تخطى إلى المحتوى

المجاعة تقتلهم "بقلمي" -قصة قصيرة 2024.

المجاعة تقتلهم "بقلمي"

خليجية

انحنى ظهره ونخر الجوع جسده

ينظر للسماء فيراها صحواً

لا غيوم تبشر بهطول المطر على أرضه التي أصابها الجفاف

وحلت بسكانها المجاعة

هو الحاكم لكنه لا يستطيع مساعدة شعبه

فقد أصبح شيخا طاعنا في السن

وهذه المجاعة قضت على البقية الباقية من قوته

قرر أن يعقد إجتماعاً مع وزراء مملكته ليبحث عمن يساعده او يشور عليه

فما يشعر به وما يحيط به أمر لا يجدي فيه الصمت

لابد من وجود حل لكن ما يدور حوله وما يراه يجعل فكره عاجزاً تماماً عن ايجاد هذا الحل

ارسل إلى وزارء حكومته و عقد اجتماعه معهم

كان يقلب ناظريه بينهم

ليرى كل وزير مطرق الرأس في عالمه لا يعلم شيئاً عن الاخر

ولا يرى إلا حالته

نظر الى الحب فوجده اصبح هزيلا ضعيفاً رث الثياب

ثم نظر إلى الامل فرأه يسعل و يضيق منه النفس

والتفت إلى الفرح فوجده لا يكاد يرى فقد اصابه العمى

لمح ذلك الوزير الذي يرتدي ابهى الحلل

ويبديه اثمن الجواهر والثراء باد عليه

حاول الحاكم أن يتذكر من يكون هذا الوزير لكن ذاكرته لم تسعفه

فاعتقد أن هرمه سبب في نسيانه لذلك الشاب القوي

ظن الحاكم أنه قد وجد فيه ضالته وان هذا الوزير القوي هو من سيساعد مملكته

لتعود لسابق عهدها ولايام عزها

فما يراه يدل على ثرائه وقد يستطيع أن يساعد شعب وطنه ويمنحهم من ماله مايعينهم

وما يجلب لهم الماء والغذاء

ابتسم الحاكم ووجه حديثه لذلك الوزير

قائلاً : اني أرى فيك شهامة وكرماً وسأوكل لك مهمة وما اراه فيك من القوة يجعلك اهلا لها

اجابه الوزير الشاب : وماذا تريد ايها الشيخ الهرم

جرحت كلماته الحاكم لكنه لم يظهر غضبه منها بل ابتسم وقال : كما ترى فوطننا يعيش مجاعة

وشعبنا يكاد يهلك جوعاً حتى الوزارء كما ترى كل واحد منه اصابته علة وتحتاج علاجاً

وما اراه أنك تملك القوة والشباب والمال

فهلا قدمت شيئاً منها لوطنك وساهمت في انتشال اخوانك مما يمر بهم

وقف الوزير الشاب غاضباً وصرخ في وجه الحاكم قائلاً : هل أنت احمق

أم ان الشيخوخة قد اتلفت عقلك

الا تعلم من انا ؟

ألا تعلم من أكون ؟

الا تعلم لماذا اصبحت شاباً ثرياً ؟

انا الحزن

انا من يزداد ثرائي حين تصاب مملكتك بالفقر

حين يحل بوزراء دولتك المرض والجوع

وانت تضعف نبضاتك و تتهاوى عواطفك

اتريد أن اقدم ثروتي التي جنيتها من خلال جوعكم

و عن طريق جفاف مشاعركم

كلا فلن افعل ماتطلبه ولا اقدم لك او لاي من شعبك مساعدة فأنا سعيد بما انتم فيه

وسأنشر الاحزان عليكم وفيكم حتى اقضي على جميع شعبك

لكني سأستثنيك وحدك لاني سأبني عرشي فيك

بعد ان اطرد جميع سكانك منك

تسارعت انفاس الحاكم خوفا على شعبه لم يكن يخشى على نفسه ولكنه يحمل هم سكانه

فقد يبقى حياً كما قال الحزن لكن الحب سيموت والامل سيغتال والفرح سيعدم

صرخ الحاكم صرخة اخيرة علها تصل الى من يساعده ويمد يد العون له وينتشله وشعبه مما هم فيه

ويطرد الحزن الذي بدأ في رسم مخطط قصره الذي سيبنيه

صرخ قائلاً : انجدوا قلوبكم احيوا مشاعركم غذوها وامنحوا احبتكم شيئاً منها

فالقلب يجوع والمشاعر تمرض والالوان تموت

فكونوا كرماء وامنحوها الغذاء واسقوها عاطفة حتى تبقى فتية تقاوم احزانكم وتطرد الامكم

———-
نصيحة :

القلوب كالاجساد تصاب بما يشبه المجاعة وربما ماتت وهي تنبض

لا تعتقد أن من تحبه سيعلم بهذا وأنت تأخذ منه كل شيء ولا تقدم له اي شيء

امنح قلب من تحب مايحب ليغرقك بما تحب

بقلمي / نظرة حياء

كلماات راائعة غاليتي

وتحمل الكثير من المعاني فضلاً عن ادبيتها

يتوج بالنجوم +تقييم

ينقل للقسم المناسب

رائع … مااروع كلامكــ
ابدعتـــــى حقا…
يقيم + يثبت
بانتظار ابداعك القادم
كلمات رائعة
روعة مررررة عجبتني القصة ونحنا ننتظر جديدك خليجية
بصراحه قمة الابداع
وايد حلوه القصة
صة روعة .. جد مبدعة .. يسلــمو ايديكي على هيك ئصة بتجننن خليجيةخليجية
الله يخليكم يارب
كلكم ذوق اسعد الله قلوبكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.