هل تصورت يومًا أن تعثر على كنز ؟!!
وماذا تفعل لو كان الكنز كنوزا؟!!
لو طلب منك شخص بعض العمل للحصول على الكنز، فهل تتباطأ؟
إن كنوز الدنيا لا تبقى إلا إذا استثمرت، ولا يستطيع كل الناس أن يكون عندهم كنوز، ولكن كنوز الآخرة مفتوحة للجميع، فهيا بنا إلى تحصيل كنوز الآخرة؛ كنوز الحسنات.
كنز القرآن
كنز اليوم هو كنز الكنوز، لا يعادله كنز مهما كان، إنه كنز القرآن، كلام الله تعالى، وكفى بالمسلم شرفًا أن ينال من كنز الله، وينهل من معينه، فإن أراد المسلم أن ينهل من كنوز الحسنات فخير ما تقرب به إلى ربه تلاوة كلامه، والعمل به، وتحكيمه منهاجًا ودستورًا للحياة .
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه البخاري في تاريخه والترمذي والحاكم. فإن كانت قراءة حرف واحد بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، فانظر إلى قارئ القرآن كم يأخذ من الحسنات، وانظر إلى من يهجر القرآن كم ضاع عليه من حسنات.
فهيا إلى كتاب ربنا ولينظر كل منا كم يريد لنفسه من الحسنات.
كنز الاستغفار للمؤمنين:
يستحضرني قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وكثير من الناس يرى أن الحب للغير يكون بحب النفع لهم، ويضربون على ذلك مثالا أن تحب لأخيك الغني كما تحب لنفسك، وإن أحببت أن تكون صحيحا أن تحب لهم الصحة والعافية، وفي حسبي أن اقتصار الحب للغير على أمور الدنيا مفهوم قاصر، فالمسلم يحب لأخيه ما يحبه في الدنيا من الصلاح،والفوز والعافية في الآخرة،فإن كان يحب الجنة فيحب لأخيه الجنة، وإن كان يحب الدرجات العلا، فهو يحب لهم الدرجات العلا، ومن علامات حب المؤمن لأخيه المؤمن أن يستغفر له، وله بكل استغفار حسنة، فإن قال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فله بكل مسلم حسنة، وهذا من روابط الإيمان الحق بين المسلمين.
فعن عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/210 بإسناد جيد
فإذا كان لك بكل دعوة لمؤمن أو مؤمنة حسنة فكم عدد الحسنات التي ستأخذها إن دعوت للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات؟
كنز التراويح
كلنا نصلي التراويح، ولكن هل التفتنا إلى معنى التراويح؟؟
التراويح مشتقة من التنزه وطلب الراحة للنفس، ومن هنا،فإن صلاة التراويح راحة للبدن، ونزهة للقلب، واستعلاء بالنفس، ومن لم يذق طعم الراحة في التراويح،فليست بتراويح، ومن هذا المعنى جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم:أرحنا بها يا بلال (أي بالصلاة).ومن هنا نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في كنز من كنوزه:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه (رواه البخاري ومسلم).
فهل نطمع في رحمة الله تعالى ومغفرته، فلنسلك السبيل إلى كنز القيام، ونتعود القيام بين يدي الله تعالى، فهي لذة لا مثيل لها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل طول العام كله.
ومن ثمرات كنز القيام نيل درجة الصديقين والشهداء عند الله، فعن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء"
.
كنز نخيل الجنة :
ربما جلس الواحد منا في قرية سياحية، فرأى جمالها وسحرها من مظاهر الطبيعة الخلابة، حيث الماء وعذوبته، والخضرة وجمالها، والنخيل وروعته، وحين يجلس الإنسان فيها يرى متعة ليس بعدها متعة، ويتمنى أن تطول هذه المتعة، وأن يبقى في هذا النعيم، ولكن سرعان ما يزول كل ذلك..
ولكن هل فكرنا أن نزرع نخيلا في الجنة، حيث يبقى النعيم دائما خالدا لا يزول ولا يتحول ولا يتبدل ولا يتغير.
الأمر سهل ويسير، لا تتعجب، يمكن لك أن تمكث في أي مكان، وأن تقول كلمات لن تأخذ منك دقائق معدودة، فتقول:سبحان الله العظيم وبحمده، فلك بكل قول تقوله نخلة في الجنة، فقد روى ذلك الترمذي بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إن المساحة التي تستطيع أن تنالها من الجنة بزرع النخيل غير محددة، فازرع أفدنة كيف شئت،فهذا بجهدك.
