لكاتبتها
دمع الفرحة
استيقظت رهام على صوت المنبه لتطفئه بأيادي متثاقلة
رهام: أوه يا الهي مازلت أشعر بالنعاس , مروج مروج استيقظي إنها السابعة والنصف
…………..
خرجت رهام من الغرفة وهي تتثاءب لتقابل بوجهها ريما
رهام : آهلين بالدكاترة آهلين
ريما : آهلين صباح الخير , اليوم مروقين دوم ياربي
رهام : طول عمري مروقة
………….
تجتمع سما ونهى حول المائدة في المطبخ
سما: اليوم عندي تأخير شو هالملل ياربي
نهى وهي تضحك: حتى لو كان عندك محاضرة وحدة بس كان راح تكوني ملآنة
سما وهي تقضم قطعة الخبز خلينا الجد والاجتهاد لحضراتكم
يقطع حديثهم صوت صراخ
تضحك سما شرفت الأخت الثانية
تأتي مروج وتقتحم المطبخ على سما ونهى
مروج : ليه ماحد صحاني راح اتـاخر وين رهام
……………
على عجل الكل يستعد للخروج لتوجه للجامعة
……………
في تمام الساعة الواحدة كانت مروج أول من يضع المفتاح بالشقة
مروج : مرحبا يا صبايا هاااااااااااااي
الظاهر مافي حد يعني أنا أول الواصلين حلوووو
تتوجه مروج للمطبخ وتفتح الثلاجة لتصاب بخيبة أمل
مروج: معقولة مافي شي يتاكل , الحل الوحيد أنام واستنى لحد مايوصلوا البنات ويدبروني
……………..
في الخامسة كانت سما أخر الواصلات
سما وهي تمر على الصالون لتقابل بوجهها رهام وريما
سما: مساء الخير , شو محضرين على الغدى راح أموت من الجوع
ريما: ولاشي نستناكِ ادبرينا
سما: أنا أنا شو دخلني تعبانة وراح أموت , طيب لحظة
ترفع سما هاتفها الخليوي
سما: مرحبا , مطعم الود لو سمحت غدى معتبر على ذوقك
عمارة 5 الشقة 12 , شكرا
رهام: يا مجنونة شو عملتي أنت ناسية ان إحنا أخر الشهر وفلوس مافي
سما: ياربي أي والله , لابس نأخذ من الاحتياطي جا وقت الاحتياطي ولانموت من الجوع يعني
………………
الساعة الثامنة مساء والكل مجتمع في الصالون
نهى تقرأ أحدى المجلات
شوفوا يا بنات شوفوا
مروج ورهام : شو
نهى : شوف الأخ الفاضي ,أنا مصري أبلغ من العمر 42 عاما, جامعي مهندس مدني مقيم في مدينة الرياض أرغب في الزواج من امرأة سعودية لديها شقة مؤثثة
ريماهي وتضحك : كان قال بده بنك أحسن ههههههههه
نهى : لاشوف الأخت الثانية
سعودية معلمة بيضاء البشرة العمر 25 ترغب بالزواج من سعودي أو أماراتي أو كويتي أو قطري أو عماني
رهام: هههههههههههه تخلص نفسها وتقول خليجي
مروج : مالك أنت غبية هي الأولية سعودي إذا مافي إماراتي إذا ماحصل نصيب كويتي
أنت مفكرتها عم تلعب هههههههههههههههههه
تأتي سما ومعها القهوة
رهام : سما راح اشرب قهوتي وشوفي لي الفنجان
سما: اوكي
مروج : أنا كمان
رهام : الغيرة الغيرة تأكل الحطب
مروج : لا والله أنا قلت فنجاني ماقلت تشوف حظي في فنجانك
سما: خلاص ترى ازعل وامشي وساعتها مين يشوف الكم الفنجان انتوا الثنتين
تشرب رهام القهوة على عجل وتقلب الفنجان
رهام : شوفيه سما
تقلب سما الفنجان بين يديها
شوفي ياستي بكرة راح تتنكدي
رهام : يؤؤؤؤؤؤؤ ليه
سما: وراح تفاجئي بامتحان وتزفتي
رهام: هذي أكيد الدكتورة روري ماحد يعملها غيرها
سما: ويمكن وأنت راجعة تصدمك سيارة وتموتي ههههههههههههه
رهام : عم تتمسخري هاتي فنجاني هاتي
تقلب رهام الفنجان بين يديها
مروج شوفي
مروج : شو
رهام : مش شايفة شي
مروج : لا
رهام : طيب حطي النظارات
مروج : مش شايفة شي
رهام: حتى مع النظارات
مروج : ايوة
رهام: ههههههههههه خلاص انتهت صلاحية نظاراتك جدديها
مروج: اتركيني أنتي وسخافاتك
…………….
يرن جرس التلفون ليتجمعوا كلهم حوله وترفعه رهام
رهام: الو , مرحبا , الحمدلله , عايشين , لحظة
جميع الوجوه ترقب رهام
رهام: مين عندها قلوب
تنتزع نهى السماعة من عند رهام
نهى : الو أهلين
نهى وهي تنظر للبنات : نعم
ليضحك الجميع ويتفرقوا من حول نهى
حيث كان المتصل خطيب نهى
الساعة الثانية والكل بغرفته
رهام : مروج
مروج : نعم
رهام: مروجة
مروج: نعم
رهام: مرجوووووووا
مروج: نعم ولعية ان شالله
رهام: بدي اقول شي
مروج : قولي
رهام: بس ماتضحكي علي
مروج : لا ما راح اضحك
رهام: عارفة انتِ بحب الابراج والشغلات هذي
مروج: طيب
رهام: وفي يوم ياستي وأنا بشاهد برنامج عن الابراج
مروج: وبعدين
رهام: شفت الك هذاك البروفسور وجالس يتكلم ويتكلم حتى وصلنا للخضروات
مروج: خضروات
رهام: ايوة خضروات وقال ان كل خضار يعني شيء بحياة الانسان
مروج: طيب
رهام: اسمعي انتِ بس , وقال ان ممكن الوحدة تشوف شريك حياتها عن طريق الخضار
مروج: ههههههه كيف يعني
رهام: لاتضحكي من جد, قال حطي بصلة حمرة تحت الوسادة قبل لاتنامي وراح تشوفي شريك حياتك
مروج :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههه
ياربي اه ياقلبي حاموت من الضحك أنتِ نجنيتي
رهام: لانجنيت ولاشي , انتِ عارفة سارة
مروج : اه بذكرها
رهام: قبل ماتنخطب جربت وطلع الها نفس خطيبها الحالي الان
مروج: لا ما اصدق اكيد عم تكذي
رهام: ليش تكذب
مروج: شو عرفني أساليها هي
رهام: مروجة خلينا نجرب
تغيرت ملامح مروج
مروج: معقولة نقلل عقلاتنا ونعملها
رهام: شو فيها بنتسلى ان ضبطت ضبطت وان ماضبطت شو خسرانين
مروج : طيب ليه مانحط فراولة
رهام: انتِ بدك تغيري الوصفة قالوا بصلة يعني بصلة, والفراولة مؤنث
مروج : لا ما اعملها هذي خرافات
رهام: ومن قال راح نصدقها نتسلى بس ونغير جو, أنا رايحة المطبخ اجيب بصلتين وحدة الي وحدة الك
تخرج رهام من الغرفة متوجهة للمطبخ لترى ريما
تغيرت ملامح رهام
ريما: مالك رهام لسى مانمتي
رهام: لا, وانتِ لساتك صاحية
ريما: بكرة عندي امتحان ولازم اجيب درجات كويسة
رهام: انتوا اهل الطب الله يعينكم
ريما : شوبدك
رهام: اعطشت جاية اشرب
مروج تنتظر في الغرفة
تأتي رهام
مروج : شو
رهام: الدكاترة خربوها علينا
مروج : ريم
رهام: هلا بتكون خلصت روحي أنتِ انا ما اقدر ارجع حاتشك فيِ
تذهب مروج وترجع ببصلتين
تعطي رهام وحدة
رهام: لا شو بدي الثانية
مروج : ليش يعني كل ماكانت البصلة احلى راح يطلع وسيم أكثر
رهام: تمسخري تمسخري
تستعد رهام ومروج للنوم ويطفئوا الانوار
مروج: رهام انتِ نمتي
رهام: لا لسى وخلاص اسكتي خلينا ندمج
مروج البصلة مضايقتني
رهام : حطيها على الجنب الثاني
يتبع
تستيقظ رهام على صوت المنبه لتفتح عينيها ثم تعود وتغلقهم
ثم تعود وتفتحهم وتتأكد بانها مستيقظة لتصرخ بعدها
لتستيقظ مروج على صراخ رهام
مروج : مالك أنت يامجنونة وقفتي الي قلبي
رهام: هيء هيء هيء ياربي ماشفت شي
مروج: الحمدلله على نعمة العقل
تقوم مروج من مكانها لتغادر الغرفة وتلحق بها رهام
رهام: مروج مروج , خبريني أنت شو
مروج: انا شي رهيب وماراح اخبرك خليكي موتي بغيظك
وتضحك مروج وتبتعد عن رهام
…………
بغرفة سما ونهى
سما: نهى وين تنورتي السودة مش شايفتها
نهى: شو عرفني أنا من متى كنت بالبس من عندك
سما: خلاص هو يعني السؤال حرم
تخرج سما من الغرفة وتتوجه للصالون لتقابل مروج
سما: وين تنورتي السودة
مروج وهي تضحك : هو انتي مش عارفة مش لبستها رهام وهلا هي في الغسيل
سما وقد استشاظت غيظا: يا سلام كدة بدون احم ولا دستور
وتتوجه سما لغرفة رهام
سما وهي تصرخ : ياست رهام شو هالذ وق وين تنورتي
رهام: بسم الله الرحمن الرحيم , مالك انتي على الصباح , أنا ماشفتها ولاشي
سما: مروج تقول انتِ لبستيها
رهام: اوياربي صح نسيت , طيب وبعدين المطلوب
سما تفتح دولاب رهام
سما: اليوم راح البس من عندك عقاب الك وانتِ كمان راح تكوي
رهام: اه ياقلبي ياطيب دايما استغلال تفضلي ياهانم وامرنا لله
………..
يخرج الجميع للتوجه للجامعة ماعدا رهام
وفي تمام الساعة الثانية عادت ريما ومروج
لتستقبلهم رهام
رهام: هاي , مساء الخير , شو محضرة الكم غدا روعة وشوربة خضار لاحلى نباتية مرووووجة
مروج : مابدي شي انا داخلة أنام
رهام وقد أصيبت بخيبةأمل: أنا الغبية الي جالسة من الصباح في المطبخ مع ان اليوم عندي اوف بدل ما انبسط فيه وقال ايش عاملة مفاجئة
تتوجه مروج لغرفتها
ريما : معلش رهام انتِ مش عارفة مروج اذا عصبت لحدى يكلمها
رهام: تعصب على نفسها مش علينا
……………
بعد ساعة رهام جالسة في الصالون لوحدها
تأتي مروج لرهام
مروج: هو أنتي لسى زعلانة ريري
رهام: لاتكلميني
مروج: شفتي ماقدرت أنام وأنتِ زعلانة خلاص, يعني أنتِ مش عارفة احنا أصحاب برج العذراء اذا عصبنا مابنطيق حتى نفسنا
رهام وهي تبتسم : الحمدلله أنا مش برج العذراء ولا كنت مش طايقة نفسي هلا
مروج: تتغدي معي شوربة خضار من أيد أحلى طباخة
رهام: شو علي , اوكي
……………
في الثامنة مساء يرن جرس التلفون لترفعه سما
سما: الو , اهلين عمو مساء النور , الحمدلله , كلنا بخير , رهام طيب لحظة
سما: رهام رهام , تعالي ابوكي على التلفون
تأتي رهام مسرعة ومن خلفها مروج
رهام: هاي دادي كيفك , انا الحمدلله , لسى عايشة
مروج وهي تستحث رهام على الكلام بينما رهام تشير لها بالانتظار بحركة من يدها
رهام: اخبار الماما وهشام
والد رهام: بيسلموا عليكي وكانوا بدهم يكلموكي بس انا في المكتب الان
رهام: معلش اكلمهم وقت ثاني بس سلملي عليهم
والد رهام : يوصل أن شالله
رهام: دادي, بدي اطلب طلب
والد رهام وهو يضحك طلب واحد بس انتِ تأمري
رهام: بحبح ايدك شوي في المصروف مش عم يكفيني
والد رهام : خلاص ولايهمك
رهام وهي فرحة: تسلملي يا أحلى أب في الدنيا متى راح تنزل الفلوس
والد رهام: بكرة مري على البنك وشوفي كم في حسابك
رهام: كم
والد رهام: مفاجأة لعيون احلى بنوتة
رهام : طيب
والد رهام: حبيبتي بدك شي قبل ما اسكر
رهام: لا ياعمري بس سلامتك
والد رهام: خلاص عمري مع السلامة
رهام: مع السلامة
وتعيد رهام السماعة لمكانها
لتنظر لها نهى وتقول: شو عملتي ليه طلبتي مصروف أكثر
مروج: انتوا لسى ماعرفتوا القرارات الجديدة
سما: شو
مروج: راح نعيد الميزانية ونرفع المصاريف , أنا امس كلمت امي وراح تزيد مصروفي كمان
سما: لا كدة ماينفع مش حاقدر اطلب من ابي كفاية نص راتبه لي والباقي لاخواتي
تقطع رهام حديث سما: لا يا سما الموضوع مش اجباري وأنتِ معفية
وبكرة كلكم معزومين على حسابي في أفخم مطعم
نهى: لا يا رهام على طول حاتصرفي الفلوس
رهام : شو فيها اصرف مافي الجيب ياتيك مافي علم الغيب
سما: حكيمة الاخت
……………..
الساعة الحادية عشر مساء والجميع على طاولة الطعام لتناول العشاء بعد ان قامت باعداه نهى ورهام
سما: على مين اليوم غسل الصحون
والجميع ساكت لتقول بعد ذلك مروج : الظاهر اليوم دور ريم
ريما: دوري لاأنا أمس غسلت حتى اسألوا نهى
نهى: رجاء لاحد يدخلني أنا ما بذكر لاشفت حدى وما بعرف شي
سما: ليه ريما دايما تعملي مشاكل يوم دورك
ريما: حرام عليكم انا دايما بلتزم بالجدول حتى ايام الامتحانات
مروج: خلاص اليوم دورك
ريما وهي غير مقتنعة : طيب
……………..
بعد العشاء تتوجه مروج لغرفة نهى
مروج: تسلملي عيون الي واقفين جنبي
نهى: حرام عليكي مروج دايما تخلي دورك على ريم
مروج : اصلا أنا قصدي اساعدها وافك عنها من كثر ماهي بتدرس
وتضحك مروج
وقبل ان تنطق نهى باي كلمة سمعوا صوت الاسعاف المدوي
لتقوم مروج من مكانها لتنظر من النافذة وترى ماذا يحدث
وبعد عدة دقائق كانت جميع الفتيات في غرفة نهى ينظرن من النافذة المطلة على الشارع
فصرخت رهام : انه عم ابو سامي يا الهي ماذا حل به
وحركت ريما رأسها وقالت لابد بأنها احد نوبات القلب فهو دائما كان يشتكي من قلبه
فاطلقت سما تنهيدة وقالت: اتمنى ان اموت قبل ان اغدو عجوز ويأكلني المرض
وظللن الفتيات صامتات لفترة ثم خرجن من غرفة نهى وبقيت مروج معها
واستلقت مروج على سرير نهى
لتسأل مروج على استحياء : هل مازال وليد مسافر في امريكا
فتضحك نهى وتجيب: ياعمري راح يرجع عن قريب ويمكن نعمل الكم زيارة بوقت أقرب
لترتسم الابتسامة على وجه مروج وتقول: ماسألك عني لما اتصل
فتقترب نهى منها بشكل أكبر وتقول : دايما يسأل بس أنا أنسى
لتصرخ مروج وفي وجهها : مرة ثانية لاتنسي
وجلسن يتحدثن عن وليد أخ نهى
………………
وفي غرفة ريما حيث بأنها الوحيدة التي تملك غرفة منفصلة بسبب ظروف دراستها وسهرها المستمر
كانت تنظر للكتاب وهي تشعر بالنعاس ثم أخذت المرأة وظلت تتأمل فيها ياالهي أني أبدو كعجوز في الستين
وأخذت تتلمس بشرتها ياألهي أني لاأقارن بجمال رهام أو مروج
او حتى قوام سما وشاعرية نهى
لقد مللت من الكتب الغبية ومللت من نفسي أكثر
واجتاحتها أحدى نوبات الاكتئاب فببلت دموعها صفحات الكتاب
………………
وفي الصالون كانت سما تجلس مع كتابها الذي لم تنظر اليه حيث كانت مشغولة بمتابعة برنامجها المفضل جمالك وصحتك
لتقطع عليها رهام وتقول: اقلبي القناة لاشاهد الابراج
فتصيح سما: يا سلام وهو احنا ماألنا رب اليوم دوري أشاهد أنا
رهام: لا بدينا نغلط أمس كان دورك
سما: لا أكيد عم تمزحي اليوم دوري وخلاص أسكتي خليني أركز
رهام: مش بكرة عليكي امتحان ركزي فيه أحسن
لتضحك سما وتقول: لا يا شيخة مين يتكلم أنا عارفة المنهج بس حاعمل عليه مراجعة
رهام :هههههههههههههههه بس مراجعة اتحداكي اذا عارفة كلمة وحدة من الكتاب
سما: اسكتي خليني اتابع البرنامج
لتتجه بعدها رهام للمطبخ وتعد لها قهوة لعل سما تقرأ لها الفنجان هذه المرة
………………..
