بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:
فإن الذكر من أيسر العبادات ،وأكثرها جمعا للحسنات ،وتحصيلا لنفع في الدنيا أيضا وبعد الممات،كما في حديث الاستغفار وثمراته من كشف الهم وجلب الرزق مثلا،وقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أنه أنجي عمل لابن آدم من عذاب الله،وأنه مذيب لقسوة القلوب
قال تعالي(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)الكهف 46
وقال تعالي(ويزيد الله الذين اهتدوا هدي والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا)مريم 76
في الاولي فتنة دنيوية وفي الثانية أمر دين والحل في كليهما في الباقيات الصالحات أي العمل الصالح الباقي أجره ،أو الذكر الذي وضحه النبي صلي الله عليه وسلم في حديث الباقيات(سبحان الله ،والحمدلله،ولاإله إلا الله،والله أكبر)
فكيف نجمع كنوز الذكر وإصابة مواضع السنة فيه:
في الحقيقة ان التزام مواضع السنة لن يجعلنا نحتاج لجلسة إضافية للذكر بل ستكون المحصلة ملايين
أولا:ثوابت الذكر اليومية (أذكار الصباح والمساء بالمئوية التي بها،أذكار الصلوات ،استغفار الاسحار)
*من أنجع الوسائل لتربية النفس والمواظبة عليها القسم علي النفس
ثانيا :أذكار الوظائف اليومية(نوم ،طعام ،دخول وخروج،…)
*ومن أفضل وسائل التذكرة بها دائما لوحات كبيرة الخط في مكان كل وظيفة الذكر الخاص بها
ثالثا:سنن الذكر المهجورة ومنها:
1-الذكر عقب الوتر:سبحان الملك القدوس تمد بالثالثة صوتك وتكملها:رب الملائكة والروح
2-التسبيح عقب النوافل وليس الفرائض فقط، قال تعالي(ومن الليل فسبحه وأدبار السجود)ق40 أي عقب الصلوات
3- التسبيح ليلا للآية السابقة ولكثير من الآي ،ولو استخدمنا صيغة من مثقلات الميزان (سبحان الله العظيم) لكان جمعا بين الخيرين
4-لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شئ قدير, عشر مرات بعد الفجر وبعد المغرب قبل تغيير جلسة الصلاة ففي رواية أن لك بكل مرة أجر عتق رقبة ورفع درجة ومحو خطيئة،ورواية أخري أنهن مسلحة سائر نهارك أو سائر ليلتك(أي معك سلاح ووقاية في نهارك ان قلتها فجرا أو في ليلتك ان قلتها بعد المغرب ،وننتبه قبل تغيير وضع الصلاة)
5-كان يعد لرسول الله صلي الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة(رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)في كل مجلس
6-وصية النبي صلي الله عليه وسلم لابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنه قبل النوم(سبحان الله 33،الحمد لله33، والله أكبر34)فهما خير من خادم أي قوة وإعانة
7- هذا الحديث الراااااااائع:(خلتان لايحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة ،وهما يسير ،ومن يعمل بهما قليل:تسبح الله في دبر كل صلاة عشرا،وتحمده عشرا،وتكبره عشرا،قال:فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسون في الميزان،وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة،فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفان وخمس مائة سيئة؟)أي أن ذلك يكفرها
رواه الامام أحمد ،والترمذي والنسائي وابن ماجه في صحيحه…وصححه الألباني
&ملحوظة:
*هذا الحديث فضله غير حديث التسبيح 33…عقب الصلاة فإما أن يجمع عالي الهمة بين الخيرين أو ينوع بينهما مرة هذا ومرة ذاك
*وأيضا حديث علي وفاطمة رضي الله عنهما في التسبيح قبل النوم مختلف عن هذا فالاول كل ذكر منفصل وهذابصيغة (سبحان الله، والله أكبر ،والحمدلله)وليس كل ذكر وحده ليكون المجموع 100وليس 300 كما في نص الحديث،وأيضا إما الجمع أو التنويع
8-احتساب نية ذكر الله عند كل عبادة(فلولا أنك ذكرته لما كنت أطعته)
عوامل حياة القلب مع الذكر:
1-الاستعانة بالله عزوجل والتبرء من حولك وقوتك
2-حسن الظن بالله عزوجل وتعلق القلب بتوفيقه
3-الدعاء بإلحاح 4-الإستغفار بتلك النية
5- تذكرة دائمة بفضل العمل واستثارة الدافع إليها
6-محاولة الإكثار ماأمكن من تلك العبادةفلايفتر لسانك عن الذكر أبدا (من السنن المهجورة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أحيانه)
*ماسبق عومل إعانة لأي عبادة نضيف الي ذلك:
7-حفظ صيغ متنوعة من الذكر
8- دراسة معانيها وفهمها
9-أن يكون لنا ورد في خلوة أو ليل
10-رفع الصوت قليلا حتي تسمعه وتركز معه
11-ربط الذكر بالاحوال واستدعائه علي حسب المواقف والاوقات مثلا:عند الخطأ استغفار
عند نقص الطاعات مثقلات الميزان(سبحان الله وبحمده ،سبحان الله العظيم)،(لاإله إلا الله)ففي حديث موسي قال الله تعالي له(ياموسي لو أن السموات السبع وعامرهن غيري،والأرضين السبع في كفة ،ولاإله إلا الله في كفة لرجحت بهن لاإله إلا الله)
عند أذي الخلق ،أوضيق الصدر من استهزائهم من دعوتك ف(ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون ،فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)الحجر99
وعند تطلع القلب لما ليس ملكك (ومنءانآيء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضي)طه 130
وهكذا ندرب قلوبنا علي استدعاء ذكر الله حسب الحال،إضافة طبعا للثوابت ،ولاننسي كتابة ولو بعض النعم أثناء الحمد واستشعار ماذا لو لم تكن،وكتابة مظاهر لعظمة الله عزوجل عند التسبيح
في بادئ الأمر سيحتاج الآمر الي تدريب أو كتابة وحصر للذهن لكن بإذن الله القدير سيصبح الأمر تلقائيا بعد ذلك
وأخيرا إليكم هذه الهدية نأمن بها ملايين الحسنات يوميا:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:رآني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال ماتقول ياأبا أمامة قلت : أذكر الله،قال : ألا أدلك علي ماهو أكثر من ذكرك الليل والنهار؟ تقول:الحمد لله عدد ماخلق،و الحمدلله ملء ماخلق،والحمدلله عدد مافي السموات والأرض،والحمد لله عدد ماأحصي كتابه،والحمد لله ملء ماأحصي كتابه ،والحمد لله عدد كل شئ ،والحمد لله ملء كل شئ،وتسبح مثلهن،ثم قال:تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك)صحيح علي شرط الشيخين
وفي الختام أحبتي:لاتنسوا تبليغ ماقرأتم نفع الله بكم وضاعف أجوركم،ولاتنسوني من صالح دعواتكم ،اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات،
اللهم اغفر لأمي وارحمها واجمعنا بها وكل أهل منهج وكل الأحباب في الفردوس الأعلي وصلي اللهم علي النبي صلي الله عليه وسلم
اللهــــم آآمين
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير
يعطيك العافية