قال تعالى
((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً))
الإسراء 23-24
ابنتي العزيزة
عندما يحل اليوم الذي ستريني فيه عجوزاً
أرجو أن تتحلى بالصبر وتحاولى فهمي
إذا إتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام
إذا لم أستطيع أن أرتدي ملابسي بمفردي
تذكرى الساعات التي قضيتُها لأعلمك تلك الأشياء
إذا تحدثت إليك.. وكررت نفس الكلمات ونفس الحديث آلاف المرات
لا تضجرى مني.. ولا تقاطعيني
وأنصتى إليّ
عندما كنتَى صغيرة يا بنيتى, قرأتُ لك نفس القصة والحدوتة
إلى أن تنامى
عندما لا أريد أن أستحم
لا تعايريني ولا تتسلطى عليّ
تذكر ى عندما كنتُ أطاردك وأعطيك الآف الأعذار.. لأدعوك للإستحمام
عندما تريني لا أستطيع أن أجاري وأتعلم التكنولوجيا الحديثة
فقط..
أعطني الوقت الكافي
ولا تنظرى إليّ بابتسامة ماكرة وساخرة
تذكر ى أنني التى علمتك كيف تفعلى أشياء كثيرة
كيف تأكلى.. كيف ترتدي ملابسك
كيف تستحمى.. كيف تواجهى الحياة
عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبّط في حديثي
أعطني الوقت الكافي لأتذكر
وإذا لم أستطيع
لا تفقدى أعصابك
حتي ولو كان حديثي غير مهم
فيجب أن تنصتى إليّ
إذا لم أرغب بالطعام
لا ترغميني عليه
عندما أجوع سوف آكله
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة
أعطني يدك
بنفس الحب و الطريقة التي فعلتَها معك
لتخطى خطوتك الأولى
عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه
إنني مشتاق للقاء الله
فلا تحزنى ولا تبكي
حاولى أن تتفهمى
أن عمري الآن قد قارب على الإنتهاء
في يوم من الأيام
سوف تكتشفى أنه بالرغم من أخطائي
فإنني كنت دائماً أريد أفضل الأشياء لك
وقد حاولت أن أمهّد لك جميع الطرق
ساعديني على السير
ساعديني على تجاوز طريقي بالحب والصبر
مثلما فعلتُ معك دائماً
ساعديني يابنيتيّ على الوصول إلى النهاية بسلام
أتمنى ألاّ تشعرى بالحزن
ولا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتي
فيجب أن تكونى بجانبي وبقربي
وتحاولى أن تحتويني
مثلما فعلتُ معك عندما بدأتَ الحياة
أحبك يا بنيتيّ العزيزة
– والدتك –
قيل لسعادة اين تسكنين قالت في قلوب الراضين
قالوا وبما تتغذين قالت بقوة إيمانهم**
قالوا وبما تدومين قالت بحسن ظنهم بالله
ويكون ذات احساس مرهف وحساس اذا سمع كلمه سؤء توجه اليهم فرفقا بوالديكم ياايها الابناء