حلم و تأويل رؤيا التساهل والتلاعب في تعبير الرؤى!
سئل الإمام مالك – رحمه الله – أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: ابالنبوة يلعب؟! وقال أيضاً: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيراً أخبر به وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت. فقيل له: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنها على ما تأولت عليه. فقال: لا. ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة. (التمهيد1- 288).
فلا أنصح أحبتي بالتلاعب بالنبوة وتعبير الرؤى من غير علم ودراية، فإن من الناس من دخل هذا الميدان وهو ليس أهلاً له كما تطفل على الطب والشعر من ليس بشاعر ولا بطبيب.
وإن من تلبيس إبليس على البعض أن يخرج الرجل بتعبير الرؤى فيصيب ثم يخطئ ثم يصيب فيوافق شيء من الواقع فيفرح ويعتقد أنه أصبح معبر زمانه ويدعمه بعض ضعفاء النفوس فيكتسب تلك الشهرة بين الناس وهو ليس أهلا لذلك.
وكم نشاهد ممن أدعى علم التعبير وهو ليس بمعبر وإنما لغرض من الدنيا أصاب ومن تأمل أحوال معبري زماننا إلا من رحم ربي يجد أن عدداً ليس بالقليل لا بضاعة له في ذلك أغلبهم إن لم يكن جلهم صغار سن وضعيفو علم وتوجيه ونصح للناس.
ومن التساهل في هذا أيضاً: أن أحدهم قد يسمع بالرؤيا فيتطفل عليها وعلى تعبيرها مازحاً وضاحكاً، وهذا يحصل في مجالسنا كثيراً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
لذا نصيحتي للجميع أن لا يسأل كل من هب ودب ممن أدعى علماً في التعبير، فالعلماء وضعوا للمعبر ضوابطاً وشروطاً وصفات يتصف بها،
- جزاك الله خير