تخطى إلى المحتوى

الظلم لا يدوم حياة زوجية 2024.

  • بواسطة
الظلم لا يدوم

خليجية

الظلم.. لا يدوم!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
مئات الآيات القرآنية وعشرات الأحاديث النبوية حذّرت من الظلم ونبذته وتوعدت الظالمين، وبينت ان النفس المظلومة منصورة من ربها عاجلا ام آجلا – سواء كانت نفسا واحدة او أنفسا عدة، فردا واحدا او شعوبا مظلومة مستضعفة – لان حقوقها قد سلبت، وحرمت من اقل القليل! ل.مَ ينتظر الظالمون ايام الغضب وثورة الشعوب؟ لماذا لا يبادرون قبل ان تزهق الارواح وتعذب الانفس وتخرب الديار وتنتهك حرمة الاموال العامة والخاصة؟ حيث ان التظاهرات يندس فيها الطيب والخبيث، والخير والشر، وقد يكونون من رجال السلطة والمرتزقة ليشوهوا الاهداف التصحيحية الحقة التي من اجلها قامت!
ولا يحسبن المترفون في دول الترف انهم بعيدون عن هذه الثورات التغييرية، قد تختلف الاهداف التصحيحية، فهناك ثورة ضد الفقر والتسلط المخابراتي القمعي اليومي، والحرمان حتى من الصلاة! واستئثار فئة السلطان ومنافقيه على حقوق الشعب ومقدراته. اما دول الترف فعلى رأس اهداف اهل التصحيح وقف تسلط الفئة التي تسرق المال العام، مما عرف به القاصي والداني، حتى بان على اثرها، غنى منافقيهم وحتى خدمهم وجماعاتهم، واصبح حديث المجتمع المتداول، وتنشد العدالة في التوزيع والحقوق وعدم الاحتكار العائلاتي! ثورة البوعزيزي ويوم الغضب وغيرهما تحذيرات وأجراس انذار يقرع في آذان الذين ما زال الوقت في مصلحتهم ويخدمهم، لان يقوموا بإصلاحات في بلدانهم، ويوقفوا العابثين ايا كان شكلهم ومركزهم ونفوذهم، ويجتثوهم قبل ان يُجْتثوا رغما عنهم! فهدير اصوات التصحيحيين قادمة شاءوا ام ابوا، ومن حيث لا يعلمون، وكيف يكون. وحذار ان يقول قائلهم او مصنفهم: ان هذا شعب شبع لا يفعل شيئا، وذاك شعب جائع رأى حقا ان يقوم بثورته لانه محروم!
مال الامة للأمة جميعها، والشعب لا يستجدي قوته المستحق من احد، فالناس سواسية في الحقوق والواجبات، والقانون على القوي كما على الضعيف، وليس على الضعيف دون القوي، ومال الامة يوزع عليها بالتساوي وتفرح به ولا يستأثر به واحد او فئة دون اخرى، هذا اذا ارادوا ان يبقوا طويلا على كراسيهم!
ثبت، ومن خلال ثورتي تونس ومصر، ان الذي كان يحمي القصور ومن فيها، واعطاها هالة من القوة والهيمنة، لا تستطيع اي قوة ان تزلزلها، في الحقيقة هو سلطة «كرتونية»، مجموعة صغيرة من المخابراتية المنتفعين من وراء خدمة السلطان، استطاعت مجموعات بسيطة تعد بالآلاف، وليس بالملايين، ان تزيحها في ساعات، وثبت ذلك لمليارات البشر في العالم بالصوت والصورة «سبحان الله القوي»!
المتظاهرون اصبحوا هم الذين يملكون الشارع ويحركونه، بل ويحرسون الاماكن الحساسة من النهب والتعدي! معقول! اذا فليتعظ من في جسده روح باقية، وقلب يتحرك، وعين ترى كيف يتساقط اصحابهم عن الكراسي!
والله المستعان.

يعطيك العافية
يعطيك العافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.