الاختلاط ممنوع والخلوة محظورة …كيف تحكمين على شخصية خطيبك؟
الاختلاط ممنوع والخلوة محظورة، والقرار الصعب يجب أن يصدر خلال عدة أشهر على أبعد تقدير بالمضي قدماً في مشروع الزواج وإقامة أسرة جديدة؛ لتفاجأ الزوجة فى نهاية المطاف بشخصية أخري عن تلك التي جمعت خيوطها خلال الزيارات المعدودة التي كانت تقوم بها لمنزل الأسرة، في حضور أغلب أفراد الأسرة ليظل السؤال الدائر على ألسنة كافة الفتيات كيف أعرف شخصية خطيبي والاختلاط والخلوة ممنوعين؟
بداية تقول إ (مخطوبة): أنا لست فى حاجة للاختلاط والخلوة اللذين يمنعهما الشرع للحكم على شخصية خطيبي؛ فأغلب طبائعه يمكن التعرف عليها من خلال الطريقة التي يتحدث بها عن القضايا العامة المثارة فى المجتمع، والتي يظهر من خلالها طريقة تفكيره وحكمه على الكثير من الأمور. وتضيف إن الهدايا التي يقوم الخطيب بتقديمها لخطيبته خلال فترة الخطوبة تظهر إلي حد كبير مدي كرمه أو بخله وليس المقصود بها بالطبع أن تكون هداياه على الدوام باهظة الثمن، وإنما أن تكون معبرة عن كرمه وعدم إعلائه من شأن المال، وهو الأمر الذي يدفع بعض الأشخاص لأن يهادوا خطيبتهم بأشياء زهيدة للغاية رغم أن مقدورهم أن يشتروا أفضل منها بكثير، وفى الوقت نفسه فإن الخطيبة يمكن أن تتفهم عدم قيام خطيبها بتقديم أي هدايا على الإطلاق أو هدا يا بسيطة للغاية، وذلك في ظل إحساسها بظروفه المالية .
أما ش (مخطوبة) فتشير إلى أن فترة الخطوبة هي أهم المراحل التي تسبق الزواج، لأنها تؤدي إلي خلق نوع من التفاهم بين الخطيبين، والذي يتمكنان على أساسه من بناء حياة زوجية سليمة؛ إلا أن اللقاءات المتحفظة للغاية التي تتم بين الخطيبة وخطيبها فى ظل وجود أغلب أفراد أسرتها- تحول إلي حد ما من حدوث هذا الأمر فالفتاة تستحي بطبيعتها من أن تتحدث مع خطيبها بحرية فى ظل وجود أهلها كما أنه قد يكون هناك الكثير من الأشياء التي تريد السؤال عنها إلا أن حياءها يمنعها من هذا الأمر .
وبدورها تري ف (مخطوبة) أن الفتاة قبل أن توافق على أن تخطب إلي شخص معين يفترض أن يعلم من أهلها بعد أن يقوموا بالسؤال الكامل عن صفاته الأساسية، هل هو سريع الغضب أم لا؟ وهل هو كريم أم بخيل؟ وبالتالي فإن فترة الخطوبة يكون هدفها الأساسي أن تتأكد هل هذه الصفات موجودة أم لا؟ ومادامت قد راعت الاختيار أن تقبل بمن يرضيها دينه فإنه من المستبعد أن تحدث خلافات بينهما فى المستقبل؛ لأن كل المشكلات ستكون حول أشياء فرعية يسهل التغلب عليها .
التدين الزائف
وتختلف مع الرأي السابق ( ن – ع) التي تقول: إن أختها التي تزوجت من شخص يشهد له بالتدين تواجه حتي اليوم الكثير من المشكلات فى حياتها الزوجية، والتي تحولت لكابوس دائم بالنسبة لها فى ظل الانفعال الشديد الذي يميز شخصية زوجها، والذي لم يظهر له أي أثر أثناء فترة الخطوبة، وتضيف أنه بالإضافة إلي الدين فإن الفتاة يجب أن تتأكد من أن هناك انسجام بين شخصيتها وبين شخصية خطيبها حتي تستقر حياتهما الزوجية مستقبلاً .
