تخطى إلى المحتوى

محبة النبي صلى الله عليه و سلم سنة النبي 2024.

محبة النبي صلى الله عليه و سلم

محبة النبي صلى الله عليه و سلم وتعظيمه

تطاول الإعلام الغربي على النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد فلتة عارضة بل أصبح ظاهرة مستفزة لمشاعر المسلمين يتتابع عليها عدد من القساوسة و الإعلاميين و رجال الفكر الغربي في الآونة الأخيرة خصوصا وليس ذلك غريبا من أولئك القوم لكن الغريب كل الغرابة أن ترى بعض المسلمين لا يلتفت إلى ذلك التطاول و ليلقي له بالا و ل يغار على دينه و نبيه صلى الله عليه وسلم و الأغرب من ذلك أن فئة من أهل الأهواء ممن ينتسبون إلى الإسلام سقطوا أيضا في هذه الهاوية ولم يتورعوا عن الانتقاص من حبيبنا عليه أفضل الصلاة و السلام وعلى الرغم من حزننا البالغ من هذه الظاهرة إلا أننا تفاءلنا كثيرا من مواقف عامة المسلمين فالتطاول على النبي صلى الله عليه وسلم أحيا و لله الحمد الغيرة عند كثير من المسلمين من مختلف شرائح المجتمع حتى من بعض المقصرين وصدق المولى جل وعلا : (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )
ولكي لا تكون غيرتنا على النبي صلى الله عليه و سلم مجرد رد فعل عابر يسعدنا أن نقدم هذه الرسالة من أجل أن نؤسس لمحبة راسخة تثمر عملا صادقا تحقيقا لقول الله عز وجل( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
ومصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )
اللهم انصر دينك و كتابك و سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خيرا
بارك الله فيكي
اللهمّ صلِّ على سيدِنَا محمّدٍ طِبِّ القلوبِ ودوائِهَا وعافيةِ الأبدانِ وشفائِهَا ونورِ الأبصارِ وضيائِهَا وعلى ءالِهِ وصحبِه وسلِّم
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
وجوب محبه النبي محمد صلي الله عليه وسلام

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات،

ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق نسأله أن يثبتنا عليها في الحياة وعند الممات ،

ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لجميع الكائنات ، وأرسله بالهدى ودين الحق ، وأنزل عليه آيات بينات ، وبراهين نيرات ، عصمة ونجاة ، ودستورا للحياة ، من سار على دربه فاز بالجنات ومن أعرض عنه مُـني بالحسرات وطرح في الدركات

أما بعد/

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى كل مؤمن من نفسه ومن أهله وماله وولده، كيف لا ومحبته صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”.

وقد أخذ بيد عمر بن الخطاب يومًا فقال عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك” فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر”.

ولقد توعد الله على من كان أهله وماله أحب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].

فانظر كيف توعدهم ربنا: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}، ثم أعلمهم أنهم بهذا فاسقون ضالون.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما”.

ومحبة الله ورسوله هي أرقى أنواع المحبة العقلية وأقواها، فمن كان باعث المحبة عنده معرفة ما في المحبوب من كمال ذاتي فالله تعالى أحق بمحبته؛ إذ الكمال خاصة ذاته، والجمال الأتم ليس إلا لصفاته، والرسول أحق من يتلوه في تلك المحبة؛ لأنه أكرم الخلق عند ربه، وهو ذو الخلق العظيم والهدي القويم، ومن كانت محبته للغير تقاس بمقدار ما يوصله إليه ذلك الغير من المنافع، وما يغدق عليه من الخيرات، فالله تعالى أحق بهذه المحبة أيضًا، وإن نعمه علينا تجري مع الأنفاس ودقات القلوب ولا نعمة إلا هو مصدرها،

( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل:53] … وهذا الرسول الكريم هو واسطة النعمة العظمى؛ إذ هو الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى، واستنقذنا به من النار بعد أن كنا على شفا حفرة منها، فليس بعد الله أحدٌ أمن علينا منه، ومحبته الحقيقية شعبة من محبة الله.

إن محبتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم عبادة وقربة من أعظم القربات التي نتقرب بها إلى الله عز وجل، ونرجو بها رحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون، كيف لا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “المرء مع من أحب”.

إن المؤمن الصادق ليمتلئ قلبه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فيظهر أثرها على الجوارح إتباعا لسنته وتعظيمًا لقدره، وانقيادًا لأمره، مع الاستعداد لنصرته بالأرواح والمهج والأموال والأهل والأولاد، كما كان حال أصدق الناس في محبته وهم الصالحون والعلماء من هذه الأمة وعلى رأسهم أصحابه رضي الله عنهم حتى قال أبو سفيان رضي الله عنه قبل أن يسلم:

“ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا”، وذلك لما وقع زيد بن الدثنة أسيرًا عند قريش فأخذوه ليقتلوه، فسأله أبو سفيان: أنشدك بالله يا زيد: أتحب أن محمدًا الآن مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال زيد: “والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي”.

وعند رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من أُحد وكان قد أشيع أن الرسول قد قتل، خرجت امرأة من الأنصار فاستُقبلت بأن أباها وزوجها وابنها وأخاها قد قُتلوا جميعًا، وهي تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه، فأشاروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأته قالت: “كل مصيبة بعدك جلل” يعني صغيرة.

ويُسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ.

ويلخص القضية أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين نعى رسول الله نفسه فقال: “إن عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار ما عند الله”. فقال الصديق رضي الله عنه وهو يبكي: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.