تخطى إلى المحتوى

تجاذب وتنافر الازواج -لحياة سعيدة 2024.

تجاذب وتنافر الازواج

خليجية

السلام عليكم و رحمة الله

الشريعة الإسلامية حينما أباحت الطلاق عند تعذر استمرار الرابطة الزوجية لم يكن ذلك منها استهانة بعقد الزواج ولاحطا من شأنه إنما جاءت بهذا التشريع الذى يتفق مع الحياة الواقعية التى تضطرب فيها أحوال الإنسان مقدرة كل الظروف والاحتمالات التى يمكن ان يقع فيها الأفراد والأسر ولم تنظر إلى عقد الزواج مع شدة تقديسها له على انه عقد ابدى لا يمكن فصامه وقاية للفرد والأسرة والمجتمع من كل ما يؤدى إلى الحرج والضرر. إذ قد يتنافرالزوجان بعد الألفة ويتنازعان بعد المحبة ويستحكم الشقاق والخلاف وينصب معين الود العائلى فتصبح الحياة جحيما لا يطاق ويصير أفراد الأسرة جميعا مهددين باسوا النتائج فى مختلف جوانب حياتهم المادية والمعنوية.
وقد ارتفع فى السنوات الأخيرة معدلات الطلاق على مستوى العالم والوطن العربى وشهدت مؤسسة الزواج انهيارا كبيرا بشكل يهدد كيان الأسرة ووحدتها فقد تضخم عدد الزيجات التى انتهت بالطلاق ووصلت إلى مستوى لم تشهده من قبل فى مجتمعاتنا العربية التى كان اكثرما يميزها هو تماسك الأسرة فيها وانضمام الأبناء تحت جناح الأب والام اللذان هما عصب كل حياة أسرية طبيعية.ولكن حين يصبح الطلاق شرا لابد منه وتستفيد كل الحلول ويصبح هو الملاذ الأخير والوحيد، حين يكون الإنسان قد استهلك كل ما لديه من قوة أعصاب وتحمل واستنفد كل الخيارات التى أمامه عندما يعلو الصراخ ويغيب النقاش، عندها يصبح الطلاق حلا ضروريا وحاسما وعندها فقط يصبح الطلاق نعمة مع انه زلزال يصيب الأسرة ويشتت كيانها إلا ان هذه الحالات التى نستعرضها تقول ان الطلاق كان افضل الحلول وانه وان كان نقمة فى حالات كثيرة ولكن فى بعض الأحيان تتحول هذه النعمة إلى نعمة لا تقدر بثمن وهذه هى حكاياتهم يروونها لنا :
رأى علماء الدين
الشريعة الإسلامية دين الله الذى لا يغمض عينه عن واقع الحياة لذلك جاءت أحكام الطلاق فى الإسلام من جملة التشريعات التى تواجه وتعالج مشاكل الزوجية بوجه عملى مفيد ولا يأذن به إلا بعد ان تسد جميع المسالك المؤدية إلى إزالة الجفاء .
يقول الدكتور عبد السلام محمد العالم أستاذ الفقه والسياسة الشرعية بكلية القانون جامعة الفاتح بليبيا ان الطلاق ضرورة اجتماعية ولكن التشريع الإسلامى وضع من التوجيهات والأحكام ما يكفل عدم إيقاع الطلاق إلا فى حالات الضرورة القصوى فالقى أمام الزوج حواجزا لمنعه من اقتحام هذا الطريق إلا مضطرا ومن هذه التوجيهات انه بغض المسلمين فى الطلاق وحثهم على اتقائه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ابغض الحلال عند الله الطلاق " ورغب الأزواج فى الصبر والتحمل والإبقاء على الحياة الزوجية رغم ما يكون فى الزوجات من الصفات التى يكرهونى ما دامت لا تمس الشرف أو الدين وفى ذلك يقول الله تعالى ( فان كرهتهموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) وبهذا يقرر الإسلام انه لا يصح الاتجاه إلى الطلاق لاسباب يمكن علاجها ولأمور يمكن ان تتغير فى المستقبل فلا ينبغى على الزوج ان يفكر فى الطلاق لمجرد تغير عاطفته نحو زوجته لان العواطف متغيرة متقلبة ولا يصح ان تبنى عليها أمور خطيرة تتعلق بكيان أسرة وإذا لم تثن هذه التوجيهات الزوج عن عزمه على الفرقة كان ذلك دليلا على قيام حالة خطيرة تهدد استقرار الأسرة وحينئذ فلا مناص من الطلاق تحقيقا للصالح العام " وان يتفرقا يغن الله كلا من سعته " وحكم الطلاق فى الصلاة انه جائز والأولى عدم ارتكابه والرسول الكريم يقول " ما احل الله شيئا ابغض إليه من الطلاق " وهو مباح عندما تكون هناك حاجة وضرورة وقرر جمهور الفقهاء ان الطلاق بغير سبب شرعى حرام او مكروه كراهة تحريم.
رأى علماء النفس

اسال الله الثبات و الاستقرار لكل الازواج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.