يعاني الكثير من الآباء والأمهات من قضية التعامل مع الأبناء , ويجدون صعوبة بالغة في كبح جماحهم والموازنة بين تحقيق طلباتهم وملذاتهم وبين ما ينشدونه لهم من تعلم ورقي وتفهم لواقع الحياة الحقيقي والعمل على تحقيق ذاتهم
ونجد الكثير منهم يشتكي بأن ابنته أو ابنه لا يذاكر دروسه ولا يجد متعة في تعلمه وفي مدرسته ، بل إن العديد من الأبناء يُجبر جبرا على المذاكرة ومراجعة الدروس .
وإذا بحثنا في أسباب ذلك نجد أنها كثيرة ومتعددة ومتشعبة ما بين الأسرة والمدرسة والمجتمع والطالب نفسه
ومن هنا وجب علينا البحث عن الحلول المناسبة والتي تسهم في تعديل سلوكيات الابن والارتقاء بمستواه ومحاولة ترغيبه في المذاكرة
ومن قاعدة أن التغيير الأمثل والناجح لا يحدث إلا من الذات وانك ( كولي أمر ) مهما أجبرته
وبذلت جهدك وأنت تذاكر له لن يفيد ذلك ولن يتغير التغيير الذي تبحث عنه وتتمناه إلا إذا بدأ هو تلقائيا
ومن نفسه الاهتمام بكتبه ودروسه وبدأ في وضع مستقبله نصب عينيه وكأن أمانيه وأحلامه تتراءى له
كل لحظة وأخرى
إن الوصول إلى هذه اللحظة المشهودة والمنشودة يأتي عن طريق ( التربية على الأهداف )
إن هذه الطريقة من أفضل وأنجح الأساليب التربوية والتي طبقت مع بعض الطلاب وكان لها أثر بالغ
ومثمر , وأسهمت في حل العديد من الإشكاليات التي تقع بين الابن وولي أمره ، كما دفعت بالطالب إلى مضاعفة جهده واستثمار وقته فيما يعود عليه بالمنفعة
وتتلخص الطريقة فيما يلي مع العلم أنها تحتاج إلى فترة طويلة تقارب العام إن لم يكن أكثر وأنت تغرس في نفسه حب هدفه والسعي إلى تحقيقه بكل ما أوتي من قدرات
1- أطلب منه في جلسة خاصة بينكما أن يتحدث عن أحلامه وأمانيه التي يتمنى أن يحققها في المستقبل ( ودور الأب هنا أن يشجع ابنه على ذكر الأشياء التي يحلم بها وأن يعدل من بعض الأماني التي تخالف العقل والمنطق والدين كلاعب كرة أو مطرب أو غيره )
لنفترض أنه قال بأن حلمه وأمنيته أن يصبح طبيبا في يوم من الأيام
2- هنا تطلب منه أن يحضر ورقة وقلما وأن يسجل هذه الأمنية ثم يكتب الطرق التي تسهل له الوصول اليها
وهنا أيضا لابد أن يسجل الخطوات العملية الصحيحة التي توصله لما يريد
فلو كتب مثلا من الخطوات ( أن أذاكر دروسي أولا بأول حتى أحصل على امتياز )
أطلب منه حينها أن يشرح لك كيفية المذاكرة أولا بأول ومن ثم تضيف له الخطوات التي تراها مناسبة له ويمكن أن تساعده في هذا الجانب حتى تتكون إستراتيجية واضحة في ذهنه ومكتوبة على الورق وبإمكانه أن يطبقها بكل
سهولة ووضوح
3- أطلب منه أن يتخيل نفسه وقد حقق هذه الأمنية وأسمح له أن يعيش تفاصيل هذا النجاح وأن يطلق لخياله العنان في أن يستشعر كل مشاعر الفرح والغبطة والسرور والتي بلا شك سترفع درجة الحافزية لديه مما سيزيد
من ثقته في نفسه وفي قدراته
ويساعده على ذلك ما يتمتع به الصغار من خيال خصب وواسع يعيش تفاصيل الحلم وكأنها حقيقة ماثلة أمامه
4- اطلب منه أن يعاهد الله ويعاهد نفسه ووالدته على أن يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق هذا الهدف
5- أطلب من والدته أن تذكره دائما بهدفه المنشود ( وكلنا يعرف دور الأم الفعال والمثمر في هذا الجانب )
6- أطلب منه أن يكتب الصفة التي يتمنى أن يتصف بها في المستقبل ، مثلا ( الدكتور : فلان بن فلان الفالاني ,
أخصائي باطنية ), ثم يكتبها على ورقة ملونة ويفضل أن تكتب بالكمبيوتر وبخط كبير وواضح ثم يعلق هذه الورقة في غرفة نومه وأمام سريره حتى يتذكرها دائما
7- لا تلمه أبدا إن لاحظت عليه أي تقصير ما وإنما وجهه بالتي هي أحسن واحرص على لا تتحدث كثيرا في الموضوع حتى لا يمل وتجنب نصحه أمام الآخرين
8- كافئه لو لاحظت أي تغيير بسيط للأحسن وأجعلها مكافأة معقولة دون مبالغة وأشعره بأنك مرتبط به روحيا وعاطفيا
9- أحرص ( بكل ما أوتيت من علاقات ) أن تعرفه على نماذج مميزة في مجتمعه وأن يتعرف على شخص متخصص في التخصص الذي يتمناه ابنك ، علما بأن هذه الخطوة من أهم الخطوات وأفضلها لتحفيزه ولتعريفه بقدوات يتمنى الوصول إلى مستوياتهم
10- إقرأ معه سير الناجحين والعظماء , فذلك محفز كبير له ويزيد من طاقته وحماسه نحو تحقيق آماله
وأخيرا : ادع له دائما وبقلب مخلص صادق ، فلربما صادفت ساعة استجابة ، حقق الله لك فيها كل ما ترجوه لابنك من خير وفلاح في الدنيا والآخرة .
طرح مميز غلاتي
لاهنتي ..