بسم الله الرحمن الرحيم
فصل
الآثار القبيحة للمعاصي :
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله .
1- فمنها : حرمان العلم , فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه , وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية
وقال الشافعي : شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي … فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال :
اعلم بأن العلم فضلٌ … وفضلُ الله لا يؤتاه عاصِ
2- ومنها حرمان الرزق : ….. وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .
3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله , لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة …….. وما لجرح بميت إيلامُ ,
فلو لم تترك الذنوب إلا حذراً من وقوع تلك الوحشة , لكان العاقل حرياً بتركها .
وشكى رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه , فقال له :
إذا كنت قد أوحشتك الذنوب *** فدعها إذا شئت واستأنسِ .
وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب فالله المستعان .
4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم , وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من ح** الشيطان
بقدر ما بَعُدَ من ح** الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم , فتقع بينه وبين إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه ,
وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلُق دابتي وإمرأتي .
5- ومنها تعسير أموره عليه ؛ فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه , أو متعسراً عليه ؛ وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمن عَطَّلَ التقوى جعل الله له من أمره عسرا .
ويالله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ .
6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة : يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم , إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره , فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته , حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر , كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتَقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سواداً فيه حتى يراه كل أحد .
قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياءً في الوجه , ونوراً في القلب وسعة في الرزق , وقوة في البدن , ومحبة في قلوب الخلق , وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب , ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .
7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن : أما وهنها للقلب فأمر ظاهر , بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,
وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه .
وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم , أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم .
8- ومنها : حرمان الطاعة ؛ فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى , فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا , فتنقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة , كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها , وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان .
9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد , فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر .
وقد اختلف الناس في هذا الموضع :
فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي .
وقالت طائفة : بل ينقص حقيقة , كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده .
قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب – فالأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة والصحة والسقم والمرض والغنى والفقر وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها .
وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياة القلب .
ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى ( أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل 12 –
فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته , فليس عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره , فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها .
وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غِبَّ ( ثمرة ) إضاعتها يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24 –
فلا يخلوا إما أن يكون له مع ذلك تطلع إلى مصالحه الدنيوية والأخروية أو لا ؟ فإن لم يكن له تطلع إلى ذلك فقد ضاع عليه عمره كله , وذهبت حياته باطلاً , وإن كان له تطلع إلى ذلك طالت عليه الطريق بسبب العوائق , وتعسرت عليه أسباب الخير بحسب اشتغاله بأضدادها , وذلك نقصان حقيقي من عمره .
وسر المسألة أن عمر الانسان مدة حياته ولا حيوة له إلا باقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته . …… .
ـــــــ
كتاب الداء والدواء لابن القيم رحمه الله بتحقيق الشيخ علي الحلبي حفظه الله … ( ص 85 – 90 .
فصل
( المعاصي يولد بعضها بعضاً )
10- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا ؛ حتى يَعٌزُّ على العبد مفارقتها والخروج منها ,
كما قال بعض السلف : أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها , فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها اعملني أيضا فإذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا , فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات ؛ وكذلك جانب السيئات أيضا ,حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة , وصفات لازمة , وملكاتٍ ثابتة ,
فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت , وأحسَّ من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها , فتسكن نفسه وتقر عينه .
ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه , حتى يعاودها , حتى أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها , ولا داعية إليها , إلا لما يجد من الألم بمفارقتها كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانيء حيث يقول :
وكأس شربت على لذة … وأخرى تداويت منها بها وقال الآخر
وكانت دوائي وهي دائي بعينه … كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزُّهُ إليها أزّاًً , وتحرضه عليها , وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها .
ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه الشياطين فتأزُّهُ إليها أزّاًً ,
فالأول قوَّى جند الطاعة بالمدد , فصاروا من أكبر أعوانه , وهذا قوَّى جند المعصية بالمدد , فكانوا أعوانا عليه .
فصل
( المعاصي تُضعف القلب )
11- ومنها : وهو من أخوفها على العبد أنها تُضعف القلب عن إرادته , فتقوى إرادة المعصية , وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً , إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية , فلو مات نصفه لما تاب إلى الله , فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء كثير , وقلبه معقود بالمعصية مُصِرٌّ عليها , عازم على مواقعتها متى أمكنه , وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .
فصل :
( المعاصي تسلخ القلب عن استقباحها )
12- ومنها أنه ينسلخ من القلب إستقباحها ؛ فتصير له عادة ,فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له كلهم , ولا كلامهم فيه .
وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة , حتى يفتخر أحدهم بالمعصية , ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها , فيقول يا فلان ! عملت كذا وكذا .
وهذا الضرب من الناس لا يعافَون ويُسَدُّ عليهم طريق التوبة , وتغلق عنهم أبوابها في الغالب , كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – كل أمتي معافى إلا المجاهرين , وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان ! عملت يوم كذا وكذا , كذا وكذا , فيهتِك نفسه وقد بات يستره ربه . ( رواه البخاري ومسلم )
13- ومنها : أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز و جل :
فاللوطية : ميراث عن قوم لوط .
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص : ميراث عن قوم شعيب .
والعلو في الأرض والفساد : ميراث عن قوم فرعون .
والتكبر والتجبر : ميراثعن قوم هود .
فالعاصي لابسٌ ثياب بعض هذه الأمم , وهم أعداء الله ……….
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له , وجعل رزقي تحت ظل رمحى , وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ) .(1)
فصل
( المعاصي سبب لهوان العبد )
14- ومنها : أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه .
قال الحسن البصري هانوا عليه فَعَصَوْهُ , ولو عَزُّوا عليه لَعَصَمهُم .
وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد , كما قال الله : (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفاً من شرهم , فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه .
15- ومنها : أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه , ويصغر في قلبه , وذلك علامة الهلاك , فإن الذنب كلما صَغُرَ في عين العبد عَظُمَ عند الله , وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال : ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه , وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار ) .
فصل
( شؤم الذنوب )
16- ومنها : أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنوبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم ؛
قال أبو هريرة : ( إن الحُبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم ) ( الحبارى طائر طويل العنق ) .
وقال مجاهد : ( إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السَّنَةُ , وأمسك المطر , وتقول هذا بشؤم معصية بني آدم)
وقال عكرمة : ( دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون مُنِعنا القطر بذنوب بني آدم )
فلا يكفيه عقاب ذنبه حتى يبوء بلعنة من لا ذنب له .
فصل
( المعاصي تورث الذل )
17- ومنها : أن المعصية تورث الذل ولا بد , فإن العز كل العز في طاعة الله , قال تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) فاطر 10 – أي : فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته .
وكان من دعاء بعض السلف اللهم أعزَّنِي بِطاعَتِك , ولا تُذِلَّني بمعصيتك .
قال الحسن البصري : إنهم وإن طَقْطَقَت بهم البغال , وهَملَجَتْ بهم البراذين (1), إنَّ ذُلَّ المعصية لا يُفارق قلوبهم , أبى الله إلا أن يُذِلَّ من عصاه .
وقال عبد الله بن المبارك
رأيت الذنوب تميت القلوب —- وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب —- وخير لنفسك عِصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك —- وأحبارُ سوءٍ ورهبانها
فصل
( المعاصي تفسد العقل )
18- ومنها : أن المعاصي تُفسد العقل ؛ فإن للعقل نوراً , والمعصية تُطفيء نور العقل , ولا بدَّ , وإذا طُفِىءَ نوره ضَعُفَ ونَقُص .
وقال بعض السلف : ما عصى الله أحد حتى يغيبَ عقله .
وهذا ظاهر فإنه لو حَضَرَ عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى , وتحت قهره , وهو مطلع عليه , وفي داره وعلى بساطه , وملائكته شهود عليه ناظرون إليه ! وواعظ القرآن ينهاه , وواعظ الإيمان ينهاه , وواعظ الموت ينهاه , وواعظ النار ينهاه , والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها , فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟؟!!
فصل
( المعاصي تطبع على قلب صاحبها )
19- ومنها أن الذنوب إذا تكاثرت طُبِعَ على قلب صاحبها , فكان من الغافلين , كما قال بعض السلف في قوله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) قال هو الذنب بعد الذنب .
وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب .
وقال غيره : لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم .
وأصل هذا : أن القلب يصدأ من المعصية فإن زادت غلب الصدأ حتى يصير راناً , ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقُفلاً وختماً , فيصير القلب في غشاوةٍ وغلافٍ , فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله , فحينئذٍ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد .
فصل
( المعاصي موجبة للَّعنة )
20- ومنها : أن الذنوب تُدخِلُ العبد تحت لعنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنه لعن على معاصٍ وغيرها أكبر منها , فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة :
فلعن الواشمة والمستوشمة , والواصلة والمستوصلة , والنامصة والمتنمصة ,
والواشرة والمستوشرة ,
ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه , ولعن المحلِّلَ والمحلَّلَ له , ولعن السارق ,
ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها , وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ,
ولعن من غَيَّرَ منار الأرض – وهي أعلامها وحددوها –
ولعن من لعنَ والديه ,
ولعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا يرميه بالسهام ,
ولعن المخنثين من الرجال , والمترجلات من النساء ,
ولعن من ذبح لغير الله , ولعن من أحدث حدثاً أو آوى مُحدثاً ,
ولعن المصورين , ولعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ,
ولعن من سبَّ أباه ولعن من سبَّ أمه , ولعن من كَمَّهُ أعمى عن الطريق ,
ولعن من أتى بهيمة , ولعن من وسم دابة في وجهها ,
ولعن من ضارَّ مسلماً أو مكر به ,
ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرج(2) ,
ولعن من أفسد امرأة على زوجها , أو مملوكاً على سيده ,
ولعن من أتى امرأة في دبرها , وأخبر أن من باتت مهاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ,
ولعن من انتسب إلى غير أبيه , وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه ,
ولعن من سب الصحابة
21- وقد لعن الله في كتابه من أفسد في الأرض , وقطع رحمه , وآذاه وآذى رسوله – صلى الله عليه وسلم – ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى , ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة , ولعن من جعل سبيل الكافر أهدى من سبيل المسلم .
ولعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرجل يلبسُ لُبسة المرأة والمرأة تلبس لُبس الرجل ,
ولعن الراشي والمرتشي والرائش (3) – وهو الواسطة في الرشوة – .
ولعن على أشياء أخر غير هذه .
فلو لم يكن فى فعل ذلك إلا رضاء فاعله بأن يكون ممن يلعنه الله ورسوله وملائكته لكان في ذلك ما يدعو إلى تركه .
فصل
( المعاصي سبب لحرمان دعوة الرسول والملائكة )
22- ومنها : حرمان دعوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودعوة الملائكة , فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ,
وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) غافر 7-9 –
فهذا دعاء الملائكة للمؤمنين التائبين المتبعين لكتابه وسنة رسوله الذين لا سبيل لهم غيرهما , فلا يطمع غير هؤلاء بإجابة هذه الدعوة إذا لم يتصف بصفات المدعو له بها .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) أي : إن صوتت لهم البغال بحوافرها , وأشرعت بهم الخيول بخفة فإنهم …
(2) زيادة ( السرج ) ضعيفة في هذا الحديث , كما حققه بمزيد بيان شيخنا الألباني رحمه الله – في سلسلة الأحاديث الضعيفة – رقم 225 – فليُنظَر .
(3) زيادة ( الرائش ) ؛ أخرجها أحمد (5 / 279) , والطبراني ( 1495 ) , والحاكم ( 4 / 103 ) عن ثوبان وفي إسناد الحديث ضعيف ومجهول , وأما لعن الراشي والمرتشي ؛ فالحديث في ذلك صحيح ثابت , ترى تخريجه في ( إرواء الغليل ) ( 2620 ) لشيخنا الألباني رحمه الله .
(كتاب الداء والدواء للعلامة ابن القيم رحمه الله بتحقيق الشيخ علي الحلبي حفظه الله – ص 90 – 99 )
عزيزتي الغالية ريناد
اشكرك لمرورك الكريم والله لا يحرمني منك
نورتــــي
مشكوره وجزاكي الله خير على مجهودك
السلام عليكم
مشكورة عزيزتي لمرورك الطيب
نورتــــــي
السلام عليكم
وجزاك انتي ايضا لمرورك في صفحتي
نورتــــــي
موضوع رررررررررررررررررررررروعه
أقل ما يقال عنه
اللهم جنبنا المعاصى يا الله
وقنا شر انفسنا
وشدد عزيمتنا بصحبه طيبه تقرب الى الله
شكرا لك اختى