يقول: ذات يوم وأنا جالس على تل صغير وتحته بركة ويرتفع التل على مستوى البركة حوالي خمسة أمتار وعمق البركة حوالي من أربعة إلى خمسة أمتار وتتوسطهم شجرة ، كان أخي الذي هو اصغر مني بسنتين ، جالس مع أخت لي من الرضاعة سمعته يبكي بحرقة ، سألته ، قال ضربتني فلانة. قمت من مكاني منفعلا بأخذ الثأر منها وكان عمري حينها حوالي سبع سنوات. وأنا مسرع في منحدر زلت قدماي فوقعت في الشجرة ومنها إلى قاع البركة مع أنني تمسكت بجذع الشجرة ولكنه لم يتحمل ثقلي ولحسن حظي كان الماء قليل في البركة لا يتجاوز عمقه نصف متر. طلعت من درج البركة مسرعا إلى خارجها وإذا بجسمي كله دكمات فنسيت ما سبب أندفاعي إلى البركة ونجت البنت من الأخذ بالثار.
القصة رقم (3)
ذكريات الماضي وبراءة الطفولة
يقول: ذات يوم وأنا على باب كهف إلا وإذا بثعبان سقط من أعلا الكهف إلى أمامي يسمى (محرق الطرفين) لآنه محروق من اطرافه (خلقة) ويعتبر أثخن ثعبان ويستطيع أن يأكل اكبر دجاجة أو أرنب.
يقول: الرعب كان شديد ولكني تماسكت نفسي وتناولت حجر بوزن 4 كيلو أو أكثر بقصد أقضي عليه ولكنه سرعان ما وقف برأسه إلى الأعلى وهو يزحف ويصدر اصوات مبحوحة وهو ينظر علي ففهمت منه أنه إذا القيت عليه الحجر سيهاجمني. تركت الحجر ورحت في سبيلي وكنت حينها ابن السابعة أو اقل بقليل ….
بعدها بأيام ووالدتي تركض ورأي بالحجارة ، رميت نفسي إلى جرف وإذا بالثعبان نفسه ، يزحف بأمان الله فركلته برجلي وإذا به ينقز ويصدر اصوات ببحة قوية ولكن صوتي كان أعلا من ذلك بكثير.
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
القصة رقم (4)
يقول: ذات يوم وأنا في سن السابعة أو اقل كنت العب مع صديق لي في إحدى الحقول الزراعية وكان هناك كوم من سماد البقر محروق ويظهر من الخارج انه رماد ولكنه من الداخل نار تلتهب. قمت أتحدى صديقي أن نوقف على أقدامنا على هذا الكم وطلب مني أن أبداء أنا الأول. وضعت قدمي وإذا أنا ابرم حول الكم من شدة الحريق وبعد أن هدأت شوي حاولت أن أقنعه بأن يضع قدماه كما وضعت قدمي وأن السماد بارد ولكنني امزح بينما قدمي مسلوخ من أثر الحريق. جلست أحاول معه من بعد صلاة العصر حتى المغرب والدموع تملأ خدي وأحاول أن اخفي البكاء كي يطاوعني ولكنه آباء.
هذا الصديق دخل مكة وهو في سن ما قبل العشرينات وأختفي تماما ولم يعرف عنه أحد أين هو حتى الآن. بعد ما ضاع بعشر سنوات دخل والده العجوز بين ا لثمانينات من العمر، يسأل عنه وكان يسأل أي واحد أمامه من البشر بغض النظر عن الجنسية (هل شفت ولدي فلان ) ويبكي.
ضل شهرين يبحث عنه في كل شارع ولم يجده وبعد ذلك رجع إلى مسقط رأسه وبعدها بعشر سنوات ، يزيد أو يكثر قليل، وافته المنية.
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
القصة رقم (5)
ذكريات الماضي وبراءة الطفولة
يقول: ذات يوم وأنا في سن السابعة كنت مع عدد كبير من الأطفال واكبرهم 10 سنوات نتعلم السباحة. طلبت من أكبرهم سنا (10 سنوات) أن يعلمني السباحة بدون وسائل المساعدة. البركة مليانة ماء وعمقها حوالي 3 – 4 متر وعرضها حوالي 4 متر بغض النظر عن الطول. طلب مني اخوي أن اسبح وهو يتناولنا من الجهة المقابلة ولكنني رفضت رفضا قاطعا إلا أن نسبح جنبا إلا جنب بقصد أن لو غرقت يمسك بي.
فعلا وافق على طلبي ولكنه واصل السباحة إلى الطرف الأخر بينما أنا غرقت حتى وصلت قاع البركة. قام مع الشلة كلها يبكون وهرعوا باتجاه القرية يطلبون النجدة ولكن البركة رأس جبل يرتفع عن القرية بحوالي 1500 متر فمن المستحيل إنقاذي والاطفال عاجزين أن يفعلوا شي. ارتفع الصراخ من الاهل وسكان القرية والركض باتجاه الجبل كبيرهم وصغيرهم والكل يبكي .
يقول: عندما غرقت نزلت بشكل عامودي حتى وصلت قاع البركة وأنا ماسك عقلي تمام التمام وحاولت أن لا أتنفس كي لا اشرب ماء. قلت في نفسي أن علي أن انقذ نفسي وعرفت الاتجاه الأقرب إلى جدار البركة ومن ثم طلعت بواسطة مسكات في الجدار لآن جدران البركة منحوته نحت يسهل التصلق من خلالها. بعد أن خرجت منها سليم نظرت يمين شمال لم أجد احد من الأولاد فشعرت بالخوف والرعب فرحت اركض باتجاه حافة الجبل إلا وإذا بالصراخ بأصوات عالية. وقفت ورائهم أتفرج وأنا عريان وكلهم عراة أي على الزلط . لم ينتبهوا لي من كثر الربكة ولا يخطر ببالهم أني بخرج من هذا العمق. بكل هدوء سألتهم (ويش فيه ؟).
