✿✿◊۩−‗آآيآم التشـــــــريــــق إنها أيام صالحات مباركات،آيام خيروعطاء وشكرلله ۩◊✿✿
إنها أيام صالحات مباركات، ينتظرها المؤمنون الصالحون؛ ليخلعوا ربقة الارتباط بالدنيا عنهم
ويتحرروا من قيد الشهوة وقيد الأماني البالية، ويسطروا سجلاً من نور،
فلا مادية تكسر حاجز الشفافية.. ولا معصية تدنس الطاعة .. بل ذكر وخشوع وتوبة وبكاء،
فيرون الكون كله حبور وشفافية، ويمتزج النور بالسعادة، والأمل بمعنى الصدق،
وتصبح (( الجنة )) هي المطلب و( الإخلاص ) هو المرتجى، و (حسن الظن بالله ) هو كهف الأمنيات .
تحتاج النفس البشرية المؤمنة إلى " استثارات إيقاظية قوية " كلما لفها الكسل عن الطاعة وأقعدها الميل إلى المتاع!
وفي غمرة الزحام الدنيوي المتكاثر.. من الملهيات ، والمغفلات ، والمكتسبات المادية المحضة ..
تتطلع نفس المؤمن إلى حالة إيمانية ترفعها عن الأرض ! وترفرف بها إلى عنان الأفق الرباني الرحب !!
وتمر على النفس أوقات وأيام تكون فيها أقرب ما تكون إلى العودة إلى الله وبناء عهد جديد معه سبحانه،
وتعد هذه العشر من ذي الحجة أنسب ما يكون لتلك الأوبة وخلاص التوبة.
ايااام التشريق
هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، وهي ايام الحادي عشر, والثاني عشر, والثالث عشر من شهر ذي الحجة
وعيد الاضحى عبارة عن يوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر ثم هذه الايام الثلاث, وهي ايام اكل وشرب. وبغروب شمس اليوم الثالث عشر ينتهي عيد الاضحى والحج وذبح الاضحية.
التسمية
سميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرّقون فيها اللحم.
من اعمالها
1 – المبيت في منى 2- رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال 3- يجوز التعجل ف اليوم الثاني عشر فينفر من منى إلى مكة قبل الغروب ثم يطوفطواف الوداع
فضل ايام التشريق
أيام التشريق أيام ذكر الله تعالى وشكره وإن كان الحق أن يذكر الله تعالى ويشكر في كل وقت وحين, لكن يتأكد في هذه الأيام المباركة. روى نبيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) أخرجه مسلم وفي رواية الإمام أحمد(من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب) صحيح مسلم.
وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)(البقرة: من الآية203) وجاء في حديث عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر) أخرجه الإمام أحمد. ولما كانت هذه الأيام هي آخر أيام موسم فاضل, فالحجاج فيها يكملون حجهم, وغير الحجاج يختمونها بالتقرب إلى الله تعالى بالضحايا بعد عمل صالح في أيام العشر, استحب أن يختم هذا الموسم بذكر الله تعالى للحجاج وغيرهم. وعقب الحج أمر بذلك فقال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً )(البقرة: من الآية200)
الذكر المتأكد في أيام التشريق
يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات, والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم . وقد كان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون, ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام, وخلف الصلوات , وعلى فراشه, وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً. وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد صحيح البخاري بل بلغ من أهمية التكبير المقيد بأدبار الصلوات أن العلماء قالوا: يقضيه إذا نسيه, فإذا نسي أن يكبر عقب الصلاة فإنه يكبر إذا ذكر ولو أحدث أو خرج من المسجد ما لم يطل الفصل بين الصلاة والتكبير. وهكذا التكبير المطلق مشروع أيضاً في السوق وفي البيت وفي المسجد وفي الطريق تعظيماً لله تعالى وإجلالاً له, وإظهاراً لشعائره .
من درر الشيخ المغامسي حفظه الله :ـ
إن أعظم ما يؤصله الحج في الخلق (( الافتقار إلى الله )) ..
فالأمة على قدر افتقارها إلى الله يكونوا عطاء الله لها الله جلا وعلا يقول
( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ )
الإنسان عندما يذهب إلى الملوك إلى الخلفاء إلى السلاطين إلى الأمراء إلى الأثرياء إلى أصحابه ماذا يهدي لهم ؟
يهدي لهم ما غلب على الظن أنه ليس موجود عندهم ، صديق لك يريد أن يتزوج ماذا تهدي له ؟
تسأل أقرانه مالشيء الذي ليس في بيته ؟ حتى يكون له في بيته وقع ،
والناس يقدمون على بيت الله.. يتسألون مالشيء الذي ليس في خزائن الله ؟
الشيء الذي ليس في خزائن الله ( الافتقار) فكل من قدم إلى هذا البيت بالافتقار إلى الله عرف كيف يقدم على بيت ربه ،
فأعظم المعاني التي يريد الشرع تحقيقها في الناس الافتقار إلى رب العالمين جل جلاله
والأمة لابد أن تعلم أنها مفتقرة كل الفقر إلى ربها وأنها تستمد قوتها الحقيقية من افتقارها إلى ربها
فإذا بنت كل شيء بعد ذلك على افتقارها إلى ربها سمّت ،
والافتقار إلى الله من لوازمه القطعية السعي في مرضاته ، والاستغناء عن غيره فتنفض ما في يدها من علائق الغير
وتقبل على كتاب ربها جل وعلا وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم فبهما تتحقق لها النصرة.
قال عليه الصلاة والسلام : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )
إذا الأمة استشعرت هذا المعنى بحق وصلت في خطوتها الأولى مقصودها ثم يتبع بعد ذلك الأمر معانياً أُخر.
يتبع
م/ن
طرح موفق في وقته
يعطيك العافية
جزاك الله خير
الاستعانة بالنعمة على الطاعة
قال الحافظ بن رجب تعالى: ( وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل) إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته, وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات, وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له, فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفراً وهو جدير أن يسلبها كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعموداوم عليه بشكر الإله
فشكر الإله يزيل النقم
وخصوصاً نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام, كما في أيام التشريق, فإن هذه البهائم مطيعة لله لا تعصيه, وهي مسبحة لله قانتة كما قال تعالى: ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍإلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )(الاسراء: من الآية44)
تحس بمشاعر الحسرة والأسى حينما تسأل..
وهل يعيش بيننا أحد في هذه الأيام وهو في خصام ؟؟
كيف ذاك !!
أيام خير وفضيلة .. وأعمالٌ قربى جليلة .. يريد بها عفو ربه وما عفا عن خلقه !
خاطر آثر الشجون أعقبه لحظة تأمل وسكون بعد قراءة لرسالة نصية من باقة المتميزة مفادها :
* لا يستفيد المؤمن من عباداته، ولا خير فيها إن كان هاجراً لإخوانه أو قاطعاً لرحمه لما أمر الله بوصله ؛
لأنها عبادة لاتعرض على الله ولا يغفر لصاحبها،
ففي صحيح مسلم " تعرض الأعمال كل اثنين وخميس فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لايشرك بالله شيئا
إلا امرؤ كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : ( اتركوا هذين حتى يصطلحا ) !
م /ن