وترفض أ ربة منزل أي حديث عن الخلوة والاختلاط قائلة: إن العلاقة بين الخطيب وخطيبته يجب أن تكون تحت سمع وبصر الأسرة، كما يؤكد الشرع والتقاليد لأن الخطوبة فى نهاية الأمر تظل أمرا مؤقتا يمكن ألا يتم فى نهاية الأمر لأي سبب من الأسباب، ولذلك يجب ألا نضع النار بجوار الوقود، كما أن الفتاة يمكن أن تتعرف بدقة على شخصية خطيبها من خلال الزيارات التي يقوم بها لمنزل الأسرة . .
وبدورها تقول ت ربة منزل: إن ابنتها تواجه الكثير من المشكلات فى حياتها الزوجية نتيجة شخصية زوجها الضعيفة، والتي تجعله لا يفعل أي شيء إلا بأمر والدته، وهو ما حول حياة ابنتي لجحيم دائم وهي مضطرة فى ا لنهاية لتحمل كل هذه المشاكل على حساب راحتها النفسية لحماية منزلها من التفكك وحماية مستقبل أولادها من الضياع. ويشير الداعية الإسلامي أحمد عبد المنعم إلي أن المحاذير الشرعية التي تحيط بفترة الخطوبة تجعل من الصعب على الفتاة التعرف بشكل كامل على شخصية خطيبها؛ وذلك في اللقاءات العابرة التي تحدث بينهما فى ظل وجود أشخاص آخرين من أفراد العائلة، وهو ما يمنع الفتاة فى ظل حياتها من التعرف الدقيق علي شخصية خطيبها، ويضيف يجب أن نعرف بشكل عام بين العادات الموروثة التي تنظر لعلاقة الفتاة بخطيبها علىأنها يجب أن تكون فى أضيق حد ممكن، وبين الشرع الذي يعطيها الحق الأصيل فى التعرف على من سيكون شريكاً لحياتها .
الخلوة والاختلاط
يؤكد أحمد عبد المنعم –داعية إسلامى- أن الفتاة يمكن أن تتعرف على شخصية خطيبها فى ظل عدم وجود الخلوة والاختلاط عن طريق فتح حوار مباشر معه؛ لتتكشف جوانب شخصيته كما أن المصارحة والسؤال المباشر هي إحدي الوسائل الهامة التي تساعد الفتاة على التعرف علي شخصيته زوج المستقبل، وذلك من خلال سؤاله عن قضايا محددة أو أمور معينة تثير مخاوفها والأمر نفسه يمكن أن يفعل الشاب مع خطيبته بشرط أن يتم بطريقة لبقة وفي جو من الود وبعيداً عن الانفعال والعصبية، كما يمكن للفتاة أن تطلب من خطيبها بشكل مباشر أن يخبرها عن طبيعة شخصيته، وما يعجبه وما لا يعجبه لتعرف عن قرب هل هو شخصية هادئة أم حادة الطباع وهل هو منظم بطبيعته أما لا؟
ويشير أحمد عبد المنعم إلي أن فهم شخصية الزوج من الناحية النفسية أمر هام للغاية؛ لأن الأنا الداخلية لكل شخص تؤثر بشكل كبير كما يؤكد علماء النفس على تصرفات الشخص واختياراته؛ فقد تكون شخصية الخطيب أبوية أي أنه يجمع بين القوة والحنان، كما قد تكون شخصيته طفولية تتميز بالمرح وقلة الإنجاز، أما الشخصية الشابة فإن أبرز ما تتصف به هو الجمع بين الحماسة والموضوعية. وكل شخصية من هذه الشخصيات يجب أن يتم التعامل معها بطريقة معينة لجعلها إيجابية على الدوام .
ويشدد عبد المنعم على أن الفتاة يجب لكي تتعرف على شخصية خطيبها بدقة أن تكون بعيدة تمام البعد عن التوجس وسوء الظن، الذي يجعلها تضخم كل صفاته السلبية بشكل مبالغ فيه، كما أنه يجب عليها فى الوقت نفسه أن تنظر للموضوع من زاوية عاطفية فقط؛ بعيداً عن الموضوعية لأن هذا الأمر يعرض قراراتهما للخطأ؛ لذلك يجب أن تؤخر مشاعرها وتقدم عقلها قدر الإمكان، وفي الوقت نفسه يجب ألا تكون أفكارها مثالية فتنظر لخطيبها على أنه ملك لا يخطئ؛ فيجب أن يكون هناك قدر من التوسط والموضوعية للموازنة بين صفاته الإيجابية والسلبية. وما يمكن أن تعالجه وما هو غير قابل للعلاج وفي هذا كله يجب أن تضع نصب عنيها القاعدة الأساسية التي وضعها النبي – صلى الله عليه وسلم – لاختيار شريك الحياة، وهي حسن الخلق؛ فالشخص الذي يريد الجمال يتركها إذا وجد من هي أجمل منها وكذلك الباحث عن المال والشهرة .
ويؤكد عبد المنعم أن المقصود بمن ترضون خلقه فى الحديث النبوي هو كل ما يرضاه الإسلام من صفات وخصائص حسنة . .
وعن المفهوم ذاته يقول رأفت عبد الحميد إمام وخطيب: إن المقصود بـ"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه" ليس فقط أن يتميز هذا الشخص بأداء الصلاة والالتزام بالإسلام في تعاملاته مع الناس، وإنما المقصود بمن ترضون دينه أن تقبلوا كل ما يتصل بجوانب حياته وشخصيته، وهذا يمكن معرفته عن طريق سؤال أصدقائه وأقاربه وجيرانه عنه، وكان سيدنا عمر يسأل عن أحد الأشخاص والذي كان يسعي لخطبة أحد بناته فأخبره الرجل أنه علي دين فقال له سيدنا عمر – رضي الله عنه -: هل سافرت معه؟ هل تعاملت معه بالدرهم والدينار؟ فقال: لا، فقال: إنك لا تعرفه، وهذا يعني أن الشخص قد يظهر أثناء فترة الخطوبة وجهاً غير وجهه الحقيقي؛ والدليل على هذا أننا نجد اليوم رجلاً يصلي ويصوم، وينظر له الجميع على أنه ملتزم، وذلك في الوقت الذي يضرب فيه زوجته ويسيء معاملة أولاده، ولذلك يجب أن تدرك الفتاة أن مفهوم الدين يشمل كافة جوانب الشخصية، والدليل على هذا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: إن المفلس هو الذي يأتي بصلاة وزكاة وصيام، ولكنه يأتي يوم القيامة وقد سب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا، كما أن الله – عز وجل – يقول ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) .
النفس البشرية
أما الدكتور فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي، فيقول: إن ما يميز النفس البشرية أنها تمتلك قدرة على تورية بعض الظواهر أو السلوكيات، حيث يمكن للإنسان أن يبطن شيئا ويظهر آخر؛ ولذلك فإنه يفضل أن تكون فترة الخطوبة طويلة إلي حد ما بشكل يسمح للخطيبة التعرف على الصفات الحقيقية لخطيبها، ولذلك يجب ألا تقل فترة الخطوبة بأية حال من الأحوال عن عام؛ لأن الشخص الكاذب أو البخيل أو المنافق لا يستطيع طوال هذه الفترة أن يواري هذه الصفات عن خطيبته؛ ولكي تدرك الخطيبة حقيقة شخصية خطيبها بشكل موضوعي؛ فإنه يجب عليها أن تقوم بتأجيل الوجدان وتقديم الفكر والقدرات العقلية؛ لتساعدها علي الحكم على الأمور، حيث تنظر لشخصية خطيبها بشكل كامل مبني على الفراسة التي يصاحبها الفكر بعيداً عن الإغراق في العاطفة، وبهذه الطريقة لا يمكن ان تقع الفتاة في مأزق بعد الزواج، عندما تفاجأ بأن حقيقة شخصية زوجها تختلف كثيراً عما كانت تظنه خلال فترة الخطوبة .
