شعر عن المطر 2024.

شعر عن المطر

عاد المطرُ , يا حبيبة َ المطرْ ..
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون , أتركه يبلل وجهي ..
وثيابي ..
ويحولني إلى اسفنجة بحرية ..

المطر ..
يعني عودة الضباب , والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة ..
يعني عودتك .. وعودة الشعر
أيلول .. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصيف ..
كانت يدكِ مسافرة ..
أيلول ..
يعني عودةَ فمك , وشـَعْرك
ومعاطفك , قفازاتك
وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ .

المطر .. يتساقط كأغنية متوحشة
ومطركِ ..
يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط ..
كسهام الهنود الحُمرْ ..
حبي لكِ على صوت المطرْ ..
يأخذ شكلاً آخر ..
يصير سنجاباً .

يصير مهراً عربياً ..
يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ ..
كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ ..
وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية .
أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي
أبحث عن الحشائش الطازجة
وعن رائحتك ..
التي هاجرتْ مع الصيف

المـطـر حـنّـت رعـــوده – حسين علي العتيبي

المـطـر حـنّـت رعـــوده وإلـتـعـج بـرّاقــه
صــدّق وهــذا أولــه فــوق الـثـرى دفـاقـي

جــاء سحـابـه حــادرٍ ممْـلـي تــدلاّ أعنـاقـه
وانتـثـر هملـولـه وســاق وسـقـى وإنـسـاقـي

مرحبـابـه عـــدْ عـيــنٍ للـحـيـا مشـتـاقـه
مرحبـا يـا إمفـرّج الضيقـه علـى مــن ضـاقـي

يــا هماليـلـه تـسـاقـي وأرفـقــي بـإدفـاقـه
أسـقـي الارض المحـيـلـه والـثــرا مشـتـاقـي

قـالـوا ان الـوسـم قـفّـا والـوســوم إشـفـاقـه
قلـت ربـي يـا عـرب هــو كـافـل الأرزاقــي

الكـريـم الـلـي يـجـود ولا بـخــل بـأرزاقــه
بـأمـره إتْـلـم الـمــزون ويـلـعـج الـبـرّاقـي

هــذي امـزونـه تهـامـل والـحـيـا بـإشـراقـه
كـل وادي سـال حتـى الـقـاع صــارت سـاقـي

وامتـلـت كــل الخـبـاري مــن زلال أوداقـــه
لـيـن عـقـب اسـبـوع بـيّـن بــاذره وادقـاقـي

ابشـروا يـا أهـل المـواشـي لا إكتـسـا بإرنـاقـه
ليتنـي مـا بعـت فــي هــاك السنـيـن إنيـاقـي

جـتْ منـاة اللـي شفوفـه مــن شـفـوف إنيـاقـه
ابـــدويٍ للـفـيـاض المـخْـضـره عـشّـاقــي

يـوم شـاف الوسـم صــدّق زال عـنْـه ارهـاقـه
مـن يلومـه غـيـر خـبْـلٍ خافـقـه مــا تـاقـي

مـيـتٍ قلـبـه وعـايـش فــي زمـانـه عـاقــه
شــفْ بـالـه لـبـسـه وتـسـكّـع الاسـواقــي

جعـل جنسـه فــي تنـاقـص قاطعـيـن السـاقـه
ليـن مــا يبـقـا لـهـم بـيـن الخـلايـق بـاقـي

الحـيـا نـبـتـه لقـلـبـي سـجّـتـه واشـواقــه
شوفـتـه تبهجـنـي وتبـعـد هـمــوم اعـمـاقـي
بـكـره إلـيـا نــوّر الـنـوّار بـيــن اوراقـــه
وإكتسـت جـرد الفيافـي هــي تـراهـا اشـواقـي

والــدلال وشـــبْ نـــارٍ بـالـدجـا شـعّـاقـه
وســط روضٍ ريــح نبـتـه ينـعـش الخـفّـاقـي

بـيـن خـطــلان الـيـديـن إمْتيّـهـيـن الـنـاقـه لابــةٍ بـيــن القـبـايـل مسـتـواهـا راقـــي

سـجّـةٍ تبـعـد هـمـوم المشْـتـحـن واغـلاقــه والمديـنـه بالحـيـا مـالـي علـيـهـا اخـلاقــي

هالليـالـي وقـتـهـا بـيــن الـلـيـال اذواقـــه مــا تـعـد مــن العـمـار بسـجّـة الأرفـاقــي

مــن تطـوفـه والله انــه مــا تـزيـن اخـلاقـه لـيـن يمـشـي وســط روضٍ زاهــي الأرنـاقـي
خليجية

روووووووووووووووووووعه
مشكوره اختي أبيات جميله
يعطيك العافيه
رااائع
موضوعك رائع وجميل عن المطر
سلنت يمناك غاليتي

ماء المطر وفوائدة في الاسلام 2024.

ماء المطر وفوائدة

السلام عليكم ورحمة الله

الاغتسال بالمطر شفاء من السحر والمس و العين
الدليل على أن ماء المطر طارد للشياطين:
قوله تعالى : ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ﴾
فهي قصة مدد آخر من أمداد الله للعصبة المسلمة، قبيل المعركة.
قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قال: نزل النبي- صلى الله عليه وسلم-
حين سار إلى بدر والمشركون بينهم وبين الماء رملة وعصة، وأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر الله عليهم مطرًا شديدًا، فشرب المسلمون وتطهروا، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان،
وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم، وأمد الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- بألف من الملائكة، فكان جبريل في خمسمائة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة".
ولاشك أن المس والسحر والعين هي من رجز الشيطان والمطر علاج نافع له وبالتجربة تجد أن المرضى يهربون من نزول المطرمباشرة على أجسادهم وإن كان الاغتسال بماء الزمزم نافع فمن باب أولى أن المطر أنفع لأن ماء مبارك والمطر من أسباب رحمة الله للعباد التي هي سبب من أسباب الشفاء
ومن المرضى من شفاه الله من مجرد نزول المطر على جسده

الماء مضاد للنار:
أما مادة خلقهم فهي النار، بدليل قوله تعالى: ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم )(الحجر:27)
وسميت نار السموم: لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها
، وقال تعالى: ( وخلق الجان من مارج من نار )(الرحمن:15)
، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه .
وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- أن – رسول الله صلى الله عليه وسلم –
قال : ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ).
ومع التجارب فإن سكب الماء الماء البادر طارد للشياطين ومؤذ بل وحارق لهم
فكيف بماء المطر أثناء نزوله
الاغتسال سنة :
عن أنس قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال :
فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا :
يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : «لأنه حديث عهد بربه» .
تخريج الحديث :رواه الإمام مسلم [1494 ] و البخاري في الأدب المفرد [ 571 ] و الإمام أحمد في المسند [11917 ] و رواه ابو داود في سننه [4436 ] وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبو داود [5100 ] و في المشكاة [1501 ] وفي ظلال الجنة [622 ] و في الإرواء [678 ]
المعنى الإجمالي للحديث :قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم :
( معنى ( حسر ) كشف أي كشف بعض بدنه ، ومعنى «حديث عهد بربه» أي بتكوين ربه إياه ، معناه أن المطر رحمة ، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها ، واستدلوا بهذا ) ا.هـ
و قال صاحب عون المعبود :
(أي بإيجاد ربه إياه يعني أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها ،
وهو دليل على استحباب ذلك ) ا.هـ

وإن كانت هذه الطريقة من السنة ونافعة للإنسان السليم فكيف بك بمن ابتلي بالسحر أو المس أوالعين
الطريقة المثالية للاستشفاء من ماء المطر
1-الاغتسال للمريض من ماء المطر لحظة نزوله من السماء
2- جمع ماء المطر
3- الاغتسال والشرب من لمرات كثيرة
ولابأس بالقراءة عليه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

لم عبر تعالى عن المطر بكلمة ؟ في الاسلام 2024.

لم عبر تعالى عن المطر بكلمة (ودق) ؟

لم عبر تعالى عن المطر بكلمة (ودق) ؟

فيوضات الفضل والرحمة لإغداق الرزق وكرم العطاءات لكافة المخلوقات الحية بالحياة المائية، إذ من الماء كلُّ شيء حي. فأكْبِر وأعْظِم بمن يهبنا الرزق من فيوضات فضله العميم لنا ولأنعامنا وكافة المخلوقات.
في كلِّ سنة وفي كلِّ عام هذا الرحيم الرحمن المحب المتفضِّل علينا يمد لنا يد المودة بالرزق الذي به بقاء حياتنا ووجودنا لنعيش سعداء مسرورين.
فالودق وهو المطر سمَّاه تعالى (ودْقاً) لاشتقاقها من المودة في كلمة (وَدَّ) من المواددة. فهو تعالى يهبنا الحياة بما يرسله لنا من مياه الأمطار ولا يقوم مقامه في هذه المواددة أحدٌ أبداً وقطعاً، فهو المتفضِّل على الجميع بالمياه والحياة وبدائع المأكولات والشرابات وغيرها من أسباب الهناءة والرفاهة وديمومة الحياة حتى الأجل.
كذلك كلمة (ودْقاً) مشتقة من (ودَّ) و (وقى). فبإرساله تعالى لنا المياه يقينا من العطش ومن فقدان الرزق بفقدان المواسم، ولولا المطر لحلَّ الشقاء بدل النعيم بالمأكولات والشرابات، بل لفقدت الحياة لنا ولكافة الأحياء.
فكم بذلك يواددنا تعالى، ولولا حبه لنا ورحمته بنا لما هادانا كلَّ عام بالخيرات نتاج الأمطار التي يرسلها والتي بها يواددنا ويحنو علينا ويهبنا بذلك ديمومة الحياة على وجه البسيطة.
عند هطول الثلوج وحين تكتسي وجه البسيطة بالثلج الساطع، فتكتسي الدنيا حلة بهية ساطعة تأخذ بمجامع القلوب، وربما تسمو بقلوب المؤمنين وهم في بحور التأمُّل وبالفضل الإلهي مشدوهين، عندها يكاد سنا برق هذا الثلج الناصع يأخذ بالأبصار إلى أنوار ربها ذو الجلال والإكرام، فهي وسائط خير تصل قلوب المؤمنين لربِّهم الرحيم الذي يغمرهم كلَّ عام بمزيد الفضل والرحمة والإكرام. عندها يرى الرائي ويا لغرابة ما رأى، إذ يرى مليارات المليارات من الندف الثلجية وهي تتهاوى من السحاب مترنحةً هائمةً بربِّها.. ولكن للعجب العجاب لا يمكن لندف الثلج أن تتصادم ببعضها فتراها متداخلةً متراقصةً متجاذبةً، ولكن لا تلمس ندفة ثلجٍ أيّاً من الندف الأخرى.
وتلك لعمر الحق إحدى المعجزات، فهي تسير بدقةٍ بالغةِ الإعجاز لا تصطدم ندف الثلج أبداً ببعضها وهي تهوي من السماء ضمن موازين دقيقة لا تخطأ.
كذلك الأمطار فإنها لا تهبط كتلة واحدة على الأرض فيحدث الطوفان يُغرق ويُدمِّر فلا يُونق ولا يُثمر. هذا الطوفان لم يحدث أبداً لأن يد الرحيم الرحمن على كلِّ قطرةٍ من قطرات الأمطار، فهي تهبط متسارعة إلى الأرض التي قسمها الله لها لتنتج أزهاراً عطرة بهيجة وأثماراً ومزروعات نتاجها أفخر وألذ المأكولات والحلويات. هذه الدقة في الندف الثلجية والقطرات المطرية تدلُّك على رحمة الرحيم ومحبة المتفضِّل الكريم لك ولي ولكافة خلائقه.
فمن بلاغة القرآن وإعجازه بالإيضاح والبيان أن كلمة (ودْق) تحمل هذه المعاني الثلاث التي بيَّناها وأوضحناها.
ـ ففيها المودة من الإله المحب الرحيم بكلمة (وَدْ) من المواددة.
ـ وباجتماع الحرفين الأول والأخير (وَقَ) ما يشير إلى الوقاية بعباده من كلِّ شقاء وحرمان، فهو لا ينساهم في كلِّ عام.
ـ وكذا باجتماع حرف (الدال) مع (القاف) (دق)، تشير إلى دقة الميزان الإلهي وأن يده تعالى مبسوطة على كلِّ ندفة ثلج وقطرة مطر، بحيث تأتيك الحياة بها بلطفٍ ورقة دقةٍ بحيث تسقط ولا يتأذى بها مخلوق وتنتج الخير العميم.
والآن وقد شاهدنا طرفاً من معنى المطر بلفظة (ودْق) علماً بأنه {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} سورة الكهف (109).
والحقيقة أن هذا غيضٌ من فيض وأثرٌ من بعد عين من معاني (ودْقٍ) والتي تشير إلى معاملاته تعالى إلينا بالهدايا والهبات بالثلوج والغيث في كلِّ عام ما يجعلنا نميل بقلوبنا إلى هذا الرب البر الرحيم.
ولك في المعاني التي تتضمنها كلمة (ودْق) مجالات لا تحصى وهي تدعوك إلى الإيمان بهذا الرب الرحيم الذي يكلؤنا بعيون عنايته شتاءً بمياه الحياة، وصيفاً بنتاجها من طيب المأكولات ولذيذ الشرابات.
والحمد لله في بدءٍ وفي ختم..
هذا البحث من ثنايا علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو

سبححاااااان الرازق

باااركك الله فيككك

دمتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

|كـن كـالمطر أيـنـما وقـع |نفع| خاطر جميلة 2024.

|كـن كـالمطر أيـنـما وقـع |نفع|..

..|كـن كـالمطر أيـنـما وقـع |نفع|..

نعم |كالمـآء|
.
واسع الصدر والأفق
ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين
قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء ..!
بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء..!
.
.

كـن |لينـاً| كالمـآء

يسكب في أوعية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان
فيغيّر شكله.. لكن .. دون أن يبدّل تركيبه ..!
.
.

|نقيـاً| كالمـآء
ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شيء
لو رميت حجراً.. سيتكدر سطحه لبرهات .
.لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه ..!

.
.

|حكيمـاً| كالمـآء
.
ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحو السماء
وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف و يعود إلى الأرض
في قطرات المطر..!

.
.

|صبـوراً| كالمـآء
.
ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور تارة تلو الأخرى
يوما تلو اليوم .. أسبوعاً تلو أسبووع و قرناً بعد قرن
حتى تترك آثارها في الصخر الأصم..!

.
.

|ودوداً| كالمـآء
.
ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح
يداعب أوراق النبات الخضراء ويجري بين نسيم الصباح بخفه ..!

.
.

|ومتواضعـاً| كالمـآء
ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب
ويختبئ في أعماق الأرض..!

دمتمن بود ..

كلمات شفافة
اسلوب مغلف بالزهور دوما..
كلمات متفردة العزف على اوتار الإبداع
سيضل نثرك ساطعا دوما
وبراءة هذة الأحرف
رمزا على شفافية قلمك المميز
هناك دائما شئ بكلماتك
لاتمحوة أي قوة على مر الزمن
دمت بخير
ولك مني جزيل الشكر والتقدير

خواطر غيثيه-عشر وقفات بعد نزول المطر. 2024.

خواطر غيثيه-عشر وقفات بعد نزول المطر.

د.عمر المقبل

الحمد لله، أما بعد:
فلا شك أن نزول الأمطار بعد انقطاعها له وقعه في النفس، وما التفاعل الذي يراه الإنسان في وسائل التواصل الاجتماعية (الفيس بوك وتويتر وغيرها) إلا دليل واضح على ذلك.
وهذه الخواطر طرأت عليّ منذ أمسِ الاثنين 3/1/1433هـ، حيث انفتحت أبواب السماء بغيث عميم، شمل عامة بلادنا السعودية وبعض بلاد الخليج، فأحببتُ تقييدها على جهة الاختصار؛ لعل الله أن ينفع بها.

1 ـ تأخر نزول المطر، وانقطاعه مظنة قرب الفرج بنزوله، وقد أعجبني في هذا المقام ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قيل له: "أجدبت الأرض وقنط الناس! قال: مطروا إذاً، وقد انتزع ذلك ـ رضي الله عنه ـ من قوله تعالى: {وهو الذي يُنّزِلُ الغيثَ من بعد ما قنطوا وينشر رحمته}.
2 ـ نزول الغيث بعد انقطاعه نعمة تحتاج إلى شكر، كغيرها من النعم، لكن يظهر هذا المعنى بشكل أكثر لمن تأمل في سياق الآيات في سورة الشورى، ولذا قال تعالى بعد ذلك: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ … الآيات}.
أما النصوص في الحث على الشكر فهي أكثر من أن تحصر، وسيأتي توضيح لهذه الفكرة في رقم 4و 8.
3 ـ نزول الغيث من آثار قدرة الله وملكه، ولهذا اختص الله سبحانه وتعالى به، فلا تنزل قطرة إلا بإذنه، ولو اجتمعت على ذلك كل قوى الدنيا، {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ … الآيات}، واختص بعلم وقت نزوله، وعلم كميته، وعدد قطراته، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمسٌ لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34].
4 ـ صرّح القرآن بالحكمة من تأخر نزول الغيث، أو بسطه، فقال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [الشورى: 27] فتأمل التعليل: {لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} بفعل المعاصي، وانتشار المنكرات التي قد تتضاعف مع توافر النعم، فالأرض تروى، وتزهو بحلتها الفاتنة للألباب، وما تخرجه من كنوزها العجيبة، ثم بيّن أثراً من آثار قدرته وحكمته التي قد تخفى على العباد، فقال: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} ثم ختم الآية باسمين كريمين من أسمائه الحسنى اللذين هما في غاية المناسبة: {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [الشورى: 27] فهو جل جلاله الأعلم بأحوال عباده، فيقدر أرزاقهم وفق مصالحهم، فإذا احتاجوا واضطروا جاءهم الغيث، ولهذا قال بعد هذه الآية مباشرة: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } [الشورى: 28].
5 ـ حياة الأرض بعد موتها مما تمدّح الله به، في مثل قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [الحج: 5]، وهي دالةٌ على قدرته على إحياء الموتى، فقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت: 39].
6 ـ خشوع الأرض وطمأنينتها ولينها بعد جفافها وقسوتها ـ بسبب نزول المطر ـ هو المثل الذي ضربه الله للمؤمنين معاتباً لأجلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على عدم خشوعهم الخشوع الحقّ عند سماع آيات الله تعالى، تدبر هذه الآية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 16، 17]، وفي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16] إلا أربع سنين!
أنا أتساءل: ترى لو قُدّر أن ينزل القرآن من جديد .. فما الآية التي يمكن أن نعاتب بها؟! نسأل الله أن يعفو عنّا.
وهذا الدرس من أعظم الدروس والعبر التي ينبغي الاعتبار بها في مثل هذه المناسبة، فكم في قلوبنا من الغفلة والقسوة!
7 ـ جاء في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه، حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهد بربه تعالى».
ونصوص القرآن في وصف هذا الماء النازل تدور على وصفين: البركة والطهارة.
8 ـ جاء في سورة الفرقان التنبيه على أثر من آثار قدرة الله تعالى في تصريف نزول المطر، وتوقيته، فقال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الفرقان: 48 – 50] قال ابن عباس: ما عامٌ بأكثر مطراً من عام، ولكن الله يصرفه في الأرضين، ثم تلا: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}.
وفي خاتمة الآية الكريمة: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} تنبيه على ما سبق الإشارة إليه من خطورة التقصير في شكر هذه النعمة، والكفر بها، وعدم استعمالها في غير ما أحلّ الله تعالى.
9 ـ نزول الغيث بعد انقطاعه، هو دليل من أدلةٍ كثيرة على إحياء روح الفأل في النفوس على مستوى الفرد والجماعة، فلا ينبغي أن يستقر اليأس في نفس المؤمن والله ربّه، وهو الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، فتأمل معي هذه اللمسات التي تشير إليها آية الشورى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} فبيما الخلق متشوفون للمطر بعد غيبة الغيث عنهم، واقفون عاجزون عن سبب الحياة الأول: الماء، وأدركهم اليأس والقنوط، فإذا بالغيث ينزل، والمطر يهمي، والربُّ ينشر رحمته، فتحيا به الأرض، ويخضر اليابس، وينبت البذر، ويترعرع النبات، ويلطف الجو، وتنطلق الحياة، ويدب النشاط، وتنفرج الأسارير، وتتفتح القلوب، وينبض الأمل، ويفيض الرجاء، وما بين القنوط والرحمة إلا لحظات. تتفتح فيها أبواب الرحمة، فتتفتح أبواب السماء بالماء.
10 ـ التأمل في نزول المطر، ومادة هذا الماء، وعِلْمِ الله بعدد القطرات التي نزلت، ومتى تكونت في السحاب، وعلمه سبحانه بمواقع القطر، فلا تتجاوز قطرة محلها، وكيف يفتّق الله بهذا المطر حبوباً مدفونة في الأرض، وكيف تمتلئ بها خزائن الأرض، وكم هي المنافع التي ينتفع بها الخلق بهذا الغيث وهي منافع دينية ودنيوية= كل هذا من أسباب زيادة الإيمان، فإن أصول زيادة الإيمان لا تخرج عن ثلاثة أسباب:
1 ـ فعل الطاعات الواجبة والمستحبة.
2 ـ ترك المعاصي.
3 ـ التأمل في آيات الله الكونية، ومن ذلك نزول المطر.
وإلى هذا الأصل الثالث أشارت آية الروم: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
هذه وقفات مختصرة أثارها نزول الغيث بعد انقطاع طويل، أسأل الله تعالى أن ينفع ويبارك فيما أنزل، وأن يبارك فيما سُطِرَ ههنا، والحمد لله رب العالمين.

