الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته – أخي المسلم :
الذهب و الفضة و الألماس و العقارات و الشركات و الدولارات …. كلها أشكال مختلفة لشيء واحد : المال .
المال , هذا الإسم الذي يجذبنا كلنا له , يغرينا باقتنائه , يفتننا بحبه و كم في حبه ذبح الأخ أخيه و الأب ابنه و الزوج زوجته .
المال , هذا العزيز الطاغي , عزيز في قلوبنا , يحرقها في حبه و نحرق من أجله بلاداً و عباداً , طاغٍ على عقولنا فكأنه السحر أم هو الهوس و الجنون .
ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم , ما استطاع المال و لا جباله أن تؤثر فيك طرفة عين و لا أقل و لا أكثر من ذلك و ما أعظم الفارق بيننا و بينك و نحن الذين نصحو على ذكره و ننام على عشقه .
أحبتي في الله
ينشط اللعين حب المال عند الإنسان حتى إذا ما تمكن منه ذلك سعى لكسب المال من حلال أو حرام فظلم فلاناً و فلاناً و أضاع الكثير من الأشياء المهمة في حياته و على رأسها عبادة الرب الذي خلقه ,
يقول اللعين :
– إن لم تحصل على مالٍ كثير فلن تكون سعيداً .
– لن تكون محترماً إن كنت فقيراً و ليس لديك المال الكثير .
– الكل يشمئز منك لأنك فقير , لو كنت غنياً لتغيرت نظراتهم و تصرفاتهم معك و لوضعوك على الرأس .
– بما أنك لا تلك سوى 50 مليوناً فعليك أن تعمل بجد أكثر حتى تسبق قريبك فلاناً الذي يملك مئتي مليوناً .
– آهٍ ما أجمل هذه العربة (السيارة) , هيا اجمع ثمنها و اركبها و عش حياة جميلة .
– لو معك المال الكافي لتزوجت من تلك الفاتنة .
– أنت لا توفر من مدخولك السنوي شيئاً و ابنك يكبر أمامك و ما هي إلا عدة سنين حتى يبلغ سن الزواج , ماذا ستفعل حينها ؟
– إلى متى ستعمل في هذا المخزن الصغير , يجب أن تجمع المال كي تنشأ شركة كبيرة و تربح أموالاً كثيرة و عندها ستشعر بطعم السعادة الحقيقية .
– انظر إلى هذا البيت الفاخر , متى سيكون لديك مثيلاً له .
– تشتري ثيابك من المحلات العادية و آخرون يلبسون الثياب الفاخرة من أرقى المحلات , ما يفرقون عنك , لم لا تكون مثلهم .
– منذ كذا و كذا سنة و أنت تأكل من هذا الطعام الشعبي , لو كان معك مال لأكلت الوجبات الدسمة الشهية .
– أنت محروم , غيرك يبني البناء تلو البناء و يربح من ذلك الكثير الكثير و ما ذلك إلا لأن لديه مال .
– هذا رجل لا يفقه شيئاً و مع ذلك فهو يركب أجمل السيارات .
– أنت الذي كنت أفضل تلميذ في الصف تعيش في بيت للأجرة و ذاك الذي كان كسولاً أصبح لديه شركة و أموالاً .
– كيف ستواجه أقاربك الأغنياء و أنت الفقير الوحيد بينهم .
– أنت لم تذق فاكهة منذ كذا و كذا و كل ذلك لأن ليس لديك مال .
– ابنك يذوي أمامك لأن ليس لديك المال لتذهب للطبيب كي يعالجه .
– أخوك لديه المال الكثير و أنت ليس لديك شيئاً بالمقارنة معه , كيف سيبدو ابنك أمام ابنه ؟
– انظر إلى ابن عمك يهزأ بك و يسخر منك لأنك تلبس ثياباً قديمة و تعيش في بيت متواضع جداً .
– لو كنت غنياً لطرق بابك عشرات الشباب يطلبون يد ابنتك .
– لقد كنت أذكى تلميذ في المدرسة و لكن الفقر حرمك من الإستمرار في الدراسة و أن تصبح غنياً مرفهاً بدل الشقاء الذي تعاني منه اليوم .
– انظر إلى زملائك في الكلية ينفقون الأموال هنا و هناك و أنت لا تجد ثمن تذكرة الحافلة العمومية , يا لك من تعيس بائس .
– قريبك فلان لديه متجر ضخم جميل يدر عليه الآلاف يومياً و أنت بالكاد تكسب مصروف يومك , إلى متى ستستمر حياتك هكذا ؟
– فلان يجدد سيارته كل حين و أنت لا تجد ما تأكل , وضعك لا يطاق .
– انظر إلى جارك , يذهب في رحلة استجمام هو و عائلته و أنت لا تعرف سوى عملك و بيتك , لو كان معك مال لتنفست قليلاً و أرحت أعصابك هنا و هناك .
– لو كان معك مال لاشتريت مدفأة و وقوداً تدرأ بهما البرد الذي يكاد يقضي عليك .
– اجمع المال حتى تشتري مكيفاً يخفف عنك لهيب الصيف .
– أنت شاب و تستطيع تحمل مشاق العمل الذي تقوم به و لكن ليس إذا ما كبرت و هرمت فلذلك عليك أن تجمع المال و بسرعة قبل فوات الأوان .
اعلم أخي المسلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك و أن الفقر و الغنى بيد الله عزوجل و كلاهما امتحان و ابتلاء من رب عليم و أن فتنة و بلاء الغنى قد يكون أشد على الإنسان من بلاء و فتنة الفقر و أن حساب الغني أطول من حساب الفقير و أن انشغال الغني بماله يؤدي في كثير من الأحيان إلى انصرافه عن أشياء أهم حتى إذا ما ترك ماله و ذهب إلى دار الآخرة تمنى لو رجع و شغل نفسه بغير المال .
و لا تقل يا أخي لو فعلت كذا لكنت غنياً بل قل قدر الله و ما شاء فعل و كل شيء لديه بحكمة بالغة و اعلم يا أخي أن ربك عليم بما يصلحك , خبير بدقائق الأمور , محيط لا تفوته فائتة و اعلم كذلك أن البلاء إن لم يأتك من ناحية الفقر فقد يأتيك من نواح أشد عليك مثل المرض و الحبس و غير ذلك .
و اعلم أن الفقر و الغنى الحقيقيين هما في القلب و ليسا في اليد و كم من غني اليد فقيرِ القلب ضعيفٍ ذليل تقتله شهوته و كم من فقير اليد غني القلب عزيز النفس ينام كملك غير متوّج و يعيش سيداً لا ينازعه أحد و لا تذله شهوة و اعلم كذلك يا أخي أن عليك العمل في كسب المال بما يرضي الله عزوجل متجنباً الكسل و التواكل و منفقاً إياه فيما يرضيه سبحانه .
بنتــــــضہـہـاكـــہـل جــــــہـہـديدكـــ بــــہــكل
الـــــہـہـود
وجعله في ميزان حسناتك
سوسو1978