غلبة النفس و عداوة الشيطان
ينبغي للعاقل ان يقمع شهوة النفس بالجوع إذ الجوع قهر لعدو الله فان وسيلة الشيطان الشهوات و الاكل
و الشرب كما قال صلى الله عليه و سلم:"ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع".
ان اقرب الناس الى الله تعالى يوم القيامة من طال جوعه و عطشه و اعظم المهلكات لابن ادم شهوة البطن
فبها أُخرج ادم و حواء من دار القرار الى دار الذل و الافتقار اذ نهاهما ربهما عن اكل الشجرة فغلبتهما
شهوتهما حتى اكلا فبدت لهما سوآتهما و البطن على التحقيق ينبوع الشهوات.
الشهوة تُصيّر الملوك عبيداً و تصيّر العبيد ملوكاً.
قال حاتم الاصم رحمه الله:نفسي رباطي و علمي سلاحي و ذنبي خيبتي و الشيطان عدوّي و انا بنفسي غادر.
حُكي عن بعض اهل المعرفة انه قال:الجهاد على ثلاثة اصناف:جهاد مع الكفار و هو جهاد الظاهر كالذي
في قوله تعالى:{يجاهدون في سبيل الله}و جهاد مع اصحاب الباطل بالعلم و الحجة كقوله تعالى:{و جادلهم
بالتي هي احسن}و جهاد مع النفس الامارة بالسوء كالذي في قوله تعالى:{و الذين جادوا فينا لنهدينّهم سبلنا}.
و قوله صلى الله عليه و سلم:"افضل الجهاد جهاد النفس".
كما قيل:من فرّ منه فرسه في الحرب وقع في ايدي الكفار و من فرّ منه الايمان يقع في غضب الجبار.نعوذ
بالله منه.و من وقع في ايدي الكفار لا تغل يده الى عنقه و لا تقيّد رجله و لا يجوع بطنه و لا يعرى بدنه
و من وقع في غضب الجبار يسودّ وجهه و تغلّ يده الى عنقه بالاغلال و تقيّد رجله بقيود النار و يكون طعامه
ناراً و شرابه ناراً و لباسه من نار.
من كتاب مكاشف القلوب المقرِّب من علام الغيوب
هي جاهدوا
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
لك الشكر من كل قلبي