إن الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله.
"واجعله ربِّ رضيًا" [مريم: 19]
بعضهم قال في هذه الآية: لماذا قال رضيًا ولم يقل راضيًا مثلًا أو مرضيًا؟
رضيًا تعني مرضي من الله عز وجل وخلقه، راضٍ عن أقداره
أي: تشمل المعنيان
سبحان الخالق!!
تعلمين أخيتي أنه عندما يرضى الله تعالى عنكِ ذاك أعظم من الجنة؟
الله عز وجل يقول: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} [التوبة: 72]
هل تريدين أن يرضى الله تعالى عنكِ؟
نعم بالتأكيد .. إذًا كوني رااضية عن الله
أن ترضي عن الله يعني أنكِ تؤمني به إلهًا وخالقًا، تتوجهين له بالطاعة، تسلمين أمركِ له، عن قناعة تاامة تنبت من قلبك وعقلك تمام الرضى.
أي شيء يحصل لكِ رغبتيه أو لم ترغبيه أول ما تفكرين فيه هو أنه بقدر الله
حدث أن دعوتيه سبحانه بزوج مثلًا و قدر عليكِ غيره أو أخر عليكِ الزواج، تعلمين إذا كنتِ تزوجتِ من الذي دعوتِ به ماذا كان يحصل لقلبك؟ ماذا كان يحدث في دينك؟ هو في كل حال قدر لكِ الخير ولا يرضى لكِ سواه حبيبتي فاستسلمي بكل ما فيكِ للقدر وستعلمين بعدها -وإن طالت الفترة- خير تقديره تعالى.
والله لن تجدي أجمل من اختيار الله لكِ، تخيلي أن الذي يحدث لكِ الآن من أقدار، مصائب وأشغال وأذى وظلم كلها بقدر الله عز وجل، وهو سبحانه يرضاه لكِ الآن أي هو راضٍ بما يحدث لكِ .. أتظنين أن يكون شرّا؟
لا والله حاشاااه أبدًا بل هو يربيكِ، فما أجمل تربية الله تعالى .. لكن كوني على يقيين تـااااام بذلك :")
و ما ترضاه لي يا حبيبي .. حبيبي
قال ابن أبي الدنيا: ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك، فهو أحرى أن يفرغ قلبك ويقلل همتك.
قال أحدهم: "وهناك طريقة للتدريب على الرضا والتخلق به وصفها الصالحون: وهي الطمأنينة, فمن درب نفسه على الطمأنينة حصل له الرضا, قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27، 28]، والمؤمن الصالح الذي رضي بالله سبحانه ربًا ورضي بالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً, واستقر الرضا في قلبه, سكنت الطمأنينة في جوارحه وجنانه وبرد قلبه واطمأن, وفر منه السخط والضيق والضجر, بل إن الرضا يُنزل السكينة على أهل الإيمان, ومن نزلت عليه السكينة استقام عمله وصلح باله".
واعلمي حبيبتي حينما يقدر عليكِ أمر من أذى أختك أو ظلم أهلك أو زوجكِ تزوج عليكِ وما شابه خري لربكِ ساجدة، قد منَّ عليكِ بابتلاء قد يرفعكِ به درجات درجات في الجنة لا توصلك إليها عبادة تفعليها.
فالرضى يستلزم معه الشكر، وكما نعلم أن له ثلاث أركان: الاعتراف بالنعمة بالقلب، التحدث بها باللسان، الاستعانة بها على طاعة الله.
قال بعض الصالحين: الشكر معرفة العجز عن الشكر، وعدم القدرة على تأدية حقه.
قال الجنيد: ألا ترى نفسك أهلًا للنعمة.
المشكلة أننا نسعى من أجل رضى الناس كافة وهذا أكبر خطأ، بل هو متعِب ولا يوصل لنتيجة، لكن الأصل هو رضاه سبحانه وتعالى.
يُتبع …………
قالت له "زوجي"
زوجي يأتي كل يوم عافاكم الله مسكر لا يدري من حوله، أولادي يقولون يا أمي والدنا لا يرى أمامه هكذا ويتمايل؟ أقول لهم يا حبايبي والدكم يسعى ويتعب كل يوم في الدوام لمعيشتكم يأتي ليلًا كل يوم من أجلكم فلا تزعجوه، جيراني يقولون كيف لا يدري بنفسه ويتمايل هكذا؟ أقول لهم بل هو يأخذ برشام لأنه مريض وهذا البرشام هو الذي يفعل فيه هذا فيكون متعب كثيرًا، أجتمع كل يوم خميس بإخوتي كلٌّ يشتكي حاله، من تقول زوجي لا ينفق عليّ والأخرى تقول لا يجعلني أذهب عند أمي وووو، أنتِ الوحيدة التي لا تشتكين منه؟ بالتأكيد تعيشين أجمل حياة هكذا، أقول لهم الحمد لله زوجي لا يريني إلا كل خير.
اندهشت كثيرًا حينما علمت أمرها، أسأل الله أن يراضيها ويهدي لها زوجها ويجعلهم من أهل الفردوس.
اغمضي عينيكِ وقوليها من قلبك "رضـيييــتُ بك ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا"
ولا تنسيها يوميًا في أذكار الصباح والمساء .. بدايةً ستقولينها هكذا لكن عودي نفسك عليها إلى أن تصدر من أعماق قلبكِ تتعبدي لله عز وجل بقلبك قبل لسانك.
قال الإمام ابن القيم: "فهناك رضا من الله قبل رضا العبد أوجب له أن يرضى, ورضا بعده هو ثمرة رضاه, ولذا كان الرضا باب الله الأعظم, وجنة الدنيا, ومستراح العارفين, وحياة المحبين, ونعيم العابدين, وقرة عيون المشتاقين"( مدارج السالكين).
بعدها بفترة يقول: ما الذي تتمناه؟ يقول: ربي يرضى عني، يقول وماذا أيضًا؟ يقول: ربي ينجحني، يقول: لا ليس شرطًا!
بعد سنتين صار يسأل واحدًا منهم: ما هي أمنيتك؟
يقول: ربي يرضى عني
يقول: وماذا أيضًا؟
يقول: وبس
لأنه إذا رضي، يرضيك .. وعد الله حقًا إن الله لا يخلف الميعاد.
مالي سواكَ لاجئٌ وإن فَرِغَت جُيوبي .. فالرِّزقُ عليكَ هينٌ وليس لغيري
منكَ الأسمـاءُ والفِعـــالُ بها نتعبَّدُ .. بين إثباتٍ ونفيِ تكييفٍ عنك بعلمي
ليــتَ شِعـري ألِحُـبٍّ مـا بُليتُ .. أم بــذنبٍ مـنــي لا أدري؟
ولِمثلِـهـا ذُقــتُ صبـرًا ثم شـكـرٍ .. بـعـد رضـًا من رضــاكَ
بارك الله فيكِ بسمة طرح رااائع وقيم
نفع الله بكِ وأحسن إليكِ
جعله الله في ميزان حسناااااتك …
في ميزان حسناتك
بالتوفيق