يحكى أن الحُب ولد في قصر وحيداً بلا اشقاء
لم يشعر بالسعادة رغم أنه كان ثرياً و جميلاً جداً
كان يتجول كثيراً في حديقة قصره
ويرى انواع مختلفة من الازهار والاطيار
حين يرونه يبتسمون ويفرحون
كان يشعر با الملل ولاحظ أن ازهار حديقته شعرت بالملل كما يشعر
قرر الحُب أن يرحل قد يجد صديقاً يؤنسه ويشعره بمذاق أخر للحياة
ما أن رحل الحُب عن قصره الا وحلت الكآبة ارجاء القصر
اصبح مظلماً مخيفا يجلب الحزن والبؤس
ذبلت الازهار رحلت تلك الاطيار
جفت اوراق الاشجار
والحُب في رحلته لا يعلم ماحل بوطنه بعد رحيله
قطع الأمصار و تجول في كثير من الأقطار
رأى الوان شتى من الأحزان والأكدار
ولاحظ شيئاً لم يعرفه وحالاً لم يألفه
أنه ما أن ينزل ضيفاً في اي مكان الا وتعم الافراح
وتزهر الحدائق وتثمر الاشجار
يتعانق الاصحاب و تتصافى النفوس
والكل يرجوه أن يقيم لديهم ولا يرحل مطلقاً عنهم
لكنه يعتذر فلديه هدف ويجب أن يكمل رحلته
ليعود بعدها إلى وطنه
فقد اشتاق له كثيراً وافتقد قصره وازهاره وتغريد طيور حديقته
انتهت رحلة الحُب بعد أن نشر السعادة حوله
كان سعيدا جداً بما أنجزه
وكان مقتنعاً أن خروجه كان امراً ضرورياً
لكن ما يحيره كثيراً لماذا حين يحل ترحل جميع الأحزان
اقترب من وطنه وتعجب مما يراه
السماء مظلمة والأرض أجدبت
والاشجار جفت
ولا يرى طيرا او زهرا
رأى البؤس يجلس على كرسيه الهزاز أمام باب القصر
يبتسم إبتسامة المتشفي
نظر بمكر إلى الحُب القادم من بعيد
وسأله ماذا فعلت في رحلتك ؟
أجاب الحُب نشرت السعادة وادخلت السرور على القلوب
كان الجميع يطلبون مني البقاء
ابتسم البؤس وقال : لكن وطنك عمه الخراب واستطعت أن احتله واحكم سلطتي عليه
والآن مهما حاولت فلن يعود كما كان
وإن عاد فلن يسامحك شعبك فقد رحلتَ عنهم لأُدمرهم وأنت لم تترك لهم ما يعينهم على مقاومتي
نظر الحُب حوله ثم وقف أمام البؤس قائلا : اخطأت فلازلتُ قوياً وسأهزمك لأني أملك القلوب وسيعود لي شعبي فقلوبهم يملؤها حبي
لم يطل انتظار الحُب لشعبه المُحب
فسرعان ماعادت الشمس مشرقة واسرعت الطيور مغردة وتفتحت الازهار
واخضرت الاشجار
لينسحب البؤس يجر أذيال الهزيمة
ويعود الحُب للتربع على عرش مملكته
يرسل سفرائه في كل البلدان
يعلمون الجميع كيف يعيشون بحُب ويحيون متحابين
——-
بقلمي / نظرة حياء