( خصام وكبرياء )
💥أول صخرة يصطدم بها الزوجان المتخاصمان (الكبرياء).
تحدث مشادة بينهما لسبب تافه أو كبير وينتظر كل منهما الاعتذار من الآخر، وقد يصادف أن لأحدهما أو لكليهما تركيبة نفسية مجبولة على العناد والجَلَد فتكبر الهوة بينهما ويمتد الصمت أيام ثم أسابيع وكل منهما ينتظر اعتذار..
ويغرق البيت في الحزن والكآبة وقد يحبط الشريك لأن شريكه قد تمادى في إهماله فيشتد غيظه وعناده وقد يهجر فراشه وإذا بجدار الصمت يكبر ويتعذر عليهما كسره…
والسبب حماقة الكرامة وادعاء الكبرياء، فإن نتائج هذا الخصام مدمرة للبيت وللعلاقة الزوجية، أعرف الكثير من الزوجات دمرت حياتهن بسبب عنادهن وكأن عبارة (آسفة) مهينة لهن، ورجال بلغت بهم القسوة أن حطموا أسرة لأن كبرياءهم الرجولي أهم من تشتت الأبناء.
أعتقد أن هناك فهم خاطئ للعلاقة الزوجية التي تغلفها الملابسة والمشاكلة كما يقول الله سبحانه (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)
حينما يكون الرجل ساتر للمرأة والمرأة ساتراً للرجل يعني توحدهما الكرامة المشتركة، فالمرأة كرامة الرجل والرجل كبرياء المرأة، وعندما تبادر الزوجة وإن كان زوجها مخطئ بامتصاص غضبه واحتواء الخلاف والاقتراب الحميم المبني على الملاطفة فإن القلب يلين والغضب يهدأ والصخر يتفتت،
حتى أن من آدابنا الإسلامية وتوصيات النبي (ص) في حالة الغضب والخصام بين المحارم ينصح بأن يلمس أحدهما الآخر لأن الرحم إذا مسّت هدأت،
فخطأ كبير أن ينأى الشريك بنفسه عن شريكه ويهجره لأيام، فإن الهجران الطويل يولد الجفاء والنفور ويُعبئ القلب بشحنات الغضب السالبة التي تحطم معاني الحب والمودة في العلاقة.
والزوج لن ينسى مبادرة الزوجة الإيجابية إنها ستضيف رصيداً جديداً إلى رصيد محبتها وأعتقد أن هذه المبادرة ليس فيها إهانة ومذلة للزوجة بل حكمة وتعقّل خصوصاً إذا كان الرجل عصبي وعنيد، فإن هذا النوع من الرجال لا تلينه إلا الزوجة الخاضعة الهينة المطيعة العطوف الحنون، وقد شاهدت من خلال تجاربي مع النساء أن الكثيرات نجحن في ترويض الرجل العصبي وكسبنه في الآخر محباً، مخلصاً بفضل مداراتهن ولطفهن الأنثوي وتنازلهن.
ويبقى على الرجل أن يكسب زوجته ويعفو عن هفواتها وزلاتها فإن الله سبحانه سيرفع شأنه ومقامه، فالرجل الحنون، الخلوق مع أهله مكرماًَ عند الله، إن كلمة (آسف) تعبر بمواقف مختلفة ومتنوعة كباقة ورد تبعثها إلى البيت كمفاجأة تسر قلبها، ابتسامة حب تفهم الزوجة أنها اعتذار، مسج فيه بيت شعر عاطفي، خدمة تقدمها لها أو جهد تبذله عنها فإنها تفهم أنك نادم وسيكون الصلح أجمل وأروع، فالحياة الزوجية التحام نفسي عاطفي سريع الكهربة مس خفيف ويشتعل الحب، ويضيء البيت من جديد بالسعادة والحيوية وسيبتسم الأبناء في النهاية.💞
الكاتبة/خولة القزويني
جزاك الله خيرا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم