أهم المشكلات الأنفعالية عند الطفل (الغضب_الخوف_الغيرة_الخجل)
نجمعهم في موضوع واحد للفائدة أفضل من توزيعهم في أكثر من موضوع
الغضب
سلوك الغضب عند الأطفال
التعريف بالمشكلة:
الغضب هو حالة انفعالية تشتمل على مجموعة من الدرجات، تبدأ بالغضب البسيط كالغضب والاستثارة والضيق ثم تنتهي بالغضب الشديد المتمثل بالتمزيق والتدمير والعنف، كما يتسم سلوك الطفل بالهياج الشديد والصراخ والتذمر.
ويظهر الغضب عند الطفل كلما تعرض لعائق أو مواجهة مشكلة لا يستطيع اجتيازها، لذا نرى الرضيع يثور ويبكى بحرقة إذا شاهد زجاجة الحليب بدون إطعامه إياها. كذلك يصرخ الطفل ويهتاج إذا منعته والدته من اللعب أو حرمته من لعبة يحبها ومتشبث بها.
تعريف الشعور بالغضب:
الشعور بالغضب هو إثارة عاطفية تتبدى بحماس قوى إما بتعبير حركي أو لفظي أو بميل عدواني يصعب في بعض الأحيان ضبطه والسيطرة عليه، ويعد الجسم هو موضع التبدلات الفسيولوجية والعصبية الملاحظة. فنرى في حال توسيع الشرايين احتقاناً بالوجه، أما في حال الانقباض فنرى شحوب في الوجه واصفراراً فيه، كما نرى سرعة في التنفس أو عرقاً يتصبب وهو التعبير الأخير للسلبية.
أشكال الغضب:
هناك أسلوبان للغضب هما:
الغضب الإيجابي:
وفى هذه الحالة يظهر على الطفل الصراخ أو الرفس أو كسر الأشياء أو تخريبها، وعادة تظهر هذه الحالة لدى الأطفال الإنبساطيين Extroversion .
الغضب السلبي:
وتبدو مظاهره في شكل انسحاب وانطواء مع كبت للمشاعر، حيث نرى الطفل يرفض الطعام أو الذهاب للمدرسة، أو الخروج مع والديه، وتظهر هذه الحالة لدى الأطفال الإنطوائيين Introverrsion .
أسباب الغضب:
هناك عوامل عديدة تؤثر في إحداث الغضب عند الأطفال، ومعظم مصادر الغضب تأتى من الآخرين وبالأخص من والديه أو اخوته أو أقرانه في المدرسة. وسنوضح فيما يلي أسباب إحداث الغضب عند الطفل:
إجبار الطفل على القيام بعمل ما هو لا يحبه كأن تأمره والدته بأن يحضر كأساً من الماء لأخته الكبيرة مثلاً.
التعرض لأوامر عديدة ومستمرة من قبل والديه مما يساهم في تراكم الضغوط التي تجعله ينفجر غضباً كأن تأمره والدته عدة مرات بأن لا يرتدى هذا الثوب .. أو لا يمشى مع هذا الشخص .. أو لا يستذكر دروسه وهو يشاهد التلفاز .. أو لا يخرج من البيت .. وهكذا .. مما يعرقل من حرية الطفل ونشاطه.
تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته ولومه عند التقصير، مثل أن يحفظ جزءاً طويلاً من دروس المحفوظات أو أن يكمل واجباته قبل الأوان كأن يقوم بتحضير غير المطلوب منه من دروس مما يعرض الطفل لحالة من الإحباط.
يحدث الغضب لدى الطفل عندما يفقد أحد ألعابه التي يحبها أو يقوم أحد الأخوة بكسر أحد ألعابه المفضلة.
كذلك يثور الطفل غضباً عندما يتم نقده أو لومه أو إغاظته أمام أشخاص لهم مكانه عند الطفل.
التدليل الزائد من قبل والديه بحيث يتم الاستجابة لجميع طلبات الطفل، وإذا حدث في أحد المرات عدم تلبية رغبته يتسبب ذلك في إحداث نوبات من الغضب والصراخ.
أيضاً القسوة الشديدة وحرمان الطفل من تلبيه رغباته كأحد العوامل الرئيسية في إحداث الغضب لدى الطفل.
عندما يتعرض الطفل لأوامر متناقضة من قبل والديه كأن يكون للأب موقف إيجابي نحو كل ما يقوم به الطفل، بينما للأم موقف متناقض أو عكس الأب.
