سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي
لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ
خَذُولاً}
إن الإسلام حذرنا من سوء اختيار الصحبه
و بالذات رفقاء السوء، الذين يجاهرون بالمعاصي ويباشرون الفواحش دون أي وازع
ديني و لا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء، وما في مجالستهم من الوباء، وحث
المسلم على اختيارى الصحبه الصالحة و الارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك،
وإذا ذكرت أعانوك
ان الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقاً صالحاً: الوفاء- الأمانة-
الصدق- البذل- الثناء- والبعد عن ضد ذلك من الصفات. والصداقة إذا لم تكن على
الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، كما توضح الأيات والأحاديث. { الأَخِلاَّءُ
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)
فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها، إنما هو يداول بين هذه وتلك أو يجمع بينهما لشدة ما
يعانيه من الندم اللاذع المتمثل في عضه على اليدين وهي حركة معهودة يرمز لها إلى
حالة نفسية فيجسمها تجسيمًا {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} فسلكت طريقه
ولم أفارقه ولم أضل عنه.
فتأملي يحفظك الله كيف كان هذا الصديق والخليل سببا لدخول هذا البائس عذاب الله،
وبعده عن رحمته.
وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وأنشد:
وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا
وصاحب شرار الناس يوما فتندما
يقول ابن القيم رحمه الله :
الأصدقاء ثلاثة: أحدهم كالغذاء لا بد منه،والثاني كالدواء يحتاج إليه في وقت دون
وقت، والثالث كالداء لا يحتاج إليه قط.)
القائل: ‘الصاحب ساحب’.
وقال أحد السلف: الأخ الصالح خير لك من نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء والأخ
الصالح لا يأمر إلا بخير.
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله – ( لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ما اخترت
البقاء في هذه الدار.)
لقد ضرب لنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه خير مثل عن الصداقة وحسن الصحبه مع
الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يجمع بينهما الإرتباط النفسي والمصيري الذي
اقتضته هذه الصحبه لالفريدة، فنجد أبا بكر يعيش مع صديقه وحبيبه الرسول صلى الله
عليه وسلم الحلو والمر، والسهل والصعب، والغنى والفقر، والأمن والخوف، قال تعالى
عن الصديق رضي الله عنه:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40].
وقد كانا في سن متقاربة بينهما سنتان وكان يجمع بينهما طبع متقارب في العقل
والمروءة وبعد النظر، وفي السماحة والنبل والكرم، وفي الشفقة والرقة والعطف،
وفوق كل ذلك وحدة الهدف.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن مرآة المؤمن
والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" رواه أبو داود
.
وقد قال ابن الجوزي: رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر، مهر الآخرة
يسير، قلبٌ مخلص، ولسانٌ ذاكر، إذا شبت ولم تنتبه، فاعلم أنك سائر.
منقـــــــــــــــــــوول
الله يعطيكي العااافيه
موضوع رااائع
دمتي بحفظ الرحمن ورعااايته