كلمات كتبتها من حر دمعي إلي أمي الغالية
ياروحي الغالية .. كم أشتاق لكِ .. كم أحتاجك يـأمي .. كم أحتاج إلي دفئك يـأمي .. أمي من لي سواك في هذه الحياة .. لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم .. ولا وردة أجمل من ثغرها .. كم تمنيت أن اكون حبة رمل تدوسها رجلاك لتنعم بنعومتها .. كم تمنيت أن اكون نسمة هواء .. لتمر بوجهك النضر .. كم تمنيت أن أكون زهرةً في حقل .. لتلامس أنفك العطر .. أنتِ الماء الذي به أشرب .. أنتِ الأبتسامة التي بها أعيش .. أنتِ القلب الذي به أحيا .. أنتِ الروح التي بها أكون .. أمي أنتِ اليد الحانية التي تمسح دموعي .. أمي أنتِ البسمة التي ارتسمت علي وجهي
أمي مالي أري السطور تحمر كلما رأتك .. والكلمات تغمض عينيها عند محياك .. والأحرف تنزف عرقاً حتي تصير جافة بلا معني
أمي .. ياروحي الغالية .. كم أشتاق لكِ .. كم أحتاجك يـأمي .. كم أحتاج إلي دفئك يـأمي .. أمي من لي سواك في هذه الحياة .. معك كنت أحمل العالم كله بين يدي .. وكانت رمال الصحاري وأشجار البراري تشهد بحبي .. في كل يوم انتظر ذلك النور البعيد لعلي أجد فيه راحة أو سكينة بعدك .. نعم أحبك وسأظل أحبك .. كيف لي أن أنساكي وقد عشقت وجوودك .. كيف لي أن أنساكي وقد تعلق قلبي بصفاء رووحك .. ورقة عبراتك .. كيف لي بالله كيف ؟ .. نعم حائرة هي كلماتي حائرة في وصف شوقي لكِ وحنيني .. لعلي بصبري وقوة حبي يـأمي القاكي .. لا يهمني المكان ولا الزمان .. كل ما يشغل بالي هو نور حبك يانور الكون في عيني
أعرف يـأمي .. كم أنا عزيز علي قلبك .. وأعرف أن عينيك لا تغمضان .. قبل أن استسلم لسلطان النوم .. وإذا لم آتِ في الميعاد .. تبحثين عني في كل الطرقات .. وتقرعين كل الأبواب .. وتحققين مع كل الرفاق .. كي تخطفي ولو خبراً بسيطاً عن مكاني .. لعل مساحات قلبك غُمرت بأسمي .. وصورتي .. لعلك يأمي .. تجف عروقك الخضراء .. إن أنا غبت
تُميزين صوتي وصورتي .. من بين ملايين الوجوه ولغط الأصوات
تُميزين وقع خطواتي علي صدر الأرض .. تتعرفين علي أنفاسي المبعثرة في الهواء
مهما كبرت يـأمي في نظر العالم .. أظل طفلاً في عينيك
لو كان الماضي يعود ياأماه .. لأبحرت أغترف من حنانك السرمدي .. لو سحقت الجبال وجُبت البحار .. ونصبتُك ملكة الزمان .. لن أقدر أن أرد اليكِ قُبلةً طبعتيها علي طريق حياتي
في هدأة الليل .. في غمرة السكون .. في الوجوه العابرة الشاحبة .. في هذا العالم البارد المسكون .. أفتش عن وجه أول أمرأةٍ أحببتها .. تيقظت عيوني ومشاعري .. علي وجهها الملائكي .. وترعرع احساسي بالجمال وأنا بين يديها .. دمعات وقبلات علي اليد الحانية
