يتوجّب على الطفل صوم شهر رمضان عند البلوغ، إلا أن هذه القاعدة لا تنفي ضرورة محاولة الأهل تشجيع ابنهم على القيام بهذه العبادة قبل هذه المرحلة العمرية، ليألفها وتنطبع في نفسه. لكن، هذا التشجيع لا يحول دون مواجهة بعض المشكلات التربوية، ما يجعل الأم في حيرة من أمرها، متسائلةً: «هل أجبر طفلي على الصيام أم أدعه يفطر؟».
الإختصاصية في علم النفس والتقويم التربوي عائشة عبد الحميد تطلعك على الإجابة الصحيحة.
رغم حداثة سنّهم، يصرّ بعض الأولاد على الصوم، ما يثير قلق الأهل. وفي هذه الحالة، من الأفضل التعامل مع هذا الموقف بالحيلة، وإقناع الطفل أن بعض الأطعمة والماء لا يفطر، أو تقسيم اليوم له، والإشارة إلى أن الأطفال يصومون حتى آذان الظهر، والأكبر سناً حتى العصر، فيما الكبار حتى المغرب!
وتحذّر الإختصاصية عائشة عبد الحميد الأم من ترديد عبارة: «أنت صغير! وأخاف أن يؤثّر الصيام عليك»، حيث تنطبع في ذهن الطفل، ويكبر معتقداً أن الصيام مرهق، فيمتنع عنه!
وبالمقابل، قد يصرّ الطفل على الصيام، وهو ضعيف البنية. لذا من الواجب، في هذه الحالة، القيام بالتالي:
تقديم وجبتين له بين الإفطار والسحور، مع الإهتمام بالسوائل خلال تلك الفترة.
الإهتمام بوجبة السحور المقدّمة له، وتأخيرها قدر الإمكان.
دعوته إلى أخذ قيلولة أثناء النهار تخفّف عنه بعضاً من مشقّة الصيام.
منعه من بذل أي مجهود شاق.
عند ملاحظة أي إعياء أو إرهاق عليه، يجب التدخّل لإفطاره فوراً.
الإفطار سراً : يجب عدم إلزام الأطفال بالصيام، بل ينبغي على الأهل أن يجعلوهم يستفيدون من هذا الشهر، من النواحي الدينية والأدبية والإجتماعية، كي
لا تتسلّل إلى عقولهم فكرة أن الصوم هو عقاب قاس لهم، يحرمهم من لذّة الطعام!
ومعلوم أن الطفل يحتاج إلى كمية من الغذاء أكبر من الشاب المكتمل النمو، خصوصاً إذا كان كثير الحركة واللعب، فإذا ألزمناه بالصوم قد نؤذيه، وهذا من الناحية الشرعية مذموم!
في الموازاة، من المفيد أن يتم تدريب الطفل على الصيام في سن مبكرة تدريجياً أي في الخامسة أو السادسة، ليبدأ بصيام ثلث اليوم، ثم نصفه، فاليوم كاملاً والثناء على قوة تحمّله وتشجيعه عند التزامه بالإمتناع عن الأكل في نهار رمضان، معتذكيره بأن الله يراه ويطّلع على كل أفعاله.
موعد الإفطار : إذا كانت صحة الطفل جيّدة، وأراد الصيام، فليكن له ذلك. لكن، قد تلاحظ الأم أنه يكرّر السؤال عن موعد الإفطار. وفي هذا الإطار، يجب تسليته من قبل أحد الوالدين، أي اصطحابه إلى المسجد لحضور حلقة لتحفيظ القرآن بعد العصر أو إلى السوق أو شراء لعبة له، وذلك بقصد نسيان الأمر وقضاء النهار بسهولة ويسر. وإذا أحسّ الطفل بعدم القدرة على إكمال صومه نصف اليوم أو كلّه، فعلى الأم أن تشغله ببعض الألعاب المفيدة أو تكلّفه بأداء بعض المهام التي يحب القيام بها، وتشاركه فيها إلى أن يمرّ الوقت المطلوب.
رفض الصيام : للعائلة دور كبير في تعويد الطفل على الصيام في سن مبكرة، فإذا لاحظ الطفل أن والديه يحبّان هذا الشهر، ويصومانه طاعةً وإيماناً واحتساباً، وليس عادةً، فبالطبع سيقتدي بهما. ومن الملاحظ أن الطفل الذي يتراوح عمره بين 5 و10 سنوات لا يحتاج إلى الترغيب في الصوم أو غيره من العبادات أو الطاعات، فهو بطبيعته يكون في قمّة الطاعة، إذا وجّه ممّن حوله على الخير والطاعة والصلاح. إضافة أنه يميل إلى التقليد. وهنا، تبرز أهمية تأهيل الطفل قبل قدوم رمضان وتشجيعه والثناء عليه عند تأديته لهذا الركن من أركان الإسلام.
المبالغة في طلب الطعام : يأتي هذا الموقف من قبل الطفل، في إطار حرص الأسرة على تكديس ألوان وأصناف مختلفة من الأطعمة، إيذاناً ببدء شهر رمضان لتتحوّل هذه المناسبة في مخيّلة الطفل إلى «شهر الأكل» الذي تعدّ خلاله الأم جميع أنواع المأكولات الشهية. فيبدأ بدوره في طلب بعض الأصناف ويصرّ عليها، ويغضب إن لم يجدها على مائدة الإفطار. لذا، من الضروري الإعتدال والإبتعاد عن المبالغة في تقديم كل ما لذّ وطاب، متناسين جوهر هذه العبادة المتمثّل في جعل الغني يشعر بالفقير الذي لا يجد قوت يومه، مع حثّه على تقديم الصدقات.
ارشادات جميلة جدا والنتيجة رووعـــة
تسلم الايادي … والله يعطيك الف عافية
وبانتظار جديدك
دمتي بوود
::::::::::::::::::
جمانة لكي::::::::::::::::::
مني كل الحب
والتقدير :::::::::::::::::::