يتّبع معظم النساء نظامًا غذائيًّا للمحافظة على رشاقتهنّ وعلى الوزن المثاليّ. لكن ذلك يكون صعبًا في فترة الحمل، إذ من الضروري الزيادة في الوزن المناسب من أجل ضمان حمل جيد.
رامية جريس, أخصائية التغذية
تمُرّ المرأة في حياتها بكثير من المراحل الفيزيولوجية التي تميزها عن الرجل، ومن أهمّها فترة الحمل التي تحمل خلالها داخل أحشائها مولودًا جديدًا لهذا العالم.
يتّبع معظم النساء نظامًا غذائيًّا للمحافظة على رشاقتهنّ وعلى الوزن المثاليّ. لكن ذلك يكون صعبًا في فترة الحمل، إذ من الضروري الزيادة في الوزن المناسب من أجل ضمان حمل جيد، فوزن الطفل عند الولادة يعتمد على الوزن المكتسب في أثناء الحمل.
الزيادة الموصى بها في الوزن خلال فترة الحمل
من المهمّ خلال الحمل عدم الإفراط في تناول الطعام، بل مراعاة الزيادة في الوزن بشكل مناسب.
زيادة وزن الأم الحامل تؤثّر، بشكل واضح، على وزن المولود، كما أنّ زيادة الوزن ضمن معدّل معقول تعتبر مسألة مهمّة، خصوصًا أنّ الأطفال الذين يولدون مع نقصان أو زيادة في الوزن يواجهون مشاكل عند الولادة.
ينصح، في معظم الحالات، بألا يزيد الوزن خلال الثلث الأوّل من الحمل عن 1-1.3 كغم. خلال الثلث الثاني من الحمل، ينصح بزيادة الوزن ما بين 4-5 كغم، أي 350-400 غرام في الأسبوع، وهنا يضاف 300 من السعرات الحرارية إلى النظام الغذائي. وفي الثلث الثالث تكون الزيادة في الوزن أسرع، وتبلغ ما بين 6-7 كغم، أي ½ كغم في الأسبوع.
إن زيادة الوزن ليست كلّها دهنًا، فكل ما يتعلّق بالجنين، مثلاً: المشيمة تزن 5 كغم، وما يتعلّق بالأم كالرحم، الثدي، الدم، والسوائل في الجسم تزن في نهاية الحمل 4 كغم، أي إن 9 كغم تقريبًا تكون زيادة ثابتة نتيجة للحمل. أما الزيادة الإضافية فهي الدهن، ويراوح وزن الدهن ما بين 12 كيلو وأكثر، وهو أمر نستطيع السيطرة عليه.
إن الحفاظ على الوزن المثالي في أثناء الحمل مهمّ لصحّة الطفل والأم، على السواء. فالنقص في زيادة الوزن في أثناء الحمل يشكّل خطرًا، كونه يؤدّي إلى ولادة طفل بوزن أقلّ من المعدّل المطلوب، وهو ما يسبّب له مشاكل صحيّة. أمّا المبالغة في زيادة الوزن فتؤدّي إلى ولادة مبكّرة، ويكون حجم الطفل كبيرًا، وقد يتعرّض لمشاكل صحية أخرى في المستقبل، مثل مرض السكّري، ارتفاع ضغط الدم أو دوالي الأوردة.
لقد أكّد الكثير من الأبحاث أنّ الزيادة المبالغة فيها في الوزن خلال الحمل تؤدّي إلى ازدياد في وزن المرأة بعد الولادة بشكل ملحوظ.
من المهمّ ألا تتّبع المرأه الحامل أيّ نظام لتخفيض الوزن خلال فترة الحمل، حتى لو كانت في وزن زائد، وإنما عليها مواصلة الحمل والزيادة في الوزن ولكن ببطء، وبإشراف أخصّائية تغذية، مع تناول الطعام عند الإحساس بالجوع، وليس للتسلية وتمضية الوقت.
من المهم أن يكون النظام الغذائيّ الذي تتّبعه المرأة الحامل متوازنًا ومتنوّعًا ويضمّ كل المجموعات الغذائيّة: النشويات (الخبز)، البروتينات (اللحوم والبقوليّات)، الأغذية الغنيّة بالكالسيوم، الخضروات والفواكه، الدهون (الجوز واللوز).
نصائح غذائية لمنع الزيادة المفرطة في الوزن في أثناء الحمل!
– تناول وجبات منظّمة خلال اليوم: ثلاث وجبات أساسيّة وثلاث وجبات خفيفة.
– شرب السوائل: ما بين 2-3 ليتر يوميًّا (10-15 كأسًا).
– تخفيف كمّيات السكريات والحلويات والدهون.
– الإكثار من الخضروات بجميع أنواعها.
– تفضيل الأغذية الغنيّة بالألياف الغذائيّة التي تزيد الإحساس بالشبع، وتقلّل من الإحساس بالإمساك، مثل: الحبوب الكاملة، البقوليّات، الخضروات والفواكه بقشرتها.
تُنصح النساء اللواتي يُعانين من وزن زائد قبل الحمل باتّباع نظام غذائيّ لتخفيض الوزن قبل الحمل، وهو ما يساعدهنّ خلال فترة الحمل، ويجعل حملهنّ أسهل ودون مشاكل. ويمكنهنّ، بعد الولادة، استعادة وزنهنّ الطبيعيّ.
بارك الله فيك حبيبتي