فهيا ازرع نخلا في الجنة، بينك وبين ربك سبحانه وتعالى.
كنز الفجر إلى الضحى
كثير تلك الأمور التي يتحصل منها المسلم على حسنات كثيرة في ديننا، فبأعمال قليلة، وكلمات معدودة، يكتب الله تعالى للعبد حسنات كثيرة، وأعمالا عظيمة.
مثلا لو صلى الإنسان الفجر ثم مكث حتى الضحى يذكر الله تعالى،كم يكون له من الأجر؟؟
لا شك أنه أجر عظيم، فجلوس المسلم عددا من الساعات ذاكرا الله تعالى، يجعل له نصيبا كبيرا من الحسنات.
ولكن من رحمة الله تعالى أن المسلم لو قال كلمات قليلة، فهي توازن عبادة ما بين الفجر والضحى، تلك الكلمات هي: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. على أن يقول ذلك ثلاث مرات.
عن جويرية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت هذا اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته". فإن أردت أن تنال ثواب عبادة ما بين الفجر والضحى، فلا تنس أن تقرأ هذه الكلمات الطيبة ثلاث مرات، وكلما كررتها نلت الثواب أضعافا مضاعفة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
كنز الاستغفار
هل أذنبت يوما؟
أراك تقول لي:يوما؟؟! بل أياما، بل إن شئت فقل كل يوم.
ولكن هل استغفرت من كل ذنب؟؟
أظن أنك ستقول: أحيانا.
ولكل هل تعلم أن من صفات الصالحين أن يحدث لكل ذنب توبة واستغفارا، ورجعة إلى الله تعالى.
وتعالَ بنا إلى حديقة الاستغفار لنرى جمالها، ونقطف من أزهارها، ونشم من رياحينها، وننتفع من ثمارها.
فمن أهم ثمار الاستغفار:
1- غفران الذنوب، قال الله تعالى "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" آية 135: آل عمران.
وعن أسماء بنت الحكم الفزاري قالت سمعت عليا يقول إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون). أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن حبان.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي.
وما أحسن الاستغفار وقت السحر، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له" رواه مسلم.
2- تفريج الهموم والكروب، فقد روى النسائي وأبو داود وابن ماجه والبيهقى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" قال الحاكم: صحيح الإسناد. قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" آية 11 نوح. وقال تعالى "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" آية 133 آل عمران.
4-النجاة من هلاك الذنوب، يقول على كرم الله وجهه: العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل وما هي: قال: الاستغفار. كثرة الحسنات في صحيفة المؤمن، جاء في هذا المعنى حديث الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار" رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
5-الرزق الوفير من المال والولد وغيرهما،،قال تعالى:"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا.يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا".
6-إضعاف الشيطان، فقد جاء في الحديث:عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهم فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون. 7-
الاستغفار جلاء القلوب وصفاؤها، فقد جاء في الحديث: إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاءها الاستغفار
8- الاستغفار مما يحب الله تعالى، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار فافعلوا، فإنه ليس شيء أنجح عند الله ولا أحب إليه منه". 9-الاستغفار أمان للأمة من الهلاك، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار فافعلوا، فإنه ليس شيء أنجح عند الله ولا أحب إليه منه".
وفي الحديث: وأكثروا من قول لا إله إلا الله والاستغفار فإنهما أمان في الدنيا من الذل وفي الآخرة جنة من النار.
والمسلم دائم الاستغفار لله تعالى في كل حال، قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم، وفي أسواقكم ومجالسكم وأينما كنتم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة. وبعد كل هذا، فإن أردت غفرانا للذنوب، وتفريجا للكروب، ونجاة من هلاك الذنوب، وإضعافا للشيطان، وجلاء لصدأ القلوب، ومحبة الله، وأمانا من العذاب، فسارع بالاستغفار، واجعل لك وردا منه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة".
حسنات في رمضان:
1- أنت و الصلاة: الحرص على الفريضة في وقتها في جماعة – يفضل في المسجد – يساوي 100,000مائة ألف حسنة في اليوم الواحد أو 3,000,000 ثلاثة ملايين حسنة طوال شهر رمضان !!!!
