزوجين ، وأكملها ما تُدُرِّجَ فيه من الخفيف إلى العميق ، وعنده يكون المص ، واللمس ، واللحس ، لشفاه الزوجة ولسانها مُتْعة تستدعي المرحلة الثانية ؛ ( الإيلاج ) .
قال ابن قدامة ( المغني : 8/ 136 ) : ( ويستحب أن يلاعب امرأته قبل الجماع لتنهض شهوتها ، فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله ، وقد روي عن عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تواقعها إلا وقد أتاها من الشهوة مثل ما أتاك لكيلا تسبقها بالفراغ – قلت: وذلك إليّ ؟ قال: نعم . إنك تقبلها وتغمزها وتلمزها ، فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعتها ) ا.هـ .
وجاء في فيض القدير ، عن أبي يعلى قال : ( إذا خالط الرجل أهله فلا ينزو نزو الديك ، وليثبت على بطنها حتى تصيب منه مثل ما أصاب منها ) .
5- عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ) ( متفق عليه ) .
جاء في شرح النووي على مسلم : ( قَالَ الْقَاضِي قِيلَ الْمُرَاد بِأَنَّهُ لَا يَضُرّهُ أَنَّهُ لَا يَصْرَعهُ شَيْطَان وَقِيلَ لَا يَطْعَن فِيهِ الشَّيْطَان عِنْد وِلَادَته بِخِلَافِ غَيْره قَالَ وَلَمْ يَحْمِلهُ أَحَد عَلَى الْعُمُوم فِي جَمِيع الضَّرَر وَالْوَسْوَسَة وَالْإِغْوَاء ) .
وقد ذكر بعض أهل العلم أهمية أن يكون الزوج مستلقيا على ظهره ، محتضناً زوجته في مقدمة الجماع ، حتى تقضي وطرها ، فهذه الطريقة تؤخر النشوة عند الرجل ، بينما تستدعيها عند المرأة ، فإذا قضت المرأة حاجتها ، يعكسان الوضع بحيث تصبح الزوجة مستلقية على ظهرها والزوج أعلاها .
6- من المفارقات أن الزوج بعد إتمام عملية الإيلاج ، يشعر بالإجهاد والخمول والنعاس الشديد أحياناً ، بينما المرأة تكون في قمة نشوتها الجنسية ، فهي في حاجة إلى العناق والقبلات لبعض الوقت ، وخصوصاً أن الغالبية منهن لا تتمكن من انهاء وطرها إلا بعد الرجل ببضع دقائق . وعليه ينبغي للرجل ملاحظة هذا الأمر ، والتغلُّب على نفسه ، وإعطاء زوجته هذه اللحظات الماتعة ، قبل الجماع وبعده ؛ لكونه سيجني منها حباً يحيل حياته إلى عالم من الدَّعة والهناء .
وبعد . . إن إدراكنا لأهمية نجاح هذا اللقاء ، وأثره في استقرار حياتنا ، وطمأنينة نفوسنا ، وإشباع حاجاتنا الفطرية ، يجعل أمر التخطيط لنجاحه ، والعمل على اكتمال أركانه ومستحباته ، أمر بدهي ، بل ونمارسه مستشعرين غاية السعادة والمتعة والهناء .