تخطى إلى المحتوى

ماذا يقول الكتاب المقدس عم محمد صلى الله عليه وسلم -اسلاميات 2024.

  • بواسطة
ماذا يقول الكتاب المقدس عم محمد صلى الله عليه وسلم

ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟
بقلم الشيخ : أحمد ديدات
قمت بالاتصال بالكنائس الافريقية وشرحت مقاصدي للقسس الذين اهتممت ان يكون بيننا حوار
, لكنهم رفضوا بأعذار شبه مقبولة . لكن المكالمة الثالثة عشر جائتني بالفرحة . لقد وافق القس فان هيردن على مقابلتي بمنزله في يوم السبت بعد الظهر . استقبلني القس في شرفة منزله بترحيب وود . وقال اذا كنت لا امانع فأنه يود حضور حميه البالغ من العمر سبعين عاما للمشاركة معنا في النقاش . ولم امانع في ذلك , جلس ثلاثتنا في قاعة المكتبة لماذا لاشيء : تصنعت سؤالا : ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟
وبلا تردد أجاب : لاشيء
لماذا لا شئ
وفقا لشروحاتكم فان الكتاب المقدس مليئ بالتنبؤات , فيخبر عن قيام دولة السوفيت الروس زمن الايام الاخيرة وحتى عن بابا كنيسة الروم الكاثوليك
فقال : نعم , ولكن لاشئ عن محمد
فسالت ثانية : لكن لماذا لاشئ؟.
اجاب الرجل المسن : يابني لقد قرات الكتاب المقدس لخمسين سنة مضت ولو كان هناك اي شيئ عن محمد لكنت عرفته
ولا واحدة بالاسم
استفسرت : الست تقول ان هناك مئات النبؤات التي تتكلم عن مجيئ المسيح , في العهد القديم؟
قال القس : لا مئات بل الاف . قلت: اني لن اجادل في الالف نبوءة التي تتحدث عن مجيئ المسيح . فاننا كمسلمون امنا وصدقنا بالمسيح دون الحاجة الى اي نبوءة كتابية . انما امنا , تصديقا لمحمد صلى الله عليه وسلم . لكن بعيدا عن هذا الكلام , هل يمكن ان تعطيني نبوءة واحدة مضبوطة , حيث ذكر اسم المسيح حرفيا ؟ ان التعبير المسيا المترجم بالمسيح ليس بأسم انما هو لقب . هل توجد نبوءة واحدة تقول ان اسم المسيا سيكون عيسى وان اسم امه مريم ؟ اجاب القس : لا لايوجد مثل هذه التفاصيل
اذن كيف تستنتج ان هذه الالف نبوءة هي عن المسيح؟. ما النبوءة : اجاب القس قائلا : انك تدرك ان التنبؤات هي الكلمات التصويرية لاي شئ سيحدث في المستقبل, وعندما يتحقق هذا الشئ فعلا , فاننا ندرك بوضوح انجاز هذه النبوءة التي سبق الاخبار بها سلفا
قلت : ما تفعله في الحقيقة هو انك تستنتج , انك تناقش, انك تضع اثنين اثنين معا , قال : نعم
قلت : اذا كان هذا ما تفعله مع الالف نبؤة لتاكيد دعواك عن عيسى , فلماذا لا نختار نفس المنهج بالنسبة لمحمد؟ وافق القس على هذا الراي العادل و المنهج المعقول للتعامل مع المشكلة . وطلبت منه ان يفتح الكتاب المقدس عن سفر التثنية (18:18) , وقد فتحه وقراء . واليك النص باللغة العربية اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به ) .
نبيا مثل موسى
بعد ان قرا النص , استفسرت : لمن تعود هذه النبؤة؟ وبدون تردد قال : يسوع
فسألت : لماذا يسوع؟.ان اسمه غير مذكور هنا؟.
اجاب القس : بما ان النبوءة هي الوصف التصويري لامور ستحدث في المستقبل , فأننا ندرك ان تعبيرات النص , تصف المسيح وصفا دقيقا
قلت : انك ترى ان اهم ما في النص هي كلمة مثلك , اي مثل موسى . فهل عيسى مثل موسى ؟ بأي كيفية كان مثل موسى؟.
