في القرآن الكريم :
وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم ، ومنها قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآيتان 27 -28 ) . حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله : " عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر " ( ابن كثير ، 1413هـ ، ج 3 ، ص 239 ) .
كما جاء قول الحق تبارك وتعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر : الآيتان 1 – 2 ) . وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : " وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه " ( الطبري ، 1415هـ ، ج 7 ، ص 514 ) .
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : " والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف " ( ابن كثير ، 1414هـ ، ج 4 ، ص 535 ) .
وهنا يُمكن القول : إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحاً في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.
وهو ما اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : « قال الله :
كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به » أخرجه البخاري ..
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الصيام :
« ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ، إلا
باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا » متفق عليه ،، وقال صلى الله عليه وسلم :
« صيام يوم عرفة ، احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي
بعده » رواه مسلم .
③. التكبير .. والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر .
ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى جليس من يذكره. وصفة
التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد ،،
وغيرها من الصيغ المشروعة..وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد
أُميتت في هذا الزمان.
④. الأضحية .. ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي
والتبرع بثلثها للفقراء
والمساكين مشاركة منا لآلامهم ورغبة منا في إسعادهم.
والصدقة كما قال النبي تطفئ غضب الرب .
⑤. الإكثار من الأعمال الصالحة عموماً ..
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات
الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء
والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة .
⑥. التوبة إلى الله تعالى .. وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس
على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى فالله سبحانه
وتعالى ييسر هذه المواسم ليتوب التائبون ويقبلوا على الله فما أعظمه من إله!
أفلا يستحق أن نعبده ؟! قال تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
الزمر : 53
ومن شروط التوبة:
الإقلاع عن الذنب،
والندم على ما فات،
والعزم على عدم العودة،
ورد المظالم إلى أصحابها إن كان في حق العباد.