بســــم اللـــــه الرحمـــــن الرحيـــــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على الحبيب المصطفى وعلى الـه وصحبـه أجمعيـــن
ما هو التوزيع المناسب للوقت ايام الاختبارات
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح في الامتحانات القادمة.
فبالنسبة لتنظيم الوقت فهو يعتمد قطعًا على ظروف الإنسان، ولا نستطيع أن نقول أن هنالك جدولاً معينًا يناسب كل الناس، ولكن يمكن الاسترشاد بالأحوال العامة لتنظيم الوقت والمعروفة بالنسبة للطلاب والتي وجدت أنها مفيدة هي تقوم على:
(1) لابد أن تكون هنالك الرغبة القوية والعزيمة والإرادة والدافعية واستشعار أهمية التعليم، وأن المرء لا يمكن أن ينجح في الامتحان أو يتميز دون أن يبذل جهدًا ويجتهد في دراسته.
(2) لابد أن يكون هنالك قسطا كافيا من الراحة اليومية، لأن الإنهاك والإجهاد الجسدي والذهني يؤدي إلى نتائج عكسية.
(3) بعض الناس يجدون فائدة أكثر في القراءة والدراسة الجماعية، بمعنى أن تكون هنالك مجموعة من الأصدقاء يتعاونون فيما بينهم، ويقضون وقتًا معينًا للدراسة مع بعضهم البعض.
هذه مبادئ رئيسية.. أما الطرق التفصيلية التي أنصحك بها فهي:
الذهاب إلى النوم حوالي الساعة العاشرة مساءً.. هذا في الأيام التي سوف تذهب فيها للدراسة صباحًا، أما في إجازة نهاية الأسبوع فيمكن أن تذهب إلى النوم الساعة الثانية عشر ليلاً. ثم الاستيقاظ لصلاة الفجر، وبعد الصلاة الجلوس لمدة ساعة، وقم بمراجعة ومذاكرة المواد التي تتطلب الحفظ.. هذا الوقت وقت ثمين جدًّا ومفيد جدًّا؛ لأن درجة الاستيعاب تكون فيه عالية جدًّا.
تناول كوب من الشاي أو القهوة بعد صلاة الفجر مباشرة، لأن ذلك سوف يزيد من درجة التركيز والاستيقاظ لديك، وبعد ذلك اذهب إلى المدرسة، وفي المدرسة يجب أن تستفيد من وقتك وذلك بالتركيز في أثناء الحصص، ولا بأس أن تسأل المدرس عن أي شيء لم تستوعبه أو تناقش زملائك، خاصة المتفوقين منهم في أي شيء تجد فيه صعوبة، لأن بعض المواد تحتاج إلى أن يسأل الإنسان زملاءه أو معلميه.
بالطبع لابد أن تتناول وجبة الإفطار، وهي تعتبر وجبة ضرورية، والبعض قد يتناولها مبكرًا في البيت والبعض قد يتناولها في المدرسة كما هو معهود في معظم المدارس. عمومًا لا تنسى هذه الوجبة الغذائية لأنها ضرورية جدًّا.
بعد أن ترجع من المدرسة تناول طعام الغداء ثم خذ قسطا من الراحة كنوع من القيلولة، وبعد ذلك صل صلاة العصر، وبعدها قم بإجراء تمارين رياضية بسيطة لمدة ربع ساعة، ثم بعد ذلك ابدأ في الدراسة، والدراسة يجب ألا تمتد لأكثر من نصف ساعة إلى خمسة وأربعين دقيقة، وبعدها تأخذ قسطا من الراحة خمس إلى عشر دقائق، لا مانع حتى أن تجلس أمام التلفيزيون أو تروح عن نفسك بما تشاء، وبعد ذلك تعود وتبدأ فترة أخرى لمادة مختلفة، وهكذا حتى وقت صلاة المغرب.