حرمان الطفل من الاهتمام والرعاية والمحبة من قبل الكبار.
يغضب الطفل إذا أخفق في دراسته أو فشل في الامتحان مما يتعرض لعدم فهم من والديه ونقد ولوم شديد منهما.
أساليب السيطرة على الغضب وعلاجه:
لكي تتجنب الأم نوبات الغضب التي تحدث عند طفلها عليها إتباع الأساليب التالية:
إزالة جميع الأسباب المحيطة بالطفل والتي تسبب له الإزعاج وتثير لديه نوبات من الغضب، ومنها عدم تعرض الطفل للأوامر الكثيرة، وعدم تكليفه بأعمال تفوق طاقته.
وإذا غضب الطفل يجب على الأم أن تكون هادئة وتتحكم في ثورتها أمام الطفل، وتكف فوراً عن الصياح والهيجان.
تخصيص وقت كافي للعب مع الطفل وعدم إخضاعه لجدول غير مرن من حيث المواعيد الدقيقة في الواجبات والنوم والدراسة.
تجنب التناقض في الأوامر بين الوالدين في تربية الطفل.
يجب على الوالدين أو الأخوة الابتعاد عن إثارة الطفل بهدف الضحك أو التسلية أو إذلال الطفل وتخويفه ولكن العمل على تهدئته.
يجب على الأم أن لا تنفعل في تقييد حرية الطفل أو إرغامه على الطاعة بدون إقناعه أو إجراء حوار معه أولاً.
إعطاء فرصه للطفل لممارسة هوايات متعددة كما يجب إعطاءه الوقت الكافي للعب، حيث أن الطفل الغضوب يكون محروماً من ممارسة اللعب، كما يجب مكافأته على إنجازاته أي الأعمال التي يقوم بها
الخوف:
الخوف حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يتسبب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر، وقد ينبعث هذا المؤثر من داخل الطفل .
وعرف أيضا بأنه استجابة انفعالية شديدة من مثير غير مخيف .
وعرف كرد فعل انفعالي لمثير موجود موضوعيا يدركه الفرد على أنه مهدد بكيانه الجسمي أو النفسي .
فالخوف حالة انفعالية طبيعية تشعر بها كل الكائنات الحية ويظهر في أشكال متعددة وبدرجات تتفاوت بين الحذر والحيطة إلى الهلع والفزع والرعب وربما الهروب .
ونحن نعلم أن الخوف انفعال ضروري للمحافظة على الحياة في وقت الخطر ، ولكن إذا تعدى الخوف مداه الطبيعي أصبح مرضا يعرقل السلوك ويقيد الحرية .
*أشكال الخوف:
1/الخوف من الحيوانات والحشرات:
مثل الخوف من الفئران والقطط والكلاب والعنكبوت والصراصير،وبعض الأطفال يخافون منها سواء كانت أليفة أو ضارة فلا يقربونها ويقال عن هذا الخوف أنه موضوعي إذ لم يكن الطفل قد ألف منضر هذا الحيوان من قبل وقد يتطور خوف الحيوانات من شكل الفراء والعاطف المصنوعة منه ثم الخوف من الطيور نتيجة منظر الريش عليها .
2/الخوف من الأماكن :
مثل الخوف من الأماكن الفسيحة أو الغريبة أو المظلمة،وثمة أطفال يخافون الظلمة فلا يطيقونها وهذا الخوف يبقى مقبولا إذا لم يأخذ صورة الرعب والهلع وما يرتبط بالمكان المظلم من هواجس كالعفاريت والجن والغول وبعض الأطفال يخافون المحلات الجزارة والمستشفيات وعيادات الأطباء.
3/الخوف من دلائل الموت وما يرتبط به:
مـثل الخوف من الدم والجروح والعمليات الجراحية،واخذ الحقن وروائح الأدوية،وبعض الأطفال يخافون من المرض ويخشون انتقال العدوى إليهم،وسلوكهم هذا طبيعي شريطة ألا تتحول مخاوفهم إلى وساوس لا تغيب عن أذهانهم0
4/الخوف من ركوب بعض الوسائل:
كالخوف من المصاعد والطائرات والسفن والسيارات0
5/الخوف من الموت:
وهو خوف من مثيرات غير ملموسة أو غير حسية،وتبدو المسألة هنا معقدة أكثر،ويجب البحث عن الأسباب خلف هذا الشعور المتولد،وقد يكون نتيجة أن خبرة الطفل بموت شخص عزيز تؤدي به إلى صدمة وبخاصة إذا كانت هي الخبرة الأولى بخصوص الموت0
6/ الخوف من بعض الأدوات:
مثل الخوف من السكاكين وشكل الحقنة وإبرة الخياطة .
7/الخوف من العداوة و النقد :
مثل الخوف من مشاعر الغضب التي تنتاب الكبار وأصواتهم العالية ، والمشاجرات، وكذلك تجاهل الآخرين للطفل أو نبذه،وتوجيه كلمات ناقدة له.
8/ الخوف من فقدان الثقة :
يهاب بعض الأطفال مقابلة الكبار أو الزوار،وربما صاحب ذلك مشاعر الخجل،والبعض يخاف الامتحانات أو توجيه الأسئلة له،وأحياناًً تؤدى به هذه الأمور إلي خوف غير واقعي، دائم الخطر.
9/الخوف من أشياء ارتبطت بموقف مخيف:
كالخوف من الأرفف نتيجة أن الطفل رأى أمة اصطدمت بها وأصيبت ونزفت، أو الخوف من العلب المغلقة نتيجة مشاهدته لأخيه يفتح علبة فيقفز منها فأر أو صرصار.
*العوامل التي تسبب الخوف كثيرة منها:
1/الحماية الزائدة أو القسوة والتسلط والخبرات المؤلمة في الطفولة المبكرة.
2/غياب الأم وتركها الطفل بدون رعاية.
3/استماع الطفل إلى قصص مخيفة،ورؤيته للأفلام المرعبة.
4/التأثر بمخاوف الآخرين.
5/سؤ التوافق والضعف الجسمي،إن الأطفال الضعاف أو المرضى أو غير المتوافقين نفسيا أكثر من غيرهم تعرضا للخوف ويؤدي انخفاض تقدير الذات لديهم إلى مزيد من الخوف مصاحبا الحزن ومن ثم العجز عن مقابلة أبسط الأخطار.
6/اضطراب الجو العائلي، يفقد الطفل الشعور بالاستقرار والأمن مع المنازعات بين الوالدين أو تسلطهم في معاملته،بحيث يرصدون كل حركاته وحريته ويقذفونه بوابل من النقد والتوبيخ أو يفرقون بينه وبين غيره من الأخوة.
7/تخويف الطفل،يلجأ بعض الكبار إلى تخويف الطفل كي يمارس العمل الذي يطلبونه منه (الهدوء_الاستذكار) وإن إحاطة الطفل بجو من لتخويف والحذر الذي لا مبرر له سوف يقوده إلى شعور بالنقص وفقدان الثقة ومن ثم الخوف.
*أساليب التغلب على الخوف:
1/التفاهم مع الطفل حول الشيء المخيف:
إذا صادف الطفل ما أخافه فيجب عدم مساعدته على نسيانه لأن النسيان يدفن المخاوف وهي متوهجة داخل نفسية الطفل ،ومن ثم تصبح من بين مصادر القلق.ولكن التفاهم مع الطفل حول الشيء المخيف يضع الخوف في مستواه الصحيح غير مبالغ فيه على أن يكون الحوار مبنيا على الإقناع وليس الخداع.
2/تدريب الطفل على مواجهة مصادر الخوف بعد موافقته:
لا يجب إرغام الطفل على مشاهدة عملية الذبح والدم إلا بعد موافقته ويجب الانتظار حتى يحين وقت نموه الذي يسمح له بذلك.كما يجب تدريب الطفل تدريجيا على مواجهة الأماكن والمواقف والكائنات بانتهاز فرص لمشاهدته المقابر مثلا،ويجب أبعاد الطفل عن البواعث التي تثير خوفه ولا سيما قبل عمر سبع سنوات،كما يجب تعريض الطفل لمواقف الخوف تدريجيا مع التشجيع وربط مصادر الخوف بأمور سارة محببة كحمله باقة من الزهور عند ذهابه إلى المستشفى.
3/مراقبة المحتوى المقدم للطفل:
توفير الكتب والمجلات والقصص للأطفال أمر مهم،ولكن الأهم هو حسن اختيارها حيث تشتمل على الأشياء الخفيفة الهادئة المرحة،ومراعاة الأفلام التي يشاهدها الطفل بحيث لا تشير إلى مثيرات للخوف.
4/مرافقة نمو الطفل بالخبرة والممارسة:
يتعين على الأهل مصاحبة مراحل نمو الطفل بخبرات حية لا تنطوي على نهره إذا حاول مداعبة قطة، أو قتل حشرة أو اقترب من حافة الشرفة ،بل يكتفون بتحذيره من مخاطر فعلته بطريقة منطقية غير مبالغ فيها.
