نعلم جميعا أن الزواج رباط مقدس بين رجل وامرأة، وللحفاظ على قوته وشكله المميز لابد من تغذيته بما يحتاج إليه من مرطبات ومثبتات تزيد من متانته، ولن أتحدث في هذا المقال عن الحفاظ على العلاقات الزوجية بالطرق التقليدية، لكنني سأذكر هنا عوامل موجودة بحياتنا ولكن لا ينتبه لها الكثيرون معتقدين أنها ليست هامة، وقد لخصناها لك عزيزي القاريء في نقاط بسيطة ومختصرة فخير الكلام ما قل ودل.
تزوج من الشخص المناسب:
هناك وسيلة واحدة فقط تعرف من خلالها إذا كان الشخص الذي دق له قلبك هو الشخص المناسب ليكون زوجا لك أم لا، ونعرف ذلك بواسطة قضاء المزيد من الوقت معا والتعامل عن قرب.
وينصح خبراء العلاقات الزوجية بأن يكون هناك تعامل ولقاءات بين الرجل والمرأة المقبلين على الزواج لمدة عام على الأقل قبل الخطبة، وذلك ليكتشف كل طرف جميع جوانب شخصية الطرف الآخر بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات حتى لا تكون هناك مفاجآت بعد الزواج.
أما الزواج السريع فيكون بمثابة زواج صندوق مغلق بصندوق آخر مغلق وبعد الزواج ينفتح كلا الصندوقين ويتفاجأ كل واحد بما في داخل الآخر، ومن المؤكد ستكون هناك مشكلات ومفاجآت غير سارة.
اجعل زواجك هو قمة اهتماماتك:
إذا تزوجت، لايجب أن يحتل أي شيء بحياتك اهتماما يعلو على الزواج، بل يجب أن يكون في قمة اهتماماتك والأهم لديك حتى لو كانت الأشياء الأخرى التي تشغلك هي أطفالك وعملك.
واعلم أن سر نجاح الفرد هو نتاج استقرار حياته الزوجية لأن الزواج هو البذرة الأساسية التي تنمو على جذورها شجرة الحياة بما بها من اهتمامات وجوانب مختلفة، فإذا صلحت البذرة وتمت رعايتها كما يجب أنبتت شجرة مثمرة ذات أوراق خضراء تسعد القلب والعقل والعين.
لا يجب أن ينطق قلبك أو لسانك كلمة الطلاق:
اعلم أنك إذا لتزمت وأخلصت النية ببناء علاقة زواج صحية ودائمة، عن طريق التعهد لله أولا ولشريك حياتك ثانيا بعدم نطق كلمة الطلاق أو أي شيء آخر فقد يجعل ذلك الطرف الآخر يشك في أنك لا تخلص له بنسبة 100%.
لا تتجادل مع زوجك على أشياء بسيطة وتافهة:
تجري العادة عند الزواج لأول مرة على تجادل الزوجين في كل صغيرة وكبيرة تقابلهم مهما كانت تلك الأشياء تافهة ولا تستحق أن يتم التحدث عنها، وهذا ما يحول الحياة إلى مأساة.
لذا يجب أن يتخذ كلا الزوجين تعهدا وقرارا بعدم التجادل معا على الأشياء التافهة، وإذا طرح أي منهما موضوعا يجب أن يستمع الطرف الآخر إليه بجدية ويحترم ما يقول.
ضع الخروج معا أسبوعيا أولوية لديك:
من فضلك لا تسخر أو تقلل من هذه النصيحة فهي عامل شديد الأهمية، اخرجا من البيت واستمتعا بوقت جميل معا، وخلال هذا الوقت يجب أن تكون كل الموضوعات التي يتم التحدث بها أشياء تهم كلا الطرفين وتسعدهم وتجنب الأشياء الأخرى التي تضايق الطرف الآخر أو قد تخلق نوعا من التوتر.
البحث عن 30 دقيقة على الأقل لتقضياها معا يوميا:
لتستمر الحياة لابد من وجود وقت يتلاقى خلاله الزوجان معا داخل بيت الزوجية، ويمكن أن يكون هذا الوقت في فترة الصباح قبل أن يذهب كل منكما إلى العمل، أو خلال فترة الظهيرة أو المساء بعد الانتهاء منه.
وخلال هذا الوقت المحدد يمكن مناقشة كل ما يجرى من جديد في حياتكما وبالطبع لدى أي زوجين الكثير منه، كما يجب أن يبوح كل منكما بحبه ويجدد الوعد للآخر.
يجب أن يخدم كل منكما الآخر:
تعمد هذا حيث يعرف كل طرف ما يحتاج إليه الطرف الآخر من متطلبات ولو بسيطة ليقدمها إليه، فقبل أن يطلب شريك حياتك أي شيء احرص على تقديمه له، وقبل أن يشتهي لوجبة معينة يجب طهيها له وغيرها من الأشياء التي تجعله يشعر بأهميته لديك ومدى حرصك على إرضائه.
تواصلا معا:
التواصل الفعال هو أمر حاسم وشديد الأهمية لاستمرار الزواج بين اثنين، وتبرز أهميته بشكل خاص خلال الفترات الصعبة التي يواجهها أي طرف، لكن يجب أن يتم التواصل هذا بطريقة مهذبة بحيث يستمع كل واحد للآخر باحترام واهتمام.
الحرية خلال العلاقة الحميمية:
تعلم ما نقصد: أي امنح هذه العلاقة أولوية خاصة بحياتك فهي من الأساسات التي لا تسير عليها حياتك أنت فقط إنما تسير عليها الحياة البشرية بالكامل.