بعد صلاة المغرب اجلس مع أسرتك، لأن هذا أيضًا فيه نوع من الترويح على نفسك، وابدأ المذاكرة في فترة المساء، وهذه يمكن أن تستغرق حوالي ثلاث ساعات، قسمها بالصورة والطريقة التي تراها مناسبة؛ لأن هنالك تفاوت في مستوى الاستذكار والمعلومات، فبعض المواد تحتاج إلى وقت أكثر وبعضها يحتاج لقضاء وقت أقل، وكما ذكرت لك إذا كان لديك صديق أو صديقان ربما تكون القراءة الجماعية في بعض الوقت مطلوبة، خاصة لحل الامتحانات والأسئلة السابقة، هذا بالطبع ليس من الضروري أن يكون يوميًا، وأنا حقيقة أفضل هذا المنهج أن يُطبق في نهاية الأسبوع: أن يدرس الطلاب مع بعضهم البعض ثم بعد ذلك يخرجوا مع بعضهم البعض للترويح عن أنفسهم بما هو مشروع وطيب، هذا فيه حقيقة تجديد للطاقات ويساعد على الاستذكار وعلى التحصيل الدراسي الجيد.
هذه هي الخارطة المتوسطة، بمعنى أن الطالب العادي إذا طبقها سوف يجني ثمارا إيجابية جدًّا.
هنالك بعض الطلاب يُفضل أن يقرأ بصوت عالٍ بعض المواد، أو يفضل أنه لا يود الجلوس في مكان آخر… هذه كلها نوع من الفوارق والطرق التي نراها مفيدة للبعض، وأنت عليك أن تجرب، وعليك إذا أتاك نوع من الملل أن تغير المادة التي تدرسها وتبدأ في دراسة مادة أخرى، ثم ترجع للمادة الأخرى في وقت آخر.
هذه طرق معروفة جدًّا لدى الطلاب، والأمر كله يعتمد على الإرادة وعلى العزيمة وعلى التصميم وعلى تذكر أن الذي يجد لابد أن يجني ويحصد ثمار ما زرعه – بإذن الله تعالى -.
الاستفادة من الوسائط التعليمية المختلفة أيضًا إذا كانت متوفرة فالبعض يجد فيها التشجيع والتحفيز وإزالة الملل في أثناء المذاكرة والدراسة، هذه الوسائط معروفة كالاستماع إلى أشرطة مسجلة في مادة معينة، أو شيء من هذا القبيل.
على العموم هي تتفاوت من دولة إلى دولة ومن مكان إلى مكان حسب ما هو متوفر.
أما إذا لم توجد أي وسائط فلا مانع أن تلتزم بالطريقة التقليدية المعروفة وهي الاعتماد على الكتاب والاعتماد على المذكرات، وهذه – إن شاء الله تعالى – جيدة ومفيدة أيضًا.
كما أن حل الامتحانات السابقة يكون مفيداً جدًّا؛ لأن نسبة تكرار الأسئلة في المتوسط هي خمسين إلى ستين بالمائة؛ لأنه من أصعب الأشياء على المعلِّم أن يؤلف سؤالاً جديدًا، فالأسئلة كثيرًا ما تتكرر في الامتحانات، وحتى إذا لم يتكرر السؤال بنصه فحل الامتحانات السابقة في حد ذاته يعطي الثقة وهو نوع من التدريب العملي والفعلي الذي يحسن من الأداء في الامتحانات.
وبالطبع في أثناء الامتحانات لابد أيضًا أن تدير الوقت بصورة جيدة، استمع إلى نصيحة معلم المادة في هذا السياق، الطريقة المعروفة هي أن تقرأ الأسئلة بسرعة، ثم بعد ذلك تحدد من أي سؤال سوف تبدأ، فالبعض يبدأ بإجابة الأسئلة التي يراها سهلة بالنسبة له، والبعض ينتهج منهجاً يحل الأسئلة حسب ترتيبها وحسب ما وردت في ورقة الامتحان.
عمومًا لا أريد أن أفرض عليك نظامًا معينًا، ولكن الذي أنصحك به – وهي وصية مهمة جدًّا – هو أن تنظم الوقت في أثناء الامتحان، هذا أيضًا ضروري جدًّا.
الحمد لله ما دمت أنت طالبا ناجحا ولديك الرغبة وتود أن تدخل كلية الطب فبالاجتهاد وبالإصرار وبالاستفادة من الوقت سوف تصل – بإذن الله تعالى – إلى ما تصبو إليه، وأنا دائمًا أركز على ضرورة أن تأخذ القسط الكافي من الراحة وأن تتجنب السهر بقدر المستطاع.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك النجاح والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.