وتشير دراسة نشرتها مجلة أخر ساعة المصرية في 7 سبتمبر الماضي للدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إلي أن اختيار شريك الحياة يخضع لمعايير كثيرة ومتعددة لا يستطيع كثير من الناس اكتشافها، وما يهم بالنسبة للطرفين هو أن يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية متوازنة، وهذا لا يتطلب أبداً التشابه بحيث يكفي فائض كل طرف لإشباع حاجات الأخر؛ إلا أن هناك شخصيات يصعب الحياة معها مثل الشكل المتعالي كثيراً أين ذهبت؟ ومع من تكلمت؟ وماذا تقصد بكلامها؟ وبشكل عام فإنه يجعلها فى موقف المتهمة المدافعة عن نفسها بشكل لاذع. والحياة الزوجية مع شخص مثل هذا تكون أمراً صعباً وأحياناً مستحيلاً، وهناك أيضاً النرجسية والمعجباني وهو معجب بنفسه أشد الإعجاب ويري أنه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم ويعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق؛ لذلك يشعر بأنه محور الكون والكل يدورون حوله وتعرفه حين تراه يشتد في الاهتمام بمظهره وصحته وشياكته، ويتحدث كثيراً عن نفسه وإنجازاته وطموحاته، وهو مغرور إلي حد أنه لا يري أحداً بجواره، لذلك يستخدم الآخرين لخدمة أهدافه، ثم يلقي بهم بعد ذلك فى سلة المهملات، وليس لديه مساحة للحب فهولا يحب إلا نفسه؛ لأنه يميل للتباهي والشهرة والظهور. . .
ومن الشخصيات الأخرى التي يصعب التعامل معها الشخصية الزائفة، والتي تضع من يتعامل معها فى حيرة وتناقض تراها غالباً جميلة وجذابة تتحرك بالحب ولا تعطيه لأحد، ولا تفي، والويل لمن يتعامل معها! تبدي حرارة عاطفية شديدة في الخارج في حين أنها باردة من الداخل، ويمكن معرفتها من اهتمامها الشديد بمظهرها فهي تلبس ألواناً صارخة تجذب الأنظار، وحين تتكلم تتحدث بشكل درامي، وكأنها علي مسرح وهي شخصية هشة غير ناضجة؛ لذلك فالحياة الزوجية معها تبدو صعبة للغاية.
ومن الشخصيات التي يصعب الحياة معها أيضاً الشخصية السيكوباتية ( المخادع ) وهو عذب الكلام يعطي وعوداً كثيرة، ولا يفي بأي منها ولا يحترم الأعراف والتقاليد وليس لديه ولاء لأحد، حيث يسخّر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وابتزازهم أحياناً؛ وهو لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، وهو لا يعرف الحب لكنه بارع فى الإيقاع بضحاياه حين تتعامل معه لفترة كافية، أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب، ومليئة بتجارب الفشل والتخطيط والأفعال غير الأخلاقية، وإذا وافق الأهل لخطبته لابنتهم تحت ضغط إلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ومنهم .
وتشير الدراسة إلي أن هناك أنواع أخري من الشخصيات التي يمكن التعامل معها مع مواجهة بعض المتاعب، مثل: الشخصية الوسواسية والمدقق والشخصية متقلبة المشاعر والعلاقات والقرارات، والشخصية السلبية الاعتمادية ( ابن أمه ) والشخصية الاكتئابية
يعطيكي كل العافية