منذ كانتا طفلتين لم تفترقا ابد..كبرتا معا كأختين فعلا..لم تكن سلمى تجد السرور ما لم تكن معها سارة ..صحيح أنهما تسكنان في الحي ذاته الا انهما تمضيان اغلب الوقت معا ..تلعبان معا، تأكلان معا..،تلعبان معا،وتتوسل كل منهما لامها كي تنامان معا..!!لم تختلفا يوما قط..!وقد زاد من قوة علاقتهما أن والدتيهما تعرفان بعضهما جيدا..،ولآنهما في الصف ذاته وفي المدرسة ذاتها فقد كادتا لاتفترقان الا ساعات قليلة..حتى أن معظم المعلمات في المدرسة اعتقدن أنهما أختين ..،وكن يخلطن بينهما في كثير من الآحيان ******************** اتفقت سلمى وسارة على أن تحفظا كتاب الله تعالى معا وأن تراجع كل منهما حفظ الآخرى ..،وبدأتا فعلا بذلك..وفي درس التربية الاسلامية كانت المعلمة تتحدث عن الآخوة في الله وطلبت من الطالبات أن يقمن بتطبيق الدرس عمليا فأعلنت سلمى وسارة اخوتهما أمام الجميع وتعانقتا عناقا ألهب حماس الزميلات فقمن يقلدنهن كانتا تتقاسمان كل شيء معا حتى الآحلام .. -سنتزوج أخيين..(قالت سلمى) -وسنشترط عليهما أن نسكن في نفس العمارة (ردت سارة) -ويرزقك الله بنتا وولدا وأنا كذلك ،فنزوج ابني لبنتك وبنتك لابني..!!(تابعت سلمى بعد ضحكة) ياه..،تنهدت سارة وأردفت ، ونصبح عجوزتين معا جدات لنفس الاحفاد..!! ويتعالى ضحكهما ..،وتكبر أحلامهما ..!ثم تصمت سلمى وتقول بلهجة جادة -هل تعرفين ماهو حلمي الحقيقي -ماهو – ان يكتبنا الله من أهل الجنة معا على سرر متقابلين.. تنهدت سارة واغرورقت عيناهما..،وتعانقتا *** *** *** على غير العادة لم تحظر سلمى اليوم الى المدرسة،قلقت سارة قلقا شديدا، وما أن انتهى الدوام المدرسي حتى سارعت الى منزل أختها في الله ..، قرعت الباب وانتظرت طويلا، لكن لا احد ..، سمعها أحد الجيران لتأتي المفاجأة… : سلمى في المستشفى… مريضة… ** ** ** اصيبت سلمى بمرض مفاجيء قلما يصيب من هم في عمرها، قال الأطباء أنها يجب أن تبقى تحت المراقبة في المستشفى وأن الامل في علاجها ضعيف..، بل لقد ازداد ألم أهلها عندما عرفوا أن هذا النوع من الامراض يصيب جانبا من الدماغ يتعلق بالذاكرة ويؤدي الى أن يفقد المريض ذاكرته شيئا فشيئا…! كانت الصدمة كبيرة للجميع لمعلماتها ولصديقاتها ولكل من يعرف سلمى تلك الصبية التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها ولعل الصدمة الاكبر كانت لسارة توام روحها وأختها في الله. كانت سارة تزورها كل يوم وتجلس معها تراجع لها ماتحفظان معا من القران وتذاكر لها مايفوتها من الدروس بل لقد كانت تنام عندها في أحيان كثيرة… وفي موعد الزيارة اليومي وكعادتها ذهبت سارة الى المستشفى لزيارة صديقتها..،فوجئت بوالدة سلمى وأخوتها يبكون وقد سيطرت عليهم حالة كبيرة من الحزن والآسى..،خفق قلبها بشدة وخشيت أن يكون قد ألم بأختها مكروها..،هرعت الى أم سلمى وسألتها عن الامر..لتأتيها المفأجاة القاسية بدأت سلمى حالة النسيان التي أخبر عنها الأطباء قالت والدتها والحزن يقطعها: -تصوري يا سارة لقد نسيتني انا ..لم تعرفني عندما دخلت عندها.. لم تعرف والدها ولا اخوتها …نسيت كل شيء…كل شيء… -هكذا.. فجأة..! هتفت سارة – في البداية كان تدريجيا..، فقد سألتني لماذا هي في المستشفى ..،ثم سار الأمر بسرعة.. بسرعة كبيرة…!!! وأجشهت والدة سلمى ببكاء مر ،حاولت سارة أن تخفف عنها لكنها هي كانت بحاجة لمن يخفف عنها..،كانت الأرض تميد بها..، ويكاد رأسها ينفجر .. -سأدخل لأراها.. (قالت سارة) وبيد مرتجفة أدارت مقبض الباب،ودخلت خلفها أم سلمى ووالدها وأخوتها الصغار.. كانت سلمى تردد آيات من القرآن الكريم ..،هتفت سارة فرحة: -لم تنس ما حفظناه من آيات عندما كنت معها أمس….!!! صاحت والدة سلمى: -هل هذا هو آخر حفظكما معا – اجل ..،حفظناه معا أمس…!!! كان التعب يبدو على وجه سلمى كانت شاحبة ذابلة حدقت في وجه سارة مليا،ثم صاحت: -سارة… أنت هنا…! دهش الجميع ، صاحت والدة سلمى: -الله اكبر..! لم تنساك أنت أيضا…!!! -اغرورقت عينا سارة وهرعت الى صديقتها وأختها في الله تعانقتا وسط دموع الحاضرين..،شعرت سارة بحرارة جسد أختها ونبض قلبها كما لم تشعر به من قبل..،ووصلتها كلماتها متقطعة متعبة هامسة في أذنها: – علر سرر متقابلين…. ** ** ** عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أن من عباد الله لأناسا ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله قالوا:يارسول الله ،تخبرنا من هم؟ قال:هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله ان وجوههم لنور وأنهم لعلى نور ولا يخافون أذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس وقرأ هذه الآية:((ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون))1 ويقول عليه الصلاة و السلام: ((قال الله تبارك وتعالى:وجبت محبتي للمتحابين في،والمتجالسين في،والمتزاورين في، والمتباذلين في ))2 أخرجه مالك في الموطأ (954-359/2) أخرجه أبو داود في السنن (288/3) ** ** **
منقول من جوالي تكسر اصابعي وانا اكتب:00111 1:
وتسلمي على القصه