السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرف وأعجب حكاية هذه النخلة يا أحبابي الصغار! تعالوا نسمعها من بدايتها:
يروي لنا حكايتها هذه المرة ترجمان القرآن، الصحابي عبد الله بن عباس، فيقول: إن رجلاً كانت له نخلةٌ فرعُها في دار رجل فقير ذي (أي صاحب) عيالٍ، وكان صاحب النخلة إذا جاء وصعد النخلة ليأخذ منها التمر ربما سقطت التمرة (أي في بيت الرجل الفقير) فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ التمرة من فمهم، فإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فمه، فشكا الرجل (أي الفقير) ذلك إلى النبي r، وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة، فلقي النبي r صاحب النخلة وقال: "أتعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولكَ بها نخلة في الجنة".
فقال له الرجل: إن لي نخلاً كثيرًا، وما فيها نخلة أعجب إليَّ ثمرةً منها.
يقصد أنه يحب ثمار هذه النخلة أكثر من كل النخل الذي يملكه.
سمع أبو الدحداح t، وهو أحد أصحاب النبي r، وكان غنيًا يملك بستانًا كبيرا مليئًا بالنخل، بما حدث، فأراد أن يضمن لنفسه موضعًا في الجنة، فهو يعلم أن مجرد دخول الجنة فوز عظيم، وأن الدنيا كلها لا تساوي شيئًا أمام نعيم الجنة، فذهب إلى رسول الله r فقال: يا رسول الله، أتعطيني ما أعطيت الرجل، أي نخلة في الجنة إن أنا أخذتها وأعطيتها الفقير؟ قال النبي r: "نعم".
فذهب أبو الدحداح t إلى صاحب النخلة فساومه عليها (أي ناقشه في شرائها وثمنها) وقال أبو الدحداح للرجل: يعجبني ثمرها.
فقال صاحب النخلة: لا أبيعها إلاَّ أن أُعطَى بها ما لا أظنه يُعطى.
أي لا أبيعها إلا بثمن كبير لا أظن أحدًا يدفعه لي.
قال أبو الدحداح: فما تريد ثمنًا لها؟ فقال الرجل: أربعين نخلة.
قال أبو الدحداح: لقد جئت بعظيم! أتطلب في نخلتك المائلة أربعين نخلة؟!
ثم فكر أبو الدحداح قليلاً وتذكر وعْدَ النبي بنخلة في الجنة، فقال: أنا أشتريها منك بأربعين نخلة.
فقال الرجل له: أَشْهِد لي إن كنت صادقًا.
يعني هات شهودًا ليشهدوا أنك اشتريت نخلتي بأربعين نخلة.
فمرَّ ناسٌ في الطريق فدعاهم أبو الدحداح وأشهدهم أنه اشترى النخلة المائلة بأربعين نخلة من بستانه،
ثم ذهب أبو الدحداح إلى النبي r فقال: يا رسول الله، إن النخلة قد صارت في مِلْكي، وأنا أُقدِّمها لك مقابل وعْدك لي بنخلة في الجنة.
فرح النبي r بهذا التصرف النبيل من أبي الدحداح، ودعا له بخير، ثم ذهب رسول الله r إلى الرجل الفقير فقال له: "إن النخلة لك ولعيالك".
وكان ذلك سببًا في نزول قول الله تبارك وتعالى: (إن سعيكم لشتى)[الليل:4]. يعني هناك من يسير في طريق فعل الخيرات، وهناك من يختار الأنانية ويعيش لنفسه فقط، وهناك من يختار طريق الشر.
فأيُّ سعي سعيك يا بنيّ، وأي نية نيتك يا ولدي الحبيب؟
نخلة اجنة
ام 40 نخلة في الدنياااااااا
تحياتي