يوم الثلاثاء 4/1/1433هـ

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزااك الله خير حبيبتي على التذكير..
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
url=https://www.herosh.com]ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©[/url]

جو المطر -خواطر 2024.

جو المطر

قصيدة " جـــــو المطر "

جو المطر والغيـم وأنا وزانــــك,,,,
يحـي حشيـم عـروق قلـب "ن",,, يبـــاريك…

قلــب"ن" يحبــــك صدق ويعز شانــك
وما يصــدق الهرجـات لاذي,,, ولا ذيـك…

ولـــو كنت تـدري فـي " الحشا " وش مكانك !!
ماسقتنــــــــي شرهه ولا قلت وش فيك

ريح المــــــــطر طـرى "غلاك" وزمانـك…
وأنـا علي "به" نـذر مانــي بناســيك …

الغيـم "وجهـك" والمطــر من " حنانــك "
"والجــو" كنه " ضحكتك" كـل ماجيك…

صوتـــــــــك دفااي ومسمعـي " ترجمانـك"
أدعـي المشاعــر" كل أبيها " وتـــاتيـك…

الثلـج كنه ذايــــــبٍ "ن" فــي " ثمانـك "
والملــح كـنه ينتثر فــي " خطاويـك"…

والـى ألتفت وفــــــــاح لـــي "زعفرانك"
شفـت " الجديـل " اللي لي الساق يضفيـك…

دلـــوع " أبيك " اللي يحشمـك وصانك
رجـل "ن" عـلى عذب السجايـا " مربيك"…

والله وأمـان الله " وأماني " وأمانيـك
انـي " مولـع " بك وأحبــك ..وشاريك …

تــدري أنا ليه أتنفـــس ؟؟؟؟؟ " عــــشانك "
و تـدري وش يصبـر خفـوقي ؟؟؟ " رجاويك "…

أجمـل حكاوي " الشوق " .. تسكن لسانك
وأغلـى الدقايــق كلها يــوم " أحاكيك"…

اللي بقولـه وأنت عــارف " مكانــك "
(( لاتبطي بوصلك تــرى القلب يدعيك ))…

للشاعر

(( حمد البريـدي المـري ))

راااقتً لي ذوقكـ
سلمت انااااملك
تقبلي مروري
شكرا لكي احسستني ااني طر
يسلموووووو
خليجيةخليجية
جزاكم الله خير
طرج جميل
يعطيج العافيه غاليتي
دمتي بسرور

عسى المطر -خواطر 2024.

عسى المطر

عسى آلمطر ﯾھبط على آلناس ھمال
ﯾسقى مگان االعرب في گل دﯾرهه
ﯾرزقھم االله شوفه االسﯾل لا ساال
و االشمس ما تنشاف من زود خيرهه

– الله کريم  !

ابيات قصيرة لكنها رااائعة ومعبرة

سلمت يمناك يالغلا

رائعه تسلمي … وربك كريم ان شاء الله
رائعه ومعبره. يسلم ذوقك ياعسل

ترا بلطشها منك هههه

خليجيةههههههه تفداك
كلمات معبره
حلوه كتير يسلمو ايديكي
..شكــراً جَزيــلاً

قطرات المطر -كلام عذب 2024.

هل ما زلتي طفله

رغم اننا كبرنا لكن مازالت هناك اشياء توقض الطفل الذي بداخلنا فقطرات المطر مازالت تشعرني بالسعاده اشياء صغيره تبعث الامل في انفسنا رغم بساطتها مقارنه بالتكنلوجيا المحيطه بنا والتي تاثيرها بسيط

ياقلبو على كلماتكـِ ..
فعلا في قلبنا طفل صغير ..
يسلموووو حياتي ..
بصراحة كلماتك كثير رررررررررررررررائعة

إحساس طفولي نقي بريئ حلووووووووو
تحياتي لكي

صباح المطر 2024.

صباح المطر..