أسير يـأمي .. علي رصيف الغربة .. وأود لو أجد بسمة من فمك .. أو بصمة من ظلك .. أبيع نفسي والعالم .. ولا أشتري غير ودك .. فكيف يـأمي أجدك .. قبل أن تجدني أمراة غيرك ؟ .. فتضم عظامي قبلك اليها .. حنانيك أمي .. حناينك .. ضميني مرةً ثانية إليكِ .. أرجعيني لحضنك طفلاً حديث الولادة .. أغسلي قلبي بينابيع طُهرك .. أضيئيني قنديلاً بدعائك وصلاتك .. وقت العبادة .. وكيف يـأمي الليلة أنام ؟ .. ويدك كانت غطائي ووسادتي .. والسهد منذ أن رحلت .. نام في عيوني .. دام في جفوني .. والشوق ما عاد ينام .. وأسأل نفسي .. هل حقاً أنا في الحضارة ؟ .. ووجهك كان في حياتي .. كل الحضارة !! .. فكيف دونك هنا الحضارة ؟ .. وأنا قارب أبحر بعيداً عن شاطئك .. وما أجد اليوم المنارة !! .. بلغي أمي السلام عني .. قبلي أمي عني
هاهو ما كنت أهرب منه يأتي .. أن أقف وجهاً لوجه مع ورقٍ هو لكِ .. وتقاسيم لا تعترف بسواك .. آهٍ يـأمي .. كم أحبك .. ولست تعلمين .. ويارائحة الجنة الموعودة .. وياطيور الفجر .. وكأس الماء البارد .. ياندي الصباح .. ياضؤ الشمس بعد اكتحال السماء .. أحبك .. وأستغرب كيف فقدت لغة الحب في حرفي !! .. كيف فقدتها في ملامحي .. كلماتي .. لمسات يدي
متي تعلمت القسوة معكِ ؟ .. وأنتِ الأقرب .. متي تعودت الجفاء ؟ .. وأنتِ الأحن .. آهٍ يـأمي .. ياعبق دهون العود .. من يغفر لي هجري .. وأنتِ أعظم من يغفر علي وجه الأرض .. وتغفرين كعادتك .. ولكني لم أعد أملك العفو .. ولا المغفرة .. حتي لنفسي
فبم أعاقبني علي عمر مضي دونك ؟ بمَ ..؟ ولا عقاب يشفي .. لا عقاب يكفي
أحسست أنني أراكي علي بعد المسافة .. وعينك بيني كالسحر تطفي النظرات .. لو تري بسمتها تغطي علي كل البسمااااات .. ففي عيني الدموع وكأنها تتكلم بالحسرات .. وتشكو فراقي وتتمني الرجوع لتقول معاني حبي وتوقفت يداي عن الكتابات .. واستحي مدحي لأنه لم يوفي حق أحسن الأمهات
إليكِ عبراتي فليتني ألقاكي وأحكي عن حياتي حكايات .. فياليتني لم أقسو لثانية عليكي فهاك مني اعتذار وآهااات .. ليتني أعود فتسامحيني فأنتِ مصيري بأعلي الجنات .. ودعتكي علي فراش موتي فأعذريني بتلك الخطيئات .. ياخير أم أوجدتني في الدنيا وخلقني ربي منكِ بالقسمات
لعلكي تبكي عليا فلا تبالي فعند ربي أعظم الرحمات .. فدفئي قلب بدعاءكي لي إن كان لي قلب بعد ذلك الممات .. واذكريني عند أهلي وأخوتي لا تنسني فإن في القبر ظلمات .. ياتري من تفقدني ومن قال كان ومن ترحم علي بالدعوات .. هذه رسالتي اليكِ وصيتي إني أخاف الحساب وأخاف العقبات
فأسلكي درب الهداية ولا تحزني سألقاكي غداً عند ربي إليك مني سلامات
وفي ظلمة الليل يأماه لا تنسيني من صالح الدعوات
الملتقي الجنة
لكن نسأل الله لهم الأجر العظيم ويجمعنا بهم في جنات النعيم
وإلى الأمام الدائم يارب..