تخطى إلى المحتوى

ابطال على مسرح الحياة قصة حقيقية 2024.

  • بواسطة
ابطال على مسرح الحياة

خليجية

تعالت الصيحات يتخلّلها بكاء اطفال و هي مارّة في ذلك الحي..وصلت الى المكان ووقفت لترى ما يحدث و اذ بصاحب بيت يطرد منه عائلة لانها لم تستطع دفع الكراء..
عجّ الحي بالناس بين متفرّج و متاسّف ؛ يقفون ليروا ما يجري ثم يمرّون دون اي حراك..بالنسبة لهم الامر لا يعنيهم ؛ فماذا يستطيعون فعله في مثل هذه المواقف..
كان صاحب البيت رجل فظّ ؛ رمى بحاجيات الاسرة الى الشارع و لم يرحم بكاء اطفالها . حاول الاب التوسّل اليه كي يعطيه مهلة لكن دون جدوى..
نظرت اليهم ليلى و رقّ قلبها ؛ ماذا سيفعلون ؟هل سيبيتون في العراء ؟ وماذنب هؤلاء الاطفال الابرياء ؟
ثم تفقّدت وجوه الناس لعلها تجد من يهبّ لنجدتهم ..فرات منظرا غريبا..رات وجوها جاهمة متاثّرة بما يحدث و افواهها صامتة اللهم الا بعض عبارات الاسف..
هل يمكن ان تصل السلبيّة بهؤلاء الى هذا الحد ؟
لم تستطع تمالك نفسها فخاطبت المالك بقولها ( الا يمكنك اعطاءهم فرصة اخرى ؛ الا تراف بهم من اجل هؤلاء الصبية ؟ )
و استدار الرجل نحوها بوجه عبوس و عيون كلها شرر و قال ( فرصة اخرى ؟ هذه ثالت مرة و انا صابر عليهم و لكنهم لم يدفعوا ما عليهم من مال و لن يدفعوه..من اين لهم به و الاب عاطل عن العمل..ثم مالك انت ؛ لما تتدخلين ؟ )
ردت عليه بكل حزم ( ارجوك سيدي ؛ الجو بارد و الوقت متاخر..اين سيذهبون ؟ اراف بحالهم و لا تكن قاسي القلب )
زاد غضب الرجل فشدّها بيديه و هزّها بكل قوته كانها ورقة في مهبّ الريح ( ادفعي انت يا ذات القلب الرقيق..)
لحظتها ماجت بها الدنيا و من اين لها ان تدفع له ؛ فهي بالكاد تتدبّر امورها..من اين لها بالمال و هي تعيش على ما تصنعه بيديها من خبز و كعك تعطيه لولدها كي يبيعه في السوق..
اسودّت الدنيا في عينيها ؛ اتقف عاجزة في مثل هذا الموقف ؟ و ما بال الناس يقفون لحظات ثم يمضون في حال سبيلهم..ما بالهم لا يتكاثفون ؟ يد واحدة لن تفعل شيئا ؛ لو انهم فقط يفهمون ان باتحادهم سيحلون مشاكل جمّة..لماذا لا يدفع كل واحد منهم ما يستطيع دفعه من المال لانقاد هذه الاسرة من الضياع ؟
لفّها الحزن من كل جانب ؛ ايقنت انها عبثا تحاول فلن تجد آذانا صاغية و لا قلوبا رحيمة في هذا الزمن القاسي..و فجاة تذكّرت..مدّت يدها تتحسّس الحلق باذنها..انه هدية امّها لها و قد اوصتها ان لا تفرّط فيه مهما حدث..هذا الحلق يمكنه ان يكون طوق نجاة لهذه الاسرة الفقيرة فثمنه باهض و اكيد انه سيرضي المالك..
تضاربت الافكار براسها ؛ لن تقف كالبلهاء وسط هذه الجموع و تشاهد هذه الماساة دون حراك..نزعت الحلق و اتجهت به الى الرجل (اظن هذا سيفي بالغرض لبعض الوقت ؛ خده و احتفظ بثمنه ؛ واعط فرصة لهؤلاء حتى يتدبّروا امرهم )
شعر المالك بالحرج و لكنه مدّ يده بسرعة و اخد الحلق ثم التفت الى الاب و قال (شهر واحد..ساصبر عليك شهر واحد ) و انسحب من المكان..
