امي تحت الرماد 2024.

بعد غربتي الطويلة ،،،،،،،،،،

مازلت اشعر بخيانتي لكي يا امي سامحيني فقد ادرت ظهري لكي عندما كنتي بحاجة ماسة إلي

ولم اقف إلى حانبك واساعدك في محنتك

لن انسى تلك اللحظات ………….

عندما جهزت حقائب السفر وشددت رحيلي عنك ……..

إحساس لا يوصف واصعب ما بين السطور ان يترجم بالحبر عن النبض والحس بداخلك ……

كانت الحقائب بمثابة توابيت فيها اشلائي المبعثرة وروحي الضائعة …..

لن انسى تلك اللحظات …..

وانتي بسرير الألم ترفضين الموت وتمدي يديكي لنافذة الحياة …………..

وانا بقمة الأنانية غادرتك وسافرت ………

لن انسى تلك اللحظات ……..

عندما رأيت دمائكي تسيل على الارض في كل مكان وبكاء ونحيب اخوتي واخواتي وهم يناجون

(الله)

وانا لم انتظر فقد هربت ولم اساعدهم ………..

لن انسى تلك اللحظات ……..لن انسى مسارح الموت ،،،،،

عندما كنت بالحافلة نظرت إلى سمائك الباهية النظرات الأخيرة فوجدت اسراب الحمام تهاجرك

ونظرت إلى الشوارع والحارات والأحياء فرأيت طفولتي جائعة تائهة تتوسل رغيف الخبز

ودعتها وهي تحتضر …..

تلك الأماكن انطلقت فيها منذ تعومة اظفاري ……

مررت بمدرستي فحسبتها دار للأيتام ورأيت أقلامي والواني ودفاتري تناشدني من تحت الأنقاض

مات الياسمين يا امي ……

مات الياسمين على الأبواب ………..

لن انسى تلك اللحظة …….عندما دخلت المطار وتذكرة السفر بجيبي ،،وابني الرضيع في

حضني ……….

اصوات الناس تعلو من حولي ،،واصوات الرصاص والقنابل تدوي في كل مكان ……….

اكثر ما اثر في نفسي …..

اني لم استطع ان ارى ابي واضمه فهذا الوداع الأخير …..

قطعوا جسدك يا امي ومزقوا تاريخ شوارعك حتى صارت الفتاة لا ترى اباها

اصبحت الحواجز بمثابة المواقف العامة …………

سامحيني سوريا ……. لاني رحلت عنك

ولكن اتعلمين ما الفرق بين القرب منك والبعد عنك

بالبعد عنك اعيش الموت على البطيء وفي القرب منك اموت بسرعة الضوء

ولكن صبري وايماني بالله يمدني باليقين ان يوما ما سأعود لك واقبل ترابك الطاهر

مهما طال إنتظاري على رصيف الغربة

احبك سوريا …………….

كلمات موجعة مرفقة بدموع من الدم ،،،،،،،،

واستبيانك للصور البيانية فيه

مشكورة سيدتي الغالية