بلاغة القران الكريم : من معاجز القرآن الكريم هي بلاغته حيث فاقت بلاغة العرب آنذاك و ذلك في إستعماله للمفردات و منها إستعماله مفردة البحر و اليم فما الفرق بينهما ؟ !مع ان الكلمتين معناهما واحد ولكن استعملهما القران في مقامين مختلفين وذلك في قصة موسى عليه السلام, قال تعالى : (فأوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر) الشعراء63.وقال تعالى :(فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم) فلم ذالك؟ الجواب : ان كلمة اليم عبرية سريانية (يما) واكدية (يمو) فقد وردت كلمة اليم في القران الكريم ثماني مرات و كلها في قصة موسى و لم ترد في غير هذه القصة فقد استعمل الكلمة العبرانية فيها لان قوم موسى عبرانيون اما كلمة البحر استعملها في قصة موسى وغيرها و من الملاحظ انه لم يستعمل اليم الا في مقام العقوبة و الخوف فقال تعالى( فاذا خفت فالقه في اليم) و ايضاقال (فالقيه في اليم) وفي مقام العقوبة قال( فاغرقناهم في اليم) اما البحر استعمله عاما في بني اسرئيل وغيرهم و في النعم وغيرها قال تعالى (في ظلمات البر والبحر ) وقال ايضا( واذا مسكم الضر في البحر) و استعمل القران الكريم كلمة الثعبان و الحية: وفرق جمع من اللغويين بينهما فقالوا ان الثعبان هو الحية الضخمةالطويلة و قيل هو الذكر الاصغر الاشقر و هو اعظم الحيات اما الحية فتطلق على الصغير و الكبير و الذكر والانثى و ورد لفظ الثعبان في قصة موسى قال تعالى (فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ) اراد ان يرهب فرعون يدعوه الى الايمان اما لفظ الحية فورد في قصة موسى ايضا حيث قال (فالقاها فاذا هي حية تسعى) و كأنه ذكر الحية هنا لانه اراد ان يريه قدرته سبحانه وليس الغرض الاخافة , اذن القران الكريم استعمل كل لفظ بما ينسبه من المعنى و السياق و الله اعلم وهذا من بلاغة القرآن الكريم التي حيرت العرب و غيرهم على مر العصور .0
وجعله الله في ميزان حسناتك
بإنتظار جديدك