اهتم بنفسك:
تشمل هذه النقطة الاهتمام بنفسك بشكل تام بداية من الجمال الداخلي الذي يشمل الصحة العامة حتى الجمال الخارجي الذي يشمل الملبس والزينة واللياقة.
ابعد عن الأشياء المطلقة وكن مرنا:
وهذا يعني عدم استخدامك للكلمات التي تقيد الشخص وتفرض عليه شيئا بصفة دائمة أو تنهيه عن شيء بصفة دائمة أيضا، فالحياة بحاجة إلى بعض المرونة والتغيير على حسب ما تتطلبه الظروف.
كن مراعيا لمشاعر شريك حياتك:
عن طريق تجنب أي شيء قد يزعجه أو يثير غضبه وهذا يتضمن أشياء وسلوكيات كثيرة، مثل:
– تنظيف المكان الذي تجلس به قبل أن تغادره.
– الحرص على التنظيم وعدم الفوضى.
– الاحترام المتبادل بينكما وأمام الغرباء.
تفهم جدية وصعوبة الحفاظ على استمرار الزواج:
بناء حياة زوجية دائمة ليس بالشيء اليسير، حيث يمر الزواج بكثير من الأوقات الصعب التي قد تسبب انهياره، وخلالها يجب الذهاب إلى مستشارين لحل ما نواجه من مشكلات، ونتحدى أنفسنا بالحفاظ على هذا الزواج بكل ما نملك من قوة وهذا يتأتى من رغبتنا الداخلية القوية في البقاء على رابطة الزواج المقدسة.
كن عاملا محفزا لشريك حياتك:
على كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية أن يكون مصدر إلهام ودعم وتحفيز للطرف الآخر وخاصة خلال الأوقات الصعبة والأزمات، أو بدء مشروع جديد فكن هناك دائما بجانب حبيب قلبك ادعمه وسانده لأنك المشجع الأول له.
دائما احرصا على الاحترام المتبادل:
يشمل الاحترام طريقة التواصل بينكما، الطريقة التي يتحدث بها كل طرف عن الآخر أمام الغير، والطريقة التي يتعامل بها كل طرف مع الآخر.
اتخاذ القرارات العائلية معا:
يجب أن يعلم الزوجان أن العلاقة الزوجية هي علاقة جماعية مثل علاقة أطراف الفريق الواحد، لذا عند اتخاذ أي قرار يجب أن يكون قرارا جماعيا وليس فرديا.
اترك أعباء العمل ومشكلاته في العمل:
عندما تأتي إلى البيت، حاول على قدر الإمكان مقاومة رغبتك في التحدث عماحدث لك بالعمل ولا تتحدث عنه إلا إذا طلب الطرف الآخر الاستماع إلى ما قابلك به، وبدلا من ذلك ركز على قضاء الوقت معه في موضوعات واهتمامات مشتركة بينكما.
كونا أفضل والدين:
ذكاء الوالدين ينبع من الاشتراك معا في اتخاذ جميع القرارات الحياتية التي تخص أطفالهما معا، واعلم أن الحب ينمو من خلال نمو التعاون فيما بينكما على تربية الأطفال والاعتناء بهما.
امنح زوجك الحرية:
يجب أن يعطي الزوجين بعضهما البعض الحرية والفرصة لعمل ما يحلو لهما من أشياء تسعده ويستمتع بها حتى إن كانت هذه الأشياء لا تفيد ولا يهتم بها الطرف الآخر، وهذا هو قمة العطاء والحب.
استمرا في النمو كبشر:
التعلم عهد لابد أن يقر به كلا الزوجين، هذا بالإضافة إلى التطور وتحقيق الأفضل دائما، وهذا يشمل التطور كزوجين وإدراك التغيرات التي تطرأ على كل منكما كوالدين وكأشخاص، حيث يساعد هذا التفاهم والتفهم الزوج والزوجة على التقدم للأفضل كما يقوى الحديد بالحديد.
أحب شريك حياتك باللغة التي يفهمها:
وهذا يتطلب فهما عميقا للطرق التي تسعد وترضي الطرف الآخر.
إظهار التقدير الخاص بك:
على كلا الزوجين إظهار التقدير لما يقوم به كل طرف ليسعد به الطرف الآخر حتى لو كانت أشياء بسيطة، وأخبره بها واشكره عليها بشدة.
الصدق المتبادل هو جوهر العلاقة الزوجية:
اعلم عزيزي الزوج، واعلمي عزيزتي الزوجة أن الصدق هو روح الحياة الزوجية وبدونه تموت ولا يمكن إعادتها للحياة مرة أخرى، فمن مجرد الكذب أو الخيانة لمرة واحدة تفتقد الثقة بينكما ويصبح من المستحيل استعادتها.
لا تكن الأحقاد:
عندما يحدث بينكما أي اختلاف أو إساءة حاول أن تتخطاها ولا تبقيها بقلبك حتى لا تتحول إلى حقد داخلي يفسد العلاقة، وتجنب العودة للماضي بما به من لحظات مؤلمة حتى لا تنبش في الجراح بعد أن أوشكت على الالتئام.
أعزائي المتزوجين أو المقبلين على الزواج، أريد تحفيزكم بما قدمت من نصائح هامة حصلت عليها من آراء الخبراء في هذا المجال، فاحرصوا على مناقشتها معا واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقها وتحسين علاقتكم الزوجية معا.
أتمنى ينال اعجابكم ولا تنسوني من دعواتكم الحلوة
الله يعطيكي العافية