وفي صباح اليوم التالي كان الجميع نائما ماعدا سما وريما فلديهما امتحان
ريما وسما في المطبخ
ريما: انا امتحاني الساعة 8 تحبي امر عليكي بعد ما أخلص ونرجع سوى
سما: ليش لا
………………….
وعند الساعة الثانية عادت ريما وسما ليتجهان نحو الصالون فيفاجأو ا بوجود نهى ومروج ورهام
لتصرخ سما: بسم الله الرحمن الرحيم شو عاملين
مروج : ماسك جماعي بسرعة غيروا ملابسكم وتعالوا شاركونا
سما: لا ياحبي أنا تعبانة وحانام
لتجيب ريما: أنا جاية
لينظر الجميع مستغربين من جواب ريما
………………..
وبعد شهر ونصف كانت موعد الامتحانات
وفي غرفة مروج ورهام
كانت رهام تجلس على السرير وهي تقرأ الكتاب بعينين شبه مغمضتين
لتصيح بها مروج : مالك ركزي في كتابك مع أني شايفاه سهل أنتوا يابتعوا الادب الانجليزي كل كتبكم قراءة واستفادة
مش مثلنا احنا
لتستيقظ رهام وترد بكل قوة ونشاط: يعني أنتي مع علم النفس تبعك الي عمرك ماراح اطبقيه وتستفيدي منه
مروج : من قالك ماأطبقه يعني هاليومين مثلا أنا شايفة انك محتاجة طبيب نفسي
رهام: لا والله
وترمي عليها الوسادة
وتبدأ حرب الوسادات المتنقلة
لتقتحم عليهم الغرفة نهى وهي مقضبة الحاجبين
نهى : وبعدين يعني الواحد مايقدر يذاكر
لتصيح رهام: ومين منعك
نهى : انتوا بس اسمعوا اصواتكم وتعرفوا
لتجيب مروج: لا خلاص حانسكت ونذاكر
لتنظر رهام لمروج وتقول : من هلا شغل النسايب الله النا
………………
الساعة الثانية بعد منتصف الليل وسما بالمطبخ لتفاجأ بوجود رهام
رهام: شو بتعملي
سما: جوعانة كثير وطبخة على الماشي
تنظر رهام للمواد وتقول : سباغيتي وطبخة على الماشي هذا لو حاتعملي وليمة
وتخرج وهي تقول: اعمليني في حسابك
لتصيح بها سما : بس غسيل الصحون عليكي
لتعود رهام وتقول: لا ياستي بطلنا
سما: كل هذا كسل خلاص عملناكِ في حسابنا
………………..
بعدأسبوع
نهى تغسل الثياب المكومة
لتأتيها سما: شوفي بتعملي البيض لوحدهم والملونين لوحدهم يعني مش معقولة راح تتزوجي ولمتى راح أنظل نعلم فيكي
نهى: ومن قال اني راح اعمل شي غير هيك
تضحك سما: فكرت لسى مش عارفة , خذي بنطلوني الجنيز غسليه لوحده لا مع البيض ولا ولا مع الملونين
نهى : ياسلام ليه
سما: اصله بيعاني من حساسية من الاثنين وهو شكى الي
هههههههههههههههه
نهى : هههههههه لا ظريفة
………………….
بعد بضعة أيام
تعود رهام ووجهها أصفر وشاحب
فتصيح بها مروج : مالك عمري من شو بتشكي
رهام: لا ولاشي أنا داخلة أنا
وفي صباح اليوم التالي كان المنبه يرن ويرن ويرن حتى استيقظت مروج على صوته واستغربت بأن رهام لم تقم باطفائه
فتوجهت ناحية رهام لتجد حرارتها مرتفعة وهي في أسوأ حالة
خرجت مروج من الغرفة لتصيح بالفتيات الاخريات
…………………….
يتبع
فوجدت ان غرفة سما ونهى هي الاقرب لها
فدخلت ودفعت الباب بكل قوة ونسيت انه يجب عليها ان تدق الباب
مروج: سما نهى اصحوا
لتستيقظ نهى وهي فزعة
نهى: خير خير
مروج: رهام مش عارفة شو صار الها
……………
وبعد دقائق كان الجميع في غرفة رهام
وقامت ريما بالاتصال بالاسعاف حيث ذهبت مروج مع رهام عند وصولهم
لم تعرف البنات كيف عليهن التصرف فاتصلت نهى بخطيبها حازم حيث كان يسكن على بعد ساعة منهم
وبعد وصول حازم ذهبن جميعا مع حازم للمستشفى
………………
في المستشفى
كانت رهام ترقد بالداخل وقد استفاقت والى جانبها مروج
مروج: كيفك رهام حبيبتي
رهام: أنا كويسة ليه أخذتوني على المستشفى ياالله نمشي
مروج: مالك أنتي يامجنونة انتِ مش شايفة وجهك كيف صاير
……………..
