وبينما أسير في دربي .. محاولا تخفيف بعض من كربي .. إذا بعجوز طاعنة في السن.. تتنهد وتئن فندوت منها لأعرف ماذا حصل ؟ ليستوجب البكاء .. والنحيب والانطواء .. والهم والجواء .. وأجابت والعبرة تكاد تخنقها :
حال لا يسر الأعداء .. وفتيات يتبعن الأهواء.. غير مقدرات لسمعة الأهل والأقرباء .
فتملكها الصمت قليلا … ثم واصلت …
ابنتي تسأل عن سر بكائي .. وعزلتي وانطوائي ..إن كنت فيما تقول صادقا .. وجازما فيما كنت به ناطقا .. فسر معي إلى تلك الساحة …
فسرت معها ..فلما وصلنا إذ بعمود قد انتصب .. ودلي منه حبل قد اجتذب عنق فتاة شنقت ولا أعلم بأي ذنب قتلت .. وحول العمود ..اجتمعن الفتيات فرادا ووفودا وأخذن يمزقن كسائها .. ويحتسين دمائها .. فاقتربت من إحداهن ..اسألها عن سبب كل هذا ؟؟ فقالت :
حرمتنا الحرية .. وبسببها نعتونا بالرجعية ….
فرجعت إلى العجوز .. وأخبرتها بحديث الفتاة .. فصرخت قائلة :
أو تعلم من التي شنقت .. وبأي ذنب قتلت هي ابنتي تدعى الحجاب .. حاولوا ردعها ..عن دينها وشرعها .. ولكنها استعصمت .. وبسبب سترها قتلت قتلناها من كانت لهن ضياء .. بتحريض من الأعداء .. أقنعوهن بأن الحقارة هي الحضارة .. وبأن السفور هو إثبات النفس
فقلت ومن تكوني ..فقالت :أدعى الحياء .. وقد نبذت من جميع الأقطار……..
شكرا أختي على التعبير الجميل و الطرح الهادف .