تلقى الكاتب في صحيفة البلاد “حمزة كشغري” ردود فعل غاضبة على تغريدات نشرها في “تويتر” في ذكرى المولد النبوي اعتبرت مسيئة للرسول.
وأنشأ المتابعون هاشتاغ (#hamzahKashghri) لمناقشة الموضوع طالبوا من خلاله بتقديم الكاتب للمحاكمه في إجراء وصفوه بأنه “أقل ما يمكن عمله” في حين دعا نشطاء آخرون إلى “إيقاف” حساب الكاتب عبر “تويتر” كأول إجراء يجب اتخاذه كما يرون.
وقال “كشغري” اليوم أنه يعلن توبته واستغفاره عما بدر منه ، وقال “و الله لم أكتب ما كتبت إلا بدافع الحب للنبي الأكرم، لكنني أخطأت، و أتمنى أن يغفر الله خطئي، و أن يسامحني كل من شعر بالإساءة” غير أن بعض المتابعين يرون أن ذلك يجب ألا يلغي محاكمته لأن حق النبي لا يسقط بالتوبة كما يرون.
وفي الوقت الذي غير فيه الشيخ “ناصر العمر” درسه اليومي لهذا اليوم وخصص وقت الدرس للدفاع عن الرسول ، طالب أحد المتابعين وزير الثقافة والإعلام بتحديد موقفه من تغريدات “كشغري” على غرار موقفه من تغريدة “الشيحي” الشهيرة التي تحدث من خلالها عن ملتقى المثقفين في بهو الماريوت ، في حين أنشأ متابعون رابطاً للتواصل مع هيئة التحقيق والادعاء العام لحشد أكبر عدد من التواقيع للمطالبة بمحاكمة الكاتب.
السلطات الماليزيـة تقبض على «كشغري» في مطار كوالالمبور وتسلّمه للمملكـة
تفاعلت كافة شرائح المجتمع السعودي على مختلف أطيافه ووثبت وثبة واحدة في مواجهة الكاتب المتطرف حمزة كشغري بسبب ما خطته يمينه متجاوزًا السلوك القويم والنهج السليم، عندما تطاول على الذات الإلهية وعلى سيد البشرية محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) النبي الخاتم والرسول الأكرم – من خلال ما كتبه في مدوّنته في الموقع الاجتماعي (تويتر) قبل يومين، وما هي إلا لحظات حتى صدرت التوجيهات العاجلة بالقبض عليه وإحالته للقضاء والتحقيق والادعاء العام.
وعلمت (اليوم) من مصادر في الشرطة الماليزية أنه تمّ القبض على حمزة كشغري بماليزيا فجر الاربعاء من قبل السلطات الماليزية وجارٍ التنسيق لتسليمه للسلطات السعودية، بعد ورود أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر وفيسبوك” تشير إلى هروب الكشغري من المملكة، وتوجّهه بداية إلى الأردن، ثم الإمارات، ومنها إلى دولة شرق آسيوية لم تحدّد عاصمتها..
إلى أن وردت أنباء حول القبض عليه في مطار العاصمة الماليزية كوالا لمبور. ولقد جاءت التوجيهات من السلطات في المملكة بالتحرّك وتقديمه للتحقيق لتجاوزاته وسخريته من المسلَّمات الدينية، والتي كانت محل سخط كافة شرائح المجتمع السعودي، والمسلمين عمومًا، فقد تجاوز كشغري الخطوط الحمراء التي مسّت الذات الإلهية وحُرمتها، كما فعل أيضًا مع رسولنا الكريم محمد (عليه أفضل الصلاة والتسليم)، في سياق بلغ من السوء مبلغه، وقد قال الحق تبارك وتعالى: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا). وإن ما صدر من المذكور لا ينطوي عليه ضمير فيه ذرة من الإيمان، فضلًا عن الغيرة على الدين والحمية دونه، وهو أمر لا يُقبل بأي حال من الأحوال ولا مكان للأعذار معه.
«الإفتاء» تطالب بإنزال الحكم الشرعي وتدعو المسلمين إلى الحذر
طالبت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بإنزال الحكم الشرعي على الكاتب حمزة كاشغري لتطاوله على الذات الإلهية والرسول الكريم، ودعت المسلمين إلى الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل. وجاء هذا في بيانٍ للجنة الإفتاء بخصوص قضية الكاتب الصحفي حمزة كاشغري وتطاوله، مؤكدةً أن الاستهزاء بالله ورسوله وآياته وشرعه وأحكامه من أعظم أنواع الكفر وهو ردة عن دين الله.
وأكّدت اللجنة أنَّ الواجب على ولاة الأمر محاكمته شرعًا، كما الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل حذرًا من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر.