بالخارج كانت نهى مع خطيبها حازم مع الطبيب
الطبيب: لقد أجرينا الفحوص اللازمة ولا نريد ان نستعجل بعد ظهور النتيجة سنرى مايمكننا عمله
نهى: لماذا يادكتور من ماذا تشتكي رهام
الطبيب: عندما تظهر النتائج سيكون كل شي واضح لنا ام الان من الافضل ان لا نستعجل
نهى: لماذا ماذا هناك يا دكتور بالله عليك أخبرنا
هنا تدخل حازم وقال: اهدئي يا نهى لو كان هناك شيء خطير لاخبرنا الطبيب
بعد يومين خرجت رهام من المشفى
………………..
وأعددن الفتيات حفلة صغيرة بمناسبة خروج رهام
رهام: ليه الحفلة الميزانية هلا راح تتعب
تضمها سما وتقول: لو مايبقى عندنا ولا قرش وناكل بيض وجبنة عادي
مروج: لا راح ناكلك أنتي يا رهام
ليضحك الجميع بعدها
صحيح أن رهام خرجت من المستشفى لكن كانت تنتابها وعكة صحية بين الحين والاخر
وقد بدأ وزنها ينقص بشكل كبير مع ان الايام الذي مضت كانت قليلة
……………..
بعد اسبوع نصف
كانت نهى مع خطيبها في المستشفى ليستقبلهم الدكتور
الطبيب: اهلا تفضلوا
نهى : الاخبار يادكتور
لتتغير ملامح وجه الدكتور ويقول بصراحة ثم توقف عن الكلام
ليستحثه حازم: ماذا هناك يادكتور
الطبيب: سرطان
لتكرر نهى بعده وهي غير مصدقة: سرطان سرطان
وتنفجر بعدها بالبكاء
حازم: لابد انك مخطأ يادكتور أعد الفحوصات مرة اخرى لايمكن
الطبيب: أنا مثلك كنت اتمنى لو أني مخطأ لكن رأى الاشعة والمحاليل أكثر من طبيب وكلهم أجمعوا على ان النتيجة واحدة
لنحمد الله أنه مازال في أوله وسنقوم باستئصال الورم دون الحاجة لاستئصال العضو
لتصيح نهى : ولكن رهام لم تشكو يوما من شيء
ليجيبها الطبيب: السرطان ياعزيزتي لا يصاحبه أي ألم لعلنا في هذه الحالة فقط نعرف نعمة الآلم
ليكمل الطبيب سأشرح لكم الفكرة بشكل بسيط عادة لا يصاحب سرطان الثدي أو أي نوع من السرطان أي نو ع من الالم لكنه في حالتنا هذه يظهر على شكل كتلة على أ حد الجانبين ولايصاحبها أي ألم وهنا تكمن كل الخطورة
وفي حالة رهام لو لم تصب بارتفاع في درجة الحرارة ووعكة صحية وأخذت للمستشفى لما كنا قد عرفنا
لتصيح نهى: يالهي كيف نعلمها بالامر الان
الطبيب : فلتأتي لزيارة لي حتى نحدد موقع الورم ونحدد الخطوة التالية
………………
خرجت نهى وحازم من عند الطبيب ونهى لازالت تبكي
حازم: عزيزتي اهدئي وكوني قوية
نهى: كيف أهدأ ماذا اقول لرهام والبقية
حازم: أنتي انسانة مؤمنة وتعرفين بأن هذا قضاء الله وقدره وكما سمعتي من الدكتور يجب ان نحمد الله لانه مازال في أوله ورهام محظوظة
نهى : الحمدلله لكني لاأعتقد بأنها محظوظة
وبعد فترة ليست بالقصيرة ونهى مع حازم وهو يحاول تهدأتها عادت نهى للشقة وهي تحاول اخفاء دموعها والحيرة تملأ عقلها وقلبها
لتعود للشقة وتكون أول من قابلتها
.
.
.
.
رهام
…………………..
يتبع
اتمنى ان يحوز على بعض من استحسانكم
اهلا اهلا رهام
وتحاول الهرب بعدها لتستوقفها رهام
رهام : نهى مالك
نهى: لا ولا شي
رهام: نهى اتكلم معاكِ جد
نهى: وأنا جد
رغم محاولة نهى لاخفاء اثار الدموع على عينيها الا ان رهام لاحظت احتقانهما
………………….
بعد ساعة
نهى تطرق الباب على ريم
ريما: تفضل
تدخل نهى : هل أنتي مشغولة
ريما وهي تبتسم : مالجديد دائما كنت مشغولة
تجلس نهى على حافة السرير والحزن بادي على ملامحها
لتقول ريما: نهى خير
نهى وهي مازالت مطرقة الرأس : انها رهام
ريما: رهام
نهى: نعم أتيت لاحدثك بخصوص رهام
ريما وهي مستغربة : ماذا هناك
لتجيب نهى ببضع كلمات مبعثرة رهام , مرض , سرطان
بعد يومين لاحظ الجميع شرود نهى وريما
………………..
وفي اليوم التالي تأتي ريما لرهام
ريما: رهام اليوم لن نذهب للجامعة
تستغرب رهام: ليه
سنذهب أنا وأنتِ للمشفى
رهام: أنتِ مريضة
ريما: هل نسيتي نتيجة تحاليلك
رهام: اوه من جد نسيت
……………….
بداخل العيادة تنتظر ريما ورهام
لتخرج الممرضة وتقول : تفضلا
بالداخل نقل الطبيب نظراته بين رهام وريما ليقول بعدها : عزيزتي رهام جميعا نعرف بأن مايصيبنا هو قضاء وقدر وهو امتحان من عند الله البعض يصبر ويفوز والاخر يستسلم و
لتقاطعه رهام والخوف يتملكها : ماذا هناك يادكتور
ليبتلع الطبيب ريقه ويكمل
بعد لحظات كانت رهام مصعوقة وفتحت الباب وخرجت وهي تركض وريم من خلفها
……………..
بداخل الغرفة ورهام مغلقة الباب بالمفتاح وريم تترجاها ان تفتح الباب او ان ترد عليها ولو بكلمة
كانت رهام تقف امام المرأة والدموع تسيل على خديها وهي تتأمل نفسها
معقولة أنا رهام الدلوعة , رهام حبيبة البابا , رهام الذي يغار الجميع من جمالها , رهام التي تملك كل شيء
لماذا أنا لماذا أنا
لتغطي وجهها بعدها بكفيها
بعد جهد جهيد اقتنعت رهام بفتح الباب عندما حدثتها مروج فقط
ظلت مروج تتحدث مع رهام وهي تحاول مسك أعصابها تماما مثل رهام
بعد أسبوع ذهبت مروج مع رهام لرؤية الطبيب وقبل ان يصلا لطبيب
قالت رهام: مروج خلينا نتمشى
مروج: والموعد
لتنظر لها رهام بعنين يملأهم الامل
فتطرق مروج رأسها ايجابا
و هي تقول لنذهب للحديقة القريبة
بداخل الحديقة جلست مروج ورهام على احدى الكراسي القريبة
لتبدأ رهام بالحديث : لم اعرف بأني أنانية لهذه الدرجة لقد قلبت الجو في الشقة لجحيم
لتقاطعها مروج وهي منفعلة : رهام ما أحب اسمع منك مثل هالكلام
لتقف بعدها وتقول : خلينا نمشي للدكتور
……………….
بداخل العيادة: شرح الطبيب الامر مطولا لرهام ومروج واخبرهم بأنهم لابد من تحديد موعد للعملية خلال هذا الاسبوع حتى لايترك مجال للورم بالانتشار أكثر
الطبيب للرهام: متى سيأتـي والدك للتوقيع على اوراق الموافقة على العملية
هنا تذكرت رهام بأن عليها أخبار اهلها
لكنها أجابت أنا ابلغ الواحدة والعشرين أي اني راشدة واستطيع توقيع الاوراق
ورغم محاولات جميع الفتيات لاقناع رهام بأخبار اهلها الا أنها رفضت وقالت بأنها ستخبرهم بعد العملية
قبل يوم من موعد العملية كانت سما مع مروج يدرن قرص الهاتف
ليرن بعدها فترمي مروج السماعة على سما لتعود وترميها الاخرة عليها
واخيرا استقر عند سما
ليأتي الصوت على الجانب الاخر الو , الو من المتحدث
لتقول سما بصوت مخنوق : اهلا عمو
ليجيبها ابو رهام بانشراح :اهلا اهلا سما , كيف حالك يا عزيزتي
سما: بخير جميعا
والد رهام: خير ان شالله
سما : طبعا خير , بس حبينا نخبرك ان رهام بعافية شوي
ليقاطعها والد رهام: مالها
سما: لاأبد فلونزا ورحنا للطبيب قال لازم يعمل عملية نزع اللوزتين
والد رهام : عملية
سما: عملية بسيطة أنا ومروج عملناها سهلة ثواني والدكتور خالص
والد رهام: متى العملية
سما : بكرة
والد رهام: بكرة , طيب وين رهام اكلمها
سما: نايمة
والد رهام: انا بكرة جاي عندكم حتى لو مافي حجز طيران احجز صاروخ
سما طيب خذ عنوان المستشفى والوقت
…………….