5/امتناع الوالدين عن السخرية بمخاوف الطفل وتبصيره بحقيقة موضوع الخوف.
6/التخلص من مخاوف الكبار:
على الكبار تعويد الأطفال على مشاهدة أفراد لا يعانون من الفزع أو الخوف.
7/تشجيع الطفل على التحدث عن خبراته المخيفة.
ونذكر بأن التنشئة التي تقوم على إشعار الطفل بالذنب أو الخجل أو إيقاع العقاب الشديد عليه أو معاملته بقسوة إنما تسيء إلى نمو الطفل النفسي بإيقاعه فريسة للمخاوف بدلا من أن تساعده على توجيه أفعاله الوجهة المرغوب فيها.
الغيرة:
الغيرة عبارة عن مركب من انفعالات الغضب والكراهية والحزن والخوف والقلق والعدوان وتحدث عندما يشعر الطفل بالتهديد وعندما يفقد الحب والدفء العاطفي.
الغـيرة مظهر انفعالي آخر يوضح مدى الحساسية التي يكون عليها الطفل من حيث علاقته العاطفية بوالديه.
الغيرة حالة انفعالية يشعر بها الفرد بصورة غيظ من نفسه أو من المحيطين به أو أحدهم،وهي انفعال مركب من حب تملك وشعور بالغضب بسبب وجود عائق متصور وقف دون تحقيق غاية مهمة.ويبدو الشعور بالغيرة أيضا حينما يمتزج الغضب والخوف وحب التملك معا ويشعر الطفل باغتصاب فرد آخر لما اعتبره حقا لنفسه.
وتعرف الغيرة أيضا بأنها ذلك الشعور الكريه الذي ينتج عن جملة الاعتراضات وضروب الإحباط ضد ما نبذله من جهود قصد الحصول على ما نحب.
وتظهر الغيرة في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل مصادفة أو نتيجة التصرفات التي يمارسها بعض الأباء تجاه الأطفال .
*أشكال الغيرة:
إذا كان السبب الرئيسي للغيرة هو الشعور بمنافسة الغير لنا على مركز مرموق نحتله أو اعتقادنا أن شخصا ما يحاول أن ينتزع منا عطف شخص نحبه،أو امتيازات خاصة نتمتع بها، فالغيرة لها أشكال أو أنواع ، وهناك نوعان من الغيرة مرتبطة بالطفل هما:
1/الغيرة المتأتية من عقدة أوديب:
إن مشاعر الغيرة قد توجه نحو أي فرد يقتحم حدود خيال الطفل ،ولكن الغيرة نحو الأب تكبت وتضل كذلك وتدعى بعقدة أوديب.
2/غيرة الأخوة:
إن أغلب الأطفال لديهم شعور بالغيرة تجاه الأخ الذي يولد جديدا ، وذلك لاعتقادهم أنه سلبهم مركزهم المميز، ونقلهم من محور الاهتمام إلى زاوية الإهمال والنسيان.إن حالات الغيرة فد تزداد في الثقافة التي نعيش فيها،عند البنات عنها عند الأولاد وذلك لما يتمتع به الذكور في أغلب الأحيان من امتيازات تتمثل في التفضيل والاهتمام والحصول على قدر أكبر من الحرية والرعاية.
ومن ناحية أخرى قد تزيد حالات الغيرة في الأسر الصغيرة التي يترك فيها الاهتمام بالطفل من ناحية الوالدين فقط.
*العوامل المسببة للغيرة منها:
1/القصور الجسمي والعاهات وعدم التوافق معها .
2/الخبرات الأليمة في الطفولة المبكرة والإحباط والقلق.
3/البيئة المنزلية المضطربة والتي تعبر عنها التفرقة في المعاملة بين الأخوة،والسلطة الوالدية الزائدة،والمنافسة غير العادلة وميلاد طفل جديد ينال جل اهتمام الوالدين.
4/البيئة المدرسية المضطربة التي تسودها الأساليب الخاطئة في التربية مثل تهكم المدرسين والعقاب لأتفه الأسباب.
5/القصور العقلي.