الغاضبون في « hamzahKashghri # » منقسمون بين محاكمته وقبول توبته
أنشأ المتابعون الغاضبون في موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاغ (hamzahKashghri #) لمناقشة الموضوع طالبوا من خلاله بتقديم الكاتب للمحاكمة، في حين دعا نشطاء آخرون إلى «إيقاف» حساب الكاتب عبر «تويتر»، وإثر ذلك أعلن «كاشغري» توبته واستغفاره عما بدر منه على الصفحة نفسها، غير أن بعض المتابعين يرون أن ذلك يجب ألا يلغي محاكمته ومحاسبته.
وانقسمت آراء المعلقين في تويتر ضمن الضجة التي أثيرت، بين من أفتى بمعاقبته، وبين من اعتبره أخطأ ويمكن قبول توبته واستغفاره، ورأت فئة ثالثة أن اعتذار كشغري وتوبته كافيان، وأن المنهج النبوي يدعو إلى الرفق واللين.
مؤسسة «البلاد» للصحافة تتبرأ من كشغري
علنت مؤسسة البلاد للصحافة والنشر تبرؤها من الكاتب حمزة كشغري، الذي تطاول على الذات الإلهية والرسول (صلى الله عليه وسلم) وصدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالقبض عليه، ومحاسبته فوراً جراء ما بدر منه.
وبينت المؤسسة أنها أوقفت التعاون مع الكاتب كشغري منذ أكثر من خمسة أسابيع؛ لعدم ملاءمة توجهه مع منهج الصحيفة، معلنة في بيان توضيحي إخلاء مسؤوليتها عما ينشره الكاتب كشغري في الفضاء الإلكتروني؛ لعدم وجود أي علاقة عمل معها أو صفة للكاتب مع الصحيفة والمؤسسة.
وفيما يلي نص البيان:
«حرصاً من مؤسسة البلاد للصحافة والنشر على إيضاح حقيقة ما يتم تداوله بالفضاء الإلكتروني من صحف إلكترونية ومنتديات ومدونات وفي الفيسبوك وتوتير، بشأن ادعاء المدعو حمزة كشغري عمله ككاتب في صحيفة “البلاد”، تؤكد المؤسسة أن صحيفة “البلاد” قد أوقفت تعاونها مع المذكور قبل أكثر من خمسة أسابيع؛ لعدم ملاءمة توجهه مع منهج عمل الصحيفة، وتؤكد المؤسسة عدم وجود أية علاقة عمل أو صفة للمذكور مع الصحيفة، والمؤسسة غير مسؤولة عما يقوم بنشره في الفضاء الإلكتروني .. وبالله التوفيق».
الباحث الشـرعي عبدالله المالكي: سـابّ النبي لا كرامة له ويستحق العقوبـة
سابّ النبي كافر ولا كرامة له وصاحب جناية يستحق العقوبة، وحمزة لم يسبّ النبي بل قال كلامًا لا يليق بمقام النبي اعتذر عنه واستغفر ربه وتاب، حمزة لم يستغفر ويعتذر من جريمة السب، هو لم يسبّ أصلًا، هو أساء في التعبير كغيره ممن يخطئ ثم يستغفر ويتوب.
ما كتبه سخف وقلة عقل وأدب، يستحق الإنكار والتقريع، والتأديب إذا لم يعتذر ويتراجع؛ لأن مقام النبي ليس عُرضة للتطاول والعبارات الرمزية.
ولكن يبنغي أن نوصَّف ما فعله حمزة التوصيف الشرعي الصحيح، السب الصريح له معانٍ كثيرة، وبعض العلماء حدّوه بمعنى القذف، وفرق بين العبارة التي يدلّ ظاهرها على عدم الإيمان بالنبوة، وبين عبارة الشتم والسب.. الأولى كفر، والثانية كفر وقدر زائد وهو الإساءة.
هناك عبارات يدل ظاهرها على عدم الإيمان بالنبوة، على حمزة أن يوضح مقصده فيها، وأما الأسلوب فعليه أن يعتذر ويستغفر ربه ويتوب وهو ما فعله، أما السب الصريح المشتمل على القذف فلا يوجد فيما كتبه حمزة، علينا أن نعدل ونتقي الله، ونصف الخطـأ بالوصف الشرعي الصحيح.. البغي لا يرضاه الرسول.
وأما الهبة الغضبية التي قام بها الكثير.. فهي أمر محمود، بل واجب شرعًا، بل هي أوجب الواجبات، وأمة ينتقص نبيّها وتصمت لا خير فيها، لكن الإنكار والتقريع شيء. وتوصيف الخطأ شيء آخر. ما كتبه حمزة لا يدخل في السب الصريح. بعضه كلام لا يليق وبعضه ظاهره عدم الإيمان.
وعمومًا القضاء هو الذي سيحدّد ما كتبه حمزة هل هو سب وقذف، أم أن ظاهره عدم الإيمان بالنبوة فقط، وبالتالي يطلب منه القضاء معتقده في النبي.
المقصود أن ما كتبه حمزة لا يجوز الدفاع عنه أو تبريره؛ لأنه فعلًا كلام لا يصح في مقام النبي، وهو كلام سخيف وسامج ولكنه ليس سبًّا ولا قذفًا.. فالنقاش ليس في حكم سابَّ النبي، فسابّ النبي كافر بلا شك، ولكن النقاش هو في تحقيق المناط، هل ما كتبه حمزة يدخل في معنى السب أو لا؟
وعلى أية حال.. المسألة ليست تشفيًا وانتقامًا والعياذ بالله، المسألة هداية ورحمـة أولًا وأخيرًا، فلغة الدماء والقتل ليست لغة الأنبياء. ولا يعني هذا أن يكون مقام النبي أو مقدّسات الإسلام جدارها واطٍ ومنخفض لكن من يريد أن يتسلقها بالشتم والقذف والسب والعياذ بالله .. بل لابد من اتخاذ التدابير القانونية في باب العقوبات الشرعية لحماية هذه المقدّسات من الإساءة بالشتم أو السخرية أو القذف. وخلاصة الأمر أننا يجب أن نفرّق بين عدم الإيمان بالمقدس، وبين الاعتداء على المقدّس بالشتم والسب والسخرية، الأول شأن شخصي والثاني جناية. بقي شيء أخير، وهو مسألة العبارات الرمزية حول الذات الإلهية وذات الرسول أو القرآن، هذا خط أحمر يجب أن يتجنبه كثير ممن يشتغل بالأدب.
محامون يطلقون من جدة اتحاداً للدفاع عن الرسول الكريم
أطلق محامون الاربعاء في جدة اتحاداً للدفاع عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مطالبين بمعاقبة المتعدي على الذات الإلهية ومقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ومؤكدين إقامة دعوى ضد المتعدي؛ ليكون عِبْرة لغيره، ولوقف الإساءات التي تعبِّر عن شخصه الجاهل، وأنهم سوف يُخرصون كل من يحاول تبرير موقف المعتدي في حال شن هجوم خارجي؛ «فواجبهم حماية المسلَّمات العقدية والوطن».
لمجتمع لن يرضى
وقال المحامي والمستشار القانوني بدر بن فرحان الروقي: «لقد التحم عدد من المحامين؛ ليقوموا بواجبهم بالدفاع عن الذات الإلهية وعن مقام الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – والمسلَّمات العقدية؛ فالمجتمع السعودي أو العربي أو الإسلامي لن يرضى بوجود مثل هذه النوعية من الأشخاص، الذين يجب أن يُردعوا، ولا خير فينا إنْ لم ندافع عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -».
دستورنا القرآن
من جانبه قال المحامي والمستشار القانوني عبدالله آل أحمد: «بلا شك نتوافق جميعاً على عدم التعرض أو المساس أو الانتقاص من نبي الله ورسوله، ولا ننسى أن دستور بلادنا يُستمدّ من القرآن الكريم وسُنّة نبيه – صلى الله عليه وسلم -». مشيراً إلى أن المساس بنبينا محمد – عليه أفضل الصلاة والتسليم – أمرٌ ينطبق عليه ما ورد به كثير من الفتاوى التي تجرِّم هذا الفعل، وتُكفِّر قائله.
دعوى قضائية
وأشار إلى أن التوبة أمر اختلف فيه علماؤنا في قبوله من عدمه، لكن هناك أنظمة وقوانين يؤخذ بها، كما أن هناك حقاً في طلب إقامة دعوى قضائية ضد المدعو حمزة كشغري، يقيمها أهل البلد حسب نظام المرافعات الشرعية، التي ورد بمادته الثالثة «تُقبل الدعوى من ثلاثة على الأقل من المواطنين في كل ما فيه مصلحة عامة إذا لم يكن في البلد جهة رسمية مسؤولة عن تلك المصلحة».
عبرة لمن يعتبر
«ومن جهتنا نحن المحامين لدينا بعض الإجراءات سنقوم بها ضد المدعو كشغري؛ حتى يكون عِبْرة لغيره؛ إذ نقبل الجدل في كل أمر إلا الله ورسوله». وقال المحامي فيصل بن عبدالله بن حمد القاسم: «حمزة تجاوز، والشرع سوف يقرر عقوبته، وأسأل الله سبحانه أن يتوب عليه وعلينا».
جزاكي الله خير الجزاء على هذا
الموضوع الذي يدل على ان انسان سيء مثل هذا لا يجب
ان يكون في مملكتنا المسلمه