الــرجـــــال !!! أين هم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجال !! أين هم ؟
الحمد لله العليم الحكيم القائل : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِبِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْأَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَاللَّهُ . . }النساء( 34 ) .
قال الإمام القرطبي رحمه الله : (( أي يقومون بالنفقة عليهنوالذب عنهن ))
وقال الشيخ محمد رشيد رضا : ((القيام على النساء بالحمايةوالرعاية والولاية والكفاية ))
والصلاة والسلام على نبيه القائل : (تعجبون من غيرة سعد واللهلأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن..)رواه البخاري .
وليست قوامة الرجل في الإسلام قوامة السطوة والاستبداد والقهروالقوة والاستعباد والتسلط والتعنت ، وذوبان وانمحاء هوية المرأة باسم القوامة ،ولكنها قوامة الرحمة والشفقة والحب والحرص والحدب والحماية والتبعات والالتزاماتوالمسؤوليات والتعاون ، وهي مبنية على الشورى والتفاهم بين الشريكين ، وهذهالقوامة جعلها الله تكريماً للمرأة ومكانة سامية كريمة بوأها إياها الإسلاموأحاطها بها وجعلها لها حمى وستراً وملاذاً بعد الله ، يحميها من عاديات الزمنوصروف الحياة ، ويكون سداً منيعاً دون دعاة التحلل والانحراف ، وما يريدونه منتغرير بالساذجات من النساء ، ليسهل عليهم غوايتهن واستغلالهن وابتزازهن والمتاجرة بهن ، كما يجري في زماننا لبعضالنساء والفتيات اللاتي خالفن أمر اللهوحطمن بأيديهن ذلك الحصن عندما استغل بعض دعاة الفساد أعداء المرأة وأدعياءتحريرها ، عواطف النساء ، فألبوهن وحرضوهن على تحطيم تلك القوامة وصوروها لهن –ظلماً – أنها قيد من قيود الرق والاستعبادلهن ، فاندفعت المرأة بكل ما أودع فيها من غريزة الاندفاع خلف أولئك الناعقين ،تصدقهم وتنفذ ما يريدون ، حتى تم لهم ما أرادوا ، فتمردت المرأة على قوامة الرجل ،وخرجت عليها ، وأصبحت لها مطلق الحرية بعد سن الثامنة عشرة – كما تنص على ذلك أكثرالقوانين الغربية والمستغربة – في أن تنفصل عن أسرتها ، وأن تعمل ما تشاء ، وتسكنأين تشاء ، وتعيش كيف تشاء ، وبعض نساء مجتمعنا المغرر بهن ــ عصمهن الله ــ دخلنفي نفس الدوامة وأصبحن ينادين بالحرية ورفع قوامة الرجال عنهن ( وعلى نفسها جنت براقش ) ، ولكن براقش لا تدرك أبعاد هذاالأمر الآن ومغبته وسوء عاقبته ، ويعميها عن الشعور بهذا الخطر ، وهم المطالبةبالمساواة والجري خلف الناعقين من المستغربين ، ولهذا فعلى (الرجل) أن يمارس قوامته كما أمر الله ، ومن يتردد عن ذلك أو يقصر فيه ( فسيندم حيث لاينفع الندم ) ، ومن صور تلك القوامة ، والمطلوبة بإلحاحٍ في زماننا المعاصر ، الغيرةوهي مظهر من مظاهر الرجولة الحقة وخلق حميد ، وخلة جميلة ، وصفة جليلة وهى سمةعباد الله الصالحين وجنده المفلحين ، الغيرة سياج منيع لحماية المجتمع من الترديفي مهاوي الرذيلة والفاحشة والتبرج والسفور والاختلاط المحرم ، الغيرة قوة روحيةتحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر ، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخهفي القلب ، نعم .. إن من أشرف الناس وأعلاهم قدراً وهمة ، أشدهم غيرة على أهلهومحارمه ، ومن حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة ، ومن حُرِم طهر الحياة فهو أحط من بهيمةالأنعام ، ورحم الله ابن القيم يوم قال " إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلتالمحبة بل ترحل الدين كله " الفوائد لابن القيم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر,والعاق, والديوث الذييقرُّفي أهله الخبث) رواهأحمد والنسائي وحسنه الألباني .
وأسوق هنا بعض المواقف ، التي أتساءل فيها وتتساءلون معي ،(الرجال !! أين هم ؟ ) .
أولاً: سفر المرأةبدون محرم ، واختلاطها بالرجال ، وخاصة ابتعاث الفتيات ، والذي من خلاله يدخلالنقص على أعظم وأجمل صفات المرأة وهو ( الحياء ) ، فبعضالفتيات يفقدن حياؤهن ويبدأ عندها مسلسل ( قلة الحياء ) من الاسترجال والوقاحة والصفاقة والجرأة ،والحديث مع الرجال والاختلاط بهم ومزاحمتهم ( وذلك بنسب متفاوتة تقلأو تكثر ) حسب التربية والمحافظة على الثوابت ، وبعض الفتيات خرجن ويخرجن ( على حل شعورهن ) بلا حسيب أو رقيب ! !ونتساءل جميعاً : (الرجال !! أين هم ؟ ) .
ثانياً : التعري الفاضح ، في الأعراس والمناسبات، والذي ( مع الأسف ) لا تخلُ منه مناسبة ، والكاسيات العاريات شابات وفتيات هنالأظهر بكل صفاقة ووقاحة، والجمال لا يعني العُري ، بل الجمال في الستر والاحتشام، و الكاسيات العاريات قد خرجن من بعض بيوتنا ومن بين أظهرنا ، فكيف خرجن؟،ونتساءل جميعاً : (الرجال !! أين هم ؟ ) .
ثالثاً : الاختلاط الممجوج والمستهتر واللامسؤل ،والذي يُسحب الرجل بل الرجال فيه على وجوههم ( ويدخل الواحد الحديقة أو المنتزه أوالشاطئ ، والفرشة على كتفه والدلة في يده ) والزوجة وبناتها وراءه أو أخواته ، وكلعائلة لا تبعد عن الأخرى مترين ( وفي أوقات الذروة متر ونصف ) ، لدرجة أن الأصواتمتداخلة ، ويحصل من الفتنة الشيء الكثير لأن المكان ، موطن فتنة ، والرجل مطالب أنينأى بنفسه وأهله عن مواطن الفتن ، ويمكن أن يتنزه الإنسان بأهله في أي مكان ،ويحقق لهم من المتعة وحرية الحركة والأريحية أضعاف ذلك ، وعندما نمر بإحدى هذهالمتنزهات ، وخاصة في الإجازات ، نتساءل جميعاً :(الرجال!! أين هم ؟ ) .
رابعا : لبس البراقع و فتنة إظهار العينينالكحيلتين عند شريحة من النساء ، وزادت الفتنة عند شريحة منهن ، بإضافة موضة : منهي أكبر رموش ؟ ومن هي أوسع عيون وأجملها ؟ ومن هي
أطول كحلة ؟ وأوسع فتحة ؟ وأجمل لثمة ؟ و أفضل عدسة ؟ ، وفتنةحقيقية لا تطاق ، و ( عفواً ثم عفواً ) وأبوها أو أخوها أو زوجها أو ولدها يمشي أويجلس بجوارها ، نتساءل جميعاً : (الرجال !! أين هم ؟ ).
موضوع منقول