تخطى إلى المحتوى

قصة من الواقع قصة حقيقية 2024.

قصة من الواقع

خليجية

من الواقع … حصة

يقول صاحب القصة: في الثامنة عشرة من عمرها كانت أختى الوحيدة

والصغرى تعيش حالة حب وفي مجتمع محافظ كمجتمعنا

وفي بيت تُراعى فيه التقاليد والاعراف، ويُكثر أفراده الحديث عن الاخلاق
والاداب

كان لا بد لأي حديث عن القلب أن يخضع للسرية الشديدة وأحيانا للخجل المربك

ويصبح الاعلان عن المشاعر الخاصة أمرا مستهجنا دون وجود مبرر مقبول لهذا
الاعلان

وفي حالة الحب الذي تعيشه بخوف وخجل كانت آخر عناقيدنا

تعلم أن إظهار الحب لا بد له من موافقة مبدئية ثم إعلان رسمي

كانت حصة واضحة جدا حين ابلغت امي أن هناك من يرغب في خطبتها

وأنها تعرفه عن طريق اخته اولا، ثم عن طريق الهاتف ثانيا

وأن الشاب صارحها برغبته في التقدم لخطبتها رسميا، لم تبد امي أي اعتراض

بل حددت موعدا لمقابلة الشاب، وبسبب غياب والدي في احدى سفراته الطويلة

طلبت من أخي الأكبر استقبال الخاطب، والتعرف إليه

ورغِبتْ حصة في وجودي اثناء هذه المقابلة، ثم أصرت على حضوري

حين اعتذرت بالمشاغل، قالت: هل يوجد شاغل اهم من مستقبل اختك؟

بدا لي في العشرين من عمره، أنيق الهندام، أسمر البشرة

حسن الحديث، وكانت مقابلتنا اشبه ما تكون بزيارات المجاملة

لم نعده بشيء، وطلبنا منه الانتظار حتى نستطيع التعرف عليه اكثر

وكان هو متفهما لهذا كله، قلت له: أمهلنا أسبوعاً، حتى حضور الوالد

وعسى الله ان يقدم الخير للجميع، حين غادرنا سألتني حصة منفردة

عن انطباعي عنه، قلت: يبدو انه مناسب، لكن لا بد من السؤال

قالت: طيب، ثم فاجأتني ببعض المعلومات التي تعرفها عنه

وكان من ضمن معلوماتها أشياء عن عائلته، ثم عقبت هذا لا يهم

نحن معتدلون في هذه الافكار، المهم ان تكون اخلاقه عالية

أليس كذلك؟ سكتُ ولم أعلق، أحسست أنها تحب الشاب

وأنها ترغب في موافقتنا على خطبته. بعد يومين، قال لي أخي بعد أنه أجرى
تحرياته: جيد

يعمل في وظيفة ممتازة، مؤدب، متدين، ولكن هناك مشكلة

ولم أفهم المشكلة بعد كل ما تقدم، حتى قال لي بهدوء: عائلته

هم من وسط إجتماعي اقل، قلت: المال لا يهم، كلنا بدأنا فقراء

ابتسم لي متابعا: بل اقصد الاصل والنسب، وقدم لي بعض التفصيلات

حين راجعت أوضاعنا الاجتماعية، وعصبياتنا القبلية، تأكد لي أننا نواجه

عقبة كأداء وليس مشكلة صغيرة يمكن حلها بالاعتدال كما تتوهم أختي الصغيرة

عقبة لا يمكن الخروج منها الا بتمرد عنيف يبدأ من حصة نفسها

تمرد سأكون انا المعتدل الذي ترتجي عونه اول من يقاومه وربما بعنف شديد

ولكي يخفف أخي من اثر الصدمة اخبرني ان الرجل وبهدف تعريفنا بعائلته

يدعونا الى العشاء في منزله، وافقت لأجل حصة مرة أخرى، فقد اصرتْ ان أقبل
الدعوة

كان بيتهم كبيرا، ولأمر ما احس الشاب أن الموافقة ستصدر مني ان صدرت

وليس من أي احد آخر، لذلك بالغ في مجاملتي حتى الاحراج

عرفني بأنسابه وكان الحوار اثناء العشاء سيئا جدا بمقاييس بيتنا حيث

نراعي الفاظنا حتى مع اقرب الناس إلينا، ودار الكلام كله حول ما نعتبره سخافات

وأحاديث لا تنفع، ومزح ومداعبات سمجة، حتى طريقة إعداد الأكل وديكور

الصالون ونوعية الضيوف لم تناسبني

حين خرجنا من المنزل، كان وجه أخي مختلفا، سألني عن انطباعي

قلت له: قل لأختك (لا تورطنا) مع هؤلاء الناس.. هؤلاء (ما يناسبونا) اطلاقا

هم من طبقة اجتماعية تختلف عنا، هم شيء مختلف، ثم قلت له: اطلب من

أمك أن توجه دعوة لعائلته: أمه وأخواته، وافقت أمي ووجهت لهم هذه الدعوة

وحين غادرت عائلة الشاب منزلنا، قالت امي بهدوء..(لا).. وكانت لاؤها كبيرة

جداوحاسمة جدا..وبررتها بأسباب اجتماعية بحتة

حين استنجدت بي أختي في اليوم التالي خذلتها بلطف شديد

اعتقدتْ انها إذا اقنعتني فسنستطيع معا إقناع البقية

برأينا (وكنت أقدر على ذلك لو أردته) لكن دون جدوى، في المساء اتصلتُ

بأخينا دون علمها وقلت له ان حصة لن تتزوج هذا الشاب ابدا، وأن عليه بصفته

أخاها الأكبر أن يعتذر منه بلباقة وأدب ودون احراج

بكت حصة، وحاولت دفعي لأكون أقوى من التقاليد العائلية، وحاولت من جهتي

إفهامها أن المجتمع اقوى منا بكثير، وأن أهلنا لن يرحموها ابدا، وذكرت لها

صادقا أن الاتصالات بدأت من بعض اعمامنا مذكرة بأهمية المحافظة على التقاليد

وأهمية أن نكون كما كنا دائما واعين لقراراتنا بزعمهم، وأن هذه المكالمات

تحمل في طياتها صوراً غريبة من التهديد، أخيرا وافقت مكرهة على آرائنا

ولم يكن من طبيعتها التمرد، كانت اقرب إلى والدي في طبيعته الصابرة

منها الى امي في طبيعتها العنيفة.. مع مرور الأيام أحسست أنها نسيت

الموضوع وحاولنا معا كأخوة إشغالها بالعزائم والحفلات العائلية والموافقة

على ذهابها لكل الاعراس الصيفية والمناسبات الخاصة، وبذلنا لها

الكثير من أموالنا، وحين حضر والدي لاحقا لم نخبره بشيء

وتعاملنا مع الموضوع وكأنه لم يكن..

بعد سنتين تقدم لها ابن خالها، لم توافق عليه بداية، أصرت على الرفض

وأصر أبي وأمي على الموافقة بأسلوب الوالدين، أي الالحاح الشديد

ومحاولات الاقناع المشوبة بعواطف الرحم والقرابة، وتحت الضغط المتواصل وافقَت

ورفضت انا، كنت اعلم انها توافق مجاملة لهما، وكنت أعلم ايضا

ان ابن خالي شاب سيء بأغلب المقاييس، شرحت وجهة نظري لوالدي

ولأمي قلت لهما: لا، أنتما تخطئان، لكن حصة خذلتني بموافقتها هذه المرة

هي ايضا خطأت: ربما قررت الانتقام لرفضي الاول لكن على حساب سعادتها؟! رفضت

حضور حفل الخطوبة اولا، ورغم انفي وُجدت في حفل الزواج حتى لا اظهر بمظهر

المعارض، لكنهم جميعا كانوا يعلمون اني قلت: لا، بعد سنتين انتهى هذا الزواج

بالطلاق دون أبناء. تزوجت حصة مرة ثانية لاحقا، وانجبت طفلين رائعين

لكني مازلت أشعر أنها غير سعيدة، وما زلت أحاسب نفسي على خذلاني

لها في تلك السنوات التي احتاجتني معها، هل أخطأت بحرماني

لها من الرجل الذي أحبها وأحبته؟ هل أصبت؟ لا أدري

ولا أعرف كيف كانت ستكون العواقب لو لم أعترض

لربما كانت اليوم أكثر سعادة، وأكثر جمالا وفرحا

سنوات مرت على هذه القصة، وحين زرتها مؤخرا طلبت مني أن أوصلها إلى السوق

واصرت ان أنزل معها ونتمشى أمام الناس من محل الى آخر

وعبرت أيضا عن رغبتها في أن نتناول العشاء، فعلتُ هذا كله مجاملة لها

وأخذا بخاطرها، وحين عدنا إلى بيتها قالت لي: لم تسألني لِمَ طلبت

منك كل ذلك؟ قلت: عادي، أخوك، وأحببت المشي معي، بس!!!، ضحكت

وقالت: لا..ليس هذا فقط، لكني احببت ان تشير إليّ البنات والنساء في السوق

ليقلن لبعضهن، وبينهن وبين انفسهن: حظها طيب زوجها حلو

ما يدرون أنك أخوي، ضحكت قائلا: القرد في عين أمه غزال، ابتسمتْ

كما تبتسم الامهات حين يفخرن بأبنائهن، وحين ودعتها قبلتني

على خدي ويدي وهي توصيني بعاطفة جارفة ألا أقطعها من الزيارة

حين ركبت سيارتي عائدا.. دمعت عيناي

المصدر : الخليج – ملحق الشباب

تحيتي
أختكم أمونة الشويخ

مشكورة حبيبتي وشرفتني زيارتك لقسمي

يسلمووو

تسلمييييييييييييي يالغالية هذا من ذووووووووووووووووووق ومشكووووووووووووووووورة على المرور والله نورتي صفحتي وجزاك الله خير الجزاء ان شاااااااااااااااااء الله …………………

تحيتي
أختكم أمونة الشويخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.