بين نظرات الناس من معجب بكرم ليلى و ساخر منها لتنازلها عن حقها لاناس لا تعرفهم ظلت هي شاردة الذهن ( يا الهي كيف هان علي حلق امي ؛ انا لم ابعه حتى لاطعام اولادي ..و لكني لم اتحمّل منظر الصبية و هم يبكون ؛ لم اتحمّل ان ارى حاجيات هذه الاسرة مبعثرة في الشارع..لم اطق صبرا و انا ارى المهم و فاقتهم .. )
انتبهت ليلى و يد صبي من الصبية تشدّها من ثوبها ؛ نظرت اليه كان جميلا ؛ بريئا ؛ عيناه فيهما حزن دفين ؛ قال لها (ابي يريد التحدّث معك ) حاول الاب تقبيل يدها و لكنها امتنعت اما الام فعانقتها و بدات بالنحيب..
واست ليلى الاسرة و تنفست الصعداء لقد شعرت بالفرحة تغمرها ؛ لم يكن ما فعلته بالكثير و لكنها ساهمت في دفع البلاء و لو الى حين..مشت ليلى وسط الجمع الغفير من الناس مشية المنتصر..لم تكن تبالي بتعليقاتهم و لا بحديثهم كانت تشعر بنشوة غريبة تلفّ جسدها و سرور عارم يسكن قلبها لانها استطاعت ان تخرق حاجز السلبيّة الذي يقيّد الكثيرين..
سارت ليلى بخطى الواثقة من نفسها لتعود الى بيتها و هنا شدّتها يد من الخلف استدارت لتجد المالك ؛ اخرج من جيبه الحلق و ارجعه لها ثم بادرها ( لقد نجحت في الاختبار..قمنا بحبك القصة حتى نعلم الى اي مدى يتفاعل الناس مع المواقف..و كنت اول الفائزين .. )
ذهلت ليلى ؛ هل هذا كان تمثيل ؟ صراخ الصبية ؛ بكاء المراة و انهيار الرجل كله تمثيل ؟
شلّت للحظات فلم تستطع قول شيء ؛ لقد كان الموقف يدمي القلوب لم يساورها شك فيما حدث و بعد كل هذا يقولون تمثيل..
هزوا كيانها و فجروا الطّاقة الكامنة في اعماقها ثم يقولون تصوير..
هنا صرخت ليلى ( لن آخد هذا الحلق ؛ لقد كنت سعيدة و انا افعل هذا ؛ احسست اني انتصرت على نفسي ؛ لم اندم ابدا بعد ان كسرت وحش الانانية في داخلي..لما تحرمونني من هذا الاحساس الجميل ؟ الم تجدوا طريقة لتصوير حصتكم الا اللعب بمشاعري ؟ خدوا الحلق و اعطوه لمن يستحقه اما انا فساظل اوهم نفسي ان ما حدث حقيقة و ليس خيال ؛ ساظل فرحة بموقفي..)
حين اخدت اوراقي هذا الصباح لاكتب قصتي كنت اظنها قصة طويلة و لم افهم لماذا غيّرت اتجاهها ووضعت لها هذه النهاية ربما لاحدّثكم عن السلبية التي اصبحت مرض العصر..
حين يواجهنا موقف من المواقف الكثيرة في حياتنا ندير له ظهرنا ؛ نتحجّج بظروفنا و نحاول اقناع انفسنا انه لا حول لنا ولا قوة..مع اننا لو بادرنا بالتصرّف لكان احسن الف مرة من سلبيتنا..
لا يمكن ان نظع الخطوط العريضة في شخصيتنا و نحن نقف عاجزين باسم من اعيته الحيلة..ان نتجاهل امورا كثيرة تلقانا في دنيانا و نلتمس لانفسنا آلاف الاعذار..فكل خطوة نخطوها محاسبون عليها..
لنكن حازمين و لتكن لنا يد من حديد في ما يحدث حولنا من احداث حتى نصنع لانفسنا وجودا و نصبح ابطالا حقيقييّن في مسرح الحياة..
فالدنيا مواقف و قصص فلنختر اي نوع من الابطال نحبّ ان نكون…

يا الله يا قلوب دائماً متألقة و قصصك مميزة ونهاياتها غريبة و عبرتها رائعة حتى العنوان رااااائع ..حقيقة لم أكن سعيدة بهذه النهاية مثل ليلى و لكن ما أعجبني كونها لم تأخذ الحلق… جميلة تلك الإيجابية التي تحلت بها حتى بعد معرفتها للأمر .. أتمنى أن يصبح كل من في مجتمعنا مثل ليلى ..سلمت يداك و حفظك الله و رعاك ..لك الحب و التقييم و منحك ربي كل ما تتمنين .. تحيــ!تي**

اتعلمين يا ياسمين و الله دمعت عيني من كلامك ..اخترق قلبي كالسهم..حفظك الله من كل سوء..وجودك اكبر تقييم لي فانا من دونكم لا اساوي شيئا..
كلامك رائع و موضوعك أروع سلمت أناملك
يآآآآآ الله،كنت مندمجة مع القصة و في الاخير طلعت كاميرا خفية هههههه
فعلا اصبحت السلبية شيئا مسيطرا على مجتمعاتنا،حتى عندما نساعد بعضنا تكون مساعدات مؤقتة تختفي بعد مدة هدفها تخدير ضمائرنا فقط حتى لا تؤنبنا و تحسسنا بالذنب،نحتاج إلى الابداع احيانا حتى في المساعدات،فمثلا على فرض ان هذه القصة حقيقية و ما اكثر شبيهاتها في مجتمعاتنا،ما اسعد الرجل و عائلته بتقديم فرصة عمل له حتى يحفظ كرامته و وجهه من الهوان و إشفاق الناس عليه،كما يقول المثل،لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد
بارك الله فيك على هذه المحاولات الجاهدة لإحياء ما مات من قيم،تقييمي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلوب خضراء خليجية

اتعلمين يا ياسمين و الله دمعت عيني من كلامك ..اخترق قلبي كالسهم..حفظك الله من كل سوء..وجودك اكبر تقييم لي فانا من دونكم لا اساوي شيئا..

باختصاار يا قلوب أنت تستحقين كل خير …تحيـ!تي و حبي لك يا غاليةخليجيةخليجيةخليجية

قصه رااائعه فعلآ راائعه واحداث متسلسله ومشوقه وما كان اروع هو النهايه
نعم غاليتي العبرة بالنهايه جميل ما فعلته ليلى والاجمل هو تخليها عن غضبها وانانيها
وصنعت ما هي مقتنعه به .. وكثير هي ليلى في الحياه تبدآ وتضحي ولكن لو صدمت في الواقع
فأنها تكون بطله سلبيه جدآ ولا تكمل جميلها كما يقولون .. ولو اكتشفت انها مجرد لعبه او تصوير
لقامت الدنيا وما قعدت .. يعطيك العافيه حبوبه وتستاهلي خمس نجوم .. فــ أنتظار جديدك القادم بكل الشوق

الغالية ارجوان..
كم يسعدني تواجدك على صفحاتي و كم يطربني دوما انك تستخلصين العبر من قصصي..
شكرا جزيلا حبيبتي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.