وطرق علاج المشكلة كالأتي:
1/التعاون بين المدرسة والبيت لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على حلها
2/وإبراز نواحي القوة لدى الطفل وتنمية الثقة بالنفس،وتسهيل عملية التنفيس الأنفعالي
3/توجيه وإرشاد الأباء للأساليب الصحيحة في تربية الأبناء(عدم التفريق بين الأطفال وعدم مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين بستمرار)
4/العلاج باللعب،ومثال ذلك تهيئة الطفل للمولود الجديد من خلال اللعب(مثل أن تقول الأم لطفل أنه سيأتي أخ لك وصديق يحبك ويلعب معك..تتكلم معه عن المولود الجديد وتحببه فيه…)
5/العلاج السلوكي،وذلك بربط مثيرات الانفعال بأمور محببة وتقلل عوامل تعزيز الخوف والغيرة حتى تنطفىء
وهنا نذكر إن الشعور بالغيرة أمر طبيعي لا يخلو منه طفل وقديما كان معظم الأهل،وما يزال بعضهم حتى اليوم،يعتبرون الغيرة خطيئة كبرى،ونقيصة شائنة،وانحراف خطير في السلوك والتصرف
الخجل:
يعرف الخجل بأنه اضطراب في سلوك الطفل، أو حلة انفعالية تؤثر على توافق الطفل مع الأفراد المحيطين به
ويطلق على حالة الخجل الشديد اضطراب التجنب و تحاشى الأخرين
يتجنب الطفل الخجول الأطفال الآخرين،وهو عادة خائف ، ضعيف الثقة بنفسه، متواضع،متحفظ،متردد في الإقدام والالتزام،ولا يميل إلى المشاركة في المواقف الاجتماعية مفضلا البعد أو الصمت ،وعادة ما يتلجلج ويحمر وجهه،وكذا أذناه.
ويبدأ اضطراب التجنب لدى بعض الأطفال في الفئة العمرية 2_3 سنوات عقب انتهاء ظاهرة القلق من الغرباء المميزة لتلك المرحلة العمرية.
واضطراب التجنب غير شائع،وإن كانت نسبته لدى الإناث أعلى من الذكور.
والحذر من استمرارية الأمر مع الطفل حتى يكبر مما يعيق نموه النفسي عبر مرحلة المراهقة والشباب ويتفاقم الأمر إلى العزلة التامة التي يصعب معها التأقلم ولا يعيش مع عزلته إلا خياله الخصب ويدخل فيما يسمى الاضطراب شبه الفصامي.
*أشكال الخجل:
1/خجل مخالطة الآخرين:
يأخذ الخجل في الأعم شكل نفور من الزملاء أو الأقارب وامتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث ،وتعمد الابتعاد دن أماكن وجودهم.وعادة يفضل الطفل أن يختلط بأطفال أصغر منه حيث لا يمثل مثل هؤلاء بالنسبة له أي اجتهاد في التفاعل أو قيادتهم،وأحيانا يخالط أطفالا يشبهونه في الخجل أو الانطواء،ويسهل على الطفل الخجول التعرف على من يشبهه في الخجل ويكون الحديث بينهم مقتضبا.
2/خجل الحديث:
يحبذ الطفل الخجول الالتزام بالصمت وعدم التحدث مع غيره وتقتصر إجابته على القبول أو الرفض أو إعلان عدم معرفة الأمور التي يسأل فيها،ولا ينظر في الغالب إلى من يحدثه وربما أبدى الانشغال عندما يوجه له الكلام أو أصبح زائغ النظرات لا يحسن تنسيق ما يقول أو بطه بالرغم من أن يكون على علم بما يدور.ويستطيع الرد إلا أن الغالب عليه التلعثم والضعف،وهناك من الأطفال من يخجل أثناء الحديث عن بعض الموضوعات كالزواج.
3/خجل الاجتماعات:
وفي حالات نادرة يكتفي الطفل بالحديث مع أفراد الأسرة وبعض الزملاء في الحضانة أو المدرسة ويبتعد عن المشاركة في أي اجتماعات أو رحلات أو أنشطة رياضية.
4/خجل المظهر:
هناك بعض المواقف التي يظهر فيهل الخجل لدى بعض الأطفال،كأن يخجل الطفل عندما يرتدي جديدا أو عندما يرتدي لباس البحر أو الأكل في المطاعم العامة أو أكل بعض الأشياء البسيطة أو حينما يقص شعره أو يغير طريقة تصفيفه،أو اللعب على مشهد من الكبار،أو عندما يأتي بحقيبة جديدة. وهو من أشد أنواع الخجل التي تظهر الطفل سوي أو غير سوي لأنه يتلاف ويبتعد عن جذب الانتباه.