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
القصة (6)
يقول: حينما كنت في الثالثة من العمر تقريبا، كان لي أخ وأخت يجيبون الماء من البئر يوميا كل صباح في أوعية من الفخار (جرة). وذات يوم حلمت أن أخي كسر جرته ، وهي لا تزيد عن 6 لتر، في طلعة تحت البيت عليها حجر مغروسة في صخرة على الطريق. استيقظت من منامي وخرجت السطح أناظر أخي وهو يمشي باتجاه الحجر والحلم يدور في مخي ولكني لا استطيع اشرحه لأهلي لصغر سني آنذاك. أخي وصل فعلا إلى مكان الحجر وسقطت منه الجرة في نفس المكان وكما حلمت بالضبط
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
القصة (7)
يقول: ذات يوم وأنا في مكة أعمل في دكان مع أخي الأكبر وكان عمري حول السبعة عشر سنة وكنت اقضي معظم الوقت في قراءة القرءان لاكني كنت اكسر في القراءة كثير. صاحبة العمارة التي مستأجر أخي الدكان منها أرملة وقد توفت، نسأل الله أن يرحمها ويجمعنا بها في الجنة وأطلب منكم أن تدعوا لها بالرحمة لأنها تستحق الدعاء حيث كانت مثل الأم الحنون، رحمة الله عليها كانت عجوز كبيرة في العمر تذهب كل صباح السوق تجيب مقاضيها وعند عودتها من السوق تجلس إلا جانبي ومن ثم تستمع لي وتصحح لي قراءتي .
في يوما ما، طلبت مني أن اطلع لها السلم من الدور الأرضي إلى السطح وهي تضل تنتبه للدكان. كما طلبت مني طلعت السلم وعندها بنت عمرها حول عمري بين الخامسة عشر والسادسة عشر وجدتها نائمة في صالة محاذية للدرج وبدون باب. البنت لابسة قميص أو شي قصير ولكنها لم تلبس ملابس داخلية وعورتها طالعة بكل وضوح وكل رجل تبعد عن الثانية كثير.
وقفت أتفرج عليها حوالي 4 ثواني تقريبا وهممت أن أهجم عليها ولكني افتكرت ثقة أمها بي وطيبتها فمسكت نفسي بقوة كمن يمسك جمرة ، لآني كنت في سن خطير جدا لحب الجنس مع أني حتى وقوع تلك الحدث لم أمارسه أبدا.
ألام فعلا على نيتها لا تدري عن حال بنتها لأنها تسكن في الدور الثاني والبنت في الدور الثالث لوحدها.
بعد هذا الحدث بأيام طلبت مني الآم أن أكون لها أبن (أي تزوجنا البنت) ولكني لم استطيع أرد عليها من كثر الخجل مع أن عندها ولد يدرس في الجامعة ومزوج وأخلاقه عالية جدا وفي قمة الأدب وقد توفى وهو في سن الشباب ولكن بعد أن توفت أمه بفترة طويلة، رحمة الله عليه. انتهت.
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
القصة رقم (8)
يقول : كنت في سن السادسة عشر والسابعة عشر وكان أولاد الحارة يتكلمون علي بالانجليزي ويتفاخرون بذلك لآني لا أفهم ما يقولون وحولي جيران معظمهم من الجالية الفلبينية والاندنوسية وكنت أتكلم لغتهم بطلاقة وكان إحدى بناتهم وعمرها حوالي 8 سنوات تسير على الدكان مرتين إلى أربع مرات يوميا فلاحظتها أنها تعرف تقرءا إنجليزي فطلبت منها أن تكتب أسمي وأسم أبوي وصرت ابحث على الأحرف في علب الساردين والتونة وكل المعلبات حتى تأكدت أنها فعلا صادقة. اليوم الثاني طلبت منها أن تكتب أسماء إخواني وأخواتي وصرت أيضا ابحث على كل حرف في المعلبات. اليوم التي تليه طلبت منها أن تكتب أسماء الجيران والقريب والبعيد بهدف أكمل كل أحرف الهجاء وفعلا فعلت.
هنا بدأت فكر كيف أتعلم اللغة الانجليزية. رحت المكتبة وسألته عن كتب أتعلم منها الانجليزي، جاب لي كتاب يسمى، (تعلم الانجليزي في خلال 5 أيام). ما صدقت نفسي أن أحصل على مثل هذا الكتاب. صرت اقرءا ليل نهار وبتكتم شديد لا أحد يعرف من أصدقائي أو إخواني. فهمت كثير من القواعد والكلمات والتصريفات وشفت نفسي أني قد وصلت إلا ما وصلوا الطلبة الذي كانوا يضحكون علي. يوم من الأيام ونحن مجموعة جالسين باب الدكان ومنهم صاحب العمارة التي فيها الدكان وهو جامعي ومر إفريقي يسأل عن مكان وحاول الجميع أن يفهموا منه ولكن لا فائدة ولو أنهم فهموا الشيئ القليل من الكلمات التي لا تقضي حاجته. كنت حينها مستحي أن أتكلم لان لا احد يعرف أني تعلمت الكثير من الكتب ، حتى أخي ما يعرف. شرحت له المكان وشكرنا على ذلك ومن حولي انذهلوا مما سمعوه مني وأنا أمي لا أعرف إلا القليل من القراءة والكتابة بالعربي بفضل جهدي الشخصي. بعد ذلك كانوا الذين يضحكون علي صاروا يسألونني على كل كلمة تصعب عليهم.
اسفة على الإطالة …