خليجيةصباح الخير والمطر شخباركم؟
اليوم الصباح جلست الساعه4 على زخات المطر الرااااااااااائعه ولاني قادره ارجع انام لاني وحده مااتوقع فيه مثلي اموت واعشق شئي اسمه مطر ..بس اللى قاهرني حدي ماحد يقدر يطلعنا براوبحر ولا حتى نخل اصحاب السياره عليهم دوام ؟؟بنات اللى منكم بتطلع اليوم تمرني لاتنساني تخبرني واعطيها العنوان
اختم المقهووووووووووووورهخليجية

انااعشق المطر والغيوم وهبات الهواء الخفيف والبارد وقت نزول المطر,الله شعورداخلي لايوصف ولايعلمه الا الله في ذاك الوقت ,وقت (الغيوم الممطره).
مشاء الله عليك يعني نفس حالتي مع المطر ارتاااااااااااااح جسدي ونفسي ….مشكوره على الرد
دمتي بود
انا بعد احب المطر دايما تشوفيني اذا نزل المطر اروح بالشباك او اطلع في الحوش علشان له ذكريات حلوه في حياتي

رواية بكاء تحت المطر رواية جميلة 2024.

رواية بكاء تحت المطر

خليجية

في يوم غائم ممطر التقيته لأول مره.. كان شارد اللب حزيناً تقطر عيناه دموعاً ومرارة.. وكنت في أسوأ حالاً قلباً وقالباً.. أحسست بأعماقي أنه مصدوم.. صدمته قوية أطاحت بكل آماله وأحلامه.. كما أن حياتي بأسرها هي صدمة.. صدمة مؤلمة منذ بدايتها وإلى الآن وحتى النهاية.. لا بصيص نور يضيء حياتي ولوحتي انكسار وضوء يبدد العتمة..
سألته وحبات من الدموع تغرق عيني:
ــ أهي أزمة مالية.. أم اجتماعية؟
أجاب بانكسار معذب:
ــ لا هذه ولا تلك..
استطر بعد أن نظر إلى بشرود:

ــ ربما هي أزمة عمر.. وربما هي ليست أزمة بمعنى الكلمة.. فكلمة أزمة هي كلمة فضفاضة واسعة تحمل ألف معنى ومعنى.. بينما ما أعانيه وما أشعر به وما أحسه لا علاقة له بتلك الكلمة لا من قريب ولا من بعيد..
تمالكت نفسي وحاولت السيطرة على مشاعري المنهارة.. ابتلعت دموعي المنسابة داخلي وغصة ألم تقتادني بمرارة نحو دهاليز لا أجهلها..
اغتصبت ابتسامة وأنا أقول:
ــ أهو لغز أم فزورة..؟

تنهد بقوة خلت معها أن قلبه سيقفز خارج صدره.. قال بكلمات اعتدت رنينها:
ــ أتفضلين أن أجلس كما أنا؟ أم لابد من ذلك المقعد الطويل لما له من أهمية لديكم أيها الأطباء النفسانيون؟
ترددت برهة.. لا.. لن أعامله كأي مريض يزور عيادتي.. إنه.. هو.. حالة خاصة.. حالة خاصة جداً.. وجلوسه على المقعد الاعتيادي سيجعله أكثر قرباً مني.. وأكثر صدقاً.. وأقل مرارة.. لن أجعله يشعر بالفروق الفردية بيننا كطبيبة ومريضها.. سأعامله كصديق.. كقريب يحكي لصديقه عن عذاباته وكأننا نجلس في مقهى أو على ناصية في أحد الشوارع أو في مطعم للوجبات السريعة.. سأكون كما لم أكن قبلاً، الأم والصديقة والطبيبة..
هززت كتفي بلا مبالاة وأنا أقول:

ــ كما يحلو لك.. ولتبق مكانك إن أردت.. وأضفت برقة:
لنتحدث كأصدقاء..
التفت إلي فجأة.. تألقت عيناه ببريق طالما أحببته..
همس بصوت خافت:
ــ غريبة.. إن الأطباء الذين زرتهم كانوا دائما يصرون على أن أستلقي على ذلك المقعد..
هتفت بمرح:
ــ إذن فأنا لست أول طبيبة تزورها؟

رد بأسى:
ــ بالضبط يا دكتورة.. فلقد زرت خمسة من الأطباء قبل أن أسمه بك.. وللأسف كلهم تجاريون.. ولم أجلس عند أي منهم أكثر من خمس دقائق فقط..
ازداد الصخب في أعماقي وأنا اسأله:
ــ لقد تجاوزت فترة مكوثك لدي الخمس عشرة دقيقة فهل تفضل الانصراف أم..؟
قاطعني قائلاً:
ــ لقد ارتحت هنا.. وأعتقد أن أهم بنود العلاج النفسي هي ارتياح المريض للطبيب وثقته به..
التزمت الصمت وابتسامة ثقة ترتسم على شفتي المرتجفتين انه يرتاح لي.. انه يثق بي.. انه.. لا.. الماضي لا يمكن أن يعود.. يجب أن أنسى.. وهيهات أن أنسى..
أفقت فجأة من تأملاتي على صوته المتذبذب.. هدير صوته كشلال ينساب في أعماقي فيوقظني.. يوقظني حتى الحنين.. حتى الألم.. حتى جروح الذاكرة المقفلة على صديد.. سألني بغتة:
ــ دكتورة.. هل ابدأ منذ البداية.. أعني بداية قصة حياتي..
ترددت برهة قبل أن أقول:

ــ دع نفسك على سجيتك وحادثني في أي موضوع ترتاح إليه، حديث الأصدقاء أو كما تحب أن يكون..
أغمض عينيه بشدة، وكأنه يحجب صورة بشعة عن ناظريه كأنه يهرب من قدر يطارده..
وأضحيت نفسي أتأمله.. أتأمله كما لم أتأمل مريضاً يدخل عيادتي.. بشعره الأسود الداكن وأنفه الروماني الدقيق.. واستدارة الوجه العجيبة.. إنها الاستدارة بنفسها بالشارب الأسود الخفيف نفسه.. والشفتين الممتلئتين.. وكأنهما غاضبتان من العالم بأسره..
اهتزت رموشه فجأة.. لتضيء عينيه دموع.. دموع حقيقية.. دموع رجل في قمة مأساته.. قمة معاناته.. منتهى الانهيار والخضوع..
قال بتداع:

