اثر العلم في الايمان والسلوك
العلم والايمان في رحاب الاسلام:
ان اول ايات انزلها الله من كتابه على رسوله اشادت بالعلم والتعليم واداة التعلم (القلم)لانها امرت بالقراة والقراء مفتاح العلم يقول تعالى:(اقرا باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرا وربك الاكرم.الذي علم بالقلم.علم الانسان ما لم يعلم).
هكذا كان اول امر من الله في الاسلام (اقرا).وقد كرره مرتين في هذه الايات تاكيدا لاهميته ولكنها ليست مجرد قراءة ولكن قراءة باسم الرب الخالق ومعنى انها باسمه:انها باذنه وامره ومباركته فهي قراءة ايمانية وهي تشير الى ان العلم في الاسلام لابد ان يكون في حضانة الايمان بالله وبهذا يكون العلم اداة خير لامعول هدم يكون للتعمير لاللتدمير.
ولهذا راينا سليمان عليه السلام حين جاءه عرش بلقيس ملكة سبا من اليمن الى الشام في لمح البصر او هو اقرب جاء به :(الذي عنده علم منالكتاب )كان موقفه موقف المؤمن الذي يعتبر العلم وثمراته نعمة من الله يجب ان تقابل بالشكر يقول تعالى:(فلما راه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءاشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم).
وكذلك كان موقف ذى القرنين حين بنى سده العظيم ليحجز شر ياجوج وماجوج المفسدين في الارض (قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعاه دكاء وكان وعد ربي حقا).
العلم يهدي الى الايمان:
فالعلم والايمان في الاسلام يسيران جنبا الى جنب ولذا جمع القران بينهما في قوله تعالى:(وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث).ومثل ذلك قوله:(يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات).
بل يرتب القران الايمان على العلم فالمرء يعلم فيؤمن ومقتضاه انه لا ايمان قبل العلم يقول تعالى:(وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم).
وهكذا عطف القران هذه الثلاثة (العلم..الايمان..الاخبات).بالفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب كما يقول علماء العربية فاذا كان الاخبات ثمرة الايمان فان الايمان ثمرة العلم.
وفي هذا يقول القران ايضا :(ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد)
وينوه القران بالذين(اوتوا العلم) بانهم هم الذين يعرفون قيمة القران ويؤمنون به ويتاثرون بما فيه :(ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا.ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).
العلم امام العمل:
ومن فضائل العلم انه يسبق العمل ويدل عليه ويرشد اليه وهذا ما ذكره الامام البخاري في كتاب (العلم)من صحيحه واستدل عليه بالقران من مثل قوله تعالى:(فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).فبدات الاية بالعلم بالتوحيد وثنت بالاستغفار وهو عمل.
وفي حديث معاذ المشهور في فضل العلم الذي ذكره ابن عبد البر وغيره:(تعلموا العلم فان تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لايعلمه صدقة وبذله لاهله قربة)
وفيه قال وهو امام والعمل تابعه.
ومعنى هذا ان العلم امام العمل وقائدله والعمل تابع له ومؤتم به فكل عمل لايكون خلف العلم مقتديا به فهو غير نافع لصاحبه بل مضرة عليه كما قال بعض السلف من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح.
والاعمال انما تتفاوت في القبول والرد بحسب موافقتها للعلم ومخالفتها له فالعمل الموافق للعلم هو المقبول والمخالف له هو المردود فالعلم هو الميزان وهو المحك.
واالله المستعان
اللهم زدنا علما وعلمنا ما جهلنا
في انتظار جديدك<<<<<
بارك الله فيك
بارك الله لك وجزاك الله كل الخير
اللهم
آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولها
اللهم
يسر لنا أمر طاعتك
اللهم اجعلنا متحابات فيك ومتعاونات على طاعتك