مخاطر السمنة المراهقين
يبالغ البعض في وصف البدانة عند المراهقين بالوباء، إلا أن الوصف الأدق لتلك المشكلة هو أنها تنذر بأزمة لابد من تداركها بالطرق السليمة. أسهم انتشار استخدام الحواسب في تسيير معظم المهام اليومية في ازدياد فترات الجلوس وعدم الشعور بحاجة للحركة طالما هناك البديل. تنتشر هواية ممارسة الألعاب الإلكترونية بين المراهقين وما أطول ساعات الجلوس أمام الحاسوب لتصفح مواقع الإنترنت، الأمر الذي قد يصاحبه تناول بعض المسليات والمشروبات الغازية، وما قد يفاقم المشكلة هو تناول بعض الوجبات السريعة الغنية بالشحوم الزائدة والخالية من أية مواد مفيدة للجسم.
مخاطر السمنة المراهقين
تبين حديثا أن البدناء من المراهقين أحيانا ما ينخرطون في بعض السلوكيات الضارة، مثلهم كمثل الأصحاء من أقرانهم، وإن كان من المعتاد أن يقوم البدناء بسلوكياتأكثر خطورة. تناولت الأبحاث الممولة حكوميا الأخطار المترتبة على تعاطي المخدرات والمواد الكحولية ونسبة الإقبال على الانتحار بين طلاب المرحلة الثانوية ليتبين أن للبدناء نصيبا كبيرا من بين المراهقين المتورطين في مثل تلك الأعمال. تبين أيضا أن المراهقين عادة ما يرغبون في تجربة تناول المخدرات والتدخين وقد يقلعون عنها إذا ما وجدوا فيها ضررا على صحتهم، أما المصابون منهم بحالات نفسية سيئة فمن الصعب عليهم نبذ تلك العادات الضارة، بل والمميتة أحيانا، وما أكثر ما يصاب البدناء من المراهقين بحالات من التوتر والحساسية المفرطة، وقد يتطور الأمر معهم إلى حد الاكتئاب. عادة ما يقدم المصاب بالسمنة على الانزواء وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية مما يزيد من رغبة المراهق البدين في ممارسة عادات ضارة دون وعي، خاصة مع غياب البديل النافع من العادات.
مخاطر السمنة المراهقين
لا يتوقف الأمر عند التدخين وتناول المخدرات، بل قد يمتد إلى اتباع سلوكيات عدوانية والرغبة في إلحاق الأذى بالذات والآخرين، فمثلا قد يتعامل المراهق البدين بعنف مع أقرانه عند تعرضه للإيذاء، وعادة ما يكون البدين هو المتهم بتوجيه الإساءة. قد يجد المراهق البدين نفسه محاصرا في عالمه مما يدفعه إلى ارتكاب حماقات غير مبررة آثارها السلبية تعود عليه دون تدخل المحيطين لإنقاذه من مشكلاته. اختراق نفسية المراهق من أصعب ما يمكن على الطبيب النفسي، فما الحال إذا مع المصاب منهم باضطرابات نفسية، ولذلك قد يكون من الصعب إنقاذه من اتباع السلوكيات الضارة. يتعرض المراهق البدين إلى عزلة في مجتمعه يفرضها عليه الآخرون برفضهم التعامل معه بوصفه فردا عاديا من أفراد المجتمع، وعندها تبدأ المشكلة تتفاقم وقد تتدهور إلى حد الانتحار، وهنا تبرز أهمية احتواء المجتمع لجميع أفرادها على حد سواء. مع ذلك، قد لا يأبه الكثيرون بمعاناة المراهقين عند تغير حالاتهم المزاجية وتعرضهم للضيق وانفعالاتهم غير المبررة أحيانا، فما الحال إذا مع من يمرون منهم بنفس تلك المشكلات بجانب المشكلات المترتبة على السمنة؟!