ــ أكره الأطباء.. لم أفكر باللجوء إلى أحد منهم حتى تجاوزت مأساتي ( إن صح إطلاقي عليها لقب مأساة ) خطوطها الحمراء.. طفولتي كانت عادية، أو هذا ما أذكره منه كانت عادية.. لا شيء غير اعتيادي سوى انفصال أمي وأبي بالطلاق.. مشاكل وقضايا وتخيط في أورقة المحاكم.. انتهت بأن انضممت إلى أمي أنا وأختي الصغرى، بينما أخواتي الثلاث الكبيرات ذهبن على غير إرادتهن إلى أبي.. أمي لم تكن قاسية ولم تكن حنونة بل كانت حزينة.. حزينة ويائسة إلى حد الجنون.. عشت معها وأختي في جو كئيب حزين تخيم عليه التعاسة من كل جانب.. ولم نكن نرى أبي ولا حتى أخوتي، وكأنهم انفصلوا عن دنيانا إلى دنيا أخرى وعالم آخر لا يمت لعالمنا بصلة..
صمت وعيناه تغيمان بسحابة حزن غامضة.. نظر إلي فجأة وهو يسألني عن الوقت..
ابتسمت وأنا أبادله السؤال:
ــ ألا ترغب في إكمال الحديث؟

رد بحرج:

ــ لقد مضت ساعة يا دكتورة وأنا لست مريض الوحيد.. سآتي فيما بعد أيقنت أنه يهرب.. يهرب من شيء ما.. شيء لم يذكره ولا يريد ذكره.. لم أشأ الضغط عليه.. وإبقاءه رغما عنه.. فهذا يفشل خطة العلاج ويدمر العلاقة بين الطبيب والمريض، يجب أن يشعر بالحاجة لي من تلقاء نفسه.. يجب أن يعود دون أية ضغوط..
هززت كتفي بلا مبالاة قائلة:
ــ حسناً هذا يكفي اليوم.. إذا شئت أن تعود مرة أخرى، فالرجاء أن تأخذ موعد لا حقاً..
نظر إلي بدون تركيز وهو يهمس:

ــ سأعود.. حتماً سأعود..
كان هذا هو اللقاء الأول لي معه.. مع الصورة المجسمة لحبيبي الراحل.. صورة خلتها عادت من لحم ودم كما كانت قبل أعوام.. زوجي وحبيبي حسن.. الهيئة نفسها.. والمنظر نفسه، وله ذات الوجه الأسمر المهيب والشارب الأسود الخفيف.. والشفتان ذاتهما الغاضبتان من العالم بأسره.. هو,, هو بشحمه ولحمه.. هو هذا المريض.. خالد.. ظهور سكب الملح على جرحي وأيقظ حنينا يسكن الضلوع.. ظهور أعاد لي ذكريات الماضي القريب غاية القرب إلى نفسي، لم يكن حبي له وليد المصادفة.. أو الظروف.. بل ولد معي وتنفسته مع هوائي وعايشته بأجوائي.. فهو ابن عمي وأقرب قريب لي.. أحببته منذ الطفولة وعايشته في صباي وتعاهدنا على الزواج ونحن على مشارفة المراهقة.. لم يخيب أبواي رجائي.. ولم تكتنف طريق حبنا عثرة من أي نوع.. كان كل شيء سهلاً ميسراً بصورة تبعث على الشك.. وكيف لي أن أرتاب في أن سعادتي ستغتال في أقرب فرصة.. وأنني سأعود عما قريب صفر اليدين وحيدة إلا من ذكرياتي.. أجتر أحزاناً هائلة يعجز عنها قلب بشر.. وجراحاً عميقة تمزق أعتى القلوب..
زففت إلى حسن في ليلة حلوة بهيجة.. رقص فيها كل شيء حولي حتى أشياء حجرتي الصغيرة.. ارتديت الثوب الأبيض الذي أهداه حسن، والعقد الماسي الذي قال لي يوماً أنه يحاكي لون قلبي..

بدوت جميلة.. كما لم أكن أبداً من قبل.. سعادتي الداخلية أضفت على مظهري رونقا لم أكن أعهده.. غدوت حديث الجميع في تلك الليلة حتى ابنة خالتي الغيورة همست بحقد اخترق أذني:
ــ إنها تبدو جميلة على غير العادة..
لم أعر أحداً انتباهاً ومضيت بطريقي غير عابئة بأحد أستقبل سعادتي المنتظرة بكل شوق وحب ولهفة..
تزوجته.. واتفقت معه ألا يفرقنا عن بعضنا إلا الموت.. وهيهات للموت أن يتغلغل في أفكارنا حينذاك، ونحن في قمة الفرح والسعادة.. كانت كلمة الموت بالنسبة لنا في ذلك الوقت كقصة اسطورية.. كظهور طبق طائر في الفضاء تثير سخريتنا أكثر مما تثير خوفنا..

وتكلل حبنا بقدوم أول طفل لنا.. وقتها ظهرت أول مشكلة في حياتنا.. كانت تبدو لي حينها ضخمة مجسمة محيره.. وهى إكمال دراستي في كلية الطب، وقد اجتزت المستوى الثالث بنجاح مشرف.. اعترض حسن على ذلك وقال لي بأن رعاية الطفل أهم.. بينما أصررت على رأيي وخيرته بين إكمال دراستي وحياتنا معاً..
تذكرت الدموع التي انسابت على وجهه حينذاك وهو يهمس:

ــ ألهذه الدرجة أبدو تافهاً بنظرك.. تفضلين دراستك علي؟

أسرعت إليه تسابق دموعي دموعه.. وأعلنت له بكل حرارة بأن حبي له وحياتي معه أثمن من أية شهادة في العالم.. ومضيت حياتنا في سعادة خالصة حتى أحسست بما اعترى زوجي وحبيبي من تغير.. لاحظت شحوبه ونحوله.. وشروده الدائم والصداع القاتل الذي يمزق رأسه.. طلبت منه مراراً أن يعرض نفسه على الطبيب..
إجابته الدائمة كانت أن ما به لا يعدو صداعاً نصفياً ستقضي عليه المسكنات وأن هذا هو تشخيص كل طبيب زاره..
إحساس خفي يؤكد لي بأنه يكذب، وأنه يحاول أن يجنبني عذاباً لا طاقة لي بتحمله.. قلبي يود تصديقه وينفي كل احتمال آخر بكذبه.. وكيف لي أن أكذبه وهو حياتي التي أعيشها وعمري الذي أحياه حتى سقط بين أقدامي ذات يوم فاقداً الوعي.. حاولت إسعافه بأدويته التي يتناولها عادة، ولكن بدون أية فائدة.. اتصلت بوالده الذي حضر على الفور وساعدني على إفاقته من الغيبوبة ودموعه لا تفارق خديه..

