ـ الأسباب والأثار والعلاج ـ
***
هل من الممكن أن يوجد زوجان غريبان؟ أو حبيبان لدودان؟ أو سجينان محبان؟ هل تخيلت يوما أنه يوجد واقع يترجم مثل هذه الحالات؟ فيوجد زوجان غريبان يعيشان معا تحت سقف واحد؟
وهل دار بخلد أحد أنه يوجد شخصان محبان مضطران للإقامة ففي سجن واحد؟ وماذا لو عرفنا أن كل هذه الثنائيات هي أقرب ما يعبر عن حالة الانفصال النفسي بين الزوجين؟ قضية الانفصال النفسي الصامت بين الأزواج، هي واقع موجود على مسرح الحياة الزوجية، فكم من الصور، وكم من المشاهد، وكم من القصص، وكم من البيوت التي تعتبر مثلا لحياة زوجية غابت عنها لغة الحب، وخلت من جو التفاهم، وجفت من دفء الحنان.
وعندما تصبح العلاقة الزوجية مجرد صورة، وعندما يخلو كل شئ بين الزوجين من معناه الفعلي، وعندما تفرغ تلك العلاقة الرائعة من محتواها الحقيقي، يصبح حينئذ استمرار الحياة الزوجية من الصعوبة بمكان، الا أن كلا الزوجين * أو أحدهما * قد يقبل الاستمرار في تلك العلاقة الجافة، واستمرار ذلك الزواج الصامت، وقد يكون القبول باستمرار ذلك الوضع الغريب، راجعا لعدد من الأسباب، التي قد يكون بعضها منطقيا ومفهوما، وقد يكون بعضها الآخر غير معقول ولا مقبول، فكأن الزوجين * أو أحدهما * قد اختار الحياة في الصمت، أو التشاغل بالنفس في عالمه الخاص، أو الوحدة والانفصال النفسي عن الزوج.
الانفصال النفسي
يمكن تعريفه بأنه: حالة نفسية، يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، بما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسمي بينهما، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية خاصة، فيستمر الزواج شكلا، وينتهي مضمونا.
مظاهر الانفصال
للانفصال النفسي بين الزوجين مظاهر تدل عليه، وبعضها قد يكون أسبق في الظهور من بعض، كما أن بعضها قد يكون أكثر ضررا من البعض الآخر، وتلك السمات هي:
1* شيوع الصمت في جلسات الزوجين معا.
2* صعوبة التفاهم بين الزوجين في الصغيرة والكبيرة.
3* الشعور بغربة كل طرف عن الطرف الآخر.
4* تباعد المسافات النفسية والعقلية والسلوكية بين الزوجين تدريجيا.
5* عدم الرضا عن أفكار الطرف الآخر وتصرفاته بشكل كامل.
6* تسلل الانفصال بين الزوجين في صمت وهدوء، بشكل قد لا يشعر معه أحد الزوجين بالانفصال التدريجي للطرف الآخر عنه.
7* الشعور بعدم تقبل الطرف الآخر نفسيا، وصعوبة تخيل تقبله كزوج.
8* عدم الترحيب بالحوار مع الطرف الآخر، ولا حتى السماح له بسرد ذكريات الماضي الجميلة.
9* رفض محاولات التودد والتقرب من الطرف الآخر.
10* شيوع روح النقد الشديد للطرف الآخر.
11* الشعور بصدود وعزوف غير معروف السبب عن التعامل مع الآخر.
12* ندرة الموضوعات المشتركة التي يتناولها الزوجان في الحديث.
13* إذا ما تعامل مع زوجه، يكون عبوسا، أو مكفهر الوجه، أو جامد الملامح، أو زائغ النظرات، أو خجولا، أما إذا تعامل مع الآخرين أصبح خفيف الدم، حلو الحديث.
14* ندرة التعبير عن المشاعر الطيبة، وندرة التلامس الجسدي بينهما.