النوافل : الحرص علي 12 ركعة في اليوم : 2 قبل الفجر , 6 حول الظهر , 2 بعد المغرب و 2 بعد العشاء يبنى لك بها قصر في الجنة في غير رمضان بنص حديث الرسول – صلي الله عليه و سلم – فما بالك بالحرص عليها في رمضان.
2- أنت و القرآن: كل حرف بحسنة و الحسنة بعشرة أمثالها و في رمضان بسبعين ضعفًا، إذن قراءة الجزء الواحد == 4 مليون حسنة تقريبًا، فكيف لعاقل ألا يقرأ جزءًا على الأقل يوميًا لتحقيق هذا الثواب غير العادي؟؟ و لم لا نجتهد و نقرأ جزأين يوميًا ( بعد الفجر و قبل النوم مثلا ) لنختم مرتين؟؟
3- أنت و الصدقة: بسبعين ضعفًا في رمضان و هي تطفئ غضب الله على العبد، خصص مبلغًا معينًا تتصدق به كل يوم، و سترى لهذا أثرًا رائعًا في حياتك.
4- أنت و التراويح: الحرص عليها أفضل من تضييع وقت رمضان الثمين المليء بنفحات الله في التمثيليات و الفوازير و غيرها من مضيعات الوقت، و حاول إن استطعت أن تصلي في مسجد يقرأ بجزء يوميًا لتضاعف من ثواب القرآن اليومي.
5- أنت و صلة الأرحام: و ابدأ بمن بينك و بينه خلافات و كن أفضل منه فلن يقبل الله صيامًا من مسلمَيْنِ بينهما مشاحنات أو عداوة.
6- أنت و الدعوة للخير: ادعُ الناس لكل هذا الخير الذي عرفته و شجع القريبين منك على الحرص على الطاعات.
7- الصحبة الصالحة: صاحب في رمضان صديقك الحريص على طاعة الله لتعينوا بعضكم البعض على الخير و ابتعد عن رفاق السوء. انظر إلى أمر المولى بالصبر على رفاق الخير أي مقاومة هوى النفس في الانصياع إلى أهوائها أو مصاحبة غيرهم من محبي الدنيا في سورة الكهف "و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تَعْدُ عيناكَ عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فُرُطا"
8- الدعاء: كان الصحابة يحرصون في رمضان على دعوات محددة يركزون عليها في الصلاة و كل المناسبات طوال الشهر و يقولون: فوالله ما يأتي رمضان الذي يليه إلا و قد استجيبت كلها، و لا تنس مهما تعددت دعواتك أن تدعو الله أن ينصر الإسلام و المسلمين في الأرض كلها و أن يعيد للمسلمين المسجد الأقصى و فلسطين و ما ذلك على الله بكثير .
فيا من ترجو رحمة الله ومغفرته و ترجو أن يعتق رقبتك من النار في رمضان القادم هذا، احرص أشد الحرص علي تلك الأشياء النافعة في رمضان و جاهد نفسك على ألا تفتر عزيمتك بعد بضعة أيام ثم لا تصحو من تلك الغفلة إلا و رمضان يوشك أن ينتهي – كما يحدث لمعظمنا كل عام – فيضيع عليك ما لا يحصى من الثواب و الحسنات و المغفرة من الله و كلنا في أشد الحاجة لهذا ليفرج الله كرباتنا و همومنا في الدنيا و ينقذنا من عذاب النار في الآخرة و يدخل الجنة من يشاء الجنة برحمته فلا تضيع وقتك يا أخي فيما لا يفيد و احرص على ما ينفعك .
إسلام أون لاين
ان اعجبكن الموضوع ارجو ان لا تنسوني من صالح دعائكم
اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا في شعبان
وأن يوفقنا الله للعمل الصالح الذي يرضاه عنّا
كل الود والتقدير غاليتي وننتظر جديدك بكل شوق
جزاكِ الله خيرا على الذكرى الحسنة جعلها الله في موازيين حسناتك ونفع بها قارئها
وأن يوفقنا الله للعمل الصالح الذي يرضاه عنّا كل الود والتقدير غاليتي وننتظر جديدك بكل شوق |
وفيك بارك الله عزيزتي اسعدني مرورك