اجاب: بادئ ذي بدئ كان موسى يهوديا , وكذلك كان عيسى . كان موسى نبيا وكذلك كان يسوع
قلت : هل تستطيع ان تجد تشابهات اخرى بين عيسى وموسى ؟
قال القس انه لا يتذكر شيئا اخر
قلت : اذا كان هذا هو المعيار لاكتشاف مرشح لهذه النبوءة في سفر التثنية . اذن ففي هذه الحالة يمكن ان تنطبق على اي نبي من انبياء الكتاب . سليمان , اشعياء , حزقيال , دانيال , هوشع , يوئيل , ملاخي , يوحنا… الخ . ذلك انهم جميعا يهود مثلما هم انبياء . فلماذا لا تكون هذه النبؤة خاصة باحد هؤلاء الانبياء؟
فلم يجب القس
استانفت قائلا: انك تدرك استنتاجاتي , وهي ان عيسى لا يشابه موسى . فإذا كنت مخطأ , فأرجوا ان تردني الى الصواب
أمور غير متشابهة
قلت : ان عيسى لايشبه موسى , بمقتضى عقيدتكم , فان عيسى هو الاله المتجسد , ولكن موسى لم يكن الها, أهذا حق؟
أجاب : نعم قلت : بناء على ذلك فإن عيسى لايشبه موسى . ثانيا : بمقتضى عقيدتكم , مات عيسى من اجل خطايا العالم . لكن موسى لم يمت من اجل خطايا العالم . أهذا حق؟
اجاب : نعم
فقلت : لذلك فان عيسى لايشبه موسى . ثالثا : بمقتضى عقيدتكم ذهب المسيح الى الجحيم لثلاثة ايام . ولكن موسى لم يكلف بالذهاب الى الجحيم . اهذا حق؟
أجاب : نعم . واستنتجت : اذن عيسى لم يكن مثل موسى. ولكن ايها القس هذه ليست حقائق غامضة , بل حقائق مكشوفة
دعنا نتكلم في الامور الدقيقة في حياة موسى وعيسى . 1- الاب والام : كان لموسى والدان ( واخذ عمرام بوكابد عمته وزوجة له فولدت له هارون وموسى ) (خروجخليجية6) . وكذلك محمد كان له ام واب . لكن المسيح كان له ام فقط وليس اب بشري , اليس هذا ما يقوله الكتاب المقدس؟
قال : نعم . 2- الميلاد المعجز : ان موسى ومحمد ولدا ولادة طبيعية. مثال ذلك , الاقتران الطبيعي بين رجل وامراة . ولكن عيسى ولد بمعجزة مميزة . 3- عقد الزواج : لقد تزوج موسى و محمد وانجبا اولاد . ولكن عيسى ظل اعزبا كل ايام حياته
اهذا صحيح ؟
اجاب القس : نعم . قلت : اذن عيسى ليس مثل موسى . بل محمد مثل موسى . 4- مملكة تهتم بالامور الاخروية: ان موسى ومحمد كانا نبيين , مثلما كانا زعيمين . واعني بالنبوة
الانسان الذي يوحى اليه برسالة الهية لارشاد الناس.اما الزعيم . فاعني به , الانسان الذي له سلطان وقيادة على شعبه . سواء كان متوجا كملك او لا . فاذا اقتدر انسان على توقيع عقوبة الاعدام مثلا والحكم بين الناس .. فهو زعيم
و لقد كان موسى يملك هذا السلطان , فقد امر بأعدام عباد العجل(خروجخليجية 26 )..
و كذلك محمد كان له سلطان في الحكم بين الناس . اما المسيح فانه ينتمي الى الصنف الاخر من الانبياء .
ومن هنا فأن عيسى ليس مثل موسى , لكن محمد مثل موسى . 5- لا شريعة جديدة : ان موسى ومحمد اتيا بشرعة جديدة واحكام جديدة لشعبيهما
وان موسى جاء بالوصايا العشرة وطقوس جديدة شاملة لهداية الناس
وجاء محمد صلى الله عليه وسلم , الى شعب يغط بالجهالة , اشتهروا بؤاد البنات , مدمنون للخمر , عبدة اوثان مولعون بالقمار والميسر . في وسط هذه الصحراء فان الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول ( توماس كاريل ) : قد شرف الذين اتبعوه فجعلهم حاملي مشاعل النور والعلم . اما بخصوص المسيح كان يحاول دائما ان يثبت لليهود الذين كانوا يتهمونه بالتجديف , بأنه لم يأت بشريعة جديدة , فيقول : لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء , ما جئت لانقض بل لاكمل . (متي 5: 17 ).