أسباب الانفصال النفسي
ـ الفشل في الحصول على اهتمام الطرف الآخر، مما يؤدي إلى التباعد النفسي التدريجي بين الزوجين، وتظل الفجوة النفسية بينهما في الزيادة إلى أن تستعصي على الرتق.
ـ قد يتم الاختيار منذ البداية بناء على بعض المقومات الخاطئة، التي تفي بمتطلبات الحياة الزوجية، والتي لا تؤدي إلى التفاهم الصحيح بين الزوجين، أو قد يتم الاختيار بناء على أحد المقومات التي لا تكفي وحدها لاستمرار العلاقة الزوجية.
ـ تسرب الملل والفتور إلى العلاقة الزوجية دون اهتمام الزوجين بالقضاء عليهما منذ ظهورهما في حياتهما الزوجية، والملل والفتور لهما مؤشرات إذا ما لاحظها الزوجان فقد يسهل التغلب عليها قبل استفحال الأمر.
ـ اشتعال العاطفة وضراوة الحب قبل الزواج يؤدي إلى التغاضي عن عيوب الطرف الآخر منذ البداية، فالانشغال بالحب والعاطفة دون إعمال العقل في سمات الطرف الآخر وتعرف مزاياه وعيوبه، قد يضيع على الطرفين فرصة الإفادة من المزايا، ويضعهما في مواجهة التعامل المباشر والصعب مع العيوب التي كان يمكن تجنبها منذ البداية.
ـ عدم السعي الحثيث للوصول إلى السعادة المنتظرة من الزواج، وانتظار الطرف الآخر حتى يعمل وحده على تحقيقها، ومن الخطأ تعطيل الحياة وانتظار السعادة التي قد لا تجئ نتيجة الانتظار، ومن السذاجة أن يظل أحد رهن شئ منتظر قد لا يجيء، فيؤدي هذا الانتظار الكئيب إلى الرتابة والملل، وقد صدق المثل الشعبي الذي يقول: «الانتظار صعب».
ـ الخوف أو الخجل من شيوع فكرة بين الأقارب والجيران عن الزوجين مؤداها أن لديهما مشكلات زوجية، مما يدفعهما * خصوصا الزوجة *لتحمل الرتابة والملل، وتحمل حياة الانفصال النفسي بجفافها وجفائها.
ـ عدم اعتماد الزوجين مبدأ المصارحة بينهما، وتجنب المناقشات التي تتناول تحليل المشكلات التي يتعرض لها الزوجان، وتجنب فتح الموضوعات التي تحتاج إلى الصراحة في معالجتها، وتعتمد على الوضوح في طرحها، مما يؤدي إلى إقامة حاجز بينهما، ويظل ذلك الحاجز يزداد سمكه بزيادة عدم الصراحة في التعامل.
ـ اختلاف الميول والاهتمامات المشتركة بين الزوجين، وقد يرجع ذلك إلى اختلاف المستوى الثقافي الذي يؤدي بدوره إلى اختلاف طرق التفكير وأساليبه، مما يجعل التفاهم بين الزوجين عملية صعبة ومعقدة، وبالتالي يصير الاختلاف بينهما على كل صغير وكبير.
ـ العنف المتبادل بين الزوجين: فالعنف سواء كان من قبل الزوج تجاه زوجته، أو كان موجها من الزوجة لزوجها، يثير مشاعر في غاية السوء بين الزوجين أهمها النفور القوي بين الزوجين، والذي يقوم بدوره بتدمير العلاقة بينهما.
ـ يظن كثير من الأزواج أن العلاقة الحميمة بين الزوجين منفصلة عن العلاقات الشخصية، ويظنها مستقلة عن مسألة الخصام أو الرضا بينهما، فيلجأ كثير منهم إلى طلب ممارسة تلك العلاقة الخاصة جدا بعد الخلافات الزوجية، دون مراعاة لشعور المرأة.
فقط مشاهدات ولا وحدة تحب ترد علينا
انا استنى حبيباتي
.. يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
.. تقــبلي م’ـــروري ..
كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد