.بعد نجاح روايتي الأولي ( فتاة أهلكها التمني )
كانت رواية حزينة جدا أبكت القلوب قبل العيون و لكن فيها من
الفائدة الكثير
عدت إليكم بروايتي الثانية روايتي الرومانسية
أتمني أن تنال إعجابكم و لو قليلا ,,
لأني مبتدئة في هذا المجال و ليس لي خبرة في الكتابة ..
بدأت الكتابة في شهر أبريل من هذه السنة بدون تخطيط مسبق ..
أتمني أن أنال الدعم الكافي و التشجيع منكم .. لكم خالص محبتي ..
ويأتي أميري لينحني ويقبل يدي
وقد أتى لي بتاج من زمرد قبعت بداخله شتى الألوان وصنوفها وتوجته ملكا لمملكتي
ويومآ سأرى نفسي فتاة ساذجة حيث ينتظرها فارسها على صهوة جواده ليمسك يدها ويحملها معه ويتجولان وهو يحمل لها ورود نرجسية ليقدمها لها وهي تنظر لعينيه بشغف مستميت مميت…
ويومآ إمرأة وحيــدة سكنت قمة جبلٍ بكوخٍ خشبي معزول يرثى لحاله لا احد يقطن حولها سوي حيواناتها الأليـفة وأعشاش حمام قد هُجرت منذ أعوام …
وقد تناثر الغبار بكل مكان وخيوط العناكب قد انسدلت من فوق رأسها…
وتجد هذه الرفقة خير أنيس…
فهي مازالت تنظر لتلك المرآة وهي تمشط شعرها بمشطها العاجي المتآكل
و فانوس عتيق معلق بركن زاوية تطفئه كلما ,,
حل المساء لتزيد العتمة عتمة وتخلد لفراشها,,
وهي تنعم بالراحة بعيدا عن كل الناس …
ويوما تكون تلك الطفلة التي تلهو بدميتها البالية لتجد متعتها
بها ولا يهم ما يحدث من حولها إن كان وإن لم يكن ..
ولكن بالنهاية أظل أنا .. أنا أشعر بما يدور حولي ولكن بصمت قاتل وهـدوء مزعج …. أتألم تارة وأضحك مرات عدة….. حتى لا يعلم بما يدور بذهني فإن كنت بائسة فهناك من هم أبئس مني ..
ولكن تظل لي مشاعر مبعثرة أكنها وتحيـرني …
ولا أستطيع البوح بها …
دخلت سيلا البيت في الواحدة صباحا .. خافت أن يعرف والدها أنها تسللت خلسة من البيت ,, وقتها ستحدث جبهة حرب في البيت كالعادة .. سئمت الشجار مع والدها علي أتفه الأسباب و لكنها تمنت أن تري في عينيه نظرة الوالد المحب الحنون علي بناته .. تمنت لو يعاملها مثل ( راما )أختها الصغرى المدللة التي يلبي لها والدها كل طلباتها .. أما هي لم تشعر في حياتها أنها ابنته فلذة كبده بل تشعر و كأنها غريبة عليه .. ( لماذا يعاملني هكذا ما ذنبي ؟؟ أعرف أنه تمني أن يحظى بولد يأخذ مكانه و يكون رجل البيت .. أعرف ذلك من تهديده الدائم لي لو كان مكاني ولد لما أحس بهذا النقص في حياته .. و لكني لن أسامحه علي زواجه من تلك الأفعى السامة التي سممت له عقله و أصبح كالخاتم في إصبعها ) ..
………… : و أخيرا تذكرتي أن لديك بيتا تقصدينه .
سيلا : و أنتي ما شأنك بي .. لا علاقة لك لو بقيت في الخارج أسبوعا كاملا .
………. : ما شأني إذا ؟؟ سأخبرك بعلاقتي بك .. أنا زوجة والدك الآمرة الناهية في هذا المنزل .. و رغما عنك ستطيعين أوامري و إلا طردتك من البيت و ارتحت من مشاكلك .
قالت سيلا باستفزاز : سيكون من الأفضل أن تطرديني علي أن أبقي في هذا البيت أمام وجهك القبيح المليء بالبثور ,, لا أدري ما الذي أعجب والدي في عجوز شمطاء سيئة الطباع .
شادية ( زوجة الأب ) : إلزمي حدودك أيتها الحقيرة أغربي عن وجهي .
سيلا : ما الحقير إلا أنت .. سأدفعك الثمن غاليا علي كل أفعالك و سترين .
صعدت سيلا الدرج بسرعة حتي انقطعت أنفاسها و استلقت علي السرير .. يجب عليها النوم و إلا فلن تستيقظ غدا لتذهب إلي الشركة .
( يا له من يوم حافل بالتفاهات أولا تركتني ماري وحيدة في الحفل و من ثم أهانني ذلك المتعجرف و الآن العجوز الشمطاء .. ماذا بعد ذلك !! أرجو أن يكون غدا يوم هادئ لأريح أعصابي من هذه الضغوط ) .. غفت سيلا و نست أمر إيان كليا .. لم تفكر فيه البتة أما إيان فكان منشغل البال كيف أنها لم تخضع لسحره و هذا الأمر أثار جنونه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~
~~ صباح يوم جديد ~~
استيقظت سيلا الساعة التاسعة صباحا .. ( يا إلهي تأخرت عندي إجتماع عند العاشرة .. سأفطر في المكتب لاحقا ) إرتدت سروال جينز أسود و بلوزة حمراء اللون و مكياج خفيف و كحل أظهر جمال عينيها الخضراوين .. خرجت من البيت مسرعة استقلت سيارة أجرة لتذهب إلي الشركة ( لن يستمر الحال هكذا دائما أستقل سيارات الأجرة سأقبض راتبي في نهاية الشهر و أشتري سيارة تليق بمكانتي و مستواي المهني ) .. ما أن وصلت إلي الشركة ناداها مديرها .. ثواني و إذ بسيلا تدخل مكتب المدير .
سيلا : نعم أستاذ .
سيلا : أي ضيف ؟؟
المدير : السيد سالفاتور مالك الشركة .. سيلقي نظرة علي العمل بشكل عام و أفضل موظف سينال ترقية .. لا أريد أن يحدث أي خطأ أرجو أن تنبهي باقي الموظفين .
سيلا : حسنا أستاذ سنكون عند حسن ظنك .
خرجت سيلا من مكتب المدير و هي تفكر في الكلام الذي سمعته من إحدي الموظفات قبل قليل ..
دينا : هل سمعت من سيأتي غدا ؟؟
راوية : لا لم أسمع .. من سيأتي ؟
دينا : السيد سالفاتور الإبن يقولون أنه شاب بارع الجمال .. أوسم شاب في كل المنطقة .. و أمه تبحث له عن عروس .
راوية : أحقا ما تقولين !!
دينا : بالطبع راوية و لذلك سأحاول الإطاحة به ليقع في غرامي .
راوية : هل تمزحين !! بل سيغمي عليه عندما يري جمالي الفتان و يطلب يدي علي الفور .
ضحكت دينا بسخرية : ربما سيغمي عليه من فرط وزنك يا حبيبتي .
قالت راوية بغضب : إلزمي حدودك و إلا دفعتك من فوق المبني لتصبحي في عداد الموتى ..
ضحكت سيلا علي مدي سذاجتهن و غبائهن .. يتشاجرن علي شاب لم يرينه بعد .. مضت نصف ساعة جهزت سيلا كل الأوراق اللازمة .. و كشف بأسماء الموظفين للإحتياط لو أراد رؤيته ..
و ما إن مرت عدة دقائق حتي أتي السيد سالفاتور و طلب رؤية كل الموظفين ليناقشهم في بعض الأعمال ..
سيلا : ماري انتظريني قليلا سأغسل يدي و نذهب معا .
ماري : لا تتأخري و إلا غضب المدير .
سيلا : انتهيت هيا بنا .
" طق طق " كان هذا صوت طرق الباب ..
المدير : تفضل .
دخلت سيلا و ماري و جلستا في أول المقاعد لأن سيلا من أهم الموظفات في الشركة .. و ما إن رفعت عينيها حتي انهارت أعصابها ( يا إلهي إنه ذلك المتعجرف ماذا أفعل لماذا ينظر لي هكذا ساعدني يا رب ) ..
قال إيان للمدير : سأختار موظفة و أشرف عليها في مشروع أريد أن ينفذ بأسرع ما يمكن .
المدير : إختر من تشاء لأن الموظفين ذو خبرة عالية في مجال التصميم و بالأخص سيلا هي من أكفأ الموظفات و أنا واثق بأنها ستنجز العمل علي أكمل وجه .
إيان : حسنا إذا آنسة سيلا سنبدأ من الغد و من الأفضل أن تأتي لشركتي الخاصة لنبدأ في التنفيذ .
سيلا و الأفكار تكاد تحرق رأسها ( لابد أنه ينوي الإنتقام مني لم أكن أعلم أنه رئيس الشركة .. ما هذه الورطة التي وقعت فيها ) : ………………
قال إيان بسخرية : آنسة سيلا ما بك لا تجيبين أم أن القط أكل لسانك ..
سيلا : آ آسفة لم أقصد .
نظر إليها نظرة ثاقبة و قال باستهزاء : لابد أنك شاردة كالعادة يا …… آسف ماذا كان اسمك ؟
سيلا : اسمي سيلا .. سين ياء لام ألف ..
قال إيان باحتقار : حسنا أستاذة سيلا تعلمت الدرس ..
ماري : سيلا ما الذي حدث للتو ؟؟ لم أفهم شيء .
سيلا : ما الذي لم تفهميه ؟
ماري : السيد إيان و كأنه يعرفك من قبل .
سيلا : لو لم أذهب لتلك الحفلة لما رأيته و كرهني هكذا .
ماري : ما الذي حدث ؟؟
حكت لها سيلا كل شيء و عن وقاحتها معه ..
ماري : هل جننتي ؟؟ ألم تعلمي من هو ؟؟
سيلا : و ما أدراني أنا ..
ماري : السيد إيان مستعد أن يقف في وجه أي شخص يرفع صوته عليه و يدفعه الثمن غاليا .
سيلا : ليس لهذا الحد ..
ماري : بل أكثر ,, حتي أنه مستعد أن يحرق الأخضر و اليابس في سبيل إنتقامه .
سيلا : يا إلهي ماذا عساي أفعل ؟؟
ماري : إعتذري منه ربما سيسامحك .
سيلا : إعتذرت منه من قبل و لن أذل نفسي و أعتذر مرة أخري .
شعرت سيلا بخوف شديد و لكنها لم تظهره لأحد .. إرتدت قناع الجمود فقد كان وجهها خالي من أي تعبير مما أثار غيظ إيان ..
إيان ( لم تأبه بسخريتي و إهانتي لها أمام الجميع .. يبدو أن لدي مشوار طويل معك يا سيلا سنستمتع كثيرا صدقيني ) ..
لم تخفي علي سيلا نظرات إيان الخبيثة ( لابد أنه يخطط لأمر ما ليوقع بي .. و لكنك أخطأت الإختيار يا عزيزي سأريك من هي سيلا مارين )
استمرا علي هذا الحال نصف ساعة ينظران لبعضهما نظرات الإنتقام ..
ماري : سيلا سيلا هل أنتي معي ؟؟
سيلا : نعم نعم أنا معك .
ماري : لا تورطي نفسك في مشاكل مع السيد إيان .. أنت لست ندا له أرجوك لا تحاولي فعل شيء .
سيلا : لا تخافي لن أفعل أي شيء .. فقط سنلتقي في شركته كل صباح و حسب .
ماري : ماذا تقصدين لم أفهم .
سيلا : لا لا شيء كنت أمزح .
ماري : حذرتكي لا تتهوري و تدخلي نفسك في متاهة لا نهاية لها .
سيلا : قلت لك لا تخافي .. عليا الذهاب سنلتقي غدا في السادسة مساءا كوني في الموعد حسنا .
ركضت سيلا نحو الباب بسرعة و خرجت من الشركة .. كان الوضع مربكا جدا .. أحست بإحباط قاتل والدها و امرأته من جهة و إيان من جهة أخري ( لماذا لا أشعر بالأمان و أعيش حياة هانئة ؟؟ لماذا أبي لا يحبني بالقدر الكافي الذي أحتاجه .. لا أريد مالا لا أريد سيارة .. أريد فقط أن يشعرني بأني ابنته .. قطعة من روحه .. أن يعاملني مثل راما .. لماذا لا يتحدث معي و يسألني هل أنا بخير و كيف أعيش حياتي في العمل .. اصابني فراغ عاطفي حاد .. كم تمنيت أن يملئ هذا الفراغ شخص يحبني يهتم بي يسأل عني .. كم تمنيت ذلك من أعماق قلبي و لكن الحظ لم يحالفني .. كل الحب كل الثقة كل الإحترام وهبته لــ ماثيو .. و لكنه لم يقدر ثمن تضحيتي و استبدلني بأخري .. هذه الحادثة تحرق لي قلبي بل تمزقه ..