وبعبارة اخرى انه لم يأت بشريعة جديدة او اي احكام جديدة على الاطلاق . انما جاء ليكمل الشريعة القديمة وباختصار فأنه لم ينشئ دين جديد , مثل ما فعل موسى ومحمد. سألت القس ؟
فأجاب : نعم . 6- كيف كان رحيلهم : ان كلا من موسى و محمد , قد توفاهم الله وفاة طبيعية. لكن وفقا للعقيدة النصرانية , فأن المسيح مات شر ميتة بقتله على الصليب . اليس هذا صحيح؟
اجاب : نعم.
قلت : من ثم فأن عيسى ليس مثل موسى ولكن محمد مثل موسى . 7- المقام السماوي : ان كلا من من محمد وموسى يرقد الان في قبره على الارض , ولكن طبقا لتعاليمكم فأن المسيح يجلس الان ( عن يمين قوة الرب ) .(لوقا 22 : 69 )
قال القس : نعم
فقلت : ومن ثم فأن عيسى ليس مثل موسى , بل محمد مثل موسى . بعد هذا الحوار المنطقي و المثبت بالادلة والبراهين , وبعد ان وافق القس , وبأستسلام لكل ما طرحته من اراء . قلت : ايها القس للان ماتناولناه , انما للبرهنة فقط على موضوع واحد من هذه النبؤة كلها , ذلك بالتحقيق في كلمة( مثلك) , اي مثل موسى . ان النبوة اوسع من ذلك بكثير , تقول النبؤة ( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به) . (التثنية 18:18).
يجب التركيز على عبارة (من وسط اخوتهم , مثلك) . ان الخطاب موجه لموسى , وشعبه اليهود كشخصية معينة . عندما تقول النبوة من (اخوتهم ) , تعني يقينا العرب . انك تعلم انه يتحدث عن ابراهيم , وكان لابراهيم زوجتان سارة وهاجر , ولدت هاجر لابراهيم ولدا . انه الابن البكر لابراهيم كما يقول الكتاب المقدس : ( ودعا ابراهيم اسم ابنه الذي ولدته هاجر اسماعيل) . (التكوين16 :15).
وحتى الثالثة عشر من العمر فأن اسماعيل بقي الابن الوحيد لأبراهيم , ولقد وهب الله ابراهيم ابنا اخر من سارة اسماه اسحاق
العرب واليهود
اذا كان اسماعيل واسحاق ابناء الوالد نفسه( ابراهيم) , وهوما يقوله الكتاب المقدس . اذن هما اخوان , وهكذا فان الشعوب التي نشأت من سلالتهما , اخوة بالمعنى المجازي . ان ابناء اسحاق هم اليهود , وابناء اسماعيل هم العرب , وهو ما يقوله الكتاب المقدس ايضا . ويؤكد حقيقة هذه الاخوة بالنسب (وامام جميع اخوته يسكن).(تكوين16 :12 ).
وعن وفاة اسماعيل تقول التوراة : (( وهذه سنو حياة اسماعيل , مئة وسبع وثلاثون سنة ، وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه . وسكنوا من حويلة إلى شور التي امام مصر حينما تجيئ نحو اشور . امام جميع اخوته)).(تكوين 25: 17). ان ابناء اسماعيل هم اخوة لابناء اسحاق . وبنفس النمط . فأن محمد من قوم هم اخوة بني اسرائيل , ذلك انه من سلالة اسماعيل (العرب) . مثل ما تنبأت عنه التوراة ( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم).