5/خجل التفاعل مع الكبار:
يخجل بعض الأطفال حينما يبدأ حوار بينه وبين المدرسين أو مديرة المدرسة أو عندما يبتاع الطفل أشياء من البائعين.
6/خجل حضور الاحتفالات أو المناسبات:
هناك من الأطفال من يخجل من حضور الأفراح أو أعياد الميلاد أو حفلات النجاح،ويكون تفضيل العزلة والابتعاد عن مواقع هذه المناسبات وعدم الانخراط فيها خير مبادرة بالنسبة له.
*أسباب الخجل عند الطفل:
1/مشاعر عدم الأمن التي تحدث نتيجة للحماية الزائدة أو الإهمال أو النقد أو التهديد أو….الخ.
2/تسمية الذات كخجول والتصرف على أساس ذلك.وقبول الطفل بفكرة أنه خجول تجعله فعلا يشعر بالخجل بل وينغمر فيه نتيجة دعم الشعور بالنقص أي تعزيزه.
3/الوراثة أو الإعاقة الجسدية.والشعور بالنقص الذي يعتري نفسية الطفل من أقوى مسببات الخجل ويكون هذا الشعور بسبب وجود عاهات جسمية،وقد يعود هذا الشعور إلى ما يسميه الطفل عن نفسه منذ صغره من أنه دميم الشكل.
4/تقليد الأباء الخجولين ودعم الأباء، عادة يكون الأباء الخجولين لهم أطفال خجولين والعكس غير صحيح كما أن دعم الوالدين أو أحدهما لأسلوب التجنب من الأسباب الجوهرية حول هذا الأمر.
5 /التأخر الدراسي، كثيرا ما نجد أن تأخر الطفل دراسيا وانخفاض مستوى تحصيله مقارنة لمن هم في مثل سنه من الأمور الجوهرية في إشعار الطفل بأنه أقل من أقرانه.وما يجب ألا ننساه هو أن التأخر الدراسي قد يؤدي إلى الخجل والعكس ليس صحيحا دائما.
6/إشعار الطفل بالتبعية،إن جعل الطفل تابعا للكبار وفرض الرقابة الشديدة عليه يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال.وكذلك اتخاذ القرارات المتعلقة بالصغير دون مشورته مثل لون ملابسه.
7/طلب الاقتراب من الكمال والتعذير أمام الأقران،يلح بعض الأباء في طلب الكمال في أي شيء وكل شيء من أطفالهم في المشي والأكل وفي الدراسة وغفل هؤلاء الأباء عن أن السلوكيات يتعلمها الطفل بالتدريج.
8/تغيير الموطن، يكون لتغيير الموطن الخاص بالأسرة من بلد إلى بلد بعض الآثار منها تجنب بعض أطفال تلك الأسرة المجتمع الجديد الذي انتقلوا إليه نتيجة اختلاف عاداته وتقاليده.وهو خجل مؤقت.
*طرق علاج الخجل عند الطفل:
1/تعليم المهارات والعلاقات الاجتماعية وتدعيمها.
2/تقليل الحساسية من الخجل عن طريق الاسترخاء والتحصين التدريجي.
3/إشراك الطفل في مجموعات اللعب .
4/التحدث مع الذات للقضاء على المعتقدات السلبية وإحلال أفكار إيجابية مكانها ويسمى هذا الأسلوب بإعادة البناء المعرفي أو العلاج العقلي الانفعالي.(هذي النقطة لي كلام فيها..الطفل الصغير
6 7سنوات كيف يمكن أن يتحدث مع ذاته..فنقول للوالدين…تكرار الجمل على مسامع الطفل التي تزرع عند الطفل
الثقة في النفس وتعزيزة للأندماج بالوسط الاجتماعي من حوله…مثال:اذا حضر ضيوف
أدخل وسلم وعرف بنفسك…ورد عليهم من هذا الكلام)
ونذكر بأن بعض الأطفال لديهم بطء في نسج علاقة مع الغرباء إلا أنهم يستجيبون للتفاعل بطريقة بطيئة،وربما عاد ذلك إلى رغبتهم في استكشاف هؤلاء الأغراب قبل الاندماج.
تحدثتي عن اهم مشكلات النفسيه التي تواجه كل ام مع ابنائها و كيفيه التعامل معها
موضوع يستحق وسام الموضوع المميز + النجوم حبيبتي
جزاك الله الخير كله و في انتظار المزيد من مواضيعك المتميزه
ربنا يسعدك و يوفقك
طرحك راااائع جدا جدا
وطرح ما شاء الله كامل وشاامل
يعطيك الف عافية …