تخطى إلى المحتوى

رجل من عمر الشجرة 2024.

رجل من عمر الشجرة

خليجية

السلام عليكم ورحمة الله

سيداتي أدرك تماما أن هذا المنتدى خاص بالنساء لكني بحثت كثيرا عن تفاعل من مدونة الرجال وللأسف لم أدرك غايتي ، فأرجو أن تتقبلوني في منتداكم الغالي ، أنا شاعر وروائي لي عدة مؤلفات سأبدأها معكن بالقصة القصيرة إنتقالا إلى الشعر الفصيح . # أديب مصري #

رجل من عمر الشجرة

في أحد المتنزهات العامة ، ثَمَّ رجل وحيد من عمر الشجرة التي يجلس عليها ، صديقان ، تسامره وتقص عليه حكايا كل من آوى إليها فذلك الرجل عاشق ، وتلك المرأة مكلومة ، وهؤلاء الصبية كم طاردوها في الظهيرة بالحجارة وهذه الهرة الصغيرة تنهش في مفاصلها ، أما الشجرة فكانت في نهاية اليوم ترتمي كالنجم في عضد السماء مُتعبة حزينة ، مُستاءة ولكن كالأيام صابرة أبية .

كل يوم يطوي جريدته الفارغة إلا من البكاء على القتلى ثم يحدثها عن حبيبته الوهمية ، كيف إلتقيا ولم افترقا وذكريات من لقاءاتهما السرية ، بينما الشجرة تهيم بحكاية تناقلتها الرياح الغربية المهاجرة ، كانت عن " بلاد الشمس " وما رأته فيها من طوائف الأشجار والأنهار وقوافل من الطيور الصادحة والشمس التي لا تغيب أبدا وأناس لا تعرف معنى الحقد ! ، ثم أخبرتها والشغف في عين الأخيرة أن تلك البلاد فيها شئ عجيب ، فكل جذور الأشجار حرة ، تنتقل إلى حيث تشاء فتراها تهرول في الحقول سعيدة لا تستقر ببقعة واحدة ولكن دائما في إرتحال وسفر .

ضحك الرجل وقال في ثقة مازحة " تلك بلاد بعيدة ، تحتاج إلى المسير سبعين عاماً .. وجدولاً صغيراً من الماء في جيبك " ، لكن الشجرة الحزينة لم تكن تمتلك جيباً ولا تعرف كيف تُخيط واحداً .

قبعت الشجرة الحزينة في يأسها أياماً لا تخاطب أحداً أما الرجل فمرض ولزم فراشه ولما إستعاد عافيته عاد إلى الحديقة ليرى صديقته الحزينة لكن الوقت قد فات ، فالشجرة لم تكن موجودة وكانت إجتُثت من جذورها تماماً .

إغتم الرجل غماً شديداً وفي ذات صباح بينما يجلس رهين وحدته حَطَّ عصفور صغير على شُرفته وأخبره أن الشجرة ذبلت وما عادت تقوى على الوقوف فانحنت أغصانها وإنتحرت أوراقها حتى استيقظنا يوماً ووجدناها تخرج من الأرض كخروج الشوكة من العظم ، فتجمعت كل الطيور التي من قبل كانت تستظل بها وتستريح عليها وفاءاً لجميلها واغترف كل طائر غرفة ماء بفمه وقرروا الرحيل معها لمساعدتها في رحلتها ، وهنا بكى الرجل بكاءاً شديداً فقد كان يعلم تماماً أن صديقته الوحيدة لم تكن راحلة إلا على عربة البلدية .. إلى مَكَبّ نفايات المدينة .

ليس كل رفيقٍ صديقْ … وليس كل صديق رجلْ
فالصديق منابرٌ تعلو عليها … ليس يسألك صنيعاً أو عملْ
يشتري منك الهموم بدمعهِ … تُظلم الدنيا فتلقاهُ الأملْ

# أديب مصري #

روعة القصة
لكن مع اسف منتدى للنساء فقط
دمت بخير أخي الغالي
واتمنى لك النجاح والتوفيق في مدونة الأخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.