في هذه الاثناء كانت رهام ترقد على سريرها في المستشفى وهي تمسك باوراق تفوح منهم رائحة الورد مع قلم
ليقطع خلوتها صوت التلفون
……………..
الساعة العاشرة صباحا
وجميع الفتيات بالمستشفى وهن يرقبن الباب ان يفتح لرؤية الطبيب ويعرفن الاخبار
سما: طولوا صح
ريما: لا مر من الوقت ساعة بس
لتصيح سما: ساعة بس والله كانها دهر
نهى ومروج صامتتين وقلوبهن تخفق بقوة
…………….
بعد مضي ثلاث ساعات ونصف يخرج الدكتور والتعب بادي على وجه
ليس عن الفتيات نحوه وكلهن أمل
لكن الطبيب أطرق رأسه وقال:
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لقد عملنا مافي وسعنا لكن حدثت مضاعفات وارتفع ضغطها فجأة واصيب القلب بنوبة وووووووو
.
.
.
.
البقية في حياتكم
………………..
ليفاجأ الجميع
وتسقط مروج مغشيا عليها
وتصرخ سما: لا مستحيل مستحيل مستحيل
رهاااااااااااااااااااااااااااااااااااام
بينما تحتضن ريما نهى ويجهشن في البكاء وتمر الذكريات في اذهانهن كانها شريط فيديو كل واحدة مع رهام
فتتذكر سما وهي تجلس مع رهام والفنحان بيديها وهي تقول غدا تصدمك سيارة وتموتي
لتسحب رهام الفنجان من عندها
فيزداد عويل سما وبكاءها
في هذه اللحظات وصل والد رهام وشاهدهن من بعيد فجاء مهرولا
وهو مستغرب سما, نهى , ريما , ماذا هناك
لتصيح نهى: رهام , رهام
ولم يكن بحاجة لمعرفة البقية
فاطلق صرخته لتودي في ارجاء المستشفى بتني ياحبيبتي
ليركع بعد ذلك على ركبتيه من هول الصدمة
……………
بعد يوما كان الى جانب سرير رهام بالمستشفى الاوراق الوردية التي كتبت عليها رهام الى رفيقتي وشريكات غربتي
مروج
عزيزتي مروج اتذكرين كيف تقاسمنا ضحكاتنا وآهاتنا وأحزاننا
اما زلتي تذكرين تلك القلادة التي اشتريناها قبل سنتين وأخذت أنا نصفها وأنتي النصف الاخر مازلت احتفظ بها وانظر اليها
فأرى وجهك المشرق
عزيزتي مروج احبكِ
رهام
…………….
عزيزتي سما
عندما اعود ساجعلك تقرأين لي الفنجان
هل تذكرين كم كنا نقضي من الوقت على خزعبلات الابراج ونشرب فنجان القهوة يليه الفنجان لنرى حظنا في كل مرة
عزيزي سما أحبكِ
رهام
……………….
عزيزتي نهى
اه كم تعبت معكِ ونحن نتسوق لعلنا نجد شيئا يرضي ذوقك الصعب
هل تذكرين ذلك الفستان الذي اعجبك وكم كان سعره خيالي من ذلك اليوم وانا اكنز المال وعندما اخرج سنذهب لشراءه
عزيزتي نهى أحبكِ
رهام
عزيزتي ريما
طالما اعجبت بشخصيتك القوية وحكمتك
سأوصيكِ امرا كوني عاقلة مع الفتيات وهدأي من روعهن
اعرف بأني ابدو سخيفة
لكن هناك شعور يخالجني بأني
لن أ ع و د
عزيزي ريما أحبكِ
رهام
…………………
بعد ذلك اعتذرت مروج عن الكورس لعدم تمكنها من الاكمال
وتجاوزت ريما سنتها الاخيرة بصعوبة
وانتقلت ريما للسكن عند خالها حيث حصل على عقد عمل كدكتور في احدى الجامعات
وتزوجت نهى بعد سبعة اشهر وانتقلت للعيش مع زوجها في استراليا
انتهت