كيف يتجنب الزوجان خطر الغيرة ؟!
تعتبر الغيرة من أخص صفات الرجل الشهم الكريم, وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام الرجولة الحقة الشريفة, فالغيرة المعتدلة شيء مطلوب ومهم، ومن لا يغار على أهله فهو ديوث ومطرود من رحمة الله تعالى، فغيرة الرجل على أهله أن يأتين ما حرم الله أو يخلون مع غير ذي محرم، أو يتحدثن مع أحد بخضوع في القول .. كل هذه غيرة محمودة، بل واجبة لحماية شرفه وصيانة عرضه، قال الحسن البصري: أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار
والغيرة تختلف من شخص لآخر، فهي درجات متفاوتة عند البشر كل حسب شخصيته وصفاته النفسية وطريقة تربيته، لكن الهوس في الغيرة والتشكك من كل شيء والنظر لشريك الحياة بعين الريب .. هذا ما يمثل لهيباً يحرق الحياة الزوجية ويجعل منها جحيماً لا يطاق, فالغيرة المفرطة ليست سوى تعبير عن اضطراب نفسي شديد أساسه عدم الثقة بالنفس وبالطرف الأخر, وإذا عدمت الثقة بينهما فتح باب الشك, وإن شك أحدهم بالأخر هدم الزواج .
أما كيف يتجنب الزوجان خطر الغيرة؟ فيكون بالخطوات التالية :
1- لا يتبع الزوج ظنونه وشكوكه فيدفعه الشك تلو الآخر إلى عواقب وخيمة، وإنما عليه أن يطرد تلك الأفكار الشيطانية, وأنه يعلم حال زوجته ويطمئن إلى سلوكها, وليطرد الشك إلى اليقين.
2- أن يقنع الزوج زوجته بالتزام الحجاب إن لم تكن ملتزمة به، فستر الجسد فريضة إسلامية وهي تقي المجتمع من شرور التسول الجنسي، ولست أدري كيف يغار الزوج على زوجته وهو يتركها تسير هكذا تلبس لباس الكاسيات العاريات ؟!! فالأولى له أن يلزمها بحجاب ربها بدلاً من النظر إلى من ينظر إليها بعين الغيرة والريبة .
3- على الزوجة أن لا تقوي شك الزوج أو تخالفه في نفسها وتعصي أوامره فتزيد شكوكه ، فلتتعامل معه على أنه شخص يمر بأزمة يحتاج إلى من يقف بجانبه ويحيطه بالعطف والحب والحنان ، فلترحب به دائماً ولتقابله بوجه بشوش ولا تنفعل عليه حين تجده يسألها عن أمر ما ، بل عليها أن توضح له كل شبهة فيطمئن بذلك ويطرد أفكاره ووسوسته .
4- أن تحترم المرأة آراء زوجها الخاصة بعلاقتها بالجنس الآخر سواء كانوا أقارب أو زملاء في العمل أو الجيران
5- لا جدال في أن الغيرة تزداد قوة وتفاقما بالسكوت عليها وعدم الجهر بها، فمثلا أنت أيتها الزوجة، لم لا تناقشين زوجك في أمر هذه الغيرة إذا باتت مشكلة من مشاكل حياتك الزوجية؟ فقد تكونين أنت السبب في إحجام زوجك عن مصارحتك بالحقيقة ، إذا لم يكن لغيرتك أساس حقيقي أو مبرر ؟ وأنت أيها الزوج ، هل أنت من أولئك الرجال الذين يتهكمون على زوجاتهم إذا ما رغبن في محادثتهم عما يشعرن به من الغيرة ، حتى لو كانت تلك المشاعر وهمية ؟ إن أول ما يجدر بالغيور فعله ، في سبيل الخلاص من غيرته، هو الإعلان عن شكوكه الخفية والإعراب عن ريبته بصراحة , ليستطيع بعد سماع وجهة نظر الطرف الآخر التأمل والتفكير فيما إذا كانت بواعث غيرته ,بوادر فعلية في تصرفات الآخر أو كانت من نبع خياله