بل تذكر النبوة بوضوح ان النبي الاتي الذي هو مثل موسى , والذي سيبعثه الله , ليس من بني اسرائيل, لان التوراة لم تقل : (من بين انفسهم) . بل قالت من وسط اخوتهم) . من ثم فان الرسول صلى الله عليه وسلم , هو الذي من وسط اخوتهم
واجعل كلامي في فمه
تستأنف النبوة قولها ( واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه) . ماذا تعني النبوة (واجعل كلامي في فمه) ? ان السيرة النبوية تحدثنا , ان محمد صلى الله عليه وسلم , عندما بلغ من العمر اربعين عاما حينما كان يتعبد في غار حراء , الذي يبعد حوالي ثلاثة اميال عن مكة المكرمة . في هذا الغار نزل اليه جبريل وامره بلسان عربي قائلا : اقرا , امتلا النبي خوفا ورعبا منه , فاجاب ما انا بقارئ , فرد جبريل عليه السلام : اقرا
قال : ما انا بقارئ
ثم اعاد الامر عليه قائلا : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم ).
ادرك النبي ان ما يريده منه الملاك هو ان يعيد نفس الكلمات التي وضعها في فمه . ثم توالى نزول القران, في الثلاثة والعشرين سنة من حياة النبوة , نزل جبريل بالقران الكريم على قلب محمد ليكون من الرسل . اليس هذا تصديق حرفي لما جاء في نبوة الكتاب المقدس . ان القران الكريم هو في الحقيقة انجاز لنبوة موسى . انه الرسول الامي
وضع جبريل الملاك كلام الله في فمه باللفظ والمعنى و استظهره الرسول كما انزل. إنجاز لنبوة إشعياء : ان اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي انزل اليه بها القران بواسطة جبريل , وكون الرسول اميا لايعرف الكتابة ولا القراءة . انما هي انجاز لنبؤة اخرى , في سفر اشعياء (29 : 12) . هذا نصها ( او يدفع الكتاب لمن لايعرف الكتابة ويقال اقرأ هذا , فيقول لا اعرف الكتابة ). ومن الزم ما يجب ان تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي , اي حينما كان محمد حيا . فضلا على ذلك فانه امي , يقول القران عنه : ( فأمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته ).
إنذار من الله
قلت للقس : هل رايت كيف تنطبق النبؤة على الرسول محمد كأنطباق القفاز في اليد
اجاب القس قائلا : ان جميع شروحاتك وتفسيراتك انما هي فحص دقيق للكتاب المقدس , ولكن ليست ذات قيمة و أهمية , ذلك اننا نحن النصارى نحرز على يسوع الإله المتجسد الذي خلصنا من الخطيئة
قلت : ليست ذات اهمية
ان الله انزل هذه النبوءة ثم تأتي انت وتقول انها ليست ذات اهمية!, ان الله يعلم ان من الناس من هم مثلك ايها القس الذين بفلتة لسان وارادة قلوبهم الهينة يسقطون كلام الله و لا يعيرون له اي اهتمام , لهذا تابع تكملة النبؤة يقول الكتاب المقدس : ( ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم باسمي انا اطلبه ). وفي النسخة الكاثوليكية من الكتاب المقدس يقول : ( ساكون انا المنتقم ). ان الله القادر يتوعد بالعقاب و العذاب . ان النبي الذي يشبه موسى كما جاء في النص (مثلك) هو بلا ريب محمد , لقد قدمت البراهين والحجج في فيض من الوضوح , بأن هذه النبوءة عن محمد لا عن المسيح عليهما الصلاة والسلام . نحن المسلمين لا ننكر ان عيسى هو المسيح الذي ارسله الله الى بني اسرائيل. ان مانقوله هو ان ما جاء بسفر التثنية (18:18)لا يشير اطلاقا الى المسيح . انها نبوءة واضحة تتنبأ عن محمد. ابتعد القس بمنتهى الادب قائلا : انها مناقشة خطيرة ومهمة للغاية
وسوف أحاول أن اناقش الطائفة في هذا الموضوع . لقد مضت خمسة عشر سنة منذ ذلك الوقت وانا لا زلت انتظر ما وعد به!!. اعتقد ان القس كان مخلصا عندما دعاني ورحب بي وبالبحث العلمي , غير ان التحزب والتعصب لدين الاجداد يقتل بقسوة
ملاحظة من الناشر
: ورد في التوراة أنه لن يخرج في بني اسرائيل أي نبي يشابه موسى:
وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى ، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ
(عهد التثنية 34: 10) و هذا دليل على أن البشارة ستكون حتماً لرسول من العرب . و الجدير بالذكر أن البشارات بمحمد (ص) مازال كثير منها موجوداً و تذكره باسم أحمد أو محمد مع ذكر كثير من تفاصيل حياته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.