هتفت جزعة:
ــ عمي.. ماذا حدث.. هل زوجي حسن مريض؟
هز رأسه دون أن يتكلم..
صرخت دون وعي:
ــ ما به؟
ارتجفت شفتاه وهو يقول برهبة:

ــ ذلك المرض اللعين.. السرطان..
أغمي علي وافقت على واقع بشع مخيف.. يخلو من حبيب العمر حسن.. انطفأت شمعة حياتي وغدا عالمي حالك الظلام.. حالك السواد..

صرخت من أعماقي.. لماذا لم تخبرني من قبل؟ لم لم تدعني أشاركك مأساتك ومرضك وعذابك وقد تشاركنا من قبل في كل شيء.. في حلاوة الدنيا ومرارتها.. لم حاولت أن تجنبني العذاب لأصحو على عذاب أشد قسوة.. وأكثر مرارة.. لما حرمتني وداعك.. لأعطيك من أنفاسي حرارة تبعث الحياة في جسدك وأعطيك من حبي دفقة أمل تواجه بها المرض الكاسر وتهزمه.. وضاعت صرخاتي وسط صدى الأحزان ولكني لم أبك.. لم أذرف دمعة واحدة.. تحجرت دموعي لتدميني من الداخل ولتفجر أحزاناً تشقق من حملها الأضلاع..

كل شيء يذكرني به.. كل كلمة أستشعرها بوجوده.. حتى وجه طفلي الحبيب أبيت النظر إليه ودموع الداخل تنساب دون حساب.. وعيناي جافتان بدون دموع.. فقط حين رأيت خالد بكيت!! فوجوده أعاد صورة حسن إلى ذهني.. بشبابه وصحته وحيويته.. حسن كما عرفته دائما وكما تمنيت دائما أن يكون.. ظهور خالد أعادني إلى واقع طالما حاولت الهروب منه.. إن حسن موجود بأعماقي لم يمت ولن يموت.. هو حبي الوحيد الذي يسري في دمائي، ولن أنساه ما حييت رغم انشغالي بدراستي في السنوات الماضية، وتخرجي من الجامعة.. حتى طفلي لم ينس والده، وما فتىء يذكره في صحوه ومنامه ويسألني عنه في كل شاردة وواردة وماذا كان يحب وماذا كان يكره رغم مرور سبع سنوات على رحيله..

أيقضني صوت الممرضة من تأملاتي:
ــ دكتورة.. لقد حان موعد الانصراف.. هل ترغبين بشيء؟
مسحت دمعة فرت من عيني وأنا أجيبها باستسلام:
ــ شكراً يا هدى.. مع السلامة..

التكـــــــــــمـــــلــــــة

عشت أياماً رهيبة تلت لقائي بالمريض خالد.. عانيت ضغوطا وصراعات نفسية غاية في القسوة.. كنت أحاول إقناع ذاتي بأن الماضي لا يمكن أن يعود، وأن ما تمضي به الأيام لا يمكنه بحال من الأحوال العودة إلى الوراء مرة أخرى..
ولكن قلبي.. ومشاعري.. أحاسيسي كله انتفضت من جديد وعاد كياني ينبض بأسى عشت عمري كله أقاومه..
ضممت ابني إلى صدري وصور الماضي بكل عذاباته تتدافع إلى نفسي من جديد.. كفاحي في الدراسة بعد غياب وحملي لقب أرملة وسط زميلاتي الطالبات.. ومأساة بعد التخرج واجتماع العائلة لتقرير مصيري.. أعمل أم لا أعمل.. ملغين بذلك وجودي واختياراتي كامرأة ناضجة لها الحق في تميز دربها الصحيح.
بعد أسبوع من لقائي مع خالد.. أتتني الممرضة لتخبرني بحضور المريض خالد.
دق قلبي بعنف.. حاولت جاهدة إخفاء ملامح اللهفة والاشتياق.. خانتني دمعة.. وهل حقا هذا الذي يحدث.. من بين آلاف البشر يطرق عيادتي ذات مساء شبيه لحبيبي الراحل.. إنها حكمة الله ولله في خلقه شئون.
دخل خالد الحجرة دون أن يلقي علي السلام.. نظرت إليه بسرعة.. لم يكن كعادته.. كان بادىء الاضطراب يعلو وجهه الوسيم وجوم شديد.. ترتجف يداه بعنف..
بادرته قائلة:
ــ مرحبا.. هل أنت في أحسن حال؟
باقتضاب أجاب:
ــ لقد عاودتني النوبة..
لم أسأله أية نوبة يقصد.. فأنا لم أكن أعرف عنه إلا القليل.. القليل جداً مما حكاه لي.. ولم يتشعب حديثنا إلا عن حياته العائلية فقط ولا شيء آخر..
ولم أدر بقصة النوبات التي تحدث له..
حاولت الإفراخ عم روعه وأنا أقتاده إلى المقعد الطويل ليرتاح عليع..
جلست قربه وأنا اسأله بطريقة ودودة:
ــ ما الأمر.. ماذا حدث..؟
تنفس بعمق قبل أن يقول:
ــ لقد عاودتني النوبة.. نهضت من النوم من غير أن أشعر، وصعدت إلى أعلى البناية التي أقطن بها، وحاولت أن ألقي بنفسي من فوق سبعة أدوار.. لولا أن تجمهر الناس وأنقذوني.. والكلمات المعاد نفسها:
ــ لماذا تحاول الانتحار؟ أنت شاب وأمامك مستقبل لامع فلماذا تقتل نفسك بهذه الطريقة؟ وغيرها الكثير من العبارات التي مللت سماعها..
فمتى يعرفون أنني لا أدري عن نفسي شيئاً وأنا أعمل ذلك.. متى يفهمون بأنني مسير ولست مخيراً وأن هذا شيء لا أفهمه.. يحدث بغير إرادتي وكأن شخصا ما يحركني رغماً عني.. لقد تعبت يا دكتورة وأريد أن استريح..
ــ منذ متى تعاودك هذه النوبات؟
ألقى برأسه إلى الوراء وكأنه يعتصر ذاكرته.. قال أخيراً باستسلام:
ــ منذ ثلاث سنوات تقريباً..
ــ وهل تحدث هذه النوبات بانتظام؟ شهرياً مثلاً؟
أشاح بيده قائلاً:
ــ لا.. إنها غير منتظمة.. وقد يحدث أن تأتيني في الشهور الستة مرتين وأحياناً تمر الشهور طويلة دون أن تأتي..
ــ خلال هذه السنوات الثلاث.. كم مرة عاودتك؟
ــ تقريباً أربع أو خمس مرات..
ــ وكلها انتهت بالفشل؟
ــ طبعاً.. و إلا لما كنت أمامك الآن على قيد الحياة..

ــ وماذا يحدث أثناء النوبة بالضبط؟
ــ لا أدري بالضبط.. ولكن شيئاً ما يدفعني بقوة إلى الانتحار.. شيء لا أدري كنهه..
وبدون شعور أحاول أن أقتل نفسي.. أفقت مرة وأنا أحاول طعن نفسي بسكين حادة.. وأمي تحاول انتزاعها مني وهي تنتحب بحرقة.. وأخرى وجدت نفسي قد سكبت البنزين على رأسي، وأحاول إشعال عود ثقاب، لولا أن تدخلت أختي الصغرى آخر لحظة لتنقذني.. والكل يتساءل لماذا أحاول الانتحار.. ماذا يحدث في حياتي لأحاول التخلص منها بهذه الطريقة.. الكثير يقولون لي ألهذه الدرجة هانت عليك نفسك..
وأمي أوعزت لإمام المسجد بأن ينصحني ويقول لي بأنني شاب مؤمن بالله وأن الانتحار كفر..
وأشيح بوجهي يائساً، وأنا أتمزق من الداخل، يفهمهم بأنني فعلاً لا أريد أن أقتل نفسي؟ وأن ما يحدث لي هو شيء لا أرغب به ولا أعلم به.. شيء يصيبني بالرعب والفزع والخوف.. فماذا لو نجحت إحدى هذه المحاولات وقتلت نفسي بالفعل وأنا لا أشعر؟ ماذا يحدث عندها.. إن القلق أدى بي إلى الخوف.. والخوف أدى بي إلى مزيد من القلق ومزيد من الضياع والاكتئاب، فحياتي عاديه أو كما تبدو لي كذلك.. فقد تخرجت في الجامعة منذ عامين وأعمل الآن في وظيفة مكتبية.. وأعيش مع أمي وأختي الصغرى التي تدرس في الجامعة ولا حب في حياتي ولا علاقات من أي نوع..
اضطرمت أحاسيسي وأنا أسمع جملته الأخيرة.. واندلعت النيران في جوفي.. تذكرت "حسن".. حسن الحبيب الراحل.. حبة لفؤاد ولؤلؤة العين.. ولماذا أتذكره في هذه اللحظات بالذات؟
وفي غمرة عملي الذي يجب أن أفصله فصلاً تاما عن حياتي الخاصة.. أنني أتعذب.. أتعذب بالماضي.. وبرؤية الحاضر.. وبالخوف من المستقبل.. آه لو تعلم يا خالد أنني أشاركك الخوف.. الخوف من الآتي القادم والخوف من كل خطوة أخطوها بعد ذلك.. الخوف من العودة إلى وحدتي ويأسي وعذابي.. الخوف من سجن الذكريات الذي ما زال يضرب أسواره حولي.. الخوف من كل شيء وأي شيء..
جاءني صوته المضطرب:
ــ إنني أخشى أن تواتيني النوبة في عملي وبين زملائي فتحدث الفضيحة ويتهمونني بالجنون..
خرج صوتي قوياً على غير إرادتي وأنا اسأله:
ــ هل تذكر بالضبط متى حدثت لك النوبة الأولى؟
وضع يديه على رأسه وهو يضغط بعنف، وكأنه يحاول الإمساك بشيء أفلت من بين يديه..
ثم قال بصوت متهدج:
ــ لا أدري.. ولكن أعتقد إنها حدثت منذ ثلاث سنوات تقريباً.. كنت في السنة النهائية بالجامعة.. وعدت إلى البيت.. كنت مرهقاً مكدوداً.. الجو بارد وغائم.. وجدت أمي تبكي بحرقة ودموعها تسيل على وجنتيها بحرارة.. توجهت إلى حجرتي وألقيت بجسدي على السرير لأنام.. فوجئت بعد ذلك بأمي وأختي وخالي يحاولون إنقاذي من سلك المدفأة الذي لففته حول عنقي لأموت..
كانت صدمة قاسية لي.. وأوشكت فعلاً على التصديق بأنني حاولت الانتحار حقاً ولكن لم؟ لماذا؟ وليس هناك شيء في حياتي يدعوني لذلك.. ثم أني قبل أن أخلد للنوم لم أفكر في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد..
كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ والى أين؟
كلها أسئلة حائرة تطرق رأسي ولا مجيب.. لا شيء غير خواء داخلي يحيل حياتي إلى قبضة من سراب..
ثم أجهش بالبكاء..
قاومت نفسي بشدة كيلا أقترب منه وأربت على كتفيه بحنان وأزيح عن كاهليه ولو جزءاً بسيطاً من العبء الذي يحيل حياته لجحيم معذب..
يجب أن أفصل بين عملي كطبيبة وبين إحساسي وشعوري كامرأة.. فالطبيب النفساني يجب ألا يسلط على المريض أي نوع من أنواع العاطفة حتى يتمكن من إنقاذه من الحالة التي يتخبط فيها.
قلت جاهدة ألا يبدو في صوتي أية رأفة وضعف:
ــ وماذا كان موقف أسرتك في ذلك اليوم الذي حدثت لك فيه هذه النوبة؟
نظر إلي برهة وكأنه يستعيد ذكرى ذلك اليوم البعيد ثم قال بصوت أجش:
ــ أبداً.. اجتمع رأي العائلة على أن أذهب لشيخ يقرأ علي القرآن لعل وعسى..
قاطعته بلهفة حاولت إخفائها:
ــ وهل ذهبت؟
قال بحسرة:
ــ نعم ذهبت وذهبت.. وذهبت..
ذهبت في البداية لرجل ادعى بأنني مسكون بأرواح شريرة، ومضى يحاول خنقي بكل قسوة.. وأنا مستسلم دون حراك، وكأنني جثة بلا روح ولما لم يجد شيئاً ادعى بأن الأرواح ترفض الخروج من جسدي..
ثم ذهبت إلى آخر فآخر.. والعلاج يتنوع ما بين ماء وزيت وخلطة من أعشاب متنوعة.. ولا فائدة.. كنت منهمك النفس مهدود القوى.. مشتت الفكر..
كنت أدرك إدراكاً تاما بأن ما يمكن داخلي هو علة نفسانية لا أكثر ولا أقل.. ولكنني رغم هذا كنت عاجزاً.. عاجزاً حتى عن الشكوى..
أرجوك يا دكتورة أنا متعب الآن..
ابتسمت لأوحي له بالثقة وأنا أقول:
ــ حسناً موعدنا بعد ثلاثة أيام الساعة الخامسة مساء.