و أخيرا تخلصت من ذلك الشبح -قصة جميلة 2024.

كان المجلس ايمانيا جدا,فكانت كل الفتيات تنظر لها بخشوع و اعجاب..انها استاذتنا الجديدة في مجلس الذكر ,فلأن اصبحت انا و صديقتي هاجر في اولى ثانوي و اصبح بامكاننا ان نحضر لمجلس الدروس الاسلامية كل اربعاء .
هذا اول يوم لنا في هذا المجلس,فقد كانت معظم الفتيات مراهقات في مثل سننا,فمنهن من ترتدي الجامعة و منهن من تدرس بالثانوية ,معظمهن يرتدين الحجاب الشرعي و كلهن جميلات و يظهر في وجوههن نور لا يوصف و منهن من حفظت كتاب الله و منهن من ختمت نصفه,فقلت في نفسي :"لربما المغرب محفوظا بحفظ الله ثم بصلاح مثل هذه المجالس
الرائعة"
بطبيعة شخصيتي الاجتماعية انسجمت مع كل الفتيات,و شاركت و ابديت رايي في كل المواضيع ,فقد كانت مشوقة جدا …رغم انها تكتسي طابعا ايمانيا فهي لم تخلو من الضحك البريئ و المفيد,لحظة قالت الاستاذة للجميع :ّالأن و لكي يكون مجلسنا مشوقا و يتوافد عليه الكثير من الفتيات,اطرحن علي افكارا و مواضيعا قد تجلب و تجذب باقي البنات لمجلسنا هذا"فقلت لها:"وجب ان تكون المواضيع تلامس الفتيات ,و حبذا لو قامت كل فتاة و قامت هي بختيار الموضوع الذي تراه يلامس مشاكل الفتيات و تقوم بتلقينه لهن"
اعجبتها فكرتي و قالت لي:حسنا يا احلام انتي صاحبة الفكرة اذن ابدأي انتي بختيار درس معين و قدميه لنا الاسبوع القادم"
عند رجوعي الى البيت قررت ان اقدم موضوعا بعنوان:"الفتاة المسلمة و عواقب الانترنت"
لكن يوما بعد يوم يزداد الضغط و القلق ,و التردد وقف امامي كحاجز على النجاح..
دخلت للانترنت رغبة في تسجيل معلومات حول موضوعي,فدخلت موقعي المفضل و فجاة وجدت موضوعا يتحدث عن كيفية التغلب عن التردد,قراته و كان رائعا و كانني كنت عند طبيب نفسي ,و تغلبت على التردد و اتخذت قراري بان اعمل على تقديم الدرس.
حسنا,انه اليوم الموعود ,اجتمعت كل الفتيات بل زاد عددهن و زاد خوفي لكن تشجعت و جلست في مكان الاستاذة,بدات اتكلم عن الموضوع و بدات الفتيات تصغي الي و تتفاعل معي ,لان الموضوع كان حساس جدا,فتكلمت عن تاثير المواقع الاجتماعية على الطالبات و تحدثت عن الضوابط الضرعية للتكلم مع الشباب في غرف الشات و حكم وضع الصور الشخصية….عندما انتهيت من الدرس اخذت فتاة تعانقني بشدة و تشكرني ,فمنهن من عاهدتني على ان تزيل صورها من الانترنت ..و كنت في غاية الفرح و السرور
و أخيـــــــــــرا تغلبت على الشبح الذي كان يطاردني و هو شبح "التردد" فطالما كان حاجزا امام نجاحاتي و تفوقي..
فمـــن أســــرار النــــاجحـــين أنــــهم يـــستغـــلون الفرص