سهرة الجمعة الصيفية .معا قصص 2024.

بقينا معا …وسنرحل معا

في ليلية ربيعية ..سطع البدر بين ظلمات اليلل.. لتهمس الافراح في قلوب هذه العائلة
انه يوم ميلاد آية…انتظرها بلهفة وشوق طيلة السبع سنوات..انه سعيد …وحيد هذه العائلة .
فرحته تكاد لا تسعها الارض…ينظر اليها ودموع الفرح تنهمر من عينيه .

كبرت امام عينيه وهو لا يصدق بانها بدأت تمشي وتركض…وها هي على عتبات الحياة
تخطو خطوة بعد اخرى…وهو ينظر اليها ولا يصدق.

ومضت الايام …

وفي يوم من الايام جهزت العائة متاعها من اجل اسعاد ولديهما …وها هي الاجازة على
مشارف الطريق..اياما معدودة وتجتمع العائلة معا لتقضي ايام انتظروها طويلة ..

وكل منهم يشدوه الفرح ويجهز ما يلزمه من معدات خاصة به….ليقضي امتع الايام ويقتنص الوقت..ليكوّن لحظات مرسومة في الاذهان…

وكان على الوالدين ان يقضيا بعض الاحتياجات والمشاوير قبل السفر
وانطلق ..وهم يرددون عبارات لسعيد بضرورة الاهتمام باخته..فهو على قدر من المسؤولية…وها هو قد تجاوز الثانية عشر من العمر….
هو سعيد ..وتغمره السعادة لاهتمامة باخته…

وشارف الليل على الاقتراب وهو لا زال ينتظر عودة والديه اللذين خرجا…اصبح في حيرة
وفي قلق…بدأت مخاوفه تزداد كلما غطى السواد جزء من السماء

وفي لحظة تهلل قلبه فرحا عندما سمع الجرس ..انهم والداي ..هاا هما قد عادا…
فتح الباب..واذا به يرى ..احدى قريباته والدموع تنسكب من عينيها …
اخبرها ان امه وابيه ليسا هنا..فقالت اعلم يا حبيبي بذلك…
هيا فلنجهز ثياب لك ولاختك لتاتي معنا..فقال لن اغادر دون عودة امي وابي…
واستمر النقاش والجدال وهو لا يستوعب انهما رحلا دون عودة وشاءت الاقدار ان
يتفرقا…
واستمر الامر كذلك لساعات وساعات الى ان استوعب انه لن يراهما بعد الان

ودون ادراك منه ركض الى اية ..وضمها الى صدره وقال انا امك وابيك من الان
انا سندك وظهرك … ولن تكوني يتمة طيلة وجودي في هذه الحياة

وانتقلا الى حيث مكان الاقامة الجديد…
يصحو صباحا…وفي مخيلته امه وطابورها الصباحي كان يقوم مقام الام في كل شيء
هي تحب الشوكولا كل يوم تمد يدها تحت المخدة لتلتقط حبة الشوكولا التي احضرها لها في
الليل..تاكلها قبل النهوض من الفراش

هي بحاجة الى كل شيء يخبئ ما يعطى له من مصروف قليل ليشتري لها ثيابا وما تحتاجه
كبنات الحي

وكبرا معا…وهو يشعر ان قلبه يكبر بحب اخته ..وخوفه عليها…وشارف العمر
على الثامن عشر وحان وقت التعليم لكنه رفض وبشدة واراد العمل من اجل اخته

وبدات الحياة تمشي الا ان استقرا في بيت واحد يخصهما..هو يخرج للعمل وهي تخرج للجامعة…وتخرجت وجاءها النصيب فابت وبشدة ان تفترق عن اخيها..وهو لا زال
يحميها ويهتم بها كانها ابنة له وليست اخته
وتوالى العمر وكبرا وشابا وهما بجوار بعضهما البعض يابى كل منهم ان يفارق الاخر

ودعاءها رب اجعل يومي قبل يومه فهو قرة عيني ولا اقوى على العيش بدونة

وكان اليوم الموعود عندما شعر بتعب السنين وانحنى ظهره من قسوة الايام
اظن ان النهاية قد اقتربت يا اية..فما عاد العمر يسحمل ثقل الزمان اكثر من ذلك
ارجو ان تعتني بنفسك ووكلي امرك لما تبقى لك من الحياة
اياما وهو يصارع ويصارع الى ان كانت النهاية
ورحل ورحل معه شريط العمر بالنسبة لاية
حزنت وبكت ومرضت وكانت وحيدة بين الجدران تبكي على رحيل اخيها
شاكية حزنها لله …
واتعبها الحزن …وغابت …دون ان يعلم احد سببا لغيابها..وطالت المدة لايام
حتى تقرر النظر اليها ولاحوالها
فاجتمعوا اهل الحي وفتحوا الباب وما اصعب ما رأوا
ووجدوها جثة هامدة تحتضن صورة اخيها

وتاركة عبارة على ورقة مكتوبة

